اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• لغتنا السريانية توحد كل اطياف شعبنا ، ومديريتنا ليست مســيسة!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
د.ســـعدي المالح

 

مقالات اخرى للكاتب

لغتنا السريانية توحد كل اطياف شعبنا ، ومديريتنا ليست  مســيسة!

 

اســتضاف الاتحاد الديمقراطي العراقي في مدينة ديترويت يوم السابع من تموز 2011 الدكتور سعدي المالح في امسية ثقافية تحدث فيها عن مديرية الثقافة والفنون السريانية التي تتبع حكومة اقليم كردستان والتي يرأسها منذ العام 2005 .

قـدمت السيدة  طليعة اليس كوهاري  ضيف الاتحاد  ، واستهلتها  بقائمة طويلة من سيرته الذاتية ابتدأت منذ العام 1976 حينما غادر العراق الى الاتحاد السوفيتي للدراسة حتى العام 2005 حينما  غادر منفاه في مدينة مونتريال الكندية و  قرر العودة لمدينته " عينكاوة" حيث تقلد هذا المنصب الاداري ، مرورا بمحطات كثيرة توجها بالنتاجات الادبية والثقافية من الشعر والقصة القصيرة والترجمات والبحوث والنشر في عدد كبير من المجلات والصحف ، ســــفر يحق لكل من عرف سعدي المالح ان يفخر به لأنه اتى بعد جهد كبير ونأمل ان تكون ثماره بقدر عطائه ، للشعب العراقي ولأبناء قوميته التي يعتز بها ايما اعتزاز .

بعد التعريف ، اخذ الضيف المايكرفون وجال بالحضور مبتداءا بالحديث عن مهمته الحالية وقال : لقد دفعني فهمي لحجم المعاناة التي عانى منها الشعب ( الكلداني السرياني الآشوري) على مدى عقود من القمع والاضطهاد والقهر لأن اعمل جاهد في هذه المؤسسة التي لم اكن انا مؤسسها بل انها تبلورت اولا في اقرار اقليم كردستان عقب انتفاضة 1991 بالحقوق الثقافية لأبناء هذا الشعب وأقرت ايضا فكرة التدريس باللغة السريانية في المناطق التي يكثر فيها التلاميذ الناطقين بها ، واستحدثت  مديرية الثقافة الآشورية عام 1996 ، مترافقة بصدور بعض الصحف والمجلات في اواسط التسعينات .

اما فهمي لأهمية اللغة بكونها عاملا اســاسيا ليس للتعريف بالهوية القومية لأي شـــعب فحسـب ، بل هـي اهم اداة للحفاظ على تأريخه وتراثه وفنونه وثقافته ، ولهذا تأتي اهمية هذه المؤسسة التي تعني في هذه الحقول . اما اللغة وتدريسها فهذا شأن مديرية التربية التابعة لحكومة الاقليم ، والتي اقرت كما اسلفت مع بداية التسعينات .  وتجدر الاشارة الى وجود بعض المحاولات ابان النظام البائد عقب اتفاقية آذار عام 1971 ، تمثل في صدور بعض النشريات باللغة السريانية والعديد من النشاطات الا ان التجربة انتهت مع الهجمة التي قادها النظام ضد القوى السياسية وعودة الحرب لكردستان واندلاع الحرب مع ايران .

لم تخل عملية تسمية المؤسسة من الحساسيات من هذا الطرف او ذاك ( للأسف) ، لكن سلطة الاقليم اجمعت على تسمية " السرياني" والتي هي جامعة لكل تسميات هذا الشعب ( الكلداني السرياني الآشوري) ، امـا تسمية اللغة السريانية فهي  تسمية رديفة للغة الأم ( الآرامية) ، ويمكنني القول انه  ولحـد وقت قريب كان عدد الذين يعرفون اللغة السريانية قرأة وكتابة لا يتجاوز المئة او اكثر وجلهم من الكهنة والشماسة ورجال الدين ، اما اليوم  فعندنا ما لا يقل عن (15000) خمسة عشر الف على اقل تقدير ( في الاقليم)  يتحدثون

 بها قرأة وكتابة وفي جميع الحقول الثقافية والعلمية والادبية وحتى في الرياضيات والفيزياء ، فيما يمكن اجمال العدد النهائي بأضافة قرى سهل نينوى وبعض المدن العراقية والمهاجر الى ما لايقل عن (40000) عارف باللغة قرأة وكتابة ، وهذا بحد ذاته انجاز كبير ومؤشــر على حيوية هذا الشعب ورغبته بالنهوض وتعبيرا عن الاعتزاز بفنه وتراثه .

تنتمي مؤسستنا التي تحولت الى مديرية عامة الى وزارة الثقافة في الاقليم وهي جزء من  5 مديريات ، ثلاثة كردية وواحدة تركمانية والاخيرة سريانية .والمديرية مقرها عينكاوة نسبة للكثافة السكانية ولها ثلاث مديريات متفرعة في  دهوك ، السليمانية وأربيل ، ويتبع لها ايضا المتحف السرياني .

تصدر المديرية مجلة (بانيبال) منذ العام 1998 بحجم كبير ومن 180 صفحة وبأربعة لغات ، كما تصدر جريدة شهرية بأسم ( مردوثا) – الثقافة – من 16 صفحة ملونة والتي تتضمن الاخبار والنشاطات وبثلاث لغات ، وتطبع المؤسسة حوالي (10) كتب سنويا للأدباء والمثقفين السريان و باللغة السريانية، كما تقدم سنويا ثلاث حلقات دراسية  تشمل اللغة ، دور السريان في الثقافة العراقية وعن الاعلام السرياني اضافة للمؤتمرات الادبية . كما ترعى المؤسسة سنويا " اسبوع الثقافة السريانية" والذي يتضمن المحاضرات ، المسرحيات ، معارض للفنون التشكيلية  والفنون المنزلية ، اليوم التراثي والملابس والاطعمة المقدمة في البيت السرياني  وكلها باللغة السريانية ، هذا اضافة الى انطلاقة المؤسسة مؤخرا نحو القرى والبلدات ذات الغالبية من الشعب (السرياني) ، اضافة الى الاهتمام بثقافة الطفل  ، والتعاون مع المدارس في العديد من الفعاليات ومن ضمنها عروض الازياء ، اذ بلغ عدد الازياء التي يتقلدها ابناء هذا الشعب ومن مختلف المدن والقصبات حوالي (40) زيا .

كما اشار الضيف الى المتحف الذي افتتح في نيسان الماضي والذي يضم ثلاثة قاعات وفيه ما لايقل عن (3000) آلاف مادة  ، اضافة الى آرشفة رواد النهضة الفكرية والثقافية لأبرز مشاهير الشعب ، ناهيك عن  قيام المتحف بتجميع التراث الشفهي من القرى والارياف خشية ضياعه مع تقادم الاجيال وتسارع مستويات الهجرة الى خارج العراق .كما تطرق الضيف الى دور الاعلام في كل هذه العملية الثقافية وتوقف قليلا امام ما هـو متوفر الآن في اقليم كرستان ، اذ أشــار الى تواجد العديد من الفضائيات ومحطات الراديو والصحف والمجلات التي تتحدث السريانية ، هذا اضافة للتنسيق والمشاركة في العديد من الفعاليات العامة  والمشاركة مع الجامعات  في نشاطاتها ...ومع كل هذا العمل فأن الامل معقود للمزيد  ، اذ ان الامكانيات موجودة وهي بحاجة للتوضيب .

بعد هذا الحديث الشيق والمطول ، تقدم الحضور بأسئلة عديدة اجاب عليها بكل صراحة وبدون تشــنج وكانت:

1) من يقوم بالصرف على مديريتكم؟

2) من يصرف على نشاطاتكم ؟

3) كيف تقيـّمون ( ماليا) المشاركات الفردية في نشاطاتكم ؟

4) هل ان مديريتكم مسيسة ؟ وهل تخدم مشروع سياسي  يدفع به الاكراد حاليا ؟

5) انت متهم بأنك تميل لجهة على حساب جهات اخرى ؟

6) هل عملكم يكرس العنصرية " السريانية" وهل انتم منفتحون على الثقافات الأخرى في العراق؟

7) سؤال شخصي حول نتاجات الدكتور سعدي المالح ، ومتى تحول من الشعر الى القصة ؟

8) انتم لا تتعاونون مع اتحاد الادباء الكلدان ...لماذا ؟

في معرض اجابة الدكتور سعدي المالح على اسئلة الحضور قال :

ان  مؤسستنا  جزء من وزارة الثقافة التابعة لأقليم كردستان ، ونحصل على حوالي (2) مليون دولار سنويا من ميزانية الاقليم لتغطية نشاطاتنا والرواتب وكل ما يتعلق بعملنا ، ونمنح العديد من المشاركين في فعالياتنا مبلغا ماليا متواضعا ، وأما المشاركين  القادمين من الخارج فنحن نقول لهم ، عليكم تأمين اجور السفر ونحن نؤمن لكم الاقامة ، وهذا ما نستطيع تقديمه الآن . وفيما اذا كانت المديرية مسيسة ، فأقولها صراحة ، ربما كانت مديريتنا الوحيدة غير المسيســة ، وهذا ما دفع بالعديد من مديريات الاقليم للحذو حذو مديريتنا ، لكن لدينا موظفون ينتمون لأحزاب ، وهذا طبيعي ، لكن لا احد يملي سياسة حزبه على المديرية ، وبالنسبة لي فأني اقف على مسافة واحدة من كل الجهات ، ونتيجة لذلك فقد  حرمت نفسي من المشاركة في النشاطات السياسية حتى لا يتهمني البعض بالتقرب من هذا والابتعاد من ذاك ، اما ان تكون مديريتنا  رافعة لخدمة  مشروع سياسي معيـن ، فهذا غير موجود ابدا ، فنحن نقدم خدمة لأبناء هذا الشعب وهم يستحقوها ضمن استحقاقات المواطنة ، وكنا نتأمل ان تكون الاوضاع في باق اطراف العراق مشابهة للوضع في الاقليم فربما كانت النتائج اكبر واعظم مما تمكنا من تحقيقه للآن .

عملنا لايكرس العنصرية ابدا ، فنحن شعب منفتح على كل الثقافات ، ومؤسستنا تترجم نتاجاتها وتنشره باللغات الثلاث المتداولة في الاقليم ( العربية والكردية والتركمانية)  ، ولنا علاقات مع خيرة المثقفين في الاقليم ونشاركهم ويشاركونا النشاطات ، اما اقتصار نشرنا ونشاطاتنا علىى اللغة السريانية ، فهذه هي مهمة مديريتنا اساسا ونحن لا نتجاوز على حقوق اية جهة اخرى .اما بخصوص تحولي من شاعر الى كاتب قصة ، فالحقيقة اني لم اكتب الشعر الا قليلا وكانت بدايات ، لكن جل عملي ونتاجي الادبي هو في مجال الفـن القصصي والترجمة ايضا . وبخصوص اتحاد الادباء الكلدان ، فمؤسستنا ليس لها اي موقف من اية جهة ، وقلناها ونقولهـا  لكل الاخوة ، نحن اقلية ولا يتحمل وضعنا ان تكون لنا اتحادات كلدانية وسريانية وآشورية وهذا يأخذنا بهذا الاتجاه والآخر بذاك الاتجاه ، كنت اتمنى على المثقفين والادباء والكتاب ان يعطوا مثالا حسنا لوحدة هذا الشعب ، ونحن سنكون اول الداعمين لهـم، لكننا لا نفضل الاتحادات الفرعية وانما نريد ان نعمل تحت واجهة شعب واحد.

بعض الارقام والأحصائيات :

*التعليم السرياني ابتدأ في الاقليم منذ 18 ســنة بعد اقراره في البرلمان

* هناك 57 مدرسة تدرس بالسريانية موزعة ما بين ابتدائية ومتوسطة وثانوية .

* اكثر من نصف هذه المدارس تدرس بالسريانية مئة بالمئة ، والباقي يدرسون ( الابتدائي ستة ساعات يوميا، المتوسطة 4 ساعات ،والثانوية2 ساعة يوميا) .

* انهى اكثر من (5,000) آلاف طالب دراستهم كاملة  من هذه المدارس (الاول ابتدائي وحتى السادس ثانوي) .

* حسب احصائيات وزارة التربية هناك 8,600 طالب في هذه المدارس ، وملاك تدريس يقدر ب (1,070)  معلم ومدرس .

* تضم مديريتنا اكثر من (170) موظف وموظفة ، اكثر من نصفهم خريجوا جامعات ومعاهد عليا ، فيما  يبلغ حملة الشهادات دون المتوسطة اقل من 15 بالمئة.

* في مديريتنا ملاك يمثل كل المدن والقرى والقصبات التابعة لشعبنا ، وكذلك تتمثل فيها كل الانتماءات الكنسية والحزبية المنوعة .

بعد ان قاربت الساعة منتصف الليل ، شارفت الامسية على النهاية فيما تحلق البعض حول طاولة الضيف لأكمال اسئلتهم . جدير بالذكر ان العديد من الشخصيات الثقافية وممثلي بعض الجمعيات والاحزاب في الجالية ووسائل الاعلام كانت موجودة في النشاط الذي يضاف الى العديد من النشاطات الثقافية التي يرعاها الاتحاد الديمقراطي العراقي في ولاية مشيكان .

 

كمال يلدو

تموز 2011

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.