اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ثلاثة تحذيرات واقتراح الإفطار السياسي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جاسم الحلفي

 

 ثلاثة تحذيرات واقتراح الإفطار السياسي

     تصاعدت التحذيرات من تلكؤ المتنفذين في تشكيل الحكومة، وبيّنت مخاطر ذلك على مجمل العملية السياسية، فضلا عن التهديدات بتقويض الوضع الأمني من قبل القوى الإرهابية التي صعـّدت من نشاطاتها خلال الفترة الأخيرة، واستغلت، بشكل لافت، حالة الترقب والانتظار، لتنفذ عمليات إجرامية بقتل شرطة المرور، وعدد من القضاة، وتدمير عدد من السيطرات الأمنية والسيطرة عليها في بعض أحياء العاصمة بغداد، في وضح النهار، ثم جاء التفجير الذي استهدف مركز التطوع في ساحة الميدان قرب مقر وزارة الدفاع العراقية في منطقة باب المعظم، صباح يوم الثلاثاء الفائت، الأكثر دموية خلال الأسابيع الأخيرة.

لم تكن الاختراقات الأمنية، الظاهرة القديمة الجديدة التي يمكن تأشيرها، فهناك تردي الخدمات وخاصة النقص الكبير في الكهرباء، وتلوث مياه الشرب، وعدم توزيع الحصة التموينية في وقتها رغم رداءة نوعيتها. ومن جانب آخر هناك التدهور الملحوظ في الأوضاع المعيشية والحياتية للمواطنين، فإحصائية وزارة التخطيط أشرت خط الفقر في العراق هو 30%، الامر الذي لم يتم التوقف عنده بالمسؤولية المطلوبة.

رغم كل هذه المخاطر والأوجاع التي يئن تحتها المواطنون فان المتنفذين بعيدون عنها، ذلك لأنهم ماضون في خلافاتهم، لا يتنازلون لبعضهم البعض ولم يتوافقوا على برنامج وطني، يعيد الأمل لمن خرج مخلصا للانتخابات مدليا بصوته، واثقا من ما طرحته برامج الحملات الانتخابية، متأملا تحسن الأوضاع، كما وعد بذلك المتنفذون. لكنهم، أي المتنفذين، سرعان ما نكثوا العهد ولم يكترثوا بدور المواطن، ذلك لان دور هذا المواطن، في قاموسهم، ينتهي عند الإدلاء بصوته يوم الانتخابات. لذلك نراهم قد أغلقوا أسماعهم عن صوته الذي يعبر عنه يوميا بأشكال متنوعة.

فقد شهد الأسبوع الحالي مبادرة 11 منظمة مجتمع مدني برفع دعوة قضائية على مجلس النواب، طالبت فيها "بإنهاء الجلسة المفتوحة المخالفة للدستور، وبعكسه دعوة المحكمة الاتحادية الى اتخاذ قرار بحل مجلس النواب وإعادة الانتخابات". ويعد هذا التحذير تعبيرا عن رفض الاستخفاف بموقف المواطنين الذي يعكس الشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه وضع البلاد، الأمر الذي يتطلب إسناد هذه الحملة ودعمها بالسبل الكفيلة بإنجاحها.

اما التحذير الثاني فقد أطلقه السيد احمد الصافي معتمد المرجع الديني السيد علي السيستاني في كربلاء، مبينا فيه مخاطر انهيار الدولة العراقية، معربا عن يأسه من إيجاد حلول للأزمات الخدماتية، واصفاً الوعود التي أطلقها المسؤولون لتحسين الأحوال بـ"الكاذبة". بينما جاء التحذير الثالث من "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" الذي بيّن مخاطر تداعيات عدم الإسراع في تشكيل حكومة عراقية بسرعة، مقدما اقتراحا للمتنفذين بان يستغلوا شهر رمضان لإقامة موائد الإفطار السياسية، لبلورة صفقة سياسية، يجري من خلالها تسمية رئيس وزراء العراق المرتقب!.

لا يبدو ان المتنفذين سيكترثون بكل هذه التحذيرات، فهم يدركون ذلك، لكن السلطة والنفوذ، و إصرار هذا على أحقيته وتمسك ذاك برأيه، هو ما يضبب رؤية خروج العراق من هذا المأزق الخطير. فما تم تسريبه من وثائق يتبادلها المتنفذون لإعادة اقتسام السلطة وإعادة توزيع النفوذ، يشير الى ان أزمة تشكيل الحكومة من العمق بحيث لن تحلها موائد الإفطار!.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.