كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (335)- موقفُ القبانجي من النقد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (335)

 

موقفُ القبانجي من النقد

إن الفنون بصورة عامة إنعكاس للحياة المعاشة وتطورها، وهذا الانعكاس يكون إيجابياً في الأعمِّ الأغلب. أما بالنسبة الى الحركة النقدية التي عاصرت ظهور القبانجي وبعض المؤدين الآخرين وما آلت اليه، فالمعلومات تخبرنا أن إنقساماً في الاتجاه الفكري والجمالي لهذه الحركة قد حصل بصورة واضحة فيما بين النقاد والمتخصصين والجماهير والوسط المقامي برمـَّته، بسبب التطلعات الجديدة التي ظهرت على الساحة الادائية للمقامات العراقية، فقد ظهرت فئة مؤيدة للمباديء التجديدية والتطلعات المعاصرة التي إتسمت بها تلك الحقبة فعلاً التي ساهم القبانجي على تنميتها ودعمها مادياً ومعنوياً في سبيل إثبات صحة منهجه واتجاهاته الجمالية مقترنة بالتجديد والابداع. وفئة أُخرى ظلَّ هاجس العودة الى الجماليات القديمة مسيطراً عليها، ولا بد من الاشارة الى ان القبانجي إستطاع بذكائه المفرط ان يشغل الاوساط منذ ظهوره ولحد الآن..! ويخيَّل اليَّ أن له ضلعاً كبيراً في تنشيط هذه الحركة النقدية التي أسهبت في الحديث عن إنجازاته الادائية الفنية..! وهذا يعني ان القبانجي في هذه الحقبة من ظهوره قد ساهم في جعل الحركة النقدية هي الاخرى حركة ديناميكية جديدة تعمل بنشاط لكثرة التغيُّرات والمفارقات في الطرح رغم أهدافه الذاتية فيها..! هذا الفهم الجديد للنقد الموسيقي له بدايات تجلـَّت في دراسة وتحليل الاداء المقامي لدى المؤدين المقاميين السابقين واللاحقين للقبانجي وللقبانجي نفسه..! وبالرغم من الحركة الديناميكية الجديدة للنقد الموسيقي والمقامي، فما زلنا ازاء قلَّة لا يستهان بها من تأثر بعض النقاد بالذوق الخاص الذي لا يعتمد على المــفاهيم التحليلية الدراسية المنطقية.

 

         سيبقى الانسان بحاجة ماسَّة الى التعبير عن ذاته والتنفيس عن آلامه وهمومه ومعاناته الخاصة، فعلى المؤدين جميعاً في الغناء والموسيقى او الفنون الاخرى، ألا يسرفوا في الاهتمام بالمضمون على حساب الشكل، لأن الغناءَ والفنَّ عامّةً لايمكن أن يكونَ ذا تأثير ولا يمتلك الروعة المطلوبة إلا إذا توازنت العملية الادائية بين شكل ومضمون العمل الفني. وعليه فإن هذه الاحكام لا أعتقد أنها تؤثر على الاسس المنطقية السليمة للعمل الفني اذا تم إستحضار كل المقومات المطلوبة لنجاح العمل. ثم هي ايضاً لا تعكس اي تغيـُّر جذري في التفكير النقدي بل العكس صحيح، إنها تصدر عن نزعة إصلاحية تدعُ الى توازن جميع الظروف المحيطة بنتاج العمل الفني، وتبقى الاصالة الحقيقية في النقد المقامي المعاصر تكمن فيما أنجزه النقاد في هذا الموضوع.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

يوسف عمر مقام النهاوند

https://www.youtube.com/watch?v=sBgkRlGvX6I