اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• "عيد الشــكر" في الولايات المتحدة -//- كمال يلدو

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

كمال يلدو

مقالات اخرى للكاتب

"عيد الشــكر" في الولايات المتحدة

Thanksgiving Day in USA

يحل "عيد الشكر" في الولايات المتحدة في رابع خميس من شهر تشرين ثان من كل عام ، وهو يمثل بداية موســم العطاء ، ولحمة العوائل ـ والنظر للفقير والمحتاج ، وصولا الى موسم اعياد الميلاد ورأس السنة.

يعود تقليد هذا الأحتفال الى بريطانيا ، اذ كانت الكنيسة تحّي احتفالات تقديم الشكر ( ثانكس كيفنك) في شهر نوفمبر ولمدة ثلاثة ايام ، مباشرة بعد انتهاء موسم الجني ، مقرونة بالتعبد والصلاة ، وكل حسب معتقده وديانته والطلب بأن يكون الموسم القادم موسما جيدا ووفيرا .رحل هذا التقليد مع المستوطنين الجدد الذي وصلوا ( امريكا) يوم كانت مستعمرة بريطانية ، ويؤرخ كتاب التأريخ عن اول احتفال ادارته الكنيسة في العالم الجديد الى العام 1621 ، اذ شارك فيه سوية ، المستوطنون الجدد جنبا لجنب مع السكان الأصليون - ما يسمون بالهنود الحمر – في ولاية " نيو انكلاند - انكلترا الجديدة –" يومها اكل الجميع حيوانات بحرية وبرية ، وقدموا الشكر بمناسبة انتهاء موسم الجني . أعلن اول رئيس لأمريكا جورج واشنطن يوم 62 نوفمبر من العام 1789 يوما وعيدا وطنيا للأحتفال بعيد الشكر ووصفه :" يوم عام لتقديم الشكر والصلاة بقلوب مملؤة بالنعم والشكر لله" .في اثناء الحرب الأهلية ، وبالضبط في العام 1863 ، اعلن الرئيس الأمريكي "ابراهام لنكولن " ان يكون رابع خميس من شهر تشرين ثان – نوفمبر – من كل عام ، يوما وطنيا وعطلة حكومية وأهلية للأحتفال بعيد الشكر ، ويجري هـــذا التقليد منذ ذلك الوقت ولليوم .


يعتبر عيد الشكر – ثانكس كيفنك – واحدا من اهم الأعياد الوطنية الأمريكية اجتماعيا . فعلى الرغم من الأحتفال به في الولايات المتحدة – ارضا – فأن الأحتفالات تمتد لتشمل ، القوات الأمريكية اينما تواجدت ، ان كان في ايام السلم او في ايام الحروب ، البعثات الدبلوماسية اينما تواجدت ، والمواطنون الأمريكان وأينما تواجدوا . فأختيار ان يكون العيد يوم الخميس ، انما يمنح الفرصة للأحتفال به طوال عطلة نهاية الأسبوع ( الخميس – الجمعة – السبت – والأحد ) وبذلك يكون اطول عطلة في الولايات المتحدة . في هذا اليوم تجتمع العوائل ، ويعود الأبناء من مناطقهم البعيدة ، وحتى من خارج الولايات المتحدة ، ليجتمعوا من جديد في بيت " الأم " او في بيت " العائلة " ـ معيدن الى الأذهان نقطة انطلاقتهم الأولى ، من رحم هذه الأسرة التي ربتهم . لـقد بنيت العديد من التقاليد على التقاء اكثر من عائلة ، او ربما عوائل متقاربة من ناحية النسب للأحتفال بهذه المناسبة التي يحرص ( كل الأمريكان) على الأحتفال بها بغض النظر عن اختلاف قومياتهم او دياناتهم ، فهذا الأحتفال هو مناسبة وطنية ، يليه في الأهمية عيد الأم ، ثم عيد الحب ( الفالنتاين) ، لأن هذه المناسبات لا تحتاج الى انتماء ديني او طائفي ، انما هي احتفالات عامة ، الغاية الأساسية منها تعزيز العائلة والأواصر الأجتماعية . اما عيد الكرسمس والقيامة ، فكونها اعياد دينية ، ربما لا تمتلك ذات الشعبية التي يمتلكها عيد الشكر .

تجتمع العوائل ، بأبنائها وبناتها والأزواج والأطفال والأقرباء لتناول وجبة غذائية تعد في اغلب الأحيان في بيت ( المضيّف) ، وتشترك في اعدادها ايضا بقية افراد الأسرة ، بأطباق المقبلات او الحلوى او اي مشاركة اخرى ، حتى يكون الكل مشترك في مائدة – عيد الشكر - ، وقد درجت العادة ان تكون الوجبة الرئيسية مكونة من - الديك الرومي أو التركي – كما يسمى باللغة الأنكليزية ، اما بالنسبة للجالية العراقية ، فلابد ان تضاف عليها النكهة المميزة ، حيث تقدم الأطباق العراقية الى جانب الديك الرومي ، مثل الدولمة ، والكبة الموصلية ، والباجة العراقية . كل العوائل تفتتح المائدة بتقديم الشكر ، طالبة ان يعم الخير والسلام البشرية ، وطالبة من الله ان ينعم بنعمه على الفقراء والجياع والمحرومين في العالم ، وأن يشملهم برعايته ومحبته ، كلمات وأدعية تتداخل فيها المشاعر الأنسانية وتتسامي لتمني المحبة والخير لكل البشر ! من الطريف بمكان القول ، ان آخر الأحصائيات حول عدد الديك الرومي الذي يؤكل في يوم عيد الشكر – ثانكس كيفنك – وفي الأعوام الأخيرة قد بلغ حوالي ( 45) مليون ديك رومي في يوم عيد الشكر ! ناهيك عن ان العديد من العوائل ، والتي تحتفل بالعيد ايضا ، لكن ربما تتناول طعاما او وجبلة أخرى مغايرة .

مثلما تحتفل العوائل الأمريكية بعيد الشكر كل عام وتعد له العدة ، تشاركهم العوائل العراقية بذلك ايضا ، لابل ان جاليتنا قـد اضافت نكهة انسانية لهذا العيد . فالعديد من الكنائس ، والجمعيات الأهلية ، وأصحاب الأعمال التجارية والمتمكنين من ابناء الجالية ينظمون حملات لتوزيع الديك الرومي ، ومستلزمات الأحتفال ، من حلوى او صحون ولوازم اخرى للعوائل الفقيرة والمعففة ، ليس العراقية فحـسب ، بل والأمريكية ايضا . اذ ان هذا العيد يوحد الكل في العطاء والنظر للمحتاجين . وعلى صعيد آخر ، تقوم مؤسسات امريكية اخرى مثل دوائر البريد ورجال الأطفاء ومراكز الشرطة ، بتوفير الأماكن للمواطنين المتمكنين كي يتبرعوا بالأغذية المعلبة ، بغية تقديمها في سوق مجاني ومفتوح لكل من هو محتاج ، دون سؤال او جواب ، تعال وخذ حاجتك ! اما المدارس ، فأن لها اسلوبها المتميز في تربية مبداء " حب مساعدة المحتاجين " عند التلاميذ ، وذلك بالطلب لهم بتقديم التبرعات العينية او المالية ، او القيام بعمل ما ، بغية تجميع الأغذية او الأموال لتغطية مصاريف مساعدة الأطفال والعوائل المعففة والمحرومة ، في عيد انساني مهم ، كعيد الشكر . وهكذا تبدأ زراعة البذور الأولى عند الأطفال ، في النظر الى المحتاج وتقديم المساعدة لهم ، بغض النظر عن لونهم او دياناتهم او معتقداتهم ، المهم هو اشتراكهم في الأنسانية .العديد من منظات الجالية ، والكنيسة ، وبعض افرادها الميسورين ، تفخر بأنها تقدم ما يمكن ان يزرع البسمة على وجوه الناس ، الذين لا يعرفوهم ، لكنهم يلتقون معهم في الأنسانية ، وبتقديم الشكر ، لهذه الأرض ولهذا الشعب ...الولايات المتحدة الأمريكية !

سيصادف " عيد الشكر " لهذا العام ، يوم الخميس المصادف 22 تشرين ثان 2012

كمال يلدو

تشرين ثان / الولايات المتحدة

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.