اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعـظمي (243)- رؤية منير العصرية / ج 21

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعـظمي

 

عرض صفحة الكاتب

يوميات حسين الاعـظمي (243)

 

 (يمكن لجميع الاخوة والاصدقاء مناقشة الموضوع والتعليق او التعقيب عليه)

 

رؤية منير العصرية / ج 21

تكملة لجزء 20

      في هذه الفترة الاولى من حياة منير بشير في بلده العراق بعد عودته من الخارج، التي جاء فيها راغبا بطرح تجربته الفنية التي قضى منها سنوات عديدة في اوربا وبعض البلدان العربية، جاءنا بافكار ونوايا تجديدية وابداعية لتغيير واقع اسلوب الحياة الموسيقية التقليدية في بلده العراق، واتخاذه بعض القرارات التي مسّت اكثرية الفنانين الموسيقيين بخيبة الامل في مستقبلهم الفني والوظيفي، وعليه تكوّنت جبهة مضادة له جلُّها من الفنانين والموظفين، امتد امرها الى معظم دوائر الدولة الفنية في الموسيقى والغناء، ومال الرأي العام الفني الى التفكير في التخلص منه منذ البداية..! ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن هذه القضية بصورتها الشاملة، وانما اود القول بأن المستشار الفني الاستاذ منير بشير، امسى لا يمتلك الثقة الكاملة مع من يعمل معه من فنانين او موظفين..! وامسى قائدا ومديرا موسيقيا يعمل ويفكر بحذر شديد..! ولكنه بالمقابل كان يعمل بثقة عارمة وقوة خفية وبلا هوادة، مؤمنا ومقتنعا كل الايمان والقناعة بكل افكاره ونواياه في العمل والتطوير والتغيير الذي سعى من اجله فيما يخص الواقع الموسيقي التقليدي في بلده العراق..!

 

      عندما انتهى بي الامر موظفا وفنانا في دائرته الجديدة بحي المنصور من بغداد. واهتمام المدير العام الموسيقار منير بشير بتوسيع أطر دائرته الفتية، انظم الى دائرتنا الاستاذ سعدي الحديثي، كمدير ادارة للدائرة، وبمثابة معاون للمدير العام..! ومن هنا بدأت علاقتي بالاستاذ سعدي الحديثي تتطور وتقوى رويدا رويدا حتى اصبح لهذه العلاقة الاخوية والصداقة الجميلة تاريخ حافل بالاحداث والذكريات التي لا تنسى..!

 

      كما قلت سابقا، كان منير بشير حذرا جدا مما يحيطه في عمله الفني والاداري..! ومرّة من المرّات نودي عليَّ من قبل المدير العام، فامتثلت امامه واقفا، وانا اشعر بكيانه الكبير وهيبته الشخصية، حيث كنتُ لحد هذه الفترة من حياتي ومسيرتي الفنية ذا تجربة فنية وشخصية بسيطة لم تزل في مهدها..! يغلب عليَّ الخجل والتردد في كثير من الامور..! ولكن بالرغم من كل ذلك لا يثنيني اي موقف مهما كان، من الالتزام بالمواقف الاخلاقية والتصرفات الصحيحة التي تربيتُ ونشأتُ عليها، او ربما امتلكها بالفطرة عفويا..! على كل حال، قال لي المدير العام بكل هدوء ومرونة وكلام جميل.

-    ابني حسين، انا هنا قابع اغلب الوقت في غرفتي كمدير عام للدائرة، ولا اعلم ما يحدث في الدائرة من تصرفات وامور اخرى، وعليه اعتمد على ثقتي بك الكبيرة، ان تكتب لي كل يوم تقريرا مفصلا بما يحدث في الدائرة..!

               سيطر عليَّ عنصر المفاجئة والاستغراب من كلام المدير العام، ماذا يقصد المدير العام بكلامه الغريب..؟ وماذا رأى فيَّ من استعداد لهذه الامور..؟ بل لماذا يبحث عن هكذا امور، خاصة ودائرتنا جديدة لم تزل في بداية انشائها وعدد موظفيها قليل جدا..!؟

قلت للمدير العام بخجل كبير .

-    انني يا استاذ لا اعرف ولا استطيع ان اكتب شيئا عن موظفي الدائرة، خاصة وهم اخوتي وزملائي، فاعذرني من هذه المهمة.

-    ولكن المدير العام بقي يحاول اقناعي بضرورة التقرير اليومي، معللا ذلك بانه قابع في غرفته لايعرف ما يحدث في الدائرة، وظلت محاولاته بنفس الهدوء والمرونة عسى ان ألبي له ما يريد..!

 

 

    في اليوم التالي كلمني المدير العام مرّة اخرى بالموضوع، بعد ان علم بأنني لم اكتب شيئا بما يريده..! وكان موقفي هذه المرة مشابها للامس، وعليه غيّـر اسلوبه معي بالغضب وفرض طلبه بالقوة من موقعه كمدير عام..! متجاوزا هدوئه ومرونته السابقة عسى ان يحصل على مراده مني، ولكنني بكل احترام وخجل اقدم له اعتذاري من تلبية طلبه. وان هذا ليس من تطلعاتي وصفاتي الخاصة، ولكنه بقي لفترة اسبوع او اكثر بقليل يعاود ما طلبه مني، مرّة بنفس الهدوء والمرونة، ومرّة اخرى بالقوة والغضب والصياح، حتى يئس من قيامي بالذي يطلبه مني ثم ترك الموضوع الى غير رجعة..!

 

      بالنسبة لي، بقيتُ مع نفسي ولفترة طويلة، افكر بهذا الموضوع، ولماذا طلب مني ان اكتب له تقريرا يوميا، ممن يخاف من موظفي الدائرة، ولمن يقصد منهم..!؟

      لم انسى هذه الحادثة التي مرّت عليّ وانا في مقتبل حياتي الفنية والوظيفية ..! وبقيتُ افكر في الامر..! في البداية ذهب تفكيري الى انه كان يخشى من وجود اشياء خاصة تحدث في الدائرة بين الموظفين يريد ان يطلع عليها..! ولكنني وبمرور الزمن والعمل، وصلتُ الى فكرة اخرى أراها حتى اليوم هي السبب في طلبه الغريب زمنذاك..! وهي انه كان يخشى الجميع ويفكر بانهم يكتبون عليه تقارير الى وزارة الثقافة والاعلام او جهات اخرى، فكان يعمل على تجربة كل الموظفين واحدا تلو الاخر، معرضا نفس ما طلبه مني كي يفهم من يتصف من الموظفين بكتابة تقارير بما يحدث من عدمه..! ليكتشف ويطمئن قلبه في معرفة موظفيه، وكل ذلك كما يبدو لي بسبب الضجة الفنية التي احدثها في الوسط الفني التي ألّـبتْ ضده معظم الفنانين والراي العام الفني. وخوفه الدائم من مفاجئات ما يمكن ان يناله جراء ذلك..!

     بالنسبة لي، اعتقد انه اطمئن مني تماما، ولذلك زاد من اهتمامه بي وقرّبني اليه..! طيلة الربع قرن الاخير من حياته. وانا اشاهد خلال هذا الزمن الطويل تساقط الكثير من موظفين جدد ينقلون الى دائرتنا، او يفرضون على الدائرة، لانهم بكل تاكيد يدخلون في صومعة اختبار المدير العام بشتى اساليبه ليكتشف من منهم يفيد او لا يفيد دائرتنا، والبقاء فيها ممن يطمئن اليه دون ريبة او خوف..! وهكذا عشت معه موظفا في دائرته الموسيقية بصورة طبيعية، دون ادراك لِما يحدث من تصرفات ادارية من قبل المدير العام مع من يأتِ من الموظفين الجدد، وهكذا ايضا بقي الاستاذ منير بشير متمسكا بي لا يرضخ لطلبات الكثير من الفرق الفنية التي كانت تريد نقلي إليها، وظل هكذا حتى النهاية، وبقيتُ انا بالمقابل وفيّـا له على الدوام، ليس لاهتمامه بي فنياً فحسب، بل لانه عاملني وعامل الاخرين من زملائي كأب لنا، ولم يعاملنا من موقع مدير عام وموظفين ابدا ، فقد تحمّـل كل تجاربنا الفتية وما نتج عنها من اخطاء، لايستطيع ولا يمكن لاي مدير عام آخر ان يتحملها ويغفرها لنا..!

 

       لقد تعلمت الكثير جدا من الملاحظات والمشاهدات العصرية التي لم نعتد عليها من قبل ، والتي كنتُ قد اكتسبتها من اجواء العمل في الدائرة او في فرقة التراث الموسيقي العراقي ، بل من المدير العام نفسه..!

      رحم الله استاذنا الموسيقار منير بشير ، وانا لله وانا اليه راجعون . والحمد لله على كل شيء .

 

اضغط على الرابط

نمير ناظم / مقام الاوج

https://www.youtube.com/watch?v=5eZw4cnQjXg

 

ابراهيم العزاوي / مقام الخنبات

https://www.youtube.com/watch?v=4F-gDthbvS4

 

حسين سعد / مقام مدمي

https://www.youtube.com/watch?v=ay9om3aZybM

 

حميد العزاوي / شعر وابوذية

https://www.youtube.com/watch?v=wj4oqUsOu5A

 

صباح هاشم / مقام حليلاوي

https://www.youtube.com/watch?v=srbACTDdL54

 

طه غريب / مقام نهاوند

https://www.youtube.com/watch?v=JYIcq7stLk4

 

قيس الاعظمي / مقام كرد

https://www.youtube.com/watch?v=DPcfsqP5FVs

 

محمود السماك / مقام جهاركاه

https://www.youtube.com/watch?v=v3CcGxVeZWk

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.