اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مستقبل جمهورية مقتدى// إبراهيم الزبيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

إبراهيم الزبيدي

 

عرض صفحة الكاتب 

مستقبل جمهورية مقتدى

إبراهيم الزبيدي

 

كل الذي حدث في العراق، منذ إعلان نتائج الانتخابات وحتى الجلسة الأولى للبرلمان، أن المحاصصة القديمة جددت جلدها الخارجي فقط، أما ما تحته فهو وحده الباقي كما صنعه الحاكم الأمريكي بول بريمر وإيران والمرجعية في أول أيام الغزو الأمريكي التعيس.

 

وللمواطن العراقي الحصيف صاحب القلب المحترق على وطنه وأهله كاملُ الحق في شكوكه بوعود مقتدى الصدر الكبيرة اللامعة، لا لأنه تعود على تقلباته ونكثه بالوعود، بل لأن الأدوات التي سيحقق بها جمهوريته القائمة على قاعدة الأغلبية الوطنية هي نفسها أدوات العملية السياسية الرديئة الفاشلة بالتمام والكمال.

 

فقد بقيت الرئاسات الثلاث والمناصب العليا الأخرى سلعا مبتذلة موزعة حسب الحصص الطائفية والعنصرية التي لن يستطيع لا مقتدى ولا الأكبر منه تجاوزَها وإقامة نظام سياسي جديد نزيه وطني حقيقي بدون أن تعازنه عليها انتفاضة جديدة أقوى وأعمق وأكثر ثورية من سابقاتها الكثيرات.

 

فلكي يتمكن التيار الصدري من تشكيل حكومته النظيفة التي وعد بها العراقيين إلا بالتحالف من الكتل السنية الطفيلية التي لم تَقُم ولم تصعد على سلم المناصب العليا إلا بالمزيد من الخنوع للقبضة الإيرانية، وثم بإتقان المتاجرة بالشعارات، و بالالتفاف على القضاء وسلطة القانون، والقدرة على تكوين الامبراطوريات المالية في المناطق السنية لتشتري بها الزعامة، وتسطو على حق تمثيل الطائفة السنية في ظل أوضاع قاهرة تمنع الملايين من أبناء المحافظات السنية من الاعتراض، بوجود سلاح الحشد الشعبي المهيمن على الصغيرة والكبيرة في مدن تلك المحافظات وقراها، ونتيجة لحالة الفقر والبطالة التي تساعد الساسة السنة على شراء الزعامة ودخول العملية السياسية من أوسخ أبوابها.

 

والشيء نفسه حاصل في المحيط الكردي المحتكر من قبل الحزبين الكرديين الكبيرين، الحزب (الديمقراطي) الكردستاني، والاتحاد (الوطني) الكردستاني.

 

وواقع الحال الاقتصادي والاجتماعي والنفسي والصحي في مدن الإقليم يشهد بأن الانتهازية والفساد واحتكار القرار بقوة السلاح والمال هي العوامل التي مكنت وتمكن السياسيين الكرد من البقاء على قمة السلطة دون تغيير.

 

ومعروف تاريخ الصراع المتجذر المتأصل بين المواطنين في جمهورية مسعود البرزاني في أربيل وجمهورية أبناء مام جلال الطالباني في السليمانية الذي لا ينكر أحدٌ أن أكثر أسبابه مصلحية شخصية وحزبية غير وطنية ولا ديمقراطية، وليس فيها للمواطن الكردي نصيب.

 

ومن راقب حركة التحالفات الصدرية مع جمهورية مسعود البارزاني وجمهورية محمد الحلبوسي وخميس الخنجر ومعهما أحمد الجبوري (ابو مازن) ومشعان الجبوري ومثنى السامرائي يدرك أن مقتدى أمام خيارين لا ثالث لهما البتة، وهما إما أن ينسى وعوده بسحب سلاح المليشيات وتقنين الحشد الشعبي ومحاسبة الفاسدين ورفض الوصاية الخارجية أو أن يقبل بأن تكون رقبته رهينة لدى مسعود البارزاني ومحمد الحبوسي، فقط لا غير.

 

ويكفي التمعن في إعادة انتخاب الحلبوسي رئيسا للبرلمان بأصوات التيار الصدري والكردي البارزاني، رغم علم الصدريين، أكثر من غيرهم، بأن آخر ما يمكن تصديقه هو صلاحية الحلبوسي لبناء دولة المواطنة والنزاهة والعدل والاستقلال التي يتمسك بها التيار الصدري ويرتدي لها نوابه الأكفان والهتاف بحكم القائد المفدى مقتدى.

 

ثم حين ننتقل إلى ملف رئاسة الجمهورية سنجد أن اللعبة ذاتها تتكرر، وبأسوأ أساليبها. فمسعود البارزاني حريص، بقوة وتصميم، على فرض سلطته المطلقة على التيار الصدري، وعلى التحالفين السنيين، وبالتالي على حكم الدولة العراقية القادمة بيد من حديد.

 

وتأتي رئاسة جمهورية العراق في أعلى سلم أولويات البرزاني. ولكن لأنه لا يملك في أسرته أو في حزبه شخصية مرموقة يمكن أن تكون مقبوله من الشعب العراقي على كرسي الرئاسة فقد اضطر للمناورة وممارسة أقسى الضغوط على غريمه الاتحاد الوطني الكردستاني من أجل عدم التجديد للرئيس الحالي، الدكتور برهم صالح، وترشيح شخصية ضعيفة تسلم أمرها كله لمسعود وتعمل بتوجيهاته وتعليماته، وفق مصالح أسرته وحزبه، وبالديكتاتورية التي تسكنه من زمن بعيد.

 

وتعود أهم أسباب الكره العميق الذي يكنه مسعود لبرهم صالح، إضافة إلى الفارق الكبير في التكوين الثقافي والعلمي والأخلاقي والوطني العراقي لكليهما، إلى الأعوام الأولى من عمر العملية السياسية الحالية، عندما تسلم برهم منصب وزير التخطيط، ثم نائب رئيس الوزراء 2004 المكلف بملف المهمة الاقتصادية، وحتى بعد ذلك، عندما تولى رئاسة وزراء الإقليم.

 

فقد كانت منحته قوة شخصيته ووطنيته العراقية وحرصه على عدم الإضرار بمستقبله السياسي القدرة على التمرد على وصاية مسعود وأفراد أسرته، في ملفات عديدة.

 

وقد برر البارزانيون عدم رغبتهم في التجديد له بكونه "لم يخدم مصالح الإقليم"، وهو ما يعني مصالح الأسرة البارزانية دون غيرها.

 

ورغبة في إحراج الاتحاد الوطني الكردستاني المتمسك بترشيح برهم صالح للرئاسة فقد طرح الحزب الكردستاني هوشيار زيباري للرئاسة، هادفا إلى منع التيار الصدري من تأييد التجديد للرئيس برهم صالح، وهو لن يقبل بالتصويت لهوشيار المطرود من وظيفة وزير المالية لفساده، وليجبر الاتحاد على ترشيح شخصية أخرى أضعف وأقل كرامة وأكثر طواعية.

 

ومن نعم المحاصصة أن يتولى واحد كمشعان الجبوري مهمة الكلام بالنيابة عن المكون السني، ليعلن أن تحالف السنة "سيصوت لمن يرشحه (الرئيس) مسعود البارزاني، حصرا، نقطة راس السطر".

 

يعني أن مصير الوطن العراقي وأهله، حاضرا وغائبا، يملكه ويتحكم به نفر قليل لا رضي الله عنه ولا أرضاه.

 

من هنا يمكن أن نفهم، بعمق، حقيقة دولة الأغلبية الوطنية التي يريدها مقتدى الصدر، والتي لابد أن تكون، في أفضل أحوالها، (تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي)، مع الأسف الشديد.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.