كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (419)- سعدي الحديثي / 4

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (419)

 

سعدي الحديثي / 4

     غنى الحديثي هذه القصيدة الشهيرة لمظفر النواب بكل حواسه ومزاجه، التي طالما كان اخي الاستاذ سعدي الحديثي يتغنى بها في كل مكان يطأه من جلسات الاخوة والاصدقاء.

     أخيراً شابت ليلتنا هذه وتقهقر ظلام الليل وبدأ ضياء الفجر يبشرنا بيوم جديد، كما عبر عنها الشاعرابن معصوم المدني في قصيدته الشهيرة المغناة بصوت مطربنا الكبير يوسف عمر في مقام النوى.

أما الصبوح فــــانه فرض / فعلام يكحل جـــــفنك الغمض

هذا الصباح بـــدت بشائره / ولخــــــــــــيله في ليله ركض

والليل قد شــــــابت ذوائبه / وعذاره بالـــــــــــفجر مبيض

فانهض الى صهباء صافية / قد كاد يشرب بعضها البعض

لاتنكروا لهوي عـــلى كبر/ فعليّ من زمـــن الصبا قرض

سِيان خــــــــمرته وريقته / كـــــــــــــلتاهما عِنبيَّة محض

بات الندامى لا حراك بهم / إلا كما يتحـــــــــــرك النبض

 

ولكنني غنيت هذا المقام –النوى- بقصيدة عبد الغفار الاخرس الذي سجلته في تلفزيون الجمهورية العراقية يوم 20/12/1978. وقد غنيت هذا المقام وبهذه القصيدة في نهاية سهرتنا هذه.

متى يشفى بك الصب العــميد / ويبـــــلغ من دنوك ما يريد

شجٍ يحـــيه وصــل من حبيب / ويـــــقتله التجنب والصدود

وما انسى لنـــــا ســـاعات لهو/ مضت والعيش يومئذ حميد

تعيد عليّ مـــــا تبدي غــراما / فــــــكم تبدِ الغرام وكم تعيد

تجاوبها الغـــــواني بـالاغاني / فيطربنا لها نــــــــاي وعود

ايا زمن الصبا هل من رجوع / ويا عــهد الشباب متى تعود

 

     هكذا انتهت ليلتنا الجميلة هذه التي لم يشعر احد منا بوقتها، مرت وكأنها في دقائق معدودات كان الجميع فيها على افضل واجمل مزاج. تفرق الجميع كلٌ في مكانه الى النوم والساعة تشير الى ما بعد الخامسة صباحا واشراقة الصباح بادية بوضوح. فبتنا في كرفانات المهندسين الفرنسيين..! وما هي الا سويعات قليلة حتى نودي علينا قبل العاشرة من صباح وضحى هذا اليوم الاول من تموز 1977. للحضور الى البحيرة. وكان السادة المسؤولين يمارسون السباحة في البحيرة، ونزلنا نحن ايضا الى البحيرة نسبح مع الجميع حتى انتصاف النهار..! وبعد راحة قصيرة نودي علينا مرة اخرى على مائدة الغداء. ثم بدأتْ فواصل اخرى جديدة من الغناء والموسيقى استمرت الى ما بعد الساعة الرابعة عصرا..! تناولنا بعدها طعام الغداء معاً. ثم غادرنا جميعا مدينة الحبانية السياحية كلٌ الى مكانه..!

 

     من خلال هذه السهرة النادرة الباقية في الاذهان التي لم ولن تنسى، حصل اخي الاستاذ سعدي الحديثي على موافقة حصوله على زمالة الدراسة في لندن من وزارة الاعلام، ومنذ هذا التاريخ حضّر الاستاذ الحديثي بحوثه وحصل بعدئذ على شهادة الدكتوراه من احدى جامعات لندن في موضوع (أغاني الجوبي في أعالي الفرات)..!

من ناحية اخرى، ففي عقد السبعينات والثمانينات شارك الاستاذ سعدي الحديثي معنا مغنياً في اطوار الريف والبادية من خلال فرقة التراث الموسيقي العراقي في بعض سفراتها، أو ينظم إلى الفرقة في بعض الاحيان حينما كان خارج البلد..! ومن هذه السفرات والمشاركات سفرتنا الى انكلترا واسبانيا اكثر من مرة خلال هذا العقد السبعيني. ومن هذه السفرات كانت في مطلع عام 1979. الى اسبانيا وانكلترا، وفيها كان الاستاذ سعدي الحديثي مقيم في لندن للدراسة كما مر بنا..! وفي هذه الفترة كانت العلاقات السياسية بين بلدنا العراق وانكلترا متوترة وتمر بفترة سيئة للغاية، حتى ان سفيرنا المعين في لندن الدكتور هشام الشاوي وصل الى بناية السفارة العراقية في لندن على متن دبابة..!

 

والى حلقة الجزء الخامس والاخير ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي / مقام النوى

https://www.youtube.com/watch?v=jWkaSldug50