اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

أنا.. هو!- قصة قصيرة// مارتن كورش تمرس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مارتن كورش تمرس

 

عرض صفحة الكاتب

أنا.. هو!

مارتن كورش تمرس

محامي وقاص

 

تمرد الشاب (أدابو) على الإلتحاق بسِلْكِ الجُنْدِيَّةِ في الثَّمانينيَّات من القرن الماضي بعد أن أعلن النظام العراقي النفير العام! ملغياً بذلك قانون عدم سوق خريجي الجامعات إلى خدمة الإحتياط! ترك زوجته وهما في الشهر الخامس من زواجهما ليلتحق بصفوف المعارضة حيث رزقهما الله بطفلٍ بعد أربعة أشهر من أفتراقهما عن بعضهما. مرت السنون حيث كبر الولد في ربيعها ودخل الروضة ثم المدرسة الإبتدائية، وهو لم يرَ أباه إلا في صور الزفاف التي كانت أمه تخرجها في كل ذِكْرَى الزواج وقد أعدت كعكة وبعض المعجنات والسوائل وأشعلت الشموع وقبل أن تطفؤها تصلي طالبة:

-    يا الله لقد عادت ذكرى ميلاد زواجنا ولكن زوجي لم يعد بعدُ.. أرجوك يا الله أن تعمل على عودته. آمين

تسمع فلذة كبدها يسألها بعد أن حفظ في ذاكرته صورة والده:

-    ماما.. هل هذا الذي في الصورة معك هو بابا؟

تجيب الأم على سؤاله المكرر في كل ذكرى:

-    نعم يا فلذة كبدي، أنه هو.

-    هل سيبقى نفسه هو.. هو كما في الصورة؟!

-    طبعاً يا بني.

-    اذا رأيته خارج البيت فهل سأعرفه؟

-    أكيد. بل سيأخذك إلى حضنه ويقبل خديكِ ولن يتركهما إلى أن يتحولا إلى تُفَّاحتين من تُفَّاحات بساتين منطقة (بَرْوَارْ).

-    متى يا ماما؟

-    عن قريب! فقط قل يا الله.

-    يا الله.

فيما كانت تحتفل مع إبنها بذِكْرَى زواجها الحادي عشر في / / 1991 كما تفعل كل عام، حيث أَعَدَّت كعكة شَهِيّة وجَهَّزت الشموع، قبل أن تبداً بإشعالها، قال لها:

-    ماما هل نسيتِ صور بابا؟

-    سأجلبها حالاً! يا عيون ماما وحياة بابا.

سكتت عندما سمعت طرقات على باب الدار ذات نغمة تعرفها! أخذت تسأل نفسها بينما ركض إبنها وفتحه واذا بها تسمعه يكلم الطارق:

-    أنت هو.. نعم أنت في الصورة مع ماما!

-    نعم أنا هو.

-    أنت بابا.. بابا.. بابا.

أخذ الأبن يصرخ فرحاً! سمعته أمه التي كانت تصغي إليهما مندهشة! عادَ إليها تاركاً أباه على عتبة الباب من كثرة فرحته ليقول:

-    ماما.. ماما.. أنه هو. بابا.. بابا.

خرجت مسرعة لتجد نفسها بين أحضان زوجها لتجيب إبنها:

-    نعم أنه هو بلحمه وشحمه ودمه.

يلتحق الأبن المحظوظ ليكون في حضنهما وهو يلف رقبتيهما بساعديه ليقول لهما:

-    أنه بابا. أنه بابا.. بابا.. بابا...

 

المحامي والقاص

مارتن كورش تمرس لولو

من مجموعتي القصصية (السيد آتٍ) التي صدرت في عام 2015

 

+++

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.