اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• دفاعا عن الحرية تحت " نصب الحرية"

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كمال يلدو

 

مقالات اخرى للكاتب

دفاعا عن الحرية تحت " نصب الحرية"

لايســـاورني شــك من ان السيد نوري المالكـي، وقيادات حزب الدعوة يعرفون حق المعرفة الهـوية  الوطنية للمتظاهرين الذين دأبـوا على التجمع  تحت نصب الحرية مطالبين بالأصلاح والقضاء على الفساد الاداري وتقديم الســراق الى العدالة ، وهذا ما بدا في رد فعل المالكي  في الاسبوع الأول للتظاهرات حينما صرح  " بأحقية التظاهر المكفولة في الدستور " وأن  " مطالبهم عادلة" ، لكن يبدو ان حقنة التخدير التي ارادها لم تدم طويلا حينما اكتشـــف ان نفس هؤلاء المتظاهرين ليس قصيرا  ، وأنهم مصـرون على مطاليبهم ، لا بل ان حركة الاحتجاجات في بغداد وجدت لها صدى كبيرا في كل المحافظات العراقية ، ولهذا تبدلت نغمة الحكومة تجاههم  .

لقد تصور السيد نوري المالكي بأن مســك العصـا من الوسط  ســيعفيه من المحاســـبة ومواجهة المواطنين الذين اكتوا  جراء نقص الخدمات وضياع فرص تقدم وطنهم  نتيجة الفساد الاداري وسرقة المال العام ، فيما العالم من حولهم يتقدم وهم يتراجعون القهقري يوما بعد يوم .

   وبينما  لجأت القيادة السياسية متمثلة برئيس الوزراء وبعض الوزراء والمسؤولين الى كيل الاتهامات  والشتائم للمتظاهرين ، ووصفهم بأنهم ارهابيون وبعثيون ، أو انهم يريدون عودة البعث، لكن واقع الحال يدحض هذه الافتراءات ، وهي  مردودة على اصحابها  وكل من يطلقها . فلو كان المسؤولون حقا لا يريدون عودة البعث ( افتراضا) ، فعليهم اولا اراحة هذا الشعب من تركة نظام البعث البغيض ، عليهم توفير الخدمات ، وفرص العمل والشروع بنهضة العراق ، عليهم محاسبة السراق  ، ايا كانوا ، وتقديمهم للعدالة  ،  عليهم محاربة الارهاب والميليشيات والقضاء على نظام المحاصصة  ، بهذا فقط نســـد الطريق على البعثيين وغير البعثيين – ممن لا يريدون خيرا للعراق – للعودة من جديد ، اما الحقيقة المرة  التي يتلمسها الشارع العراقي اليوم هي : ان هؤلاء السياسيين ، بأفعالهم  وما قاموا ويقومون به ، انما اســـدوا خير خدمة للأرها ب والبعث  ولكل القوى الغاشمة التي دمرت العراق في عقود حكمها البائد .

 

   ان حركة الشـــباب التي انطلقت ، والدعم التي لقته وتلاقيه من شتى القطاعات الشعبية والمثقفين _ المتضررين الحقيقيين  من الفساد الاداري – هي ظاهرة وطنية تعبر عن اروع صور الحرص والمسؤولية على مقدرات وآمال وأحلام المواطنين ، وهي التي ستكون صمام امان الشعب العراقي ، وليس البرلمان الطائفي ، في المراقبة والمحاســـبة  . ان هذه الساحة المباركة ، وكل الساحات العراقية التي تشهد موجة الاعتراضات والاحتجات لهي ارقى تعبير عن وعي المواطن لمسؤلياته بعد ان خاب ظنه بنوابه  في البرلمان ، الذين يقضون جل اواقاتهم اما في السكوت  او في الوفود والاجازات او في النقاشات العقيمة بينما ازمات المواطن تتفاقم ومعانتهم اليومية في ازدياد مضطرد .

 

لا اظن ان القاء كرة اللهب هذه في ملعب المحتجين  سيحل المشاكل ، او يعيد الامور الى ما يفترض ان تكون ، بل بالعكس ، انها ستزيد الامور ســوءا ، وستخســر هذه الحكومة ، بكل اطيافها، ستخسر جمهرة كبيرة كانت اكبر نصير لهم في الانتخابات  وبذلك تكون سياسة حماية السراق والمفسدين والمسؤولين غير الكفوئين  قد خلقت شرخا كبيرا بين الطبقة الحاكمة ، وجمهرة المواطنين ( المكويين) ، ناقضين بذلك عهودهم ووعوهم الانتخابية بتوفير الخدمات  والقضاء على البطالة  واطلاق حملة اعادة بناء العراق .

ان اكبر الاخطاء التي ترتكبها هذه النخب السياسية اليوم هي في مناصبتها العداء لهؤلاء الشباب الحريصين اشد الحرص على وطنهم ، وليس المالكي ووزراؤه والمسؤولون هم وحدهم من يتحمل وزر هذا التفريط بهذه النخبة من المواطنين ، بل كل الاحزاب المشتركة في العملية السياسية والبرلمان ،  والذين كنت اتأمل يوما ( من بعضهم على الاقل)

ان يترجموا  تصريحاتهم  وأقوالهم ضد الفساد ، بالنزول الى ساحة  التحرير او ســـاحات الاحتجاجات العراقية الاخرى ، ليكونوا حقا على تماس مع الجماهير التي اوصلتهم الى هذه الكراسي الوفيرة والرواتب والمخصصات الدسمة!

اما ما جرى في "جمعة الغضب" والجمعة التي تلتها في بغداد ، ونزول شـــلة من " الشقاوات " و " البلطجية"  وتعديهم بالضرب والسب والشتم على المتظاهرين تحت اعين وحماية القوات الامنية  فهو دلالة لاتقبل الشك عن العقلية الاستبدادية  - المرعوبة – تجاه اي تحرك جماهيري حقيقي ، وعجز تام في تحقيق مطالب الجماهير التي لم تعد تثق بالوعود والخطابات الرنانة .

دعوة لكل القوى الخيرة ،للنخب الثقافية ولكل قطاعات الجماهير من اجل  حماية هؤلاء الشباب ، لحماية الديمقراطية من الاستبداد وعودة البعث بوجوه جديدة ، وهي دعوة مخلصة لحكم الشعب  الذي غاب  بين حيطان البرلمان المشغول بالمحاصصة  وتوزيع الوزارات وحماية المفسدين والسراق  واصحاب الشهادات المزورة!

 

حزيران

 

2011

 

   

 

  

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.