اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

خواطر على شرف الذكرى 80: من ينقذ أغاني الوطن والناس من الضياع؟// كمال يلدو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

خواطر على شرف الذكرى 80:

من ينقذ أغاني الوطن والناس من الضياع؟

كمال يلدو

شباط 2014

 

ثلاثون عاما على كراس "اغانـي الطـريق"

حينما يزف نهار الأثنين، الحادي والثلاثين من آذار لهذا العام، تكون قد انقضت 30 عاما منذ ان صدر في مدينة ديترويت الأمريكية كراسا حمل عنوان "اغاني الطريق"، جمعت فيه مجموعة من الأغاني الوطنية والسياسية والتضامنية (بلغت 157 اغنية)والتي كانت متداولة في عهود مختلفة، منها الملكي، والجمهوري، وأخرى في اواسط السبيعنات، ومجموعة مخصصة لمقارعة البعث وأخرى عن حركة الأنصار، اضافة للعديد من الأغاني الأممية المترجمة للعربية. اشرف على الأصدار كل من الأتحاد الديمقراطي العراقي و رابطة الطلبة العراقين، وطبعت منه كمية جيدة جرى توزيعها في المدن الأمريكية والكندية، وأرسلت كميات جيدة للتجمعات الطلابية والشبابية العراقية  في (معظم الدول الأشتراكية) وأنكلترا وأستراليا واليمن ولبنان وسوريا. عبـّر العديد ممن تصفحوه عن تقدير الجهود المبذولة بجمع هذا القدر من الأغاني، فيما قدم الملحنان الكبيران  طالب غالي وحميد البصري ملاحظاتهما عنه.ومازال العديد من الفنانين والموسيقين في بلاد الأغتراب يعتبروه كنزا ثمينا ، يسهّل عليهم مهمة تداول الأغاني الوطنية العراقية.

 

لماذا الكراس

كانت مدينة ديترويت (والعديد من المدن الأمريكية) تغلي نشاطا مع بداية عقد الثمانينات، اولا بسبب وجود تجمع وطني تقدمي للعراقين، هو الأتحاد الديمقراطي، وثانيا بسبب وجود المنظمات الوطنية الفلسطينية واللبنانية واليمنية ، وثالثا بسبب ارتفاع درجات التحدي لمرتزقة البعث  في بعض المدن الأمريكية، وأمعان البعث بجرائمه تجاه الشعب وقواه الوطنية في العراق. كانت هذه العوامل كافية  لجعل نشاطاتنا تغلي بالروح الوطنية والثورية الوثابة (ومازالت لليوم) ، فكانت تتعالى هتافات وأصوات زملائنا المناضلين من عقود الخمسينات ، فيما كانت مجاميع اخرى تطلق العنان لحناجرها بالغناء لنضالات الوطنين العراقين،مضافا اليها مجموعة الأغاني التضامنيةالأممية ان كان مع الشعب الفلسطيني او مع الشعوب المكافحة الأخرى. ســاعدنا بذلك تأسيس فرق موسيقية من فنانين  ينحدرون من عوائل كان لها رصيد نضالي كبير في مقارعة انظمة الأستبداد والبعث من امثال، الفنان ماجد ككا وفرقة بيلز، الفنان عميد اسمرو وفرقة الشمس، الفنان ماجد زنكلو ، والفنانين (توماس) وفرقة الأخوان، اضافة الى فنانين وفنانات كانوا يشاركون في احياء المناسبات الوطنية واللأممية الكثيرة التي كانت تجري العادة على الأحتفال بها مثل (8 آذار عيد المرأة العالمي، 31 آذار تأسيس ربيع الحركة الوطنية، 1 آيار عيد العمال العالمي و 14 تموز ذكرى ثورة الشعب العراقي) ناهيك عن المناسبات الأجتماعية وحتي في زيجات الزملاء ، كانت هذه الأغاني تجد لها مساحة كبيرة من المستمعين،  ففرضت الحاجة نفسها لتسهيل مهمة المستمع (المشارك) والفرق المؤدية لهذا الفن الذي لم يكن منتشرا بكثرة، فجاء الكراس معينا كبيرا لفهم الأغاني وحفظها وتوسيع رقعة تداولها، والحق يقال انه ادى مهمته بنجاح، ورغم  كل هذه السنين التي مضت، فأن العديد من فناني الجالية مازالوا يحتفظون بنسخا منه، وأحيانا يطلبون نسخا جديدة.

 

تأريخ مجيد

نتيجة لأوضاع العراق السياسية المتقلبة، فأن تأريخ الأغنية السياسية لم تثبت له مرحلة محددة، لكن يمكن افتراض فترة الخمسينات وبالتحديد في السجون التي كانت تغص بالشيوعين واليسارين والوطنين، فنبتت اولى اللبنات لهذا الفن الجديد، اذ ان العراقيين تعودوا على القصائد ، او الهتافات او الأهازيج كما تذكر كتب التأريخ. ومع انبلاج فجر ثورة 14 تموز وظهور المنظمات المهنية للعمل العلني، وأنتشار الأحتفالات الوطنية والشعبية، وتبني الدولة للخط الوطني، فأن اغان جديدة ظهرت في الأذاعة العراقية، وفي اوساط المثقفين والأوساط الشعبية، وصار لهذا  الفن رواده ومردديبه. ومع تبدل الأنظمة، وتباين درجات القمع ، تباينت هذه الأغاني في اسلوب محاكاتها للواقع، على ان اروع ما يسجل للشعراء العمالقة، اتباعهم اسلوب (الرمز) او (الألتفاف بحجة الحبيبة) لمناغاة الشعب او الحزب، فظهرت عشرات الأغاني التي كان حاضرها الحبيب والحبيبة بينما باطنها كان الحزب الشيوعي والشعب، ويمكن ايراد بعض الأمثلة (ليل البنفسج للشاعر مظفر النواب، هوى الناس للشاعر زهير الدجيلي، حاسبينك للشاعر زامل سعيد فتاح،  وأغاني كثيرة غنت من كلمات الشعراء ابو سرحان، كاظم السعدي، عريان السيد خلف، جمعة الحلفي، اسماعيل محمد اسماعيل، زاهد محمد،  رياض النعماني، علي العضب، كريم العراقي والقائمة تطول كثيرا)، ومثلما كانت مهمة الشاعر صعبة، كذلك كانت مهمة الملحنين من امثال (حميد البصري، كوكب حمزة، طارق الشبلي – الذي نتمنى لها المعافاة من مرضه-  طالب غالي، جعفر حسن، كمال السيد، سامي كمال، احمد الخليل وأخرين غيرهم)، اما مهمة المغني الذي كان يواجه الجمهور والمؤسسات الحكومية  فقد كانت اصعب بكثير نتيجة  تأديتة مثل هذه الأغاني، ويمكن ذكر بعضهم ( فؤاد سالم، شوقية، كوكب حمزة، كمال السيد وسهام حسن وآخرين غيرهم).لقد سمعنا عن الكثير من الأغاني التي منعت من البث، او المغنين الذين حرموا من الأذاعة والتلفزيون وحوربوا ايضا  بسبب اغانيهم الوطنية او مواقفهم الرافضة لسياسة البعث او الأنظمة الفاسدة، فتحملوا الظروف الصعبة والحرمان على المساومة. لكن يبقى التأريخ شاهدا، بأن ما من حركة سياسية عراقية استطاعت استقطاب، الفنانين والشعراء، والملحنين ، مثلما كانت (ومازالت) متمثلة بالحزب الشيوعي العراقي، او من خلال اصدقائه او حتى من مؤيديه، الذين يعتبرون امناء على الثقافة والفكر الوطني الخلاق.

 

العصر الذهبي

مازالت فترة السبعينات تشكل اكبر انعطافة في صعود نجم الأغنية (الوطنية) العراقية متمثلة بأوبريت (المطرقة) و (بيادر خير- الحان طالب غالي)، والحان كوكب حمزة، وبروز فرقة جعفر حسن (الرواد) ثم (بيلز في السبعينات) ، وأقامة المهرجان الأول للأغنية السياسية، ناهيك عن المد الجماهيري الكبير وحملات التضامن الأممية والعربية، مع تزايد نشاط المنظمات المهنية الوطنية (اتحاد الطلبة، اتحاد الشبيبة و رابطة المرأة) التي كانت مدارسا نضالية ومختبرات لصقل مواهب الشبيبة من خلال الأماسي البيتية او السفرات.

ولأن ظاهرة مثل هذه تمكنت من استقطاب الشباب والشابات، لم ترق للنظام البائد، فقد حوربت وحورب الفنانين والملحنين والشعراء، ومنعوا من دخول الأذاعة والتلفزيون، حتى توج الأرهاب مداه في الأعوام 78-79-1980، مما دفع العديد من الفنانين والملحنين والشعراء لمغادرة الوطن بحثا عن الأمان، على ان الروح الوطنية الوثابة والظروف الجديدة  دفعت بالعديد الى اعادة تكوين تلك الفرق من جديد. فنشطت فرقة "الطريق" في اليمن، فيما كانت دمشق وبيروت مسرحا للعديد من المحاولات الجادة اما لتشكيل الفرق، او طرح الأغاني الجادة من جديد، وأستمر هذا المد وصولا للألتحاق بحركة الأنصار، والتغني بتضحياتهم وكفاحهم.

لكن بأنتهاء عقد الثمانينات، خفتت جذوة الغناء السياسي، ودخلت مرحلة سبات طويلة امتدت حتى اليوم، الا فيما ندر من محاولات فردية غنت للوطن، والتي لم تجد لها مناخا صحيا للأنتشار، اما بسبب بساطة الآلات الموسيقية، او رداءة التسجيل والتصوير، او بسبب القصور في فهم دور (التسويق) والنشر عبر المواقع الألكترونية وشبكات التواصل الأجتماعي، فبقت حبيسة تلك المناسبات فقط.

 

حتى نسد الطريق على اعداء الفرح

يقف العراق اليوم، ونقف نحن  معه على اعتاب واحدة من اخطر مراحله السياسية والثقافية والفكرية والأجتماعية متمثلة في الخراب الذي حل بالبلد نتيجة استبداد واستهتار النظام البائد، وتخبط المسؤلين في النظام الجديد، وموقفهم السلبي،ان لم يكن المعادي – للثقافة الوطنية العابرة للطائفية او ضيق الأفق القومي، فجاءت مشاريعهم الثقافية عبر الوزارة، او عبر شبكة الأعلام لعراقي، هزيلة وناقصة وموسمية وبلا اي افق وطني.

ففي هذا المشهد البائس، والمخيب للآمال، والباعث على التشائم، تبرز الحاجة لتوجيه النداء الى المثقفين، والمعنين، والى "الحزب الشيوعي العراقي"، خاصة وأن التحضيرات قائمة على قدم وساق للأحتفال بالذكرى اليوبيلية الثمانين لتأسيسه ، ليتحمل مسؤلياته التأريخية في الحفاظ على هذا النوع من الغناء (السياسي – الوطني)مثلما كان حاضنا للمثقفين والشعراء والكتاب والموسيقين والرسامين والمسرحين والملحنين ، على مر تأريخه المجيد، برغم كل جراحه، ومحاربة الأنظمة الدكتاتورية والمستبدة له.

 

هذه مسؤليتكم، آمل ان ترتقوا بها

ان هناك مسؤلية تأريخية تطرح نفسها اليوم في ظل (انعدام ) الدعم الحكومي الرسمي، وتفشـي حالة الفوضى الثقافية، خاصة في مجال الغناء، الذي انحدر مستواه درجات كبيرة. هذه المسؤلية تتحتم في حماية الثروة الثقافية العراقية من التبعثر، وفي حماية النتاجات الأنسانية للشعراء ، والملحنين، والفنانين الذين ينيرون ظلمات هذا العالم بأبداعاتهم الباعثة علىالأمل . ولأن هناك تقصيرا صار واضحا وجليا للكل،  يصبح الوقوف منه موقف المتفرج ، لا يقل ضررا عن موقف المسؤلين والمعنين، من هنا لابد من طرح خطة بديلة،  ترتكز على عمل  نظامي ومهني وبصبر دؤوب وخطة عمل مدروسة ولفترة طويلة قد تمتد لسنة او سنتان او اكثر، وحتى لا تكون مثل هذه المشاريع ناتجة عن ردة فعل عاطفية طارئة او ان تكون بصيغة مبادرة او تكليف شخصي، فأن الحاجة (والتجربة) تدعولتشكيل لجنة، توضع لها خطة ويرصد لها المال الكافي ويزج فيها كادر متخصص تكون مهمتها  على مراحل تبدأ بجمع الأغاني الوطنية العراقية على مدى 50 او 60 سنة خلت او حتى اكثر، وأرشفة شعرائها وكلماتها، وكتابة الحانها وتثبيت اسماء الملحنين، تهيئة الظروف لأعادة غنائها وتصويرها تصويرا محترفا، وطرحا للسوق اضافة الى نشرها في شبكات التواصل الأجتماعي واليوتوب، ويترافق ذلك مع اطلاق موقع الكتروني يضم كل هذه النتاجات الغنائية والألحان والكلمات من اجل تسهيل ايصالها الى كل اركان العالم، وحيث يتواجد عشاق هذا الفن الأنساني. ويمكن الأستدلال بتجربة الأخوة في (المقام العراقي)  حيث طرحوا خير نموذج وأفضل مثال في العمل الكبير الذي قاموا به، من خلال ارشفة المقام والمغنين والكلمات والألحان ومزجها بنماذج من الغناء.

 هذا العمل هو وحده الذي سيساهم بعدم ضياع هذا الأرث الثقافي المهم. وبغية تفادي اية اشكلات آمل ان يؤخذ بنظر الأعتبار، في حالة اختيار المكان ، سهولة توفر الأجهزة الألكترونية  وسهولة صيانتها، توفر الكادر والطاقة الكهربائية والأمان وسهولة التحرك ، اما بالنسبة للتواصل، فأن شبكة الأنترنيت كفيلة بربط الناس ببعضها البعض ايا كانت المسافات . وعندما ينطلق هذا المشروع ويرى النور، يمكن توجيه الدعوة والأستعانة بالكثير من الوجوه المعروفة في شبكة (اليوتوب) والتي تقوم بعمل وطني كبير في المحافظة على الغناء والتراث العراقي من الضياع، اضافة للموقع المتميز – حسام العراق- الذي يملك آرشيفا كبيرا بالفنانين العراقين.

 

من هم الأجدر منكم

نعم، هناك اغاني فذة، وشعراء رائعين وملحنين ابدعوا وفنانين كبار غنوا للوطن، للأنسان وللعراقوالأرض، غنوا للسلام والتعايش والمحبة. غنوا اغانيهم بالعربية والكردية والسريانية والتركمانية، فهذه امانة وعلينا ان نجازيهم بالوفاء، فمثلما استمتعنا بنتاجاتهم الحلوة على مدى عقود من السنين، آمل ان نكون بمستوى المسؤلية لأنجاح هذه المبادرة، التي اتصور انها ستكون ملهما حتى لجيل الفنانين  والشعراء والملحنين الشباب، الذين حرمتهم انظمة التخلف والقهر من الأغتراف من منهل الغناء الوطني الصافي.

 فاذا كان المشهد كما ترونه  وتعيشونه  كل يوم، وإن لم يتحمل الوطنيون  والشيوعيون وأصدقائهم هذه المسؤلية.......فمن يا ترى جدير بتحملها!

 

العيد على الأبواب، وسيكون جميلا لو وضعنا  الأساس لمشروع  وطني كبير ومسؤل مثل هذا، ولابأس ان يكون كراس "اغاني الطريق" لبنتة الأولى.

** ملاحظة: قد اكون عن طريق الخطأ، قد نسيت اسما او اسماءا من الشعراء او الملحنين او المغنين، او قد اكون قدمت احدهم على الآخر، اعذروني ايها الأحبة، فهذا ليس قصدي ابدا ابدا. ان قصدي هو الدعوة للحفاظ على غنائنا الوطني، وعند ذاك، وعند ذاك فقط، سوف لن ننسى ايا من القامات والناس الرائعين الذين اطربونا بشعرهم، او بلحنهم ام بغنائهم طوال هذه السنين – الجميلة- والعجاف.

 

كمال يلدو

شباط 2014

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.