كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (298)- في اسلوب عرض المقام العراقي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (298)

 

في اسلوب عرض المقام العراقي

على الرغم من سوء الاسلوب في العرض الفني للنتاجات الغنائية المقامية عموما، سمعيا وبصريا من خلال الاذاعة والتلفزيون، الا ان ارتفاع نسبة الجماهير المتذوقة لهذا اللون الادائي ووفاء جزء كبير منهم، لهو شاهد على حيوية هذا الغناء التراثي في المجتمع او على الاقل يكون علامات خارجية تدل عليه، ومع ذلك فان اداء المقام العراقي لم يعدم كثير من الادانات التي وجهت ضده منذ ان بدأ التطور المعاصر السريع للتكنلوجيا..! سواء على المستوى الفني او العلمي، وكانت هذه الانتقادات قد صدرت على وجه الخصوص من النقاد او المتخصصين في هذا الشأن، فمنهم من قال او يقول، ان المقام يحتضر وموته لن يتأخر..!!! ومنهم من يقول ان هذا اللون من الاداء غير جميل، او ان شكل هذا اللون الغنائي فيه شوائب ادائية قديمة لازالت عالقة فيه لا يقتضي تكرارها في زمننا المعاصر.. او... او..الخ، والى هذا اليوم ما زال بعضا من هؤلاء النقاد الموسيقيين يعلنون لنا ذلك منذ اكثر من ثلاث عقود زمنية،بهذه الهجمات التي تعرض لها غناء وموسيقى المقام العراقي ولا يزال،ولم تكن الهجمات هذه التي قادها هؤلاء البعض من النقاد مجانيةلا مسوغ لها، مؤثرة على واقع هذا التراث الخالد، ذلك ان المقام العراقي كونه تراثا غناسيقيا حضاريا، سواء طمح الى اظهار الواقع او روح العصر وتفسيره او الى التعلم او التسلية والتطريب، فهو يملك وسائل تأثير قوية في المجتمع..! لا يحتاج الى دفاعي انا أو دفاع غيري، انه لا يقتصر على كونه مرآة تعكس ذوق الجمهور، بل هو يخلق هذا الذوق، وهو من هذه الناحية قام وما يزال يقوم بالوظيفة نفسها،التي تؤديها وسائل الاعلام السمعية والمرئية، والاخيرة لها تأثير واسع وأعم.

 

بهذه الصورة ومن خلال الوسائل السمعية والمرئية، تبتكر اشكال الاساليب وطرق الاداء الغنائي وتتطور وتبتكر وتتطور اساليب العرض الملائمة لروح العصر خاصة تلك التي تتعلق بالتعابير الادائية التي تتعلق بمضمون غناء وموسيقى المقام العراقي التي تعتمد على مؤدين مقاميين يدركون مهمتهم العصرية ومواكبة تطلعات الواقع الثقافي والذوقي والجمالي، وكذلك تلك التي تتعلق باسلوب عرض الشكل المقامي التي تشمل الديكورات والملابس والفرقة الموسيقية والكورس وتنوع الصورة الاخراجية..الخ.

 

ولا جدال في ان الاراء النيرة للنقاد الموسيقيين الآخرين او المهتمين بشؤون المقام العراقي منذ ان احتدمت النقاشات والمشاحنات حول موضوع المقام العراقي وما يضمه، قد اسهمت في تطوير وابعاث روح الحياة والنشاط المستمر الحيوي للمقام الى درجة ان محبي هذا اللون التراثي من العامة والمتذوقين لتراثهم يناقشون ويجادلون في شؤون غناء وموسيقى المقام العراقي اينما حللنا بهم بالرغم من انهم متذوقين فقط غير ممارسين.

 

كذلك خلق غناء المقام العراقي عالما ميثولوجيا (اسطوريا) غنيا، يوجد فيه جنبا الى جنب كل المؤدين المقاميين الذي مرّوا على تاريخ هذا الاداء التراثي، منهم مثلا شلتاغ الاصولي، واحمد الزيدان الجهوري، ورشيد القندرجي الزيري، والقبانجي الابداعي، ونجم الشيخلي الشكلي، وجميل الاعظمي الديني، ويوسف عمر التقليدي، وحسن خيوكة الهادىء، وناظم الغزالي الرومانسي، وعبد الرحمن العزاوي التقني، والاخرين من اتباعهم جميعا..! ان الملامح الادائية التي تميز بها كل هؤلاء المؤدين في طرقهم واساليب ادائهم الغنائية وانتشارها وحصولها على اتباع كثيرين ترسخت اصولها بصورة عميقة في اقل الاوساط ثقافة وميولا نحو التراث الغناسيقي العراقي..! لأن المستمع لغناء المقام العراقي والمثقف به والمطلع على شؤونه وتاريخه يستمع الى هؤلاء بعمق وتركيز شعوري، لكنه ينطوي ايضا على تعطش حقيقي الى الذوق والتطريب والخيال العاطفي والخيال العلمي، والاخير يلقى رواجا في المجتمع الثقافي يهدف الى اشباع الحاجة نفسها، لكن حالته اكثر تعقيدا، ذلك ان السماع بخيال العقل اكثر من السماع بخيال العاطفة، يشغل السامع بالتفكير النقدي للعمل وتحليله كعمل فني ناجح.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

علي بنا مقام خوريات

https://www.youtube.com/watch?v=w81sRtA_xKc

 

عبد الواحد اوغلو

https://www.youtube.com/watch?v=ax6UR7YeCUc

 

هابة مقام بيات اربيل

https://www.youtube.com/watch?v=ZnzzkYeJr-Q