كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (282)- التقليد في الفن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (282)

 

التقليد في الفن

لا يجب الثقة بالمؤدين الذين يمتدحون أنفسهم، وهذه الثقة يمكن ان تكون ايجابية أو سلبية في مردودها بشكل عام، فهي ايجابية اذا كانت موضوعية ومنطقية تهدف الى توضيح الخطأ من الصواب أحتراماً للنقد والنقد الذاتي، وسلبية اذا كانت عمياء في توضيحاتها ولا ترى غير المديح الذاتي غير المنطقي، لذا فأن الذاتية النافعة تبرز في المجتمع والفن والنقد لاظهار الجيد من عدمه..!

 

لا يوجد الكثير في اداء كثير من مؤدي المقام العراقي ممن استسلموا بتقليدهم الاعمى وركاكة ادائهم، مما يمكن الحديث عن امكانياتهم الفنية في غناء المقام العراقي، ان اداءهم مجرد أمر عادي، لا يضيف شيئاً لمسيرة الغناء المقامي، ولا يمتلكون وسائل الاقناع الجماهيري، وهناك اسماء عديدة لمؤدين مروا مرور الكرام دون ترك أي اثر فني لهم..! بيد ان هناك زاوية ايجابية يمكن ان نسجلها لهم، حيث يمتلكون اصالة الاداء المقامي من حيث حفظهم للمسارات اللحنية بأصولها التقليدية وتعابيرهم البغدادية رغم حاجة هذا الاداء للكثير من متطلبات العمل الفني الناجح. أن المقلد لا يعتبر فناناً بمعنى الكلمة، لان فنه وطريقته ليسا ملكاً له، وانه نسخة معادة للنسخة الاصلية التي يقلدها. وفي هذا الصدد يقول شنايدر في حديثه عن الفنان المقلد:

نحن غير معنيون بالجماعات التالية الذين يدعونهم فنانين:

1.   الفنان بالنيابة

2.   الفنان التجاري

3.   الفنان المقلد العصابي

4.   فناني عبادة الفرد التي تحوم حول الفنانين الحقيقيين المشهورين وتقليدهم بشكل ببغاوي.

5.   ضحايا الامراض النفسية والعصابية الذين يتحدثون عن العشق والفجور لا عن الحرية.

 

      ان الفنانين بالنيابة والمقلدين والمجانين قد ينتجون احياناً عملاً فنياً مبدعاً الا ان ذلك استثناء من القاعدة..!

      اذن لا وجود لفنان دون موهبة وابداع دون فكر، لذا فأن خارطة مؤدي المقامات العراقية حوت على الكثير من الاسماء التي اختفت ولم تترك اثراً يذكر..!

 

      ان العديد من اساليب الاداء التي يؤديها المؤدون المقلدون، بالطبع ما هي الا مجرد اصداء ربما غير دقيقة لاساليب مشابهة تعود لفنانين مشاهير، كما ان الصيغة الاحترافية في الاداء تبدو غائبة عندهم ولا وجود للاستاذية في تجاربهم، ولا توجد تفاصيل ادائية في المقام العراقي الواحد تقوي فيه عنصري التكنيك والتكتيك للاداء او اي تعبير جمالي يلائم روح العصر..! وفي المقابل نرى ونلاحظ ان اداء مشاهير الغناء البغدادي يتصلون بالتدريج بالحاضر بتفاعل جماهيري كما يتصل حاضرهم بالمستقبل، وعلى هذا نرى ان كل مؤدِ مقامي مشهور تقريباً، هو مبدع في طريقة ادائه واسلوبه الخاص، الا ان هذا الانفراد يتطور حتمياً لينظم الى روح الاداء والتعبير الحقيقي للمقام العراقي.

 

      ان الاداء الغنائي للمقامات العراقية اعتبارا من مراحل العقود الاولى من القرن العشرين حتى بعد منتصفه والمقبول رغم مستواه الفني المتذبذب..! ما هو الا ردود افعال حقيقية لواقع مستوى ثقافة البيئة من جميع نواحي الحياة..!

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

عبد الجبار العباسي مقام الهمايون

https://www.youtube.com/watch?v=7XqUyxNom9E&list=PL6axdyrAzl3HKzhi0yk39UdYxYfP1WfoI