اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (17)- اعتزالي المصارعة / جزء 2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوميات حسين الاعظمي (17)

 

المتابعة الحلقات السابقة على الرابط

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/206-adami.html

 

اعتزالي المصارعة / جزء 2

      اكتب اليك عزيزي القارئ الكريم شيء عن آخر بطولة لي في المصارعة، حيث فيها موقفا اخلاقيا اود ان تطلع عليه، وهو ما كتبته في كتابي الموسوم بـ (حكايات ذاكرة صورية) في الصفحات (من 141 الى 144) واليكم الموضوع ادناه

        في منتصف عام 1986 ، عاش العالم الرياضي وغير الرياضي، أحداث نهائيات بطولة كأس العالم بكرة القدم، التي أقيمت في المكسيك على ما أعتقد. وفي هذه الايام من صيفنا الحار سهرنا سهرتيـْن متتاليتيـْن حتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي..! في بيت صديقنا عازف الكمان الشهير فاروق العبيدي. وقد إقتصر الحضور على شخصيات معدودة ، وهم المرحوم صباح مرزا (المرافق الاقدم للرئيس صدام حسين) والشخصية الرياضية الشهيرة المرحوم فهمي القيماقجي، ومدرب المنتخب العراقي لكرة القدم الشهير المرحوم عمو بابا ومساعده اللاعب الدولي السابق باسل مهدي ، رغم أنهما في هذه الفترة بالذات لم يكونا مع المنتخب، لأن المنتخب في هذه الاثناء في المكسيك تحت قيادة المدرب البرازيلي إيفرستو. وهي المرَّة الوحيدة التي صعدنا فيها الى نهائيات كأس العالم حتى الآن. كذلك كان العميد مناف الصالحي رئيس نادي الشباب الرياضي موجوداً أيضاً..

           ومن جانب الفنانين، إقتصر عددنا على المطرب الكبير سعدون جابر مع عوده، وعازف الايقاع عامر البكري وعازف الاكورديون المرحوم رمزي احمد وأنا، فضلاً عن مشاركة صاحب البيت فاروق العبيدي بكمانه الجميل. مع مجيء المطربة المرحومة سعاد عبد الله، حيث مكثت فترة قصيرة ثم غادرت بعد أن غنت فاصلاً ، وقـــد تم التسجيل الصوتي لهاتيـْن السهرتيـْن الجميلتيـْن..

           في فترة من فترات الراحة وتبادل الاحاديث، تحدثتُ مع المرحوم العميد فهمي القيماقجي الذي سبق أن شغل مناصب رياضية وغير رياضية عديدة في وزارة الداخلية، إبتداءاً من كونه حكماً دولياً كبيرا بكرة القدم، مروراً بمنصب مدير ألعاب الشرطة ورئيس اللجنة الاولمبية ومدير الشرطة العام وغيرها. قلت له. هل تتذكر يا سيدي عندما أقيمت بطولة العراق للمصارعة الحرة والرومانية للمتقدمين في نادي الموصل قبل إنتصاف عام 1975 .!؟ قال نعم أتذكر..! وجئتم من بغداد بطائرة خاصة مع جمع من القيادات العسكرية الرياضية لرعاية نهائي البطولة..!؟ قال نعم أتذكر ذلك. قلتُ. هل تتذكر يا سيدي عندما إنتهى أحد النزالات النهائية التي كنتَ ومن معك راعي هذه النزالات النهائية، ونزلتَ من مكانكَ العالي الى بساط المسابقات النهائية وقبــَّلتَ أحد المصارعين الفائزين وقلتَ له، بارك الله فيك يا إبني على هذه الاخلاق الرياضية..؟ قال والله أتذكر جيداً..! قلت له، أشكركَ يا سيدي، فالمصارع الذي نزلتَ اليه من مكانكَ مهنئاً له ومشجعاً، هو أنا..! فارتسمت على محياه علامات التعجب والاندهاش، وأردف قائلاً. هل يعقل أن يكون ذلك المصارع البطل هو حسين الاعظمي مطرب المقامات العراقية..!؟ إذن كنتَ مصارعاً دولياً بطلاً للمتقدمين في العراق..! هذا ما لا نعرفه عنك جيداً..

    أعود اليكم أعزتي القراء الأفاضل الى بطولة العراق للمتقدمين في المصارعة التي أقيمت كما قلتُ في نادي الموصل الرياضي قبل انتصاف عام 1975 . التي ذكـَّرتُ المرحوم العميد فهمي القيماقجي بها، حيث كان نزالي الأخير في النهائي مع المصارع الموصلي صلاح الذي يلقب بـ صلــُّوح. واعتقد انه كان نزالي الاخير ايضا في مسيرة المصارعة التي خضت تجربتها منذ خمس سنوات، حيث اعتزلت المصارعة نهائيا بعد هذه البطولة، بعد ان حصلت على عدة بطولات محلية خلالها كبطولة الفتيان والشباب وغيرهما..

        لقد كان نزالي مع الموصلي صلوح، نزالاً عنيفاً جداً بحيث أدماني في وجهي وأذناي وأصابني خلعٌ في يدي اليمنى وإصابة أخرى في كاحلي الايمن..!! كل ذلك وأنا صامد لم أقابله بالمثل أبداً، كما لم أقابل أحداً من قبل بأي عنف وسوء..! وقد وصل الامر في هبوط أخلاق خصمي صلـُّوح، عندما  صفـَّرَ حكم النزال معلناً نهايته وانا فائز فيه بالنقاط، ونحن متماسكان وسط البساط ، فككتُ يدي من تماسكنا بعد الصافرة الاخيرة حيث إنتهى كل شيء، ولكن المصارع صلـُّوح رغم كل ذلك، لم يكتفي بما فعله بي خلال النزال، وانما بقي ماسكاً بي ولم يعر اهتماما لصافرة الحكم، ونطحني برأسه بآخر نطحة له في النزال، إمتعاضاً من نتيجة النزال أمام كل الجماهير الحاشدة في النادي، ورغم ذلك وباللحظة المناسبة، مسكتـُهُ وقبــَّلـُتهُ أمام الجماهير كلها التي صفــَّقتْ لي كثيراً في هذه اللحظات، وهو ما أدى الى نزول المرحوم فهمي القيماقجي الى وسط الساحة وتجشمه هذا العناء ليقبلني ويهنئني على موقفي الاخلاقي المثير والنادر..   

           بهذا النزال، تكون البطولة ونزالاتها هي آخر البطولات والنزالات التي مارستها خلال حياتي الرياضية، لأنني إعتزلت المصارعة مبكراً بصورة نهائية عشية هذه البطولة، رغم أنني كنتُ ضمن اعضاء المنتخب الوطني الذي ينوي السفر الى تركيا لإجراء نزالات مع المنتخب الوطني التركي، وذلك عندما شرعتُ بغناء المقام العراقي في المتحف البغدادي منذ بداية عام 1973..

والى حلقة قادمة ان شاء الله

وللذكريات شجون

 

صورة 1/  فريق الجنسية العامة في حدائق نادي الموصل الـــــرياضي ، خلال بطولة العراق للمتقدمين ، الواقفون من اليمين ، ثابت نعمان وجمال .....؟ وعلي حسين و ..........؟ و المدرب عدنان محمد صالح ، الجالسون حسين الاعظمي وعصام منصور وفاروق عباس ورعد مصطفى نيسان April 1975

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.