اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• مدارس ديترويت، تحت الحصار -//- كمال يلدو

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

مدارس ديترويت، تحت الحصار

كمال يلدو

شكلت حادثة اطلاق النار في مدرسة – نيو تاون – الأبتدائية بولاية ( كوناتيكت) يوم الجمعة 14 كانون أول 2012 / ، والتي راح ضحيتها 20 تلميذ ابتدائية و6 مدرسين ، نقطة فاصلة جديدة في حالة الأمن والأستقرار التي تعيشها المدارس ، ان كان في ديترويت او في الولايات الأخرى . وتقف اداراتها حائرة في ايجاد الحلول الناجحة ، امام تزايد حالات الأجرام التي تحدث في المدارس عموما ، والتي تبدأ عادة بأدخال قطع السلاح او السكاكين .

تختلف الحالات تبعا لأختلاف المناطق السكنية وأوضاعها الأقتصادية ، فالمدارس التي تقع في مدينة ديترويت وضواحيها الفقيرة، يسهل الحصول على قطع السلاح ( الغير مرخص) ، بينما تنتشر فيها بعض عصابات التلاميذ

(Gangs)

والتي عادة ما تكون مافيات صغيرة لبيع المخدرات، أو مجاميع الأبتزاز

(Bullies)

والتي تبتز التلاميذ وأحيانا الأساتذة في أخذ الرشى المالية او فرض ( البهلوة) في ساحات المدارس وصفوفها، وخاصة تجاه التلاميذ البسطاء والمساكين. وتقل هذه الحالات في مدارس الأطراف، والتي يكون وضعها الأقتصادي افضل من مثيلاتها في ديترويت، فهي موجودة الا انها ليست مفضوحة .

لقد قامت العديد من المدارس ( خاصة الثانوية) وأقل منها المتوسطة والأبتدائية، بوضع أجهزة كشف السلاح على بوابات المدارس، بغية كشفها قبل ادخالها للصفوف، فيما قامت مدارس اخرى بتعيين حراس يقومون بعملية ضبط النظام ومساعدة الأدارة بذلك .

لكن، وفي كل مرة يتعرض فيها المجتمع الى هزة من هذا النوع، تنعكس الأجراءات الأمنية لتتخذ طابعا اكثر بوليسية .أذ وضعت الشرطة المحلية ، وحتى شرطة الولاية وبالأتفاق مع ادارات المدارس ، في منهاج عملها مهمة القيام بغارات مفاجئة على المدارس ( ودون سابق انذار) ، حيث يجري حصر التلاميذ كل في صفه ، وتبدأ عمليات التفتيش الدقيق والفردي عن قطع السلاح أو ( المخدرات) ، وبقدر ما تساعد هذه العملية في كشف المخالفين وردعهم ، الا انها من الجهة الثانية ، تدخل الرعب الى قلوب الأطفال الذين ينئون بنفسهم عن المشاكل ناهيك عن الأساتذة الذين يقفون لا حول ولا قوة في مواجهة العصابات ذات النفوذ الكبير .

لقد افرز تكرار حالات اطلاق النار والقتل والأعتداء داخل المدارس نتائج كارثية على سلوك التلاميذ ، خاصة اليافعين منهم ، وليس لأبناء وبنات جاليتنا اي استثناء مما يجري في هذه المدارس ، ان كان في الولايات الأخرى اوفي ولاية مشيكان حيث أكبر تجمع للجالية العراقية ، اذ ينتظم عشرات الألوف ( بنات وبنين) في كل مراحلها الدراسية ، الأبتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية ، فيما تســمع ( قصصا) هنا وهناك عن بعض الحوادث الفردية او انعكاساتها على التلامذة اليافعين ، امام (ضعف) اي توجه من قبل مؤسسات الجالية وجمعياتها او منظماتها في التعامل مع هذه الظواهر اليومية في المجتمع الأمريكي ، اما لأنعدام الأختصاصين او لعدم الأهتمام اصلا .

ومن جانبها ، فأن السلطات الأمنية صارت تشجع ادارات المدارس ، والتلاميذ على الأخبار عن اية تهديدات ، او رسائل تعلن عن هجوم مسلح على المدرسة ، او انتقام من الأساتذة ، او التهديد بوجود قنبلة ( حتى ان كانت من باب المزاح) ، ناهيك عن مراقبة حسابات بعض الطلبة ( ذوي السلوك الخطر) في شبكة الأنترنيت او التلفون الخلوي ، بغية الوقوف اول بأول على اي اعتداء محتمل . ان اقدام بعض الطلبة على هذه التصرفات ، تعرضهم اولا للعقوبات الدراسية التي تفضي احيانا للطرد ، ناهيك عن المتاعب التي تتحملها أســرهم مع ادارات المدارس او الجهات الرسمية والقضائية .

لم تترك هذه الحوادث لتمر مرور الكرام من قبل المختصين بالسلوك البشري او اساتذة الأجتماع والصحفين ومقدمي الأخبار ، بل اولوها اهتماما كبيرا ، الا ان النتائج المرجوة لا يمكن تحقيقها دونما تظافر لجهود المجتمع مع الدولة والمختصين .

قد تساعد عملية تشخيص ابرز العوامل التي تدفع التلاميذ للتصرف بهذا السلوك العدواني بأمل تخفيف حالات الأحتقان والشد التي تسود المؤسسات التعليمية :

1- ارتفاع عدد عصابات التلاميذ ( كانكس) دونما وجود رادع حقيقي من قبل رجال الشرطة ، والذي يشاع بأنهم شركاء لهم او يخافونهم .

2- ازدياد حالات الأبتزاز ( بوليينك) من قبل بعض التلاميذ تجاه التلاميذ الأضعف والتي تؤدي احيانا الى العقد النفسية لدى الضحية او الأنفجار على شكل الأنتحار او الأنتقام

3- الأنعكاسات السلبية للمشاكل العائلية ، خاصة حالات الطلاق او الضرب والشتم داخل البيت، او الحياة داخل اسر وحيدة الوالدين في بعض الأحيان

4- انعكاسات الأزمة الأقتصادية على بعض العوائل التي فقدت وظائفها او مصدر معيشتها وبالتالي تركت تعيش على الحافة

ان مشاكل بهذا الحجم تحتاج بالتأكيد الى تضامنالكل لمعالجتها ، ولا يمكن للبديل الأمني ان يقدم الحلول السحرية لها ، لكن مع استمرار هذه الحالات ، تضطر المؤسسات التربوية والمدارس في دراسة التأثيرات النفسية لهذه الحوادث على التلاميذ ومحاولة تخفيف وقعها عليهم وذلك عبر زيادة الوعي النفسي ، وتقريب العوائل مع بعضها ، وتخصيص مكتب دائم للطبيب النفسي لكل مدرسة بغية توفير النصح والأرشادات وحتى الدعم المعنوي لمن هم بحاجة اليه .

كمال يلدو/

كانون ثان 2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.