اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (344)- جيل التحوّل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (344)

 

جيل التحوّل

لقد كان جيل القبانجي بداية جيل التحوّل، تميَّز لأول مرَّة بالخروج عن طاعة المحلية، وظهر للجميع ان المراحل القادمة ستكون مراحل تطورية وابداعية. وقد أوحت الابداعات القبانجية الجديدة أن جيل التحول هذا لم يعد مستعداً للمضي في قبول الاساليب القديمة التي أمست قديمة فعـــلاً ولا تواكب تطورات الحقبة..! وما علينا لأجل إدراك هذا المنحى الادائي في التحولات التطورية الجديدة في حقبة التحول، إلا أن نستمع الى مقام الاورفه لأستاذنا محمد القبانجي المُغنّى بهذه الابيات الشعرية لعبد الغفار الاخرس، حيث تتجسَّد كل معاني الاداء الناجح والتطلعات الجديدة في ثقافة الحياة المستجدة بهذا المطلع من القصيدة.

 

(كـفِّ المـلام فمـا يفـيـد ملامي / الـداء دائي والسقام سقامـي)

 

         لقد بدأت علاقات ظهور الافكار الابداعية في الجيل الجديد الذي أسميناه جيل التحوّل، الجيل الذي رفض الصيغة الواحدة لنتاج الاعمال الفنية التي إجتاحت الجيل السابق، بل الاجيال السابقة برمَّـتها..! ونحى جيل التحول هذا منحىً جديداً في تعدُّدْ الصيغ الادائية وتنوع أساليبها التي كانت إستجابة طببعية للتغيُّرات الاساسية في تاريخ الواقع. ذلك ان قضية تطورات العصر التكنولوجي والتغيرات المستمرة وتسارعها تميــَّزت وتحددت على نحو يفرض مواجهة مختلفة، ولم يعد لدى الجيل الذي سبق القبانجي تأثيرٌ كبيرٌ خلال ظهور القبانجي الذي عاصر أواخر حياتهم ومسيرتهم الغنائية. وبقي معظمهم إن لم يكن جميعهم، بعيدين عن الصيغ الادائية الجديدة التي ميـَّزت هذه الحقبة الزمنية رغم إستمرارهم ومواصلتهم لأداء المقامات العراقية. وابتعدوا تدريجياً عن مواجهة الواقع الاجتماعي المتغير مواجهة فاعلة. ورغم ان القبانجي قد تسيـَّد الساحة الغنائية تماماً وحقـَّق لطريقته الادائية أساساً متيناً للاجيال التي تلته، إلا أن متغيرات الحقبة الزمنية التي عاشها القبانجي كانت في الاقل، أساساً جديداً ايضاً لنهضات إبداعية مثلت سمات هذه الحقبة في كل جوانب الحياة ايضاً. ونظرة فاحصة الى نتاجات هذه الحقبة التي تخللتها هذه التغيرات والتطورات في كل المجالات، نجد أن القبانجي هنا قد وازن او قرَّب بين متناقضات هذه الاختلافات الادائية في المقام العراقي الذي ما إنفك يغترف من تراث سابقيه ليقدمه بأداء مغاير وجديد..! وظل يدعو طيلة حياته الى الاعتماد على طريقته الادائية الجديدة، وتأكيد ذلك بالرغم من أن معظم المؤدين اللاحقين له قد اتبعوه وقلَّدوه فعلا واستفادوا من هذه الاسس الابداعية في طريقته واشعاعاتها في الغناء المقامي. ولا شك ان القبانجي قد حاول جاهداً من ناحية اخرى أن يُعيدَ أو يُطوِّرَ أو يُؤَسِّسَ جمهوراً متلقياً جديداً هو الآخر، يأخذ على عاتقه إمتلاك ثقافة ذوقية في سماع غناء وموسيقى المقام العراقي. واليك عزيزي القارئ الكريم مقام الرست الذي تصرف فيه القبانجي على غير عادة المغنين التقليديين بهذه الابيات الشعرية المخمسة بهذا المطلع المخمّس.

 

(بوصالٍ إليك هل من وصـــولِ / لك أشكو ما شفـَّني من نحــول)

(خنتَ عهدي حفظاً لعهــد عذول / بأبي أنت مـن خلـــيلٍ ملول)

(لم يدم عهده اذا الــــظل دامــا)

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

محمد القبانجي مقام الرست

https://www.youtube.com/watch?v=v4TYNZQuwZU

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.