اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (295)- دور الصحافة الفنية/ ج1

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (295)

 

دور الصحافة الفنية(هامش1)/ جزء 1

      كانت الصحافة الفنية في العراق، مطلع القرن العشرين لها مساهمات جادة في النهضة الفنية الحديثة وتنشيط حركة احياء التراث الفني العراقي، وكان لها دور فعال في ذلك. وعليك عزيزي القاريء ان تتصور الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كان يمر بها بلدنا العزيز العراق، خاصة ونحن ننتهي من استعمار قديم ليسيطر علينا استعمار جديد..! فقد كانت الدولة العثمانية اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين قد هرمت وأفل سلطانها..! وعاصر ذلك بداية الزحف الاوربي المباشر لاحتلال البلدان النامية، فكان ان أُشعلت حربا عالمية مرعبة اطلق عليها الحرب العالمية الاولى(1914-1918م) التي كانت احدى نتائجها ان سيطر على بلدنا الاستعمار البريطاني، وبعد مضي اكثر من عقدين من السنين بقليل كانت الحرب العالمية الثانية(1939-1945م) وغير ذلك من الاحداث التي نتجت من جراء هذه الحروب العالمية، وهكذا وضعٌ بطبيعة الحال لا يشجع على نمو وسط ثقافي سريع يوازي سرعة النمو الذي قد يحدث في بلدان اخرى تتمتع بظروف افضل..! ورغم كل هذه الظروف فقد كان يوم(18/2/1934) موعدا بشيرا لصدور اول مجلة عراقية فنية متخصصة بالفنون عامة والموسيقى خاصة في بلدنا العزيز. وقد قدِّر للشاعر الغنائي عبد الكريم العلاف ان يكون له قصب السبق في ذلك، حيث اصدر العدد الاول في ذلك التاريخ من المجلة التي اسماها(الفنون) وكان العلاف معروفا بمؤلفاته العديدة التي تخص الادب الغنائي والتاريخ الموسيقي لحضارتنا العربية، وقلما نجد مطربا او مطربة عراقية لم تغن من كلماته. فقد كتب الترويسة أيتحت اسم المجلة(مجلة فنية موسيقية فكاهية اسبوعية)، ويذكر ان العلاف كان قد اصدر 26 عددا فقط من هذه المجلة..! اذ توقفت بعد ذلك. وسوف نرى تكرار مثل هذه الحالة خلال هذا الاستعراض التاريخي لصحافتنا الفنية في العراق الغالي، وان الكثير من الصحف والمجلات التي ما ان تؤسس وتصدر حتى نراها تتوقف عن الصدور بعد فترة من الزمن غالبا ما تكون قصيرة..! وذلك كله يعود لظروف التخلف والتأخر التي كرسها وشجع عليها الاستعمار شأنه في كل البلدان التي يستعمرها.

 

      من جانب آخر ان اول فنان عراقي اصدر اول مجلة تعنى بالفن الموسيقي هو الموسيقار العظيم الملا عثمان الموصليالذي اصدر العدد الاول من مجلة المعارف في القاهرة العاصمة المصرية..!  وذلك في(19/5/1897) ويمكننا ان نلاحظ قدم هذا التاريخ البعيد نسبيا، فهو انجاز فني وادبي وثقافي كبير، بل كبير جدا على صعيد الفن والصحافة. ومن ناحية اخرى نأسف شديد الاسف، ذلك ان المطبوعات والكشوفات العراقية لم تذكر هذا الانجاز..! وهو بلا شك ناحية سلبية تسجل على باحثينا في الوقت الذي توجد مراجع وكشوفات عربية كثيرة كانت قد ذكرت هذه المعلومة، ما خلا باحث عراقي واحد ذكر تاريخ اصدار الملا عثمان الموصلي لمجلة المعارف هو الدكتور عادل البكري الذي الف اكثر من كتاب عن حياة وانجازات الملا عثمان الموصلي. ومن المراجع العربية التي تطرقت لهذا الموضوع ما ذكره الكونت فيليب يطغازي في كتابه الموسوم( تاريخ الصحافة العربية) وهو مرجع جيد لصحافتنا العربية وكان ذلك ضمن الجداول التي تضمنها الجزء الثالث من كتابه. ومرجع آخر ما نشره الاديب اللبناني ابراهيم اليازجي في مجلته البيان حيث جاء في النص(ورد علينا العدد الاول من مجلة المعارف لصاحبها ومحررها الفاضل ملا عثمان افندي الموصلي، وهي علمية سياسية تاريخية ادبية اخبارية فنية، وفيما نعهده من حضرة محررها المشار اليه من غزارة الادب والبراعة في صناعة الانشاء ما يضمن لها التقدم بين الصحف العربية). ونجد ايضا مرجعا عربيا آخر في الجزء الرابع من كتاب(الاعلام) لخير الدين الزركلي، مع مراجع اخرى كثيرة.

 

هذه هي البداية الحقيقية للصحافة الفنية ومساهمتها الفعالة في انماء وتطوير مسيرة الحركة الفنية الموسيقية في بلدنا العزيز. بدأت على اكتاف اشخاص من صلب الفن الموسيقي، وبعد ان توقفت مجلة الفنون لعبد الكريم العلاف، صدرت مجلة اخرى في العقد الثلاثيني نفسه وبنفس الاسم ولكن لا علاقة لها بالاولى، فقد اصدرها الصحفي الهاوي للفن والتمثيل محمود شوكت الذي كان يشارك مع بعض الفرق الفنية في اماكن عديدة لتقديم بعض النتاجات التمثيلية والمسرحية، التي كانت اشهرها مسرحية يوليوس قيصر. وكان هذا الفنان الهاوي قد اهتم كثيرا بمجلته، حتى بعد توقفها اذ نراه قد اصدر مجلة اخرى ترعى الفن اسماها(الزهراء) وذلك عام 1941 التي استمرت في الصدور حتى الخمسينيات ليصدر بعدها جريدة سياسية تعنى بمجالات كثيرة ليس فيها الفن اسماها (الثبات) ناصر فيها الاتجاهات اليسارية.

 

وعودة اخرى الى العقد الثلاثيني فقد صدرت مجلة اسمها(العدالة) ذلك عام 1930 ورغم ان اسمها لا يوحي بأي مضمون فني، بيد ان معظم صفحاتها كانت فنية حتى ان صور الغلاف كانت لفنانة عراقية او عربية وكان مؤسسها الصحفي كمال عبد الستار.

 

ما ان بدأ الاهتمام يزداد بالفن وباخباره، حتى ازداد معه صدور مجلات جديدة ومطبوعات او جرائد تتحدث عن الفن والفنانين، ففي عام 1942 اصدر القاص الاديب والمحامي عبد الرحمن نايف مجلة اسماها(البيادر) تتضمن المواضيع الفنية والثقافية الجادة. وفي منتصف الاربعينيات كان هناك فريق من الشباب المثقف الواعي الذين أسسوا مجلة راقية في اساليب طرح موضوعاتها الثقافية والفنية الهادفة اسموها(المجالي) وذلك عام 1945 وفي نفس هذا العام كان الفنان المعروف جميل حمودي قد اصدر مجلة فنية اسماها(الفكر الحديث) تعنى بالفن والثقافة الحرة، وتوقفت بعد فترة لعزمه على السفر الى باريس لغرض الدراسة وبعد عودته الى الوطن بعد الدراسة حاول ان يعيد اصدار المجلة لكنه لم يتمكن لارتفاع تكاليفها المادية وعجزه عن ذلك. واستعاض عن ذلك باصدار مجموعة شعرية واعتبرها من اصدارات المجلة.

 

 

والى الجزء الثاني من دور الصحافة الفنية ان شاء الله.

 

هوامش

1 – هامش1: معظم المعلومات في هذا الجزء والجزء الثاني مستقاة من محاضرة الامين العام للصحفيين العرب الاسبق الاستاذ سجاد الغازي التي ألقاها عندما استضافه ملتقى حسين الاعظمي الثقافي منتصف التسعينيات من القرن العشرين.

  

اضغط على الرابط

صالح الحريبي مقام الحكيمي

https://www.youtube.com/watch?v=aRNxgCQrOxI

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.