اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (366)- انصهار الحدود بين الطريقتين/4

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (366)

 

 

انصهار الحدود بين الطريقتين/4

        من رشيد القندرجي، نأتي الى احد اتباعه المغنين الحاج هاشم الرجب الذي يعد من ابرز الاتباع القندرجيين والخبير المقامي الاول المتوّج في القرن العشرين(هامش1)بوصفه يمتلك امكانيات متعددة تصب في نفس الاختصاص، فان اعماله الغنائية تمتلئ عن عمد واصرار في الالتزام والتمسك بالقيم الفكرية والجمالية التراثية، تحفزه في كل ذلك الاصالة التعبيرية والمحافظة على الشكل المقامي وتاريخه العريق. فمثل هذه الروائع يمكن تفسيرها بانها اصيلة وعريقة. فهذه المقامات العراقية مغناة بلغة رصينة باتساق بنائي وبذوق كلاسيكي، وهي كذلك مثال على حب رشيد القندرجي وكل اتباع طريقته لفن الايجاز في الاداء والبحث عن لغة ادائية تعبر عن كل التقاليد المقامية على مدى التاريخ.

 

        هكذا نصل الى سليم شبث الذي يتمرد على بدايته القندرجية لينتقل الى جماليات اخرى تنحو منحى الانفتاح الذي توضح في هذه الفترة من حقبة التحول. وعن هذا يقول المطرب الخبير الحاج هاشم الرجب(غناء سليم كان قد بدأ بداية طيبة في غنائه للمقامات العراقية. اما انحرافه عن هذه البداية وهو في منتصف مسيرته الفنية وغنائه للمقامات العراقية بصورة اقتربت من الانفلات الكلاسيكي متمردا على جذوره الجمالية، يعد امراً مرفوضاً وغير مقبول..! فمقاماته الاولى التي سجلها بصوته كانت غاية في النجاح والالتزام والتمسك بالطريقة القندرجية. اما مقاماته التي سجلها منذ انتصاف سيرته الغنائية حتى نهايتها لم تكن على ذلك المستوى الادائي الذي بدأ به)(هامش2)

 

     اما البقية من زملاء سليم شبث المعاصرين، عبد الهادي البياتي وحسن خيوكة ومجيد رشيد، فانه مع اقرارهم تحذيرات غناء المقام العراقي بالطريقة القندرجية والطرق القديمة الاخرى، إلا أن غناءهم المقامي كان متنوعا منذ البداية في تفصيلاته الجمالية والشكلية والتعبيرية، فقد اخذ كل منهم من ينابيع متعددة معبرين عن الفترة الزمنية التي يعيشوها من حقبة التحول، فهم يحملون في لغة ادائهم المقامي ملامح الثقافة الادائية لمعظم الطرق الموجودة وعلى الاخص الطريقتين القندرجية والقبانجية اللتين كانتا محور غناء المقام العراقي في هذه الفترة.

 

      ان مغني هذه الفترة، رفضوا كما يبدو فكرة أن اداء المقام العراقي وجد لكي ينتهي على هذه الشاكلة او على شاكلة الاقدم منهم. فقد احسوا وادركوا وهم في حقبة التحولات ان المجال واسع للابداع والتفكير بمستقبل الاداء المقامي.

 

        من ناحية اخرى، آمن هؤلاء المغنون بصورة لا فكاك منها، ان تغييرات وتحويرات وتطويرات سريعة ستحصل في المستقبل، ليس في مجال واحد بل في مجالات الحياة برمتها. واقتنعوا بان النزعة الكلاسيكية في الغناء المقامي قد تم تجاوزها..! او لابد ان يتم تجاوزها منذ الان وفي هذه الحقبة من التحولات بالذات

 

والى الجزء الخامس والاخير من هذا الموضوع ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

الحاج هاشم الرجب مقام الحديدي

https://www.youtube.com/watch?v=bLHbEPLLYk8

 

شهاب الاعظمي مقام النوى

https://www.youtube.com/watch?v=aBWNLx3xPjs

 

هوامش

-1 – هامش1: تم منح الحاج الرجب لقب فني نصه(خبير المقام العراقي الاول في القرن العشرين) من قبل بيت المقام العراقي بموافقة وزارة الثقافة ببغداد ودائرة الفنون الموسيقية في الامر الاداري ادناه، وتم الاحتفال بذلك يوم 12/10/2003 في حدائق بيت المقام العراقي.

 

وِزارةُ الَّثقافة

العدد    14

دائرةُ الفُنون الموسيقية

التاريخ 12/10/2003

بيت المقام العراقي/المركز العام

                                                          أَمرٌ إداريٌّ

       إنطلاقاً من مبدأ إحترام جهود الأَسلاف المجتهدين حتى الوقت الحاضر في رفد وخدمة المقام العراقي، من مطربين وعازفين وخُبَراء، وإستناداً للمادة – 4 – فقرة (ز) من النظام الداخلي لبيت المقام العراقي، وموافقة الهيئة الإِستشارية لبيت المقام العراقي ودائرة الفنون الموسيقية ووزارة الثقافة، تقَرَّرَ إِختيار الحاج هاشم محمد الرجب(1920 –......) ، احد أَبرز فناني المقام العراقي في القرن العشرين، لمنحهم شهادة تقديرية مع لقبٍ فنيٍ إِعترافاً بجهوده الكبيرة في خدمة المقام العراقي، وفيما يلي اللقب الفني الذي تم اختياره للحاج الرجب.

 

(خبير المقام العراقي الاول في القرن العشرين)

ينفذ هذا الامر إِعتبارا من تاريخه أَعلاه

 

نسخة منه إِلى

-  دائرة الفنون الموسيقية

-  الإِضبارة الشَّخصية لكل منتسب

-  الحفظ

 

2 – هامش2: من حديث لي مع المرحوم الحاج هاشم الرجب في بيته صباح الخميس 1/8/2003 في احدى زياراتي الاسبوعية مصطحبا معي بعض الاصدقاء، وقد كان معي هذا الصباح نسيب المرحوم الرجب استاذي الفنان عبد الرزاق العزاوي.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.