كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (230)- بمناسبة رحيل المطربة سحر طه/ ج1

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

يوميات حسين الاعظمي (230)

 

بمناسبة رحيل المطربة سحر طه / ج 1

 (1963- 17/8/2018م) الجمعة

     اعلن في وسائل الاعلام المختلفة نبأ وفاة المطربة العراقية التراثية سحر طه يوم الجمعة السابع عشر من آب هذا العام 2018 . وقد ذكرت الصحافة بانها توفيت عن عمر ناهز الـ61 عاما فى أحد مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية بعد صراع طويل مع مرض السرطان ، وقد تم نقل جثمانها الى بيروت من أجل دفنها ، لاسيما أنها متزوجة من الاعلامي ورجل الاعلام اللبنانى السيد سعيد طه . هذا ويذكر أن سحر طه بدأت مسيرتها الفنية عام 1990 واشتهرت بتقديمها للأعمال التراثية العراقية ، أصيبت بالسرطان مرتين لكنها تمكنت من هزيمته ، لتعود معركتها مع المرض فى العام 2011 وظلت تتلقى العلاج الكيميائى فى الولايات المتحدة إلى حين وفاتها .

     على كل حال ، فقد سبق لي ان كتبت صفحات عديدة عن المطربة المرحومة سحر طه في كتابي الموسوم (المقام العراقي باصوات النساء) الصادر مطلع عام 2005 في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر . وزوجها الاستاذ سعيد طه اخا وصديقا عزيزا تعرفت عليه في سبعينات القرن العشرين عندما كان يدرس في بغداد . ولا اريد ان اطيل الحديث وربما اذكر اشياء اخرى خلال الاسطر المختصرة القادمة ..

 

      ولدت سحر علي هادي محي في بغداد . وحصلت على شهادات دراسية . ليسانس إدارة إعمال 1980 وماجستير 1984 في نفس الاختصاص ، وكذلك خلال هذه الدارسة حصلت على فنون تشكيلية من معهد الفنون الجميلة في بيروت ( 1981-1983) . ودخلت دورات خاصة في العزف على آلة العود ، وكذلك في الغناء كانت في المعهد الوطني ببيروت فيما بين سنوات 1986-1989 وقد بدات نشاطها بشكل عام مطلع الثمانينات . وخلال هذه المسيرة لم تكتف سحر علي بالموسيقى والغناء ولم تقف عند هذا الحد . فقد مارست الكتابة ، والنقد الموسيقي في الصحافة اللبنانية والعربية وتقديم البرامج التلفزيونية والمشاركات كعضو تحكيم في برامج المواهب الجديدة ، واستمرت على هذا المنحى ، وكتبت في صحافة النهار وجريدة الحياة وجريدة المستقبل اللبنانية وجريدة الشرق الاوسط . واقامت العديد من الحفلات الغنائية في اداء المقامات العراقية والاغاني التراثية ، وكذلك تجربتها في غناء الموشحات . ومن اهم هذه المهرجانات مهرجان بيت الدين في لبنان 1986 ومهرجان بابل الدولي 1987 ومهرجان اسوان 1992 ومهرجان الموسيقى العربية الخامس والسادس في دار الاوبرا المصرية عامي 1986 و 1997 كباحثة . وفي تونس شاركت في مهرجان المدينة العتيقة 2001 (هامش1) . وفي بغداد تزوجت من صديقنا العزيز الكاتب الصحفي اللبناني سعيد طه الذي كان يتردد على معهدنا (معهد الدارسات النغمية العراقي) عندما كنتُ طالبا فيه منتصف السبعينات ، وعندما كان هو الاخر طالبا يدرس في كلية القانون ببغداد . القريبة من معهدنا في منطقة الوزيرية . وعندما انهى السيد سعيد طه دراسته في العراق اواخر السبعينات غادر العراق عائدا الى بلده لبنان مصطحبا معه زوجته العراقية سحر علي هادي محي ، التي تعرّف عليها ايام دراسته ، ومنذ ذلك الوقت اقامت سحر علي هادي مع زوجها في بيروت حتى وفاتها رحمها الله . وقد عاصر هذا الزواج بدايتها الفنية ، وعليه تم اختيار اسمها الفني مقرونا بعائلة زوجها سعيد طه (سحر طه) . الذي كان وما يزال المشجع والمساعد الكبير لها في بلورة مسيرتها الفنية نحو الافضل في سبيل تحقيق الطموحات والاهداف الفنية الذاتية .

    يبدو ان الفنانة سحر طه مارست غناء الموشحات الى جانب غنائها للمقامات العراقية ، لانها لم تنل حظها في التوفيق في توفير الظروف الملائمة للانخراط  في عالم غناء المقام العراقي والاستماع اليه بصورة مستمرة ، ومن ثم صعوبة تعلم أصوله التقليدية وسط ظروفها الخاصة مع احترامها لهذا اللون وحبها الكامن له ، الا ان الظروف المتسارعة ، جعلت همّها الاول غناء الموشحات ، وهي في بداية مسيرتها الفنية ثم النقد والبحث ، وما ان انتبهت الى الداعي والى المارد في وجدانها وهو يعاتبها ، كيف انها تركت تراث بلدها الخالد ، التراث البديع – حتى إلتفتت حواليها جاهدة في بحثها عن تسجيلات للمطربين المرموقين في غناء المقام العراقي . وبقيت تجهد نفسها في ذات الطريق ، ولعمري هذا دليل على رقي ذوقها وعلى اصرارها فهي مجتهدة بحق . اذ تقول في رسالتها لي (استمعت مرات قليلة للمطربة فريدة محمد علي ثم الى تسجيلات استاذها حسين الاعظمي ، اضافة الى بعض تسجيلات المطرب محمد القبانجي) وطبيعي ان هذا ليس كافيا . ويضاف إلى كل ذلك معاناتها لعدم وجود فرقة موسيقية عراقية في بيروت يمكن ان تأخذ على عاتقها عزف المقامات العراقية ، الأمر الذي يجعل من ادائها او تعلمها للمقامات امرا صعبا حقا .

      من ناحية أخرى ، نجد أن اسم سحر طه بقي مستمرا بالظهور في مختارات من ألاغاني العراقية التراثية والموشحات التي تقوم بتأديتها في الحفلات والمهرجانات التي تشارك فيها ، بالرغم من انها تعيش خارج بلدها العراق ، اضافة الى تحملها مسؤولية بيتها وأبنائها واعمالها الاخرى الموزعة بين الصحافة والتلفزيون والغناء والموسيقي .

وللذكرى اثر بالغ

 

اضغط على الرابط

سحر طه / اغنية ياطير الرايح لبلادي

https://www.youtube.com/watch?v=7cyEkZldWQ0

 

ودعت بغداد

https://www.youtube.com/watch?v=gPvWTgObYYk

 

 

الهوامش

هامش1 : رسالتها وزوجها الى المؤلف – اضافة الى ان هذه المعلومات وردت في ملحق التلفزة والفنون لجريدة الحرية – التونسية – في حوار معها اجرته سهام الساقي / المنشور – الاحد 9/12/2001.