اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (310)- نظرة نقدية حول الكتب/4

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (310)

 

نظرة نقدية حول الكتب/4

لنأخذ على سبيل المثال كتاب الحاج هاشم الرجب (المقام العراقي) في طبعته الاولى 1961 وطبعثه الثانية عام 1983 وهو في صدد تعريف المقام العراقي حيث يقول (هو مجموعة انغام منسجمة مع بعضها، لها ابتداء يسمى التحرير، وانتهاء يسمى التسليم، وما بين التحرير والتسليم مجموعة من الاوصال والميانات والقرارات يرتلها البارع من المغنين دون الخروج على ذلك الانسجام المطبوع) (هامش1).

        ينبغي الاشارة إلى ان هذا التعريف يرتبط بطبيعة الكتاب المتعلقة بالدراسة الموزيكولوجية.

 

 للمقام العراقي حيث يهتم المؤلف بشرح اشكال forms المقامات العراقية أكثر من اهتمامه بالمضامين التعبيرية التي لم يتحدث عنها الكتاب في الاعم الاغلب او لم يتحدث عنها أبداً..! وعليه فإن مفهوم هذا التعريف يتعلق بالمعمار الهيكلي للبناء المقامي التقليدي، ولا يشمل ماهية المقام العراقي كشكل ومضمون، فهو لايبعث على الرضا نسبياً. اذ لا يوضح هذا التعريف البناء الحقيقي لغناء المقامات العراقية بصورة تفي بالغرض للتعبير عن مضامين البناء الغناسيقي المقامي شكلاً ومضموناً.

 

      اما تعريف المرحوم شعوبي ابراهيم خليل الوارد في كتابه (دليل الانغام لطلاب المقام) الذي ينص على (هو مؤلفة غنائية له قواعد محدودة لإنتقال المغني من نغم إلى آخر ويكون للارتجال الغنائي نصيب فيه)(هامش2) فهذا التعريف شبيه بالذات لما يخطر في ذهنك من المفهوم الاعتيادي لمعنى أي لون غناسيقي تراثي تود تعريفه..! فهو تعريف عام لا يدلنا على خصوصية هذا التراث الغناسيقي بصورة مباشرة. اما التعريف الذي ورد على لسان الشيخ جلال الحنفي (المقام العراقي هو نمط من الغناء عرف في بغداد والمحافظات الشمالية ومنها الموصل وكركوك على اختلاف يسير بين مغني هذه المدن في تعاطيه وفي بعض تسمياته ، وكيان هذا النمط من الغناء في تجمعات نغمية يتحقق تجمعها وتأليفها وفق قواعد واسس اصطلح عليها اصحاب هذه الصناعة بحيث تبدو سليمة المنحى وذات محتوى مستساغ واطار جامع)(هامش3) ان هذا التعريف يبدو لنا غير واضح المضمون ومربكا بعض الشيء فضلاً عن كونه تعريفا مطولاً دون كثافة..!

 

        على كل حال، ان هناك من الحديث ما يكثر ويطول، وان هناك تعاريف كثيرة لجمهرة من المتخصصين في الشأن المقامي، يتضح من خلالها، انه لا يمكن الاعتماد على تعريف واحد فقط ليعطي مفهوما كاملاً عن المعنى الإجمالي للمقام العراقي، او معنى كاملاً لشكله ومضمونه. فكل تعريف يعبِّر عن جزء معين لمعنى المقام العراقي، ومن مجموع هذه التعاريف ربما يمكن لنا ان نصل إلى المفهوم الواضح لماهية المقام العراقي ومن ثم نصل إلى نص تعريفي شامل ومقنع. فغناء المقام العراقي وموسيقاه كيان كبير وواسع، له جذور تاريخية عريقة وتراكمات حضارية وتجارب تعبيرية وشكلية متعددة لا يمكن تحديدها بسهولة.

 

             اصبح الآن واضحا وبجلاء وعملاً مهمَّاً للغاية، ان التعاريف تلعب دورا رئيسيا في سبيل كشف المفهوم المقامي وكشف فلسفة الغناء المقامي، فالتعاريف تساعد على ازالة الغموض والابهام عن معرفة مكنونات هذا التراث الغناسيقي التراثي، فهي تكشف المنطق الداخلي للعلاقات اللحنية القائمة بين المواد الاولية المكونة للمقامات العراقية، باعتبارها مواداً اساسية ثابتة الوجود في كل مقام على حدة، وبالتالي ومن خلال هذه المكونات يصبح المقام العراقي فورماً غناسيقياً تراثياً يتميَّز بشكل ومضمون خاص عن باقي الاقاليم الاخرى التي تتشابه في مظهرها العام باداءات المقامات العراقية.

 

في كتاباتي الكثيرة عن المقام العراقي، اوردت عدة تعاريف، جاءت متنوعة حسب متطلبات موضوع الكتابة، فمنها ما هو تعريف وظيفي او اجتماعي او علمي ، أو فني، وفيما يأتي بعض من هذه التعاريف التي اوردتها. (يعتبر المقام العراقي نمطاً معيناً من النظام الدقيق ذي الاصول الادائية الرصينة، وهو عمل حسِّي تمتزج مكوناته جميعاً للحصول على الوحدة المتكاملة في بنائه وقابل للتطوير)(هامش4)

 

      وهذا تعريف آخر (هو مؤلف غناسيقي تراثي عراقي خاص يسرد في صور شاملة متعددة الجوانب من الاشكال والمضامين الادائية، حياة العراق بكل تاريخه وحضارته وثقافته وظواهره، وهو يعكس هوية ابنائه وشخصيتهم، ويوضح ايضاً تطور حياة هذا البلد العريق في تفاعله المتبادل بدائرة الحياة الطويلة المعقدة والممتدة لآلاف السنين من التاريخ)(هامش5) ويمكن ان نقـــــول ايضاً (هو مجموعة من الانغام الموسيقية ذات صيغ متقاربة غالباً وتختلف بعض الاحيان). ويمكننا ايضا ان نعرِّف المقام العراقي الآن بهذه الكلمات(هو فورم فني غناسيقي كلاسيكي تاريخي، ذو شكل ومضمون خاص بالعراق تمييزاً عن باقي الاقاليم في غرب واواسط آسيا والوطن العربي، عمق كيانه عراقي عربي اسلامي وتأثيراته آسيوية) وعلى هذا الاساس لا يمكننا الاكتفاء بتعريف واحد ولا نستطيع التحديد.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

هوامش

 1 – هامش1: تعريف المرحوم الرجب(الرجب، الحاج هاشم محمد، المقام العراقي، ط اولى 1961وط ثانية 1983، مط الارشاد، بغداد، ص64..)

2 – هامش2: تعريف المرحوم شعوبي(خليل، شعوبي ابراهيم، دليل الانغام لطلاب المقام، منشورات المركز الدولي لدراسات الموسيقى التقليدية، ط اولى، بغداد 1982، ص7)

3 - تعريف المرحوم الحنفي(الحنفي، الشيخ جلال، لمحات عن المقام العراقي، منشورات المركز الدولي لدراسات الموسيقى التقليدية، بغداد، 1983، ص3)

4 – هامش4: تعريف حسين الاعظمي(الاعظمي، حسين اسماعيل، المقام العراقي الى اين.؟، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط اولى، بيروت، 2001، ص67 )

5 – هامش5: تعريف حسين الاعظمي، في محاضرة القاها في المركز الثقافي الفرنسي ببغداد يوم 23\5\2002.

 

اضغط على الرابط

يوسف عمر مقام البيات

https://www.youtube.com/watch?v=wSe_6nL8ObM

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.