اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (245)- رحيل فاروق الأعظمي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (245)

 

رحيل فاروق الأعظمي

 (ارجو مساهمة كل من له معلومة او اضافة للموضوع ، لتثبيت صحة التوثيق)

      اعزائي القراء الافاضل، في مساء يوم الاربعاء الماضي 26/12/2018 رحل عنا الى مثواه الاخير مطرب المقام العراقي فاروق قاسم هاشم الاعظمي بعد مرض عضال. فانا لله وانا اليه راجعون. وبهذه المناسبة اعيد عليكم سادتي الافاضل مضمون الحلقة (57) من موسوعة مقاميون بلا حدود. حيث كنت اتحدث عن الاعظميين الاربعة وهم كل من (المرحوم عبد الرحيم الاعظمي وحسين الاعظمي وسعد الاعظمي والمرحوم فاروق الاعظمي) واليكم اعادة الحلقة (57) عن المرحوم فاروق الاعظمي بمناسبة وفاته رحمه الله. 

 

الأعـظميّون الأربعة

فاروق قاسم الأعظمي

(1949 – 2018)

 

ولادتُه ونشأتُه

        ولد مطرب المقام العراقي فاروق قاسم الأعظمي في قضاء الأعظمية من بغداد عام 1949، وهو سبط مطرب المقام العراقي المعروف جميل اسماعيل حجازي الاعظمي الحيالي، الذي وردت ترجمته في كتابنا السابق (الطريقة الزيدانية في المقام العراقي واتباعها).

       مطرب المقام العراقي فاروق الاعظمي صاحب الصوت المعبر عن البيئة البغدادية . الذي أعطى لغناء وموسيقى المقام العراقي جلّ حياته. عشق هذا الفن بقوة ، اقام حفلات كثيرة، في الإذاعة والتلفزيون والمُتحف البغدادي والبيوت البغدادية والاندية وغيرها. واصر على الغناء، بل كابر في بعض الاحيان، رغم ظروف صوته الذي لم يساعده كثيرا خلال سني مسيرته المقامية حتى اليوم.

      ان خامة صوت فاروق قاسم الاعظمي فيها بعض الرضوض من حيث المبدأ، فضلا عن انه يعاني كما يبدو من انحراف في انفه، لكنه لم يجرأ على اجراء عملية جراحية لهذه المعاناة طيلة حياته، الامر الذي ادى الى استمرار معاناته الادائية في غنائه للمقامات العراقية، ورغم كل ذلك ، فان لمطرب المقام العراقي فاروق الاعظمي، تسجيلات مقامية بعضها جيدة وجميلة، ورغم ذلك فان غالبيتها متقنة من حيث الاصول التقليدية في الاداء..! فهو مطرب مقامي حافظ لاصول اداء الكثير من المقامات العراقية. ولعل من اهم اسباب تعلمه لهذه الاصول الغنائية المقامية، هو حفظه لمقامات جدّهِ لأمهِ المرحوم مطرب المقام العراقي جميل الاعظمي.

       سجل فاروق الاعظمي أول مقام له في تلفزيون بغداد عام 1978 وكان مقام الحكيمي. واستمر في تسجيلاته المقامية في برامج المقامات العراقية، سواء في الاذاعة او التلفزيون. وعزاؤه في ذلك حبُّه الكبير وتعلّقه بهذا التراث الخالد رغم انف الظروف التي احاطت به خلال مسيرته المقامية.

        نشأ المقامي فاروق الاعظمي في بيئة مقامية محافظة على الدين والتراث، ومحبة لغناء وموسيقى المقام العراقي، ومنذ البداية عاش أجواء أداء الشعائر الدينية، ثم مارسها بكثرة مع أشهر الملالي المعروفين في هذا المجال. قارئاً للمنقبة النبوية الشريفة مع الملا الذي يقود ديباجة المنقبة، وكانت اكثر ممارساته الادائية في هذا الاتجاه، مع الملا حمودي الاعظمي وولده سعد الاعظمي. وادرك الكثير من الملالي المعروفين كالحافظ مهدي والملا عبد الستار الطيار والملا بدر الأعظمي والملا عبد الرزاق الأعظمي (إرزوقي ابو هالة) وغيرهم.

 

       عمل فاروق الاعظمي في الجيش العراقي برتبة نائب ضابط معظم خدمته العسكرية، وقد سُحبَ الى فرقة المسرح العسكري الموسيقية الفنية طيلة الحرب العراقية الايرانية، وسجل مع فرقة المسرح العسكري الكثير من الاعمال الفنية في المقامات العراقية والاغاني.

       كانت بدايات فاروق الاعظمي من المتحف البغدادي، وقد سبق لي ان تحدثتُ عن هذا الموضوع في كتابي الموسوم (حكايات ذاكرة صورية) لانني من خلال فاروق الاعظمي ذهبتُ الى المتحف البغدادي، الذي كان البداية الحقيقية بالنسبة لي في عالم غناء وموسيقى المقام العراقي (هامش1) . وبعد النجاح الكبير الذي صادَفتـْهُ مقهى المتحف البغدادي في بداية السبعينات بإدارة المرحوم حمزة السعداوي، ومن ثم إنتهاء عقده الذي دام أكثر من سنتين فيما أعتقد، عكفتْ إدارة المتحف البغدادي بعد مضي بضع سنين، أن تفتتح هذه المقهى بنفسها دون تأجيرها للآخرين. وبقي فاروق الاعظمي متابعا لنشاطات المتحف البغدادي والمشاركة في حفلاته.

         لقد كان فاروق الأعظمي، يحاول أن يعكس لنا من خلال اسلوبه في غناء مقاماته وأغانيه التراثية الكثيرة، طبيعة شخصيته والحياة التي يعيشها. التي وصل فيها الى أعلى درجات التعابير المقامية المحلية البيئية، ومن ناحية أُخرى فإنَّ غناء فاروق الاعظمي سواء على صعيد المقام أو الاغنية التراثية، كان فيها يحاول أن يكشفَ النقاب عن عالم تعبيري بيئي حالم يعكس حياته البسيطة  وزهوها، وهو في ذروة نجاحاته الادائية النسبية و تأثيرها في المجتمع البغدادي على وجه التخصيص. و بهذه الدلالات و الإشارات يتوضَّحُ لنا أنَّ فاروق الاعظمي على إدراك وإحساس واعييْن بإمكانيّات المؤدّين الغنائيّين المقاميّين المُعاصرين له. وكذلك نرى أنَّ مقاماته وأغانيه التراثية، ما هي إلا إنعكاسٌ تلقائيٌّ للأعمال ِالأصيلة الأُخرى. إنَّ هذه الإشارات الفنية في إمكانيّات فاروق الأعظمي على بساطتها، الذي رغب دوماً في تطويرها. هذا التطور الذي يبتغيه، يشيرُ من جانبٍ آخر الى شخصيَّته وحضوره في الوسط المقامي البغدادي.

تأثّره باسلوب جده

       تأثّر فاروق الاعظمي في غنائه للمقام العراقي بأُسلوب جده المقامي المعروف جميل حجازي الاعظمي. الذي سيطر على كل ذوقه وجمالياته الادائية، وحفظ كل مقامات جده المسجلة، حفظا ببغاويا، لحناً وكلاماً..!

        سابقى اتذكر فاروق قاسم الاعظمي..! فلولاه لربما لم اذهبْ الى المتحف البغدادي الذي شهد انطلاقتي الحقيقية في عالم موسيقى وغناء المقامات العراقية..! داعيا له بالرحمة وبالمغفرة الحسنة والحمد لله على كل شيء.

 

والى حلقة جديدة من موسوعتنا ان شاء الله

وللتاريخ اثر كبير

 

هوامش

1 – هامش1 : انظر كتابي – حكايات ذاكرة صورية ص 186 الى ص 190 .

 

اضغط على الرابط

مقام شرقي دوكاه / فاروق الاعظمي

https://www.youtube.com/watch?v=iP39zZ33YCA

 

اغنية داري / فاروق الاعظمي

https://www.youtube.com/watch?v=EgNgJv74uB4

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.