اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (34)- شيء عـن عادل الهاشمي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 يوميات حسين الاعظمي (34)

 

لمتابعة الحلقات السابقة على الرابط

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/206-adami.html

 

شيء عـن عادل الهاشمي

         ان الناقد الموسيقي الكبير المرحوم عادل الهاشمي، ناقد تمرس في الكتابة النقدية الموسيقية طيلة زمن قارب الخمسين عاما، بكثافة مفعمة بالجهد والمثابرة، وفي انتظام كتابي مستمر لم يسبق ان مارسه اي ناقد آخر بمثل هذا الاستمرار والانتظام في الكتابة. لرصد وتاشير مكامن القوة والضعف في نتاجات الغناء والموسيقى في العراق من خلال المغنين والعازفين والباحثين والمتحدثين في شؤون الموسيقى والغناء وما اقترب من ذلك بصورة عامة، وكتاباته عن غناء وموسيقى المقام العراقي على وجه الخصوص خلال القرن العشرين.

 

      ويعد هذا الرجل الامين والناقد الرصين، من اكثر النقاد الموسيقيين ممن كتبوا عن شؤون غناء وموسيقى المقام العراقي، وربما اكثرهم كتابة عن هذه المقامات بمعاناتها وهمومها الفنية والتاريخية بكل تاكيد، مقدما للتاريخ الموسيقي والغنائي، خدمة علمية وفنية لا توصف، في سبيل تطور مؤدي وعازفي الغناء والموسيقى في بلدنا العراق، ومؤدوا وعازفوا المقام العراقي ممن ظهروا في النصف الثاني من القرن العشرين على وجه التحديد. ويشهد على ذلك الانتظام، عموده الاسبوعي (المرفا الموسيقي) الذي انشاه في جريدة الجمهورية عام 1987 بعد وفاة الناقد الموسيقي الرائد هلال عاصم رحمه الله الذي كان يعمل في جريدة الجمهورية. وتوقف هذا العمود الاسبوعي بعد الاحتلال البغيض لبلدنا العزيز (العراق) عام 2003..

         اتذكر مرة كان فيها المرحوم عادل الهاشمي، حاضرا احدى جلسات الملتقى الثقافي الذي كنت اعقده في بيتي صباح يوم الخميس من كل اسبوع (من عام 1993 الى 2003) – وطبيعي ان يكون المرحوم عادل الهاشمي من حضّاره الدائميين والمساهمين في إلقاء المحاضرات الفنية فيه– اخبرني بانه ينوي الكتابة عني في مشروع ربما يصبح كتابا، او هو مشروع كتاب بالفعل. ولكن الظروف التي ابعدت احدنا عن الاخر، ادت الى شبه نسيان للموضوع، او اجـِّـلَ بطبيعة الحال والظروف القاسية التي مر ويمر بها بلدنا العراق حتى اليوم..! وقبل ايام وانا اتصفح في موقع كوكل  Google  عثرت على مقالة طويلة، بل هي بحث مستفيض عن المقامات العراقية ومؤديها من المغنين والعازفين خلال القرن العشرين. وفي احد فصول هذا البحث كان الاستاذ الهاشمي قد خصصه بالحديث عن احدى تجاربي العلمية في غناء المقام العراقي، وهي – توزيع المقام العراقي هارمونيا وكوانتربوينتيا – حيث يبدو لي انه اقتطعها من مشروع كتابه المخطوط الذي حدثني عنه قبل سنوات مضت. ولاهمية هذا الفصل من الناحية النقدية والعلمية والفنية. وددت ان تطلعوا على جزء منه، آملا الفائدة والاستمتاع للجميع..

                                               *******

كتب عادل الهاشمي

عن تجربة حسين الاعظمي العلمية

قد يكون من المفيد القول، انه في الوقت الذي قدم فيه المطرب حسين الاعظمي، على خطوة خطرة مثل خطوة (الغناء التقابلي) ، فأنه يسجل وبأصرار محافظته الواضحة في مجال الاستخدام الالي للفرقة التي يؤثرها في مرافقته الغنائية عبر الحفلات التي يقيمها في العراق ومختلف بقاع العالم، ومن المؤكد ان لدى حسين الأعظمي الكثير من المبررات التي يسوقها تدعيماً لاتجاهه هذا، لكن مثل هذه المبررات مهما كان وزنها، تعجز تماماً عن تبرئته من مثل هذا القصور الذي يحيط حركته الغنائية عبر نشاطاته الفنية، وليس من قبيل الصدف ان يكون هناك اكثر من وشيجة تربط بين (القداس) في الابتهالات المسيحية وبين المقام العراقي، الذي ظل عبر خاصيات موسيقاه وآلاته ومغنيه ينتسب الى المدرسة العباسية القديمة التي نشأت تاريخيا في بغداد، وهو أي المقام كان وسيبقى ارتجالاً صوتياً قواعديا على ايقاع حر ومزخرف لنصوص شعرية وزجلية،

اما النغمة فهي الاصوات الصادرة عن درجات المقام وفق الابعاد الثنائية المقررة لها، وعليه فأن اختلاف النغمات او الأنغام يرتبط باختلاف الابعاد المذكورة والمقام العراقي يتركب من ثلاثة اقسام هيـ التحرير والمتن والتسليم، وما بين التحرير والتسليم مجموعة من الاوصال والميانات والقرارات،

 وسيصبح من المستحيل علينا في المستقبل نحن ورثة المقام العراقي من الاجيال الحالية واللاحقة، ان نكتب تاريخاً لمجموعة البناءات المقامية العراقية، الثوابت الغنائية اذا ما استندنا الى ابحاث كتلك، فالمقامات العراقية بما فيها من نقاء وهجنة وتغريب تشكل وحدة من روح وتطور محدود ومحدد، لايمكن ابداً العزل او الفصل بين عناصرها ويجب على الفنان الا يتخيل ابداً انه باستطاعته ان يفهم احدى العمارات البنائية لاية مجموعة مقامية من دون العودة الى بقية المجموعات الاخرى التي تترابط وتتآلف معها، وهذا ما وعاه الفنان حسين الاعظمي سواء بالحس الفطري ام بالدراسة فيما بعد، ان ولادة هذه المجموعات المقامية وانتشارها وتثبيتها الباطني لاتقع في حقبة تاريخية واحدة، انها نتاج ثري لحقب تاريخية متتابعة ومتعاقبة، قد يصعب تحديدها ولكن هذه المجموعات المقامية تملأ قروناً عديدة، تملأها عطاءً واخذاً فيهما التبادل والازدهار المدهش بخصوبته وثرائه، وحتى نضوج مذهل وتحولات شكل تأخذ مداها المحافظ ولكن اشكال هذه المقامات الغنائية وتراكيبها، هي ربما تخضع في قليل او كثير الى التغيير والتحويل المتدرج، اذ ان في اعماق هذه المقامات تكمن الروحية الواحدة ذاتها، وهذه الروحية هي ذاتها التي تنطق بفرادتها الفنية العجيبة

وللذكرى شجون

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.