اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (379)- صلاح حسن الربيعي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (379)

 

صلاح حسن الربيعي

كانت وما تزال، فرصة المناسبات بكل ظروفها الايجابية والسلبية، هي أكثر الفرص التي يلتقي فيها الاخوة والاهل والاقارب والاصدقاء وتُـلتقط فيها الصور التذكارية وافلام الفديو وما شابه ذلك، ولعل مهرجانات الالعاب في الاعياد بصورة عامة هي من أكثر الفرص التي يلتقي فيها الاخوة والاصدقاء عن محبة وشوق، ومن ثم تكون فرصة إلتقاط الصور من الفرص الثمينة للذكرى..! وهكذا كانت الاندية الرياضية وعلى الأخص نادي الاعظمية الرياضي الرائد في هذا المجال، يقيم هذه الاحتفالات والمهرجانات الجماهيرية بمناسبة الاعياد.

 

       صلاح حسن جبوري الربيعي (ابو رسل) هو أحد أصدقاء طفولتي، عشنا سوية في زقاق واحد، وبعض السنين في المدرسة الابتدائية والمتوسطة، وكنا نلتقي يوميا واخوته الاخرين فالح وصباح ونجاح لاننا جارين قريبين لبعضنا، وبعد سنوات انتقلوا في بيت آخر وفي زقاق ليس ببعيد عن زقاقنا في الحي كما مر بنا ذلك في الحلقة السابقة عن اخي فالح الربيعي. ورغم هذا القرب في السكن الجديد، إلا أننا بتنا لا نلتقي كثيرا..! ثم اضمحلت عني أخبارهم رويدا رويدا، وأصبحنا نلتقي بالمصادفات..!وعرفتُ بعدئذ بأن اخي صلاح قد حصل على شهادة البكلوريوس وعمل موظفاً في دوائر الدولة..!

 

        كان السيد حسن الربيعي والد أصدقاء الطفولة، فالح وصلاح وصباح ونجاح، له وقع  شخصي مقبول ومحترم في منطقتنا..! فهو كوالدنا جميعاً، مهذب لطيف المعشر. وكنا نفرح عند ملاقاته. ومن ناحية أخرى كنا نعلم عن كثب رغم صغر اعمارنا، أن له إهتمامات في التنبؤ ومعرفة المستقبل وما شابه ذلك..! ومما يثير شجون هذا الموضوع، هو ما أتذكره في أحد أيام الدراسة الابتدائية بمدرسة المثنى الابتدائية للبنين، عندما قال لي أخي صلاح خلال إحدى فرص الراحة بين الدروس، ناصحاً أو مقترحاً عليَّ أن أعمل كذا وكذا..! على أن لا أبوح به لأيٍ كان، ويبقى سرا دفينا لأن البوح به يفسد مفعوله..!واذا ما التزمتُ بتعليمات هذا السر واحتفظتُ به لنفسي، حينها سيصبح لي شأنٌ كبيرٌ في المستقبل..!! ويبدو أن هذا السر تعلمه وأخذه من والده، بـل يبدو أن ذلك في حكم المؤكد.

 

         بصراحة راقت لي الفكرة وفعلتُ ما أدلى به صديقي العزيز صلاح.  ورغم مرور زمن تجاوزالخمسين عاماً على هذا التاريخ، إلا أنني إلتزمتُتماما بكتمان هذا السر الذي أسرَّهُ لي صلاح في تلك اللحظات بمدرستنا الابتدائية (مدرسة المثنى الابتدائية للبنين) حتى يوم الناس هذا، بناءاً على تحذيره لي في هذا الصدد..! ولكنني بعد هذا الزمن الطويل، ربما أبوح به لأبنائي في مستقبل الايام، رغم انني لا أستطيع أن أقرر فعلا البوح به من عدمه..!!

 

كل الزمن الطويل هذا، في تجنب الحديث أو البوح بسر صديقي صلاح، أعتقد كان هو القوة الكبيرة الدافعة وراء ما حدث لي من محطات في حياتي، خاصة نجاحاتي الفنية وهي معلنة للناس، وأحد أسباب ذلك في تصوري، هو إعتقادي بما أسرَّني به أخي صلاح حسن الربيعي رغم حداثة عمرنا، ورغم انني الآن ربما أهزأ من هذه الحكاية، الا انه كما يبدو، ان المهم في الامر هو الاعـــــتقاد..!

 

       من نوادر المصادفات أن أذهب الى مستشفى الحيدري عند ساحة الاندلس ببغداد، حيث ترقد زوجتي هناك لولادة ابنتي البكر وديان، واذا بي ألتقي بأخي وصديقي العتيد صلاح حسن الربيعي الذي لم ألتقي به منذ زمن بعيد، حيث كانت زوجته على وشك الولادة أيضاً..! وتسير الاقدار الى ولادة زوجتي وزوجته في يوم واحد..! ورزقنا كلينا بإبنتين جميلتين والحمد لله، وكلا البنتين هما البكر لنا، إبنتي وديان وإبنته رسل، حفظهما الله تعالى وجعلهما من البنات الصالحات ووفقهما في سبيل الخير. كان ذلك في شهر آب August. وقد حدثني أخي صلاح بأنه تزوج عام 1979 وهو عام زواجي أيضاً..! وهذا اللقاء في مستشفى الحيدري، كان آخر مرة ألتقي بأخي صلاح، ثم واضمحلت اخباره وأخبار اخوته عني ولم أعد أعرف شيئاً عنهم..!

 

انا وصلاح في عمر واحد، حيث ولدنا عام 1952. وعمري أنا بالتحديد في الصورة المرقمة (4) كان ثلاثة عشر سنة وأربعة شهور تقريباً، اذا ما علمنا أن ولادتي كانت يوم الثامن من ايلول  8/9/1952.

 

 كتب اخي صلاح في دفتر الذكرى بعض الكلمات الجميلات لتبقى ذكرى لحياتنا المبكرة التي عشناها جارا لجار في الحي الكبير- السفينة- بمدينة الاعظمية من بغداد، بل في زقاق واحد..! مهديا لي مع اكثر من صورة شخصية فوتغرافية (الى صديق طفولتي: يا لها من فرصة سعيدة فلقد اتاح لي القلم فرصة اللقاء على الورق فكتبت اقول. اخي يعجز اللسان والقلم معا على وصف صفاتك الحميدة فانك نعم الاخ والصديق الوفي المخلص لان فيك مؤهلات الصداقة الحقة. واخيرا وليس آخرا اهديك خيالي ليبقى ذكرى في عالم النسيان ودم لاخيك. صلاح حسن الربيعي في كانون الاول 24/12/1969. الخميس).

 

كذلك كتب ابو رسل خلف صورته المهداة لي ما يلي

(اخي العزيز حسين: اهديك خيالي ليظل ذكرى في عالم النسيان. التوقيع المخلص اخوك صلاح حسن الربيعي في 24/12/1969 الخميس)

 

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي / شعر مع ابوذية

https://www.youtube.com/watch?v=SlVClWKF0Hc

 

 

ما كتبه اخي صلاح الربيعي في دفتر الذكرى مع صورته المهداة الى المؤلف.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.