اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (224) من مقدمة كتاب حكايات ذاكرة صورية/2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب

يوميات حسين الاعظمي (224)

 

من مقدمة كتاب حكايات ذاكرة صورية / 2

         على الاجمال، إن هذه اليوميات وهذه التجارب مهما كانت قيمتها في المنظور التاريخي . أخشى عليها من نسيان بعضها، أو كثير منها، رغم أنني كنتُ قد وثــَّقـْتُ معظمها من خلال كتابة أهم الأحداث منذ بواكير حياتي، ثم تبلورت عندي الفكرة بمرور الزمن والتجربة حتى بدأت اكتب اليوميات بصورة منتظمة منذ زمن بعيد تجاوز الاربعين عاماً..! وليس كتابة اهم الاحداث فقط..

 

        ولم أكتفي بهذه الكتابات، بل حاولتُ وما زلتُ جاهداً جمع كل ما نشرته وسائل الإعلام فيما يتعلق بتاريخي الرياضي والفني، من أخبار صحفية واللقاءات التي أجريت معي والكتابات النقدية والصور الفوتغرافية، ما إستطعت الى ذلك سبيلاً، سواء ما ينشر في العراق أو الوطن العربي أو في اوربا والعالم. إضافة الى جمع الكثير مما أذيع وعرض لي من غناء أو حديث من خلال الاذاعة أو قنوات التلفزيون العراقية والعربية والاجنبية..! ولكن التدوين التاريخي هذا الذي أعتز به كثيراً، يحتاج هو الآخر الى التوسع في كتابته، عند الشروع بنشر وكتابة مادة تاريخية تشبه الى حد ما، كتابة المذكرات..! وكتابة مثل هذه الامور تعد مسؤولية كبيرة على صعيد الحقيقة والتاريخ والامانة، لأن أية معلومة سبق لي أن كتبتها في اليوميات، تحتاج هي الأخرى الى التوسع في تدوينها. لأن معظم ما يتم توثيقه وكتابته سابقاً، خاصة في بواكير الحياة، يتسم بصورة عامة الى الاقتضاب في ذكر الاحداث والمعلومات الفنية وغير الفنية، ويبقى الاعتماد على الذاكرة الذاتية المحيطة للحدث في تذكــُّر تفاصيله وتفاصيل كل الأحداث التي مرَّت بصورة أكثر دقة وأمانة. ولكن على الاقل، أن المعلومة مدونة بتاريخها وبعض الحديث عنها..! ولابد إذن من تذكــُّر أمورٍ تفصيلية أخرى لم تدوَّن في اليوميات بشكلها الواسع..! لأن بعض هذه الكتابات التاريخية، خاصة ما تم تدوينها في بواكير الحياة، كــُتـِبتْ ربما بصورة رؤوس أقلام لتاريخ المعلومة، نسبة الى مستوى الادراك والرؤية الثقافية في تقييم وحساب قيمة ما يتم تدوينه من تفاصيل في مقتبل الحياة. وعليه فإن خشيتي من هروب ونسيان تفاصيل دقيقة مما مرَّ من وقائع وأحداث وذكريات مرَّت في حياتي، أمر وارد وطبيعي..! ولا أريد أن أقول أنني وثــَّقـْتُ كل الامور بصورة دقيقة جداً، فلكل مرحلة من مراحل الحياة قيمتها التجريبية في الثقافة والمعرفة، وإمكانية معينة في الرؤية والنظر الى الامور، من حيث تقييمها والأخذ بها..

 

         المنعطف الذي جعلني أدرك بنسبة ما، قيمة التدوين والتوثيق وكتابة أهم الاحداث وأنا في عمر مبكر، هو أخي وشقيقي الحبيب محمد واثق..! اللغوي الاديب الفاهم الواعي المدرك بوعي فطري ووعي عقلي لقيمة وأهمية الكثير من ظواهر الحياة..! ورغم أنه يكبرني بأربع سنوات فقط، ولكنني من حيث وعيه وثقافته ورؤيته الثاقبة للامور، أشعر أنني أصغر منه بمقدار مئة عام ، وأنا حتى هذا اليوم أسير مستفيدا بهدي آرائه ورؤيته الثاقبة ونصائحه وتوجيهاته الصائبة.. فتحتُ عيني عليه، فهو قدوتي ومعلمي ومرشدي الى الطريق الصحيح ، فكنتُ أقلد كل ما يصدر منه من تفكير وسلوك.. كل ذلك، لأنه كان ولم يزل صريحاً معي ، في نقده وملاحظاته وآرائه.. 

 

        من ناحية أخرى، فقد أسعفتني كثيراً المعلومات الدقيقة التي كنت أدوِّنها خلف الصور الفوتغرافية، فيما يخص ذكرى الصورة وزمنها ومكانها ومضمون أسبابها وحدوثها، والشخصيات الموجودة فيها، وجاءت هذه المدوَّنات والمعلومات، إضافة جيدة جداً لتثبيت الحقائق ومن ثم الصدق والامانة، وبالتالي أصبحتْ هذه الصور وما كـُتبَ خلفها من معلومات، عوناً لكل جهود المدونات الأخرى من يوميات وما شابه ذلك..

 

       أود تذكير أخي القارئ الكريم، الى أنني أتحدث في هذا الكتاب بطرح أية معلومة أو ذكرى بصورة صريحة جداً بكل تأكيد..! وأقل صراحة من ذلك نسبياً، فيما يتعلق الأمر بشخصيات السياسة ورجال الحكم، الذين عرفتهم بحكم عملي الغناسيقي من خلال الحفلات والأماسي الليلية التي شملت غالبية رجال الحكم، أو الاغلبية الساحقة ممن عاصرتهم في حياتي منذ أن قدَّمتُ نفسي الى وسائل الاعلام مطلع عام 1973..  فعلى الصعيد الشخصي ومن حيث المبدأ، لاقيتُ كل الاحترام والتقدير من الجميع، ولم توجه إليَّ أية كلمة أثــَّرتْ في نفسي سلباً، بل العكس صحيح..! وهذا الأمر ينطبق أيضاً على المسؤولين الذين قــُدِّر لي أن أعمل وظيفياً معهم خلال فترة وجيزة ما بعد الاحتلال البغيض 2003 ، لأنني كنتُ قبل الاحتلال وبعده مديراً لبيوت المقام العراقي ومن ثم عميداً لمعهد الدراسات الموسيقية العراقي، فقد لاقيتُ كل الاحترام والتقدير من المسؤولين في وزارة الثقافة ووزارة التربية، وكل الدعم في تمشية أمور الوظيفة الفنية التي كنتُ أمارسها، وأي شيء طلبته لخدمة عملي الوظيفي، سواء في بيوت المقام العراقي أو في إدارة معهد الدراسات الموسيقية، كان لا يرد إلا بالايجاب، فقد كنتُ موضع إحترامهم رغم أن علاقتي كانت وظيفية فقط..! حتى تطورت الامور السياسية (نحو الأسوأ طبعاً) ، وأصبحتْ الحياة لا تطاق في ظل الاحتلال البغيض، يضاف الى ذلك إستلامي أكثر من تهديد شخصي لترك إدارة المعهد..! الأمر الذي أدى الى قراري الأكيد في تقديم إستقالتي من إدارة المعهد وتوجهي مباشرة الى المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة، رغم ممانعة وزير الثقافة السيد نوري فرحان الراوي، وعدم موافقته على استقالتي اعتزازاً منه بشخصي وإمكانيتي في إدارة المعهد والحاجة الضرورة لبقائي على رأس المعهد في ظل ظروف البلد القاهرة ..! حسب ما أدلى به ونقل لي عبر بعض موظفي الوزارة ، وبناءً على موقف السيد الوزير في شأن استقالتي ، والحاح ادارة المعهد بالعودة الى المعهد ومقابلة السيد الوزير.. عدت الى بغداد احتراما لموقف السيد الوزير في عدم موافقته على استقالتي واعتزازه ببقائي على راس المعهد.. وأنا أشكر السيد الوزير على تقديره وموقفه، لكنني في النهاية ذهبت الى وزارة الثقافة وأقنعت الوزارة باستقالتي ، وتم إنفكاكي من الوظيفة في آب August عام 2005  وقرَّرتُ الاقامة في بلدنا العربي الصميم، المملكة الاردنية الهاشمية حـــــــفظها الله وبلدي الحبيب العراق من كل سوء. والعمل بعدئذ في المعهد الوطني للموسيقى، التابع الى مؤسسة الملك حسين، خبيرا للموسيقى العربية ، فضلا عن التدريس فيه ايضا وما زلت على راس عملي حتى الان والحمد لله على كل شيء..

 

نكمل حديثا في الحلقة الثالثة والاخيرة ان شاء الله .

 

ما يزال الكتاب الورقي اجمل

 

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي / حفلة الكويت 3

 https://www.youtube.com/watch?v=_GlpkUtYecE

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.