كـتـاب ألموقع

• ياحكومة العراق وحكومة إقليم كوردستان عجلوا لنا منطقة آمنة.

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

لؤي فرنسيس نمرود

 

 ·        ياحكومة العراق وحكومة إقليم كوردستان عجلوا لنا منطقة آمنة.

 

لم أكن ارغب بالكتابة بهكذا موضوع شائك وحساس  ربما يؤثر سلبا على  وجودنا على أرضنا في العراق ولكن ما آلت إليه الأمور من قتل لأبناء شعبي الكلداني والأشوري والسرياني المسالم، جعلني اكتب وادخل في تفاصيل من الممكن أن يعتبرني البعض قد غيرت أفكاري أو تنازلت عن مبادئي التي كانت تصب في وحدة العراق شعبا وأرضا مع قيام فدراليات إدارية تابعة للحكومة المركزية وبقاء فدرالية كوردستان قائمة بحد ذاتها كونها تمتلك خصوصية خاصة بها ، نعم كانت تلك أفكاري وما زالت ، كي ننعم ببلد مؤسساتي يسوده القانون.

إن تأسيس إقليم خاص ب( الكلدان والسريان والأشوريين) في منطقة آمنة وإدارة ذاتية ضمن حدود معروفة  سيضع حداً لمأساتنا كي لا نكون وقود معركة، لا ناقة لنا فيها ولا جمل ، غير إننا الحلقة الأضعف في البلد ندفع ثمن مشاكل الفرقاء على السلطة من قتل وتهجير وانتهاك حرمات ومجازر دموية تشمئز النفوس عند السماع بها .

 إن الواقع في العراق يظهر عجز الحكومة على إقرار الأمن للمواطن العراقي ، وهي عاجزة عن حماية الأقليات من التطرف الاسلاموي الذي يفرض أجندته القاتلة على العراقيين وفي مقدمتهم نحن الكلدان والأشوريين والسريان والأرمن  .

 لقد انخفض تواجدنا في العراق منذ 2003 إلى يومنا هذا إلى اقل من الثلث بسبب مرض الهجرة الذي يكمن سببه الأساسي بالظروف الأمنية ، إضافة إلى أسباب اقتصادية واجتماعية عقائدية وأسباب سياسية ، وسوف نأتي إلى تحليل كل سبب :

أولا-  أسباب أمنية   

 -  ا - ما حصل بالموصل-

 أن محنة شعبنا الكلداني والسرياني والآشوري  في العراق بدأت منذ 2003 حين كان تعدادنا في الموصل  : 130000 وكنا نشكل نسبة  5% من سكان محافظة نينوى وقد تعرضنا للقمع والاضطهاد والقتل على مراحل منها  تفجير كنائس وخطف رجال دين والقتل، والمرحلة الأخيرة في  2008الى 2010 كانت  كأكبر حملة قتل بهدف تهجيرنا بشكل مخطط مدروس قام به متطرفين وعصابات لم يكشف عنها إلى اليوم ، ولم يبق منا ألان داخل المدينة إلا عوائل قليلة في مناطق متفرقة.

 

ب - ما حصل في بغداد –

 إن الحملة التي شنت على شعبنا في بغداد لم تكن اقل جرما وظلما منها في الموصل حيث تفجير كنائس تهديدات بالقتل خطف المئات استيلاء على الممتلكات ، تهجيرالمسيحيين من أحياء كاملة من بغداد مثل الدورة وغيرها، وأخرها كانت المجزرة البشعة والإبادة الجماعية في كنيسة سيدة النجاة (سيدة الشهداء ) في الكرادة حيث قتل وجرح المئات أمام أنظار الحكومة .

أما المناطق الجنوبية البصرة والناصرية والعمارة والديوانية  فكان تهجيرهم مبطن وبأوامر غالى الميلشيات التابعة لأحد الأحزاب المتنفذة في تلك المناطق حيث روى لي شاهد عيان أثناء حضوره لأحد الاجتماعات في نهاية 2003 وبحضور احد المسؤولين الكبار  عندما سئل عن دور المسيحيين في الجنوب ، أجاب المسؤول      ( لا أريد أن اسمع بمسيحي من بغداد إلى البصرة !!!!!!).

ثانيا أسباب اقتصادية : يكمن هذا السبب في محاربة شعبنا في مصدر عيشه ورزقه اذ من المعروف إن الكثير من أبناء شعبنا يعمل في مجال المشروبات الكحولية ابتداء من استيرادها حتى بيعها بالمفرد في السوق وقد حوربت هذه المهنة بشتى الوسائل منذ الحملة الإيمانية التي قادها صدام حسين إبان تسعينات القرن الماضي حتى يومنا هذا ، إضافة إلى البطالة المستشرية لدى اغلب الشباب من أبناء شعبنا .

 ثالثا أسباب اجتماعية عقائدية :

 ان الصراعات بين الناس عندما تدور حول المصالح فإنها تكون قابلة للتسوية والصلح بما يتطلبه الصلح من تنازلات متبادلة. ولكن عندما تدور حول العقيدة، فإن الصلح هنا يصبح على حساب المبادئ الإيمانية، حيث يبدو أي تنازل وكأنه تنازل عن ثوابت العقيدة الدينية أي يدخل في المحرمات، وهو أمر لا يجرؤ على تحملّ نتائجه أحد، من هنا خطورة توظيف الدين في السياسة وتوظيف السياسة في الدين، لان غالبية مجتمعنا العراقي يشكو من قلة في الديمقراطية وتخمة في التطرف الديني، لذلك ترى حقوق المواطنة  بما فيها حريات دينية تتعرض للانتهاك بغياب الديمقراطية، ولكنها بحضور التطرف والتعصب يذهب الانتهاك الى حد القتل والإبادة كما يحصل لنا في العراق.

رابعا أسباب سياسية :

نحن الكلدان والسريان والأشوريون  شريحة مسالمة نؤمن بحب الوطن ووحدته ولا نؤمن بالعنف وحتى أحلامنا بسيطة  تصب بالعيش بسلام داخل وحدة النسيج العراقي  ، وما لجأنا يوما إلى السلاح ، ومن هنا فان السياسيون يرتكبون خطأً في المزايدة على وطنيتنا وانتمائنا ويخطأون أيضا بزجنا في أتون صراعات سياسية ومصالح حزبية ضيقة كي نكون ورقة سياسية محددة لهذا الطرف أو ذاك.

يبقى السؤال الذي لم نجد له إجابة رسمية حتى ألان : من يا ترى له مصلحة فيما حصل ويحصل؟ الإجابة على هذا السؤال قد تكون تكهنات في أن الجهات المعادية للعراق ، محلية أو إقليمية أو دولية ، هي التي تسعى بشتى الوسائل لضربنا ومحاولة تهجيرنا، والاستنتاج النهائي الذي يعتقده محللون سياسيون في الشأن العراقي هو إن اضطهادنا وقتلنا وتهجيرنا هي قضية سياسية بحتة .

ربما الحل في إبقاء ما تبقى منا على هذه الأرض الطاهرة هي بالموافقة من قبل الحكومة العراقية والكوردستانية بإقامة منطقة حكم ذاتي في سهل نينوى. وكما قال الأخ حبيب تومي في احد مقالاته عن المنطقة الآمنة  : (( ليس من الضرورة القصوى ان تكون تحت حماية دولية ، فتكون هناك ثمة قرارات دولية ، وان تكون مقررات عراقية تعترف بهذه المنطقة وتعمل على حمايتها ، وان المواطن العراقي المسيحي له الحرية في البقاء في هذه المنطقة او التنقل او العمل في اية منطقة من العراق كأي مواطن عراقي)) .

من هنا أتمنى من كنائسنا و تنظيماتنا السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومثقفينا وصحفيينا ان يطالبوا الجهات المسؤولة لإنشاء منطقة حكم ذاتي او إدارة ذاتية في سهل نينوى، لأن الاستنكارات والشجب لاتكفي ولا تغير من الحال شيءً فالقتل والإبادة مستمرة والهجرة مستمرة، فتنبهوا واستفيقوا أيها الكلدان والسريان والأشوريون، لأن ما يحصل يذكرني بالشاعر إبراهيم اليازجي عندما خاطب العرب بقوله :

تنبهوا واستفيقوا ايها العرب      فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب

فيما التعلل بالآمال تخدعكـم        وانتم بين راحات الفنا ســـــــــــــلب

 

3/11/2010

تللسقف