اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعـظمي (19)- محيط الاساتذة / ج2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوميات حسين الاعـظمي (19)

 

لمتابعة الحلقات السابقة على الرابط

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/206-adami.html

محيط الاساتذة / ج2

      ان اهم ما يمكن ان نتحدث عنه، ونفخر بالذي حدث بعد تأسيس معهد الدراسات النغمية العراقي عام 1970، هو بداية عصر التكنيك في العزف على الآلات الموسيقية لفرقة الجالغي البغدادي، وتطور تكنيكي مضاف  لبقية الآلات الاخرى. وبالنسبة الى آلتيْ الجوزة والسنطور، اللتين تهمنا في هذا الموضوع، باعتبار ان المعهد اسس لدراسة موسيقى وغناء المقامات العراقية مع فرقة الجالغي البغدادي وآلاتها التراثية المستخدمة فيها. والفضل الاكثر في هذا التطور، يعود الى الاستاذين القادمين من تاجاكستان في هاتين الآلتين الاثيرتين. إلماز عبد الله ايف ورحمانوف. ولكن الامر لم يتوقف عند هذا الحد. فهناك انجاز اهم حتى من التحدث عن التكنيك في العزف، وهو توسيع افق الآلتين علميا وفنيا وثقافيا..! فقد كان عازف آلة السنطور التقليدي مثلا، محدود الامكانية في متابعة المطرب المقامي في تجواله بين الانغام والسلالم الموسيقية عندما يشرع بغناء احد المقامات..! وهذا الامر يتعلق ايضا بصناعة الآلة التي تطورت على ضوء هذا التطور في العزف عليها. فزيدت في عدد اوتارها، ونظِّمت تنظيما جديدا، بحيث يمكن للعازف الحرية في التجول بين الانغام والسلالم الموسيقية، سواء في العزف المنفرد او في مرافقة مغني المقامات العراقية. وعليه فان دراسة هذه الآلة مطلع السبعينات في المعهد الاثير الى نفوسنا، كان منعطفا كبيرا جدا يحسب لتاريخ هذه الآلة طيلة ازمانها الموغلة في القدم رغم ان البعض من عازفيها ما زالوا يتكئون على اسلوبهم التقليدي مستسهلين الامر بصورة تنم على عدم الوعي، او ضعف في الطموحات والجنوح الى التطور..!

      اما بالنسبة الى آلة الجوزة، فان الامر مشابه تماما لِما حدث لآلة السنطور في تطورها الجديد من حيث المبدأ. فقد كان العازف التقليدي لآلة الجوزة يشد اوتارها بالخيوط، ويحرك هذه الخيوط الى الاعلى او الاسفل ليصل الى الطبقة الموسيقية التي يريدها خلال الاداء..! وفي هذا الامر اجحاف كبير لامكانية الآلة، حيث تتجسد عدم الامكانية لدى العازف في عملية التصوير الموسيقي للطبقات المراد ادائها..! كما هو الامر في آلة السنطور عندما يقوم العازف بتحريك الدامات المتكئة عليها الاوتار..! ويبقى عازف الجوزة او عازف السنطور، اسير طبقة واحدة في كل عزف سواء المنفرد منه او في مرافقة المغنين المقاميين، حيث لا يكلف عازف الجوزة نفسه اكثر من رفع الخيوط المشدودة على اوتار الآلة او خفظها ليصل الى ما يريده من طبقة موسيقية آنيا..! وبهذا العمل يبقى عازف آلة الجوزة او عازف آلة السنطور، ضعيفا، او ربما جاهلا في علمه ومعرفته للابعاد الموسيقية التي تحتاجها الطبقات الادائية العديدة، ونحن هنا لا نقلل من قيمة هذا الامر التقليدي، ولكنها مرحلة ثقافية وعلمية وفنية انعطف بها معهد الدراسات النغمية العراقي نحو العلم والمعرفة والتطور المستمر حتى يوم الناس هذا..! وينبغي ان ينتهي الاسلوب التقليدي تماما، والتركيز على ماحدث من تطور في الموسيقى او غير الموسيقى. ويبدو من وجهة نظري، ان العزف اليومي وحفلات الليل، هي السبب المباشر في استسهال عازف الجوزة او عازف السنطور، في ترك ما يتوجب عليه من معرفة علمية وفنية وثقافية لهاتين الآلتين الاثيرتين..!

     بقي ان اقول لاخوتي القراء، ان دراستي في المعهد كنت فيها متخصصا بآلة الجوزة، وعليه ارجو من الجميع وعلى الاخص منهم من يعزف على هاتين الالتين – الجوزة والسنطور – ان يعلقوا على هذا الموضوع او ربما تصحيح ما ورد من اخطاء او ملاحظات خدمة للتاريخ والارشفة والتوثيق والله من وراء القصد..

وللذكريات شجون

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.