اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (223)- من مقدمة كتاب حكايات ذاكرة صورية/1

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب

يوميات حسين الاعظمي (223)

 

من مقدمة كتاب حكايات ذاكرة صورية / 1

 يوضع كتاب (حكايات ذاكرة صورية) الصادر في كانون الثاني عام 2015 في بيروت عن طريق المؤسسة العربية للدراسات والنشر. في خانة كتب المذكرات والسيرة الذاتية . في صفحات تجاوز عددها 454 في حجم (24x17) .

 

      ولدتْ فكرة الشروع في إنجاز هذا الكتاب (حكايات ذاكرة صورية) في جزئه الاول، الذي يجنح في مضمونه نحو كتابة أحداث وذكريات أشبه بإسلوب المذكرات الخاصة، بهذا المنحى وهذا الشكل من الكتابة والإعداد. وذلك من خلال محاولات التفكير الواعي والتفكير العفوي اللاواعي كما يبدو، من أجل إستحداث او عمل شيء..! عندما يكون الانسان من حيث المبدأ ، يصبو الى عمل ما في حال اليقظة والتفكير الواعي، إذ غالباً ما يعجز الانسان عن الوصول إلى نتائج إيجابية لطموحاته وهو في كامل وعيه ويقظته..! بيـْدَ أن تفكير العقل اللاواعي المخزون في أعماق كيان كل إنسان، يبقى مخفيـَّـاً ينتظر اللحظة المناسبة التي يظهر فيها على السطح..! نتيجة الارهاصات والهواجس المعلنة والخفية التي يعيشها الإنسان خلال ظروف حياته الخاصة..! والتي يصعب على أي إنسان شرحها أو الحديث عن خفاياها..! ويبدو أن مثل هذه الحالة كانت موجودة لديَّ بصورة مـُلحـَّة في هذه الفترة الزمنية. وهي موجودة لدى كل إنسان من حيث المبدأ كما قلت، ولكن بنسب متفاوتة تعتمد على التجربة الحياتية الشاملة لكل الظواهر..

 

         في البداية كنتُ أفكر بصورة تقليدية، كتابة مذكرات لأحداث كثيرة مرَّت في حياتي بصورة تشابه أي كتاب تقليدي يتضمن المذكرات الشخصية لمختلف الاحداث. وكنتُ جاداً في هذا الشأن، وأفكر في إيجاد الوقت لأتفرغ لكتابة هذه الذكريات والاحداث بصورتها التقليدية. لشعوري بأهميتها التاريخية، حيث تتضمن معلومات خاصة وعامة، أو تتعلق بأحداث جانبية كثيرة تخص مواقف اخرى مرَّت خلال حياتي التي عشتها منذ بداية النصف الاول من القرن العشرين حتى هذا اليوم. وطال الأمر ولم أبدأ بالكتابة، لكن الفكرة التقليدية هذه، من حيث المبدأ موجودة في ذهني لا تغادرني وأنا جاد بها كما يبدو لي. حتى قفزتْ الى ذهني بشكل مفاجئ، فكرة بسيطة..! بسَّطتْ لي مشروع الكتابة..! وهي التي شرعتُ بكتابتها الآن بين يديك عزيزي القارئ الكريم، في كتابة بعض المعلومات والاحداث إعتماداً على الذاكرة المصورة فوتغرافيا، أي أن الحدث يعتمد على ما استطعت من تدوين بعض الكتابات المؤرخة بصورة خاصة، وبمساعدة مضمون الصورة الفوتغرافية وما يحيطها من تاريخ وذكرى، واخيرا بمساعدة الذاكرة ايضا، كل ذلك يكون محور الكتابة كلها في هذا الكتاب. متكئاً على عنوان داخلي لكل حلقة من الحلقات هو – حكاية هذه الصورة – إذن، الفكرة تعتمد على الذاكرة من خلال الصورة الفوتغرافية، بالرجوع الى ما تم تدوينه في الارشيف والوثائق وعلى ظهر الصور ايضا. فوجدت في هذه الفكرة البسيطة استيقاظ لرغبتي الموجودة في ذهني لسرد الكثير من الاحداث التي مرَّت. ثم تطورت وتبلورت هذه الفكرة حتى كتبتُ أول حلقة من حلقاتها يوم، السبت 22/12/2007. المتضمنة كتابة وتدوين الذكريات.. 

 

        والفكرة تعتمد بصورة مباشرة على مضامين الصور الفوتغرافية وما يحيطها من معلومات اخرى تتعلق بمضمون الحدث والصورة كما قلت..! وفكرة الكتاب هذا، تتسم باسلوب الحكاية عن حدث ما، من خلال فحوى الصورة الفوتغرافية وما تم تدوينه حولها كتابياً، إضافة الى ما تختزنه الذاكرة فيما يخص موضوع الحدث والصورة..! التي أرغب في تدوينها ومن ثم نشرها، وربما تكون اكثر من صورة فوتغرافية في الحلقة الواحدة ، ولكنها تعني حدثا واحدا..

 

         محتمِلاً في ذلك، الإفادة منها كواحدة من إحدى التجارب الشخصية الانسانية لأي شخص كان، والرغبة في ذكر الحقائق والأحداث بكل أمانة وصدق ، تتعلق ربما بأشخاص آخرين من خلال مواقفهم، التي غالباً ما تكون إيجابية، والبعض القليل منها سلبية..! وبالامانة والصدق يمكن أن تـُلغى كل الأقاويل التي تتحدث عن بعض الأحداث المشتركة التي ترد هنا ويكتبها أصحابها من وجهة نظرهم بصورة اخرى في مكان آخر، ربما تكون غير دقيقة، إن كان ذلك بتقصد أو دون ذلك..! وعليه تكون الامانة والصدق في التدوين، هما الفيصل الحاسم التي يمكن من خلالهما الاستفادة الحقيقية من ذكر هذه الأحداث، إذا ما علمنا أن معظم الناس لايكتبون ذكرياتهم وأحداث حياتهم بصورة تفي بالغرض، أو على شكل يوميات مدونة لا تقبل الجدل، فهم يعتمدون كل الاعتماد على الذاكرة العقلية  فقط في طرح ذكرياتهم وتجربتهم والتصريح بها في أمكنة مختلفة..! التي غالباً ما تكون غير دقيقة في طرحها عند الإدلاء بها..! والأمر وارد جداً في نسيان البعض منها..! أو ربما الكثير من تفاصيل الأحداث التي مرَّت ما لم يتم تدوينها وتوثيقها بصورة يومية دقيقة تحفظ لنا غالبية محتوى المعلومة والحدث والذكرى. وما يشغلني ويهمني هنا، هو ذكر الحقائق بأمانتها وصدقها في النشر، والله يشهد على ما أقول..

 

        يبدو أنني وجدتُ في فكرة الكتاب هذا، طريقاً أسهل او ربما اجمل ايضا  بكثير فعلاً، مما يتوجب كتابة المذكرات بصورتها التقليدية، حيث يحتاج الأمر الى الكثير من التركيز في كتابة تسلسل الاحداث وتفصيلاتها..! في حين أن فكرة الاستعانة بحكاية مضمون الصورة الفوتغرافية وما يحيطها من معلومات، فيها كثير من السهولة في تحديد مضمون الحدث مع وحدة الموضوع المحصورة في حكاية صورة واحدة أو عدة صور تعني الحدث والمعلومة نفسها ، فهي إذن ذاكرة مصورة ، وهي إذن تجعلنا جميعاً من زاوية ما، ندرك فائدة وأهمية رغبتنا في جمع الصور الفوتغرافية والاحتفاظ بها للذكرى..!

 

       لكن بالرغم من كل ما أقوله الآن، أعتقد أيضا، أنني من ناحية أخرى، غير متنازل عن كتابة ذكرياتي وحياتي بالاسلوب التقليدي عندما أجد الوقت المناسب للتفرغ الى هذا المشروع، لأن الاسلوب المحكم والتركيز على المعلومات الواردة في الكتابة، يؤدي الى الاطمئنان من عدم ضياع تفاصيل أخرى للمعلومة ربما لم تـُذكر في حكاية الصورة الفوتغرافية..! أو أن هناك احداث لم تؤرخ من خلال الصورة الفوتغرافية أصلاً..! وأنا أعترف بأن هناك بعض التفاصيل لم تـُذكر فعلاً في هذا الكتاب من خلال اسلوب الحكاية للذاكرة الصورية. لأن الأمر لا يخلو من الصعوبات ، فأنا وحدي أكتب وأبحث وأطبع وأنقل وأمنتج و.. و.... الخ  رغم مساعدة عائلتي لي في هذه الشؤون وكذلك مساعدة بعض الاصدقاء . فالكتابات كثيرة وأرشيفي ووثائقي وصوري الفوتغرافية كثيرة جداً هي الاخرى، وأشغالي الفنية والحياتية وما شابه ذلك ، هي الاخرى كثيرة أيضاً..

 

      نكمل حديثنا في الجزء الثاني ان شاء الله .

الامانة والصدق ذروة الاخلاق الحميدة

  

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي /  حفلة الكويت 1

https://www.youtube.com/watch?v=KJJ7_oABM74

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.