اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

في كل شارع صورة// علي الزاغيني

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

في كل شارع صورة

علي الزاغيني

 

 لازال منظر حريق صورة الدكتاتور عالقة في ذاكرتي في منتصف الثمانيات من القرن الماضي عندما كنت في طريقي الى مدرستي والجميع ينظر الى صورة الدكتاتور وقد تحولت الى رماد ولعل البعض اخفى ملامح الفرح حتى لا توجه اليه اصابع الاتهام بينما ارتسمت علامات الخوف على البعض الاخر واصبحت تلك الحادثة حديث الناس حتى تم القاء القبض على الذين احرقوها بعد ان اختلفوا في امر ما وتسرب الخبر حتى وصل الى السلطات وتم اعدامهم في نفس مكان الصورة التي احرقوها.

 ما اثار اهتمامي في شوارع بغداد او ربما المحافظات انتشار الصور للائمة ورجال الدين في اغلب الشوارع والتي اصبحت من العلامات المميزة التي تميز منطقة عن اخرى  واعتقد ان الصور والملصقات انما تعبر عن عقيدة الشخص وقناعته وهي حرية شخصية مادامت لا تخدش مشاعر الاخرين ولا معتقداتهم  ويعتبرها البعض تمنح المكان هيبة ونكهة دينية وجمالية .

لعل امانة بغداد احدى الجهات الحكومية المستفيدة من وضع الصور والملصقات في الاحياء والشوارع وخصوصا بعد انتشار النفايات ورميها على الارصفة ومفترق الطرقات من البعض من المواطنين الذين لا يهمهم نظافة مدينتهم وشوارعها   وبالتالي نجد الارصفة والشوارع قد امتلات بالنفايات والاوساخ واصبحت مكان لرمي الانقاض وهذا ما يسبب الروائح الكريهة والامراض وهي بالتالي عادة سيئة  يجب التخلي عنها وكما هي تكلف الدولة مبالغ طائلة في رفعها من الشوارع .

اصبحت ظاهرة وضع الصور للائمة من ال البيت عليهم السلام وصور رجال الدين منتشرة بشكل كبير ويعتقد الكثير هي الحل الأمثل لعدم رمي الاوساخ  والانقاض في الشوارع  والاحياء ولاسيما بعد غياب روح العمل الجماعي للاهتمام  بالنظافة وتثقيف المواطنين عن خطر انتشار المزابل في الازقة والشوارع واضرارها  على صحتهم بانتشار الحشرات والروائح الكريهة وكذلك تفقد الاحياء جماليتها  وتكون اشبه بمكب نفايات متنقل .

ان ظاهرة انتشار اماكن رمي النفايات والانقاض اصبحت خطيرة ولابد من تظافر جهود الجميع للقضاء عليها وتقع المسؤولية بالدرجة على البيت واقصد هنا يجب ان يكون لدى رب الاسرة وعي ثقافي وصحي عن مخاطر هذه الظاهرة ونتائجها, كما يجب ان تاخذ المجالس البلدية دورها في توعية الموطنين من خلال اقامة الندوات التثقيفية وبكل تاكيد يجب ان تاخذ امانة بغداد دورها الحقيقي وكذلك وزارة الصحة دورها الحقيقي في التخلص من هذه الظاهرة المقيتة من خلال توعية المواطنين عن اضرارها على صحتهم .

اعتقد ان نظافة العاصمة وشوارعها هي تعبر عن مدى حرص المواطن على جماليتها واهتماهه بها اولاً قبل الحكومات وهي بالتالي ظاهرة حضارية تعكس الصورة الحقيقة لثقافة الشعب وحرصه على نظافة مدينته .

الحلول كثيرة للقضاء على ظاهرة انتشار رمي الانقاض والنفايات في الشوارع  وكما ذكرنا سابقا ان الوعي الثقافي هو احد الحلول التي يجب العمل عليها  وكذلك ضرورة تعاون الجميع كل حسب منطقته او محلته بالقيام بحملة تنظيف واسعة الغرض منها ليس رفع النفايات فقط وانما هي حملة توعية اضافة الى  كونها  حملة واسعة  للنظافة يشعر المواطن من خلالها بقيمة عمله  وينمي لديه الحس الوطني لمحاسبة كل من يحاول ان يرمي النفايات في الشوارع, وكما على امانة بغداد ان تقوم بجولات  تفتيشية على دوائرها ومحاسبة المقصرين في اداء واجبهم  ومكافئة المتميزين منهم, وكما اعتقد ان اقامة  مسابقة يختار من خلالها الاحياء والمحلات والازقة الانظف سيكون له الحافز الاكبر في الحد من انتشار هذه الظاهرة الغير حضارية .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.