اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هواش يحتفل بعيد زواجه- من الأدب الساخر// نبيل عودة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل عودة

 

عرض صفحة الكاتب

هواش يحتفل بعيد زواجه- من الأدب الساخر

نبيل عودة

كاتب فلسطيني

 

بعد يومين تحل ذكرى زواج محمد أبو هزاع هواش ال 25. زوجته منذ أسبوع ترجوه انه حان الوقت ليحتفلا بعيد زواجهما. عبس أبو هزاع وقال:

-    الانسان يحتفل بالأعياد، والزواج ليس عيدا، بل رباطا مزعجا للرجل.

-    وهل ازعجتك بشيء يا زوجي العزيز؟ هل طلبت منك يوما ان تعد وجبة غذاء؟ هل قلت لك يوما ان تجلس مع أحد اطفالك حين أكون مشغولة بتنظيف البيت واعداد الطعام والطفل يبكي لأنه جائع، وانت مستلقي مثل كومة الحطب على الكنبة؟ هل رجوتك ان تمسح وتكنس حيث تجلس وتملأ الأرض بكل ما هب ودب من أوراق المخاط وقمع سجائر وقشور بذر عباد الشمس الذي تحبه؟

-    انت الزوجة وتلك واجباتك .. هل تظنين إني يجب ان أصبح مرضعة للأولاد أيضا؟ ما ينقص ان تقولي لي إني سأكون البطن الذي يحمل طفلنا القادم؟

قالت بغضب ظاهر:

-    اذا لم نحتفل بعيد زواجنا ال 25 ساترك لك البيت والأولاد السبعة .. والله أفضل ان أكون مشردة بلا سقف انام تحته ليلا، من رؤيتك وسماع حججك.

تفاجأ أبو هواش من الغضب برد زوجته، يعرفها خنوعة صامتة، تنبه للهجة الغضب، وهو بذكائه فكر، والتفكير حالة نادرة من حالاته، احتقن وجهه بكشرة، هز رأسه، انفردت اساريره وراحت السكرة وجاءت الفكرة .. طبعا لا يمكن ان يكون أبا واما بنفس الوقت .. فهي توفر له كل متطلباته .. وتبدأ عملها من الخامسة صباحا بإعداد الساندويشات للأولاد وتعجن وتخبز وتبدأ بإعداد طعام الغذاء، بنفس الوقت تبدأ بترتيب غرف النوم والغسيل وتنظيف البيت، والصغير يبدا بالبكاء اذا تأخرت عنه بالرضاعة، او بتغيير ملابسه التي توسخت ببرازه .. وهو يرجع للبيت فيجد الطعام جاهزا، يأكل ويستلقي امام التلفاز مسترخيا بين اليقظة والنوم، وهي تقوم بتدريس الأولاد وتحميمهم وغسيل الأواني وكي الملابس ولا تخلد للنوم قبل الساعة العاشرة، فيكون بانتظارها، ترجوه ان يتركها لترتاح من شقاء نهارها، لكنه لا يستطع كبح شبقه بعد ان شاهد جمال الممثلات الأمريكيات فأثرن رغبته الجنسية .. ولا ينسى الشكر لربه لأنه خلقه ذكرا وليس أنثى!! 

بذكائه الفطري قرر أبو هزاع ان يفرح قلبها بعد ربع قرن من المعاناة، قال لها ان تكون جاهزة في الساعة الثامنة من مساء ذكرى زواجهما لأنه قرر انها حقا تستحق بعد هذا العمر الطويل ان تأكل وجبة في مطعم.

كادت الولية ان تطير من الفرح لو كان لها جناحان. 

في اليوم الموعود أخذها الى مطعم في مركز البلدة، يعرف بوجباته الطيبة، التي كثيرا ما سمع عنها واشتهى ان يأكلها.

حقا كانت وجبة المطعم فاخرة، طلب الحساب وأخرج محفظته ليدفع، فسقطت صورة صغيرة لزوجته كانت بمحفظته. تفاجأت الولية:

-    تحمل صورتي يا زوجي العزيز؟

-    اجل انها تساعدني على التخلص من مآزق كثيرة.

-    لم أكن اعرف أنك تحمل صورتي؟ هل حقا تحبني؟

-    قلت لك ان لها ضرورة وقت المآزق والمصائب الصعبة؟

-    صورتي لها ضرورة وقت ورطاتك ومصائبك الصعبة .. كيف هذا؟

-    حين اتورط بمشكلة كبيرة ومصيبة طارئة انظر الى صورتك فاعرف أنك المصيبة الأكبر فتهون على المصائب الأخرى!!

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.