كـتـاب ألموقع
يوميات حسين الاعظمي (1300)- مانشيت/ 6 ثمار حقبة التحول (المقام المصنوع)
- المجموعة: حسين الاعظمي
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 26 شباط/فبراير 2025 20:08
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 886
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1300)
مانشيت/ 6 ثمــار حقبة التحول (المقام المصنوع)
حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من الفصل الثامن والبحث المقدم الى الاستذكار الذي أقيم من قبل الموقع الإلكتروني (منتدى أيامنا) بمناسبة مرور خمسين عاما على وفاة المطرب الشهير ناظم الغـزالي.
البحث (الحداثة المقامية في القرن العشرين؛ ناظم الغزالي نموذجاً).
***
مانشيت / 6 ثمــار حقبة التحول (المقام المصنوع)
إن الفترات الزمنية التي ظهر فيها كل من الخمسة المبدعين الكبار(حسن خيوكة(1912-1962) ويوسف عمر(1918-1986) وناظم الغزالي(1921-1963) وعبد الرحمن العزاوي(1928-1984) ومائدة نزهت 1937-2019). وأن تكن متقاربة جداً من منتصف القرن العشرين، تعتبر انعطافا في الفن العراقي بحق لوقوع بعض الأحداث الفنية المهمة. منها تأسيس الإذاعة العراقية أوائل الثلاثينيات. وفي نفس الزمن تأسيس معهد الفنون الجميلة الذي تخرَّج منه ناظم الغزالي ممثلاً. وكان قد عاصر الغزالي منذ فترة الدراسة كزملاء في المعهد، فنانون موسيقيون أصبحوا فنانين كباراً لهم شأن كبير في الموسيقى والغناء استطاعوا أن يُنهِضوا بالفن الموسيقي إلى أعلى المراتب الفنية والعلمية والجمالية، وخلاصة القول فإننا نرى أن التسجيلات المقامية التي أُنجزت في الفترة المعاصرة لناظم الغزالي التي أطلقنا عليها(حقبة التجربة) الواقعة في عقود الاربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، كانت على نوعين من الأداء، إذ يمكن أن نلقي بعض الضوء على هذه التسجيلات من ناحية أخرى، حيث أن المقامات التي أداها المطربون المقاميون في الحقب السابقة، كانت قد أُديت كما وصلت كموروث غناسيقي من حيث الشكل والمضمون أباً عن جد من السابقين إلى اللاحقين دون تدخل العقل بصورة مباشرة في أدائها، وأعني بذلك أنها أُدِّيت بوعي عفوي تلقائي تقليدي من حيث أداء القالب التراثي (form) مع الموسيقى، أي مقدمة موسيقية أو بدونها. ثم يتابع الموسيقيون المطرب حتى نهاية المقام ثم تأتي الأغنية التي تتبع المقام (بستة)(هامش1) دون أن نستمع إلى وضع أو إدخال تحليات أو إضافات تذكر لمثل هذه الأعمال المقامية لأجل إبراز دور الموسيقى، حتى يصل الأمر في معظم الأحيان إلى استغنائهم عن إجراء التمارين (البروفات) لأعمالهم قبل تسجيلها..! وهذا يعني من جانب آخر أن دور الموسيقى كان ثانوياً. ولكن ما أن تخرَّج طلبة الدورات الأولى في قسم الموسيقى بمعهد الفنون الجميلة حتى ظهرت ثمرات طموحاتهم الفنية والذوقية، فبدأوا أولاً بأعداد مسبق للأعمال الغناسيقية بصورة عامة اعتمد على حيِّز جيد من التفكير الموسيقي ومن جماليات الذوق المعاصر وبصورة ملفتة للسمع والنظر ذي علاقات فنية متماسكة جماليا. وبناء فخم من الإعداد المتقن، بحيث عادت إلى الموسيقى قيمتها الحقيقية. وأعتقد أن معظم المطربين المعاصرين لهذه الحقبة كان لهم حظَّاً في إنتاج هكذا أعمال معدّة فنياً وموسيقياً، وقد أطلقنا على هذه المقامات بـ(المقامات المصنوعة أو المقام المصنوع) ولعل المطربين المبدعين الخمسة الكبار، والغزالي على وجه الخصوص كانوا أوْفر حظاً في إنتاج أعمالهم بهذا الأسلوب الفني. وبلا شك أن الرؤية الجمالية والأحساس الكبير بفنية الأداء التي يمتلكها ناظم الغزالي بالفطرة، يشاركه كذلك حسن خيوكة في هذا الأمر إضافة إلى يوسف عمر، وعبد الرحمن العزاوي، ومائدة نزهت. كمغنّين إبداعيين خمسة كبار، قد ساهمت هي الأخرى متفاعلة مع مضامين وجهود العمل الغنائي الذي قاموا بأدائه وسُجِّل لهم كمقامات عراقية ستبقى تسمع إلى زمن يطول كثيرا.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
هوامش
1 – هامش1: بستة. تعني الاغنية الخفيفة التي تتبع غناء المقام العراقي بعد ادائه وهي من نفس سلمه طبعا، وهي كلمة اعجمية معناها (الربط) أي انها تربط بين المقام المغنى واغنيته.
صورة/ حسين الاعظمي يغني مقام الكرد في حفلة تخرج الدورة الاولى لطلبة معهد الدراسات النغمية العراقي بصحبة فرقة طلبة واساتذة المعهد الموسيقية في قاعة الشعب ببغداد يوم 13 /6 /1977.
المتواجون الان
1122 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع