اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ماذا لو كانت نينوى اقليما// لؤي فرنسيس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

لؤي فرنسيس

 

عرض صفحة الكاتب

ماذا لو كانت نينوى اقليما

لؤي فرنسيس

 

في اكتوبر 2013 اي قبل احتلال داعش الارهابي المجرم لمدينة الموصل كان لنا مقال باسم ((نينوى اقليما بعد كوردستان)) ذكرنا فيه صيغة الأقاليم و المحافظات حسب ما اقره دستور البلاد ، وان تشكيل اقليم من اي محافظة او مجموعة محافظات امر طبيعي لو كان ذلك برضى سكانها كونهم اولى و احق من غيرهم بتحديد وجهتهم ، وان اقليم كوردستان كان الباديء بهذه التجربة الناجحة التي جعلت منه مركزا للاستقطاب العالمي بجميع المجالات.

 

فماذا لو كانت محافظة نينوى اقليما وكانت محمية من قبل ابنائها باسم حرس الاقليم وفيها رئيسا للاقليم وحكومة ووزراء ولها دستورها ويدير امورها ابنائها ، اكيد كان حالها يختلف عن ماهو عليه اليوم،  ففي حالة ان نينوى كانت اقليما فان داعش لم يكن ليفكر باحتلالها وحتى ان كان يحاول فكان من المحال عليه دخولها كون من يحميها ابنائها، كما ان داعش لم يكن ليجد ارضا خصبة لدخولها كون اهلها غالبيتهم مشغولين بادارتها ، بالاضافة الى وجود برلمان لها يشرع مايخص مكوناتها مع حكومة ووزراء ومؤسسات رصينة يديرها ابنائها، فالاقاليم في بلد مثل العراق ينهي الكثير من المشاكل المكوناتية التي عان ويعاني منها العراق منذ تاسيسه ، ففكرة العراق الواحد تتعزز في الفدرالية اكثر بكثير من بقاء المحافظات على شكلها الحالي كونها  كشبكة ثقة لبقاء العراق الديمقراطي الاتحادي ، وكذلك أهميتها لكل الشعب العراقي.

 

 

 بعد ان حانت نهاية الظلم والجور من الانظمة السابقة وبعد 2003 كان على المتصدين للقرار العراقي ان يتخذوا من الدستور اساسا للعمل خصوصا في مجال الاقلمة اي ترسيخ الفدراليات ولتكن محافظة نينوى انموذجا لحديثنا عن محاسن الاقلمة في البلدان متعددة المكونات والافكار والاحزاب.

 

 محافظة نينوى محافظة تضم اكثر من اربعة مليون نسمة وبمساحة كبيرة جدا تؤهل لها ان تكون اقليما عراقيا وفيها من الموارد مايستطيع اعانة واعاشة دول بكاملها، فهي تسمى بسلة خبز العراق كونها ارض سهلية صالحة للزراعة وتتوفر فيها المياه الديمية والسقي كما انها تحوي كميات لابأس بها من النفظ وهي احد المصادر العالمية لانتاج الكبريت النقي ، والاهم من هذا كله المجال العلمي والثقافي فنينوى رفدت العالم بالعلماء والفنانين والادباء في جميع المجالات فلو كانت اقليما لكانت جميع مواردها تخدمها وترفد العراق علميا واقتصاديا ، لكن مع الاسف ماحصل لها كان اشد وقعا لما حصل بهيروشيما وناكازاكي اليابنيتين واللتان قصفتا بقنابل نووية كون اليابان استطاعت بناء هذه المراكز الصناعية بفترات قياسية اما نينوى ومايحصل بها فمن الصعب على اهلها اعادتها وبنائها كون غالبية اهلها الاكاميين قد هجروا البلد والباقين اصبحوا مهمشين لاحول ولاقوة ، واليوم على شعب نينوى بمختلف مكوناته وبارادته عليه ان يختار التعايش والديمقراطية والدستور والفيدرالية ضمن عراق فدرالي، حيث بعد ان ولى عصر الحكم المركزي الذي كان عاملاً لتكريس الدكتاتورية والاضطهاد ضد الشعب العراقي ، على العراقيين جميعا يفكروا بتجربة مشابهة لتجربة الاقليم في باعتباره انموذجاً ناجحاً ، وسوف تكون محافظات العراق اقاليما بعد كوردستان لو فكر عقلائها بسعادة اهلها ، وبأهمية الفدرالية في الوضع العراقي العام والتجاذبات الموجودة بين الفصائل المتخاصمة ، وعلينا ان نضعها في اولويات تفكيرنا كونها احدى النقاط الاساسية لانقاذ البلد .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.