اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

انتخاباتنا ...الجمهور عاوز كدة!// كمال يلدو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

انتخاباتنا ...الجمهور عاوز كدة!

كمال يلدو

 

قد لا يختلف اثنان، بأن الأنتماء الحزبي ثقافة، والعلاقة مع الجماهير ثقافة، والمشاركة في الأنتخابات ثقافة، وممكن أن يحسدنا (نحن الموجودين في الولايات المتحدة) الكثير من الناس، نتيجة للظروف التي نعيشها، والواقع الخدمي والأقتصادي والحياتي، وجانب الخبرة في الأنتخابات الأمريكية ايضا، ان كان لأختيار رئيس الجمهورية او اعضاء المجالس او البلديات.

يحق لهم ذلك.... أو لا يحق ايضا!

فلقد كشفت الأنتخابات الأخيرة (وحتى تلك التي سبقتها) عن حقائق تثير العجب والسخط في آن واحد، كان ابطالها منتسبي الكثير من الكيانات والأحزاب، صغيرها وكبيرها، في التراكض والتهافت على اقتناص الفرصة عند الناخبين للحصول على اصواتهم، شريفة كانت تلك الطرق ام لا، حتى وأن اعتمدت تخوين الأخر، تسقيط الأخر او حتى بألغاء الآخر او بالتزوير ان سنحت الفرصة، ولا ادري ان كانت هذه الخبرات قد اكتسبها هذا (البعض) من انتخابات هذه البلاد، ام انها بضاعة مستوردة بأمتياز من دولة العراق ومؤسساته، وتجربته الرائدة!

حدث هذا على اقل تقدير في ولايتين، مشيكان ومركزها ديترويت، اللينوي ومركزها شيكاغو، ويبتدأ (الفلم) من التعينات والتوظيفات، الى حجم التواجد في مراكز الأنتخابات (بحجة المراقبين) الى المكالمات الهاتفية قبل وأثناء الأنتخابات، الى القفز على معظم توجيهات وقواعد عمل الهيئة (المستقلة) للأنتخابات، في استقلالية العمل والدعاية .

 

 اما المواطن الذي سيرقب المشهد عن بعد، فبماذا سيفكر يا ترى؟ بأية صورة ومصداقية سيكون المرشح الذي يدعون له هؤلاء (الأدعياء)؟ فأذا كانت اساليبهم للحصول على الوظيفة هي الواسطة وتفضيل القريب على البعيد، وأذا كانت دعايتهم تعتمد على تسقيط (الآخر) وليس ابراز برنامج الجهة التي يدعون انهم يقومون بالترويج لها، فما قيمة النائب (الجديد أو المعاد انتخابه) الذي سيفوز بالأنتخابات بهذه الطرق. اما لو كانت الأمور عكس ما ادعي، لكنا قد رأينا تغيرا قد حدث او جرى في البرلمان المنتهية اعماله، لابل ان هذه البرلمان سيسجل في التأريخ العراقي المعاصر بأنه اكثر البرلمانات (المنتخبة) فشلا،  فيما يتقاضى نوابه رواتبا ومخصصات خيالية، وكل ما قدموا للعراقيين كان دولة فاشلة، وحكم فاشل، ودورة فاشلة بكل معاني الكلمة.

لايملك الحاكم المستبد آلاف الأيادي لتنفيذ المهمات، بل انه يعتمد على اناس من شاكلته، و أقل شأنا منه، بأمل ان يستفيدوا من مركزه، وهم من اجل ذلك على اتم الأستعداد لتقديم خدماتهم. في زمن النظام المقبور، كانت "التقارير" التي يرفعها جلاوزة البعث، والأتحاد الوطني لطلبة العراق كفيلة بقتل الأنسان او تغييبه او اعتقاله او حتى تشريده، وكان غالبا ما يأتي التثمين على ذلك ترقية حزبية، و "عفية عليك"!

اما في هذا الزمن، فالمشهد يعود مجددا، لكن ممهورا ببعض (الدراهم)، و "عفية عليك" ايضا، من اجل الأستفادة من خدمة هذا البعض، لأيصالهم للكرسي. وبحد معلوماتي، فأن قسما منهم  يبرر (يحلل) فعلته وعمله بأنه يؤدي واجبا حزبيا، او يقوم بخدمة وطنية.

كانت تلك الحجج في زمن البعث وصدام وشهدنا نتائجها الكارثية، وها هو المشهد بكل تناقضاته يعود مجددا، بوجوه وعقليات وأجندات وأساليب لا تختلف عن البعث الا بالتسمية!

لقد ابتدع العقل البشري فكرة "الأنتخابات" و "الديمقراطية" بعد تجارب ومخاضات قاسية، وحروب كثيرة. فقد كانت ومازالت من اجل منح الفرصة لكل الناس بالتساوي حتى تختار افضل من يحكمها، اما اذا كانت اساليب انتخاباتنا، وعقلية بعض الكتل والأحزاب بهذا المستوى، فما فائدة الأنتخابات اذن؟

هل هي لتبرير فوز السراق والفاشلين، ام للضحك على عقول الناس والأدعاء بان الجماهير "عايزاهم" و "عايزة كدة"!

اتمنى ان تكون هذه دعوة مفتوحة لجاليتنا الكريمة، ولمثقفيها والمعنيين بها، ولكل الأخوات والأخوة الذين ارادوا ان يكون دورهم نزيها في المشاركة او في مراقبة الأنتخابات، ان يفضحوا ويقاطعوا هذه النماذج (الأنتهازية) التي كلفت العراق 11 عاما من التخلف والقتل والدمار والسرقة والنهب والفساد والتزوير، يكفينا ويكفي شعبنا ما مر عليه من ويلات، وآمل ان نكون بمستوى المسؤلية، قبل ان تمضي علينا 35 سنة أخرى ، تكون نفوس العراق قد وصلت الى......؟

 

كمال يلدو

 

آيار 2014

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.