اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حول مواقف الحزب الشيوعي العراقي من إنتفاضة تشرين (2-2)// أمير أمين

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

أمير أمين

 

عرض صفحة الكاتب 

حول مواقف الحزب الشيوعي العراقي من إنتفاضة تشرين (2-2)

أمير أمين

 

إستمر الحزب الشيوعي في متابعاته للوضع الصعب الجاري في بلادنا والذي راح ضحيته الكثير من الشهداء والجرحى والمفقودين والمختطفين والمغيبين في بغداد ومدن أخرى ففي يوم 22 تشرين الأول تدارست اللجنة المركزية الأوضاع السياسية الخطرة في العراق وتطوراتها وإتخذت عدد من المواقف التي أعلنت عنها في اليوم الثاني أي في 23 تشرين اول من خلال مؤتمر صحفي في مقر الحزب العام ببغداد حضره سكرتير اللجنة المركزية وعدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وفي وقت مبكر ونتيجة للدراسة المعمقة لمجمل الوضع السائد في البلاد , فقد طالب الحزب بإستقالة الحكومة القائمة وتشكيل حكومة جديدة من عناصر وطنية كفوءة ونزيهة وفعالة , حكومة ذات صلاحيات استثنائية يتم تشكيلها بعيداً عن نهج الطائفية السياسية ونظام المحاصصة المقيت ومنظومة الفساد, فلو إستجاب السيد عادل عبد المهدي وحكومته لنداء الشيوعيين لتغيرت الأوضاع كثيرا لصالح الشعب ولتم حقن دماء غزيرة سالت خلال الأيام والاسابيع اللاحقة وخاصة حينما إندلعت الانتفاضة وبقوة أكبر في بغداد وعدد من المحافظات يوم 25 تشرين الأول وإستقطبت جماهير واسعة ومن مختلف قطاعات الشعب ومشاركة الجماهير الطلابية فيها بكثافة من الابتدائية الى الدراسات العليا ومشاركة عدد من النقابات والعشائر العراقية الأصيلة ومساهمة العنصر النسوي وبقوة وحماس لافت بحيث قدمت المرأة عدد من الناشطات والمسعفات الشهيدات والجريحات والمخطوفات اللواتي لا زال مصير بعضهن مجهولاً, كذلك وربما للمرة الأولى جرت مشاركة للصم والبكم من أبناء شعبنا والذين شاركوا بحيوية وقاموا بشرح مطاليبهم بالاشارات وبوجود مترجمين! وبنفس الوقت الذي إزداد فيه زخم الاحتجاجات فأن قوة القمع والردع إزداد وبشكل ممنهج وبوسائل تمتاز بالقسوة المفرطة وبالقتل العمد وبالاغتيالات للناشطين والمسعفين والخطف والتعذيب وتغييب آثار المنتفضين عن ذويهم وأصدقائهم ولكن الجماهير إستمرت وبعنفوان الشباب تزداد قوة وإتساعاً يوماً بعد يوم ودون كلل ولم تنفع معهم وسائل القمع والترويع والتهديد والقتل وبقوا رابضين في ساحاتهم لا يتراجعون عنها شبراً واحداً على الرغم من الامطار وبرودة الجو وغيرها.. ونتيجة لإيغال السلطة والمرتزقة بالدم العراقي وعدم فعالية البرلمان العراقي في وقف نزيف الدماء وعدم اتخاذه حلول ناجحة لوقف التدهور الحاصل ومساندة أبناء الشعب في انتفاضتهم المجيدة, فقد قدّم أعضاء الحزب الشيوعي في البرلمان استقالاتهم برسالة خطية لرئاسة البرلمان وهما كل من رائد فهمي وهيفاء الأمين وأعلنوها أيضاً من خلال مؤتمر صحفي يوم 27 تشرين الأول وفي اليوم التالي التحق بهما خمسة شيوعيين أعضاء مجالس المحافظات.. قائلين.. نعلن استقالاتنا ووقوفنا في صف الشعب وهم كل من فرحان قاسم من بغداد وغازي الخطيب من المثنى وعقيل الربيعي من بابل وشهيد الغالبي من ذي قار وجمعة الزيني من البصرة .وواصل الحزب الشيوعي متابعاته للوضع عن كثب ففي يوم 18 تشرين الثاني حينما عقدت عدد من القوى السياسية اجتماع في بيت السيد عمار الحكيم أعطت من خلاله فرصة 45 يوم لحكومة عادل عبد المهدي بتقديم إصلاحات للجماهير ..أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي بعدها بيوم بيان في 19 تشرين الثاني كان بعنوان ..لا حل إلاّ بالاستجابة الفورية لارادة الشعب ..وأكد البيان رداً على اجتماع الكتل بالقول ..أن بيان الكتل لا يمكن إعتباره إلاّ مظهر آخر للمماطلة والتسويف والمراهنة على عامل الزمن وعدم الاكتراث لدماء الشهداء ..وفي يوم 30 تشرين الثاني أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بيان وكان بعنوان عريض ..الحياة للشعب صانع النصر ..وفيه أيضاً يواصل الحزب دعمه اللامحدود للشباب المنتفضين ويندد بإجراءات السلطة وقمعها الوحشي لهم ..وفي يوم الخامس من شهر كانون الأول عقد الحزب في بغداد المجلس الاستشاري والذي ضم أعضاء اللجنة المركزية وسكرتاريي المحليات واللجان المختصة وتدارس فيه الوضع السياسي وبعده بيوم أي في 6 كانون الأول عقدت اللجنة المركزية اجتماع اعتيادي لمناقشة الأوضاع السياسية وتطوراتها في البلاد وإعتبر الحزب ما يحصل الآن هو هبّة واسعة غدت إنتفاضة شعبية تصل أعداد المساهمين فيها الى الملايين , ضد منهج الحكم الطائفي ونمط التفكير الذي يولده , وهو في نهاية المطاف صراع على السلطة والنفوذ والاستحواذ على القرار والمال من قبل المتحكمين برقاب أبناء الشعب وهذا ما يفسر شدة القسوة التي جوبهت بها الانتفاضة في بغداد وبقية المحافظات وإعتبر الحزب الشيوعي أن ما يحدث الآن هو إمتداد طبيعي للحركة الاحتجاجية التي جرت أحداثها يوم 25 شباط عام 2011 ثم ما بعدها في عام 2015 وما بعدها ..وهنا أيضاً تحققت في مجرى الانتفاضة أوسع مشاركة للطلبة منذ عقود وشملت كما أسلفنا جميع المراحل الدراسية.. وفي يوم 7 كانون الأول حينما هاجم عدد من الملثمين جماهير شعبنا على جسر السنك والوثبة وكانوا يستقلون سيارات بيك آب ومروا بحوالي ثلاث سيطرات دون أن يوقفهم أحد ..إستنكر الحزب مقتل العشرات وجرح المئات من هؤلاء الناشطين وأدان الجريمة سكرتيره السيد رائد فهمي وعدد آخر من قادة الحزب وطالبوا بكشف المتورطين وتقديمهم للقضاء ..كما وأنهم استنكروا بشديد العبارات كل الجرائم التي لحقت بالمحتجين ومنها جريمة الناصرية على جسر الزيتون التي قامت بها فصائل عسكرية بقيادة الفريق جميل الشمري وراح ضحيتها عشرات الشهداء الشباب السلميين ومئات الجرحى والذين فارق عدد منهم الحياة بعد ذلك بأيام ..كما أن الحزب سخّر طاقاته وإعلامه ومجمل نشاط منظماته ورفاقه وحتى الأصدقاء داخل الوطن وفي خارجه لمساندة الانتفاضة وصولاً الى تحقيق أهدافها وعبّر عن ادانته الشديدة للقمع والقتل العمد والخطف والاغتيالات والتضييق على بعض الفضائيات والاذاعات وإغلاق عدد منها .وفي اجتماع اللجنة المركزية المشار اليه هنا في يوم 5 كانون الأول تطرقت اللجنة المركزية الى إستقالة رئيس الوزراء والتي جاءت تحت ضغط الحراك الشعبي المتصاعد وبقوة وهذا بحد ذاته يعتبر إنتصاراً ساطعاً للانتفاضة..وبعد الاستقالة حدد الحزب مهام عاجلة للمرحلة القادمة ومنها ..أولاً ..قيام رئيس الجمهورية باختيار رئيس وزراء مستقل سياسياً..وأن يلزمه مع وزراءه بعدم الترشح للانتخابات القادمة ..ثانياً ..أن تتشكل الحكومة الجديدة من عناصر نزيهة ومستقلة عن الأحزاب ويكون فيها تمثيل للمرأة والشباب بشكل واضح ..ثالثاً ..أن تنجز الحكومة الانتقالية الجديدة ما يلي .. تنفيذ مطاليب المتظاهرين الاقتصادية والاجتماعية وإنزال القصاص العادل بكل من ارتكبوا جرائم بحق المتظاهرين السلميين وبحق من أصدروا لهم الأوامر بالقتل والاختطاف .. والاسراع في تحريك ملفات الفساد وتقديم الفاسدين للعدالة وإستعادة الاموال المنهوبة منهم..ثم التحضير لانتخابات مبكرة ولكن يجب أن يسبقها كما يؤكد الحزب الشيوعي أولاً ..تشريع قانون انتخابات جديد ديمقراطي وعادل وثانياً ..إنتخاب مفوضية عليا جديدة مستقلة حقاً ومن كفاءات من خارج الاحزاب ويكون للقضاء دور مؤثر في عملها وثالثاً ..تفعيل وتدقيق قانون الاحزاب السياسية بما يضمن قيام حياة سياسية ديمقراطية سليمة ..وضمان منع امتلاك أي حزب أذرع مسلحة ..وضمان الشفافية في مصادرها المالية ..رابعاً ..تأمين إشراف دولي فعال على الانتخابات خامساً.. اتخاذ إجراءات فعالة لحصر السلاح بيد الدولة وتعزيز دور القوات المسلحة والامنية..سادساً.. الحفاظ على سيادة الدولة العراقية ومنع التدخلات الخارجية في شؤوننا وتأمين استقلالية القرار الوطني..وغيرها من المهام كما أكد الحزب الشيوعي على أن التعديلات الدستورية هي من أولى مهام مجلس النواب الجديد المنتخب ولا زال الحزب يواصل دعمه ومساندته لجماهير الشعب والدفاع عن حقوقها وسيستمر في نهجه الداعم لجماهير الشعب التي سوف يحالفها النصر الأكيد وسوف يتم قبر الطائفية ولن ترى النور أبداً . 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.