اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (306)- محاولات جادة في تدوين الاساس/ج2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (306)

 

محاولات جادة في تدوين الاساس/جزء 2

ان النقاشات والصراعات والآراء الفكرية التي دارت حول تطور المقام العراقي في هذا العصر من خلال الصحافة او الاذاعة او التلفزيون او غيرها، كانت مفيدة في حقيقة الامررغم فقرها، فقد كانت هذه الاشارات والمناقشات قد بينت لنا كثيرا مما نحتاجه لعكس واقع جماليات عصرنا الراهن في اداء المقامات العراقية، لذلك كان على حق من نادى بضرورة الفهم العميق للتراث من حيث تاريخه ومبادئه ومفاهيمه واسسه العلمية التي تؤلف بين مادته وجماليتها في كل زمن. وبيّن كذلك كيف تتجلى طبيعة ادراك المؤد لواقع الاداء المقامي، وكيف ينبغي ان يكون. ان هذا المستوى من الادراك في تعاملنا مع التراث ينبغي ان يقترن حتميا بفهم الروابط المهمة بين هذه المفاهيم والاسس العلمية للتراث ولغة عرض نتاجاته.

 

على كل حال وفي الواقع، ان أي ابداع في الاداء المقامي او أي ابداع بشكل عام، مهما كانت قيمته فهو لا يمتلك الحرية المطلقة بطبيعة الحال لان الحرية مهما اتسعت فهي في الحقيقة تخلق لها قيودا اخرى جديدة..! اضافة الى ان الابداع في التراث امر موكول بكثير من التحفظات والتأني.

 

في الواقع ان معظم الابداعات التي جاءت من خلال بعض المؤدين السابقين قد حدثت بشكل تحوير جزئي لهيكل المقام العراقي الغنائي، او تقديم وتأخير بين القطع  والاوصالاو تبديل بعضها او اضافة قطع جديدة داخل الهيكل اللحني للمقام. وكل ذلك حدث داخل اطار الخزين النغمي العراقي والبغدادي في المقام العراقي، أي ان هذا الابداع جاء ضمن الشكل والمضمون المقامي المحلي. وكما مر بنا ان ظهور محمد القبانجي هو الذي احدث انقلابا في المفاهيم الابداعية المقامية بخروجه عن المحلية ومن ثم تعريقه لبعض الجمل الغنائية غير العراقية في التعبير.

 

قد تعتقد عزيزي القارئ، المستمع للمقامات العراقية، ان مواجهة ابداع جديد ضمن عملية الاداء المقامي يمثل مشكلة بحد ذاته، الا انها في الحقيقة قياس لفكر وتطور المجتمع ومن خلاله قياس لتطور الفن الغناسيقي المقامي. والواقع ان الابداع مشكلة ليست بالسهلة، فهو مقاومة متأتية مما يسمى بصراع الاجيال او التطور التاريخي للاشياء، لأنه يعتمد او يخضع لظروف المجتمع بشتى جوانب الحياة، يعتمد على اسس علمية واجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وفنية...الخ، يخضع في مفهومها بالتالي لروح العصر، او الفترة الزمنية المعاشة، وعلى هذا الاساس فانه ليس من الغريب ان نرى المبدعين قليلي العدد..! لذلك نرى ايضا ان كثيرا من المقامات العراقية التي اديت من قبل كثير من المؤدين الذين استمعنا اليهم، اما عن طريق جهاز التسجيل الصوتي او مباشرة، لا يزالون على هذه الحال يصورون الوضع المأساوي لطرق الاداء المتخلفة والفقيرة الثقافة، بل تكاد تكون بدائية جدا، من حيث شكلها ومضمونها، في بنائها اللحني وتماسكه او الايمان المطلق بتطبيق الاصول التقليدية للمقام العراقي، وحتى هذا التطبيق يفتقد الى الكثير من مستلزمات الجمالية والاهتمام بالتعبير الفني او التطريب الغنائي وسلامة صوت المؤدي وغيرها من الامور الاخرى الواجب توفرها لدى المؤدين. اما الكلام الغنائي من الشعر الفصيح وطريقه وعملية النطق بالكلمات ولفظ الحروف ومخارجها واصول قواعد التجويد، فسلبية هي الاخرى. وهذا ينطبق علينا جميعا نحن المؤدين.

 

من الوهلة الاولى ونحن نستمع الى هذه المقامات العراقية، يبدو لنا اننا في حضرة غناء يصعب التصديق ان تعبيراته هذه قبل اربعين سنة او خمسين او ستين..!! بل يخيل الينا انه يبتعد عنا اكثر من ذلك زمنيا، وقد نشك ان بعض من هذه التعابير الادائية مؤداة قبل اكثر من قرن او قرون..!! مع ثقافة ادائية فقيرة، وفجأة في خضم مقارنة قاسية للطرق الادائية لهذه التعابير التي نسمعها يخرج علينا المؤدون انفسهم من خلال الصحف او الاذاعة والتلفزيون باطلاق تصريحاتهم الرنانة مدعين الفن والعلمية والابداع حتى وصل الامر عند بعضهم الى مستوى النزاع وجرح مشاعر زملائهم.

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

عوني قدوري مقام الجمال

https://www.youtube.com/watch?v=X3myqHV4K-w

 

صلاح السراج مقام الدشت

https://www.youtube.com/watch?v=XYJbvW449R0

 

طالب السامرائي مقام الدشت

https://www.youtube.com/watch?v=AHzYGEMKa0M

 

طه غريب مقام النهاوند

https://www.youtube.com/watch?v=JYIcq7stLk4

 

علي ارزوقي مقام الاوشار

https://www.youtube.com/watch?v=2NhNZlwMdkQ

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.