اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حذار من مستنقع الطائفية البغيض// د. جعفر عبد المهدي صاحب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. جعفر عبد المهدي صاحب

 

عرض صفحة الكاتب 

حذار من مستنقع الطائفية البغيض

هل صحيح أن سفير العراق في صربيا حلاق

من مدينة الثورة وخريج ابتدائية؟

أ‌. د. جعفر عبد المهدي صاحب

أوسلو

 

على رجل الإعلام أن يتأكد من صحة ما يَنشر قبل أن يَنشر

ما ذنب المواطن العراقي إذا كان اسم جده عبد السادة؟

هل نعيب على الزعيم عبد الكريم قاسم لأنه يحب شربت حجي زباله؟

عثرت على هذا المقطع المثير والذي جعلني أتأسف على الأستاذ قحطان عدنان مقدم برنامج (بمختلف الآراء) على شاشة نيوز مباشر، إذ وقع بنفس المطب الذي وقع فيه أحمد سعيد مذيع عبد الناصر في صوت العرب عندما أذاع، وبكل حماس، رسالة شخص شيوعي عراقي ذكي أرسلها له باسم المجاهدة العملاقة والمناضلة العراقية العنيدة (حسنه ملص) وهي تندد بـ " دكتاتورية " الزعيم عبد الكريم قاسم!!!

أدعو القاريء الكريم قبل كل شيء أن يرى مقطع الفديو ويسمع "البصمة" قبل قراءة موضوعنا هذا.

https://www.facebook.com/100003323767742/videos/1317472478792930

/

وسنبرهن بالدليل القاطع وبالتاريخ والوقائع خطأ ما ذهب إليه صاحب الفديو رغم أننا معه فيما يتعلق بهزالة ودنائة نظام الحكم الفاسد في البلاد.

نرجع الى موضوع الفديو فنقول لم يتأكد مقدم البرنامج من صحة "البصمة" ومن مصداقية صاحبها.

سوف نكشف حقيقة الشخص الذي صمم البصمة وبطلان وتفنيد كل ما جاء فيها من افتراءات.

 بداية نقول وعلى رؤوس الأشهاد، بأعلى صوت، ومستعدون لأي منازلة هادئة وعلمية تتعلق بشؤون المنطقة موضوع البحث. فأقول: أني خبير أكاديمي في شؤون منطقة البلقان، عام 2000 مُنحت لقب أستاذ زائر في كلية الحقوق بجامعة بلغراد. عام 2011أصدر اتحاد الكتاب والأدباء في جمهورية صربيا قراراً بالاجماع منحني بموجبه العضوية الفخرية للاتحاد. عشت في يوغسلافيا السابقة كطالب دراسات عليا للفترة من عام 1981 ولغاية نهاية عام 1990. ومنذ عام 1990 والى يومنا هذا لم يمر عام دون أن أزور بلغراد، على الأقل، بزيارتين أو ثلاث زيارات.

 قبل بلوغي سن التقاعد كنت ملزماً للسفر سنوياً الى بلغراد على حساب كلية الحقوق لإلقاء محاضرتين سنوياً على طلبة الدراسات العليا، ناهيك عن الدعوات التي توجه لي لحضور المؤتمرات  الأكاديمية العلمية والندوات الدولية التضامنية  التي كانت تقام في يوغسلافيا السابقة وفي تلك الظروف التي كانت فيها  البلاد طيلة أكثر من عقد من الزمن، تعاني من تحديات ومشاكل على الصعيد الدولي.

  خلال جهودنا البحثية ومؤلفاتنا الأكاديمية المنشورة حول منطقة البلقان (صدر لنا 25 كتاباً بهذا الصدد) كان لها وزن لدى الأوساط العلمية والجهات الرسمية في جمهورية يوغسلافيا السابقة وفيما بعد وريثتها جمهورية صربيا. الحمد لله، وهذا ما دفع فخامة السيد تومسلاف نيكوليتش رئيس جمهورية صربيا أن يصدر مرسوماً جمهورياً عام 2013 ينص على منحنا وسام الدولة الفضي ( وسام الكفاءة)  لدورنا بنشر الثقافة وخدمة الإنسانية، هكذا حسبما جاء في الأسباب الموجبة لاصدار المرسوم.   (أدعو القاريء الكريم يطلع على سيرتي الذاتية بنقرة واحدة على الكوكل، د. جعفر عبد المهدي صاحب).

 

من بيته من زجاج ينبغي أن لا يرمي الناس بالحجارة

واثق بأن البصمة من تصميم قيس الدوري الوزير المفوض في السفارة، وإلا ليس من المعقول أن يتحدث سفير دولة، مهما كان مستواه، باسلوب ساذج ليقول: بأني لا أعرف شيئاً، وأنا حلاق في مدينة الثورة وخريج ابتدائية ولا أعرف كيف أصبحت سفيراً، وأعتمِد في عملي على الوزير المفوض أبو "يزن"، والصحيح  أن اسم الوزير المفوض (أبو هوازن) وليس أبو يزن، لأن كاتب هذه السطور سمع منه (قبل أربعين عاماً) بأنه أطلق تسمية هوازن على ابنه البكر تيمناً "تملقاً" بتسمية عزة إبراهيم الدوري حينما أطلق اسم هوازن على ابنته، والأسم يمكن أن يطلق على المولود الذكر أو الأنثى.

أستطيع أن أجزم من خلال (البصمة الصوتية) أن زمن زيارتهم للسفارة في صيف عام 2013 لأن "  السفير يرتدي قميص نصف ردن" وخدمة " أبو يزن الدوري" واسمه الكامل قيس ماجد حميد الدوري، أنه  لم يكمل خدمته في السفارة  عاماً واحداً  (12 شهراً)  حيث تم ارجاعه الى ديوان الوزارة بعد قيامه بعمل خسيس لا يليق لكل صاحب ذوق وخلق...لاعتدائه اللاأخلاقي على سيدة مواطنة صربية من أصل أوكراني (سنذكر هذه الحادثة لاحقاً).

وومنذ الاحتلال الى اليوم لم يعمل في السفارة العراقية في بلغراد شخص بدرجة وزير مفوض إلا هو حصراً.

من مقطع الفديو نستنتج ما يلي:

سفير العراق لدى جمهورية صربيا طالب ابتدائية ساذج. هل هذا صحيح؟

سفير العراق لدى جمهورية صربيا  غلام " زعطوط" عمره 26  أو 27 سنة. هل هذا صحيح؟

سفير العراق في جمهورية صربيا كان حلاقاً في مدينة الثورة قبل أن يصبح سفيراً. هل هذا صحيح؟

سفير العراق لدى جمهورية صربيا هندامه وسخ  وغير لائق. هل هذا صحيح؟

سفير العراق لدى جمهورية صربيا لا يعرف العمل الدبلوماسي ويعتمد على "أبو يزن" الوزير المفوض في تمشية معاملات السفارة. هل هذا صحيح؟

ردنا على هذه التخرصات الرخيصة:

السفير المقصود هو الدكتور فلاح حسن عبد السادة، مواليد عام 1970.

غادر العراق عام 1996 الى روسيا لغرض الدراسة ونال شهادة الدكتوراه في اللغة الروسية عام 2002.

2004 – 2007 عمل مدرساً في كلية اللغات جامعة بغداد.

2005 – 2009 رئيس جمعية المترجمين العراقيين. ورئيس تحرير مجلة (الترجمة واللسانيات).

2006 – 2009  صحفي في قناة (روسيا اليوم).

2009 – 2010 تم تعيينه سفيرا في وزارة الخارجية العراقية.

2010 – 2015 سفير العراق لدى جمهورية صربيا.

2012 – 2015 سفير العراق غير المقيم في جمهورية البوسنة -الهرسك وجمهورية الجبل الأسود.

وفيما بعد:

2015 – 2016 رئيس دائرة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية العراقية.

2016 – 2017 رئيس دائرة حقوق الانسان في وزارة الخارجية العراقية.

2018 – 2021 سفير العراق لدى الهند. وسفير العراق غير المقيم لدى جمهورية النيبال.

ويشغل حالياً منصب سفير جمهورية العراق لدى جمهورية التشيك.

والآن نسأل هل صحيح أن مواصفات هذا الرجل تنطبق على ما جاء به مقدم البرنامج الذي أرعد وأزبد بشكل درامي هستيري؟ وهل صحيح ان المدعو حسين الدوري مسؤول ومدير "مراسيم" أم أنه يعمل بدرجة  رزام في الخارجية.

وهل صحيح أن السفير شاب صغير عمره 26 أو 27 سنة؟ أم أن عمره الحقيقي 43 عاماً وقت تسجيلهم الفديو (مواليد 1970 إذ حصلت الزيارة عام 2013).

العمل شرف وليس عيباً:

لم أتاكد من كون الرجل كان حلاقاُ في مدينة الثورة أم لا، فهذا إن كان فليس عيباً بل شرفاً.

في  الربع الأخير من عقد الثمانينيات أوشكت أن تمر عليَّ ظروف مادية صعبة، إذ أغلق ملفي الدراسي  لعدم رجوعي للبلاد بعد نيل شهادة الماجستير وقررت اكمال دراستي للحصول على شهادة  الدكتوراة، وهذا يعني غلق ملفي الدراسي وعدم تمكن أهلي بارسال حوالات مصرفية بل أنهم كانوا يشترون لي العملة  الصعبة من السوق السوداء. وخير من أن أمد يدي لأحد اشتغلت في معمل يقوم في التحكم في درجة ألوان ملابس الجنيز، وقد ساعدني بايجاد الشغل صديقي العزيز ابن الناصرية الطيبة سمير حچاي الطالب في كلية المناجم – حالياً الباش مهندس سمير أستاذ في المعهد التقني في الناصرية – وصاحب المعمل رجل صربي طيب القلب (فانيا جوريتش) كان يقدر وضعنا  ووضع الحصار المفروض على العراق، فكنت أحصل  في اليوم الواحد ما يعادل 70 الى 90 دولاراً أمريكياً وهو أرقى من المرتب الشهري الذي يتقاضاه مدير عام في صربيا بزمن الحكم الشيوعي. وأصبح السيد فانيا فيما بعد من أعز أصدقاء العمر. صلتي الى به وبعائلته مستمرة الى هذه الساعة. وعندما أنتقلت من صفة طالب الى مهنة أستاذ جامعي أصبحت أزوره سنوياً في بيته ، ونحن عراقيو المنبت من  طبعنا لا ندخل بيت أحد وايدينا  فارغة، ومرة أهديت قطعة ذهب في عيد ميلاد حفيدتهم. لا أقولها للتبجح أو المباهاة بل من أجل توكيد الصفات والطبائع  العراقية الأصيلة التي نعتز بها.

 

حذار من الخوض في المستنقع الطائفي البغيض:

لا أحب الخوض في المستنقع الطائفي ولكن ملزم بالقول: كما يوجد سفهاء بين صفوف الشيعة فهناك مثلهم أيضاً بين صفوف الطوائف الأخرى. وحسب رأيي أن اسم جد السيد السفير هو الذي سبب له المشاكل التي واجهها.

وقد سمعت يوماً، في بلغراد، من عراقي مقيم هناك (طائفي حتى النخاع من محبي داعش) قال لي: هل سمعت يوماً من الأيام بعبد السادة يصبح سفيراً؟. قلت له: هل نعيب على الزعيم عبد الكريم قاسم لأنه كان يشرب شربت حجي زباله؟ أليس فلاح عبد السادة مواطن عراقي وتوفرت فيه المواصفات لإشغال هذه الوظيفة؟. أما تسمية عبد السادة فأنا شخصياً لا استسيغ إطلاقها إسماً لإبن لي.  ولكن يجب أن نحسب حساب الزمن، أن  عبد السادة، جَد  الرجل، من مواليد نهاية القرن التاسع عشر وظروف المجتمع في جنوب ووسط العراق معروفة أثناء فترة الاستعمار العثماني المتخلف.

أما الوزير المفوض في سفارة العراق في بلغراد فهو بالتأكيد التام قيس حميد ماجد الدوري ولا يوجد غيره  بدرجة وزير مفوض في السفارة خلال تلك الفترة ويكنى (أبو هوازن) وليس أبو يزن كما جاء كتمويه متعمد في الفديو.

لسانك لا تذكر به عورة امريء----- فكلك عورات  وللناس ألسن

قيس حميد ماجد الدوري عندما كان شاباً، حصل على الشهادة الجامعية (البكلوريوس في المحاسبة من جامعة بغداد)  تم تعيينه في وزارة الخارجة العراقية، لأنه مزكى فابن عمته عضو قيادة قطرية مرموق في حينه، وطُرد من الوزارة لسوء تصرفاته وتم تنسيبه الى المؤسسة العربية للتنمية الصناعية. وقضية طرده لا علاقة لها بإعدام ابن عمته محمد محجوب والدليل القاطع هو أن أخيه الشقيق الأكبر، ونركز على كلمة الشقيق، المدعو سعد حميد ماجد الدوري بقي مستمراً في خدمته بالخارجية العراقية الى آخر يوم من حكم  صدام حسين، أي كان لغاية عام 2003 سفير العراق لدى رومانيا.  لم يكن سعد سفيرأ عراقياً نظيفاً والعهدة في قولنا هذا على الإعلامي الرزين الدكتور حميد عبد الله الذي تحدث عنه في الحلقة الرابعة من برنامج "وتلك الأيام" إذ استعرض تقارير المخابرات العراقية زمن حكم صدام حول فساده المالي وسرقاته وسوء تصرفه الوظيفي. وفلت سعد من المحاسبة الصدامية نظراً لظروف النظام القلقة والحرجة آنذاك.

في تقديمه تظلماً لوزارة الخارجية ادعى قيس بأن نظام صدام قد طرده من الخارجية بسبب قرابته من محمد محجوب  وأنه أصبح أستاذاً جامعياً ويرغب عودة تعيينه في الوزارة.

في حين يؤسفنا أن نقو أنه (كذاب بالدليل القاطع) لم يُطرد من وزارة  الخارجية للسبب الذي ذكره، وقد برهنا ذلك في أعلاه أي عندما ذكرنا بقاء شقيقه سفيراً الى آخر يوم من حكم  حزب البعث.

فهل من المعقول أن يطرد من الخارجية ابن عمة محمد محجوب (الصغير) ولم يطرد ابن عمته (الكبير)؟ أليس سعد وقيس شقيقان؟

 ولم يكن قيس أستاذاً جامعياً في العراق، كما ادعى، بل موظفاً في المؤسسة العربية للتنمية الصناعية – مقرها بغداد، التي ذكرناها أعلاه.  لقد عمل أستاذاً جامعياً في ليبيا أوائل التسعينيات من القرن الفائت وأنا شخصياً أخذته بسيارتي وقدمته للبروف دكتور صالح إبراهيم عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة الفاتح الليبية  حيث كانت تربطني بالدكتور صالح علاقة طيبة، وهو  رجل فاضل طيب يساعد العراقيين ولم يدقق في سيرته الذاتية. ولو فعل ذلك لاكتشف عدم امتلاكه سنوات خبرة  في العمل الجامعي وهذا الموضوع قد يلغي طلب تعيينه، ولكم طيبة الرجل ورغبته في مساعدة العراقيين في محنتهم جعلته يتغاضى الموضوع.  بالإضافة الى وجود عامل آخر هو  حاجة الجامعة الحادة للكادر التدريسي من حملة الدكتوراة. إذ أن الدولة فتحت  بشكل مفاجيء باب ارسال بعثات  دراسية لحاملي شهادات الماجستير لاكمال دراستهم للحصول على الدكتوراة، وبما أن أغلب الكادر التدريسي من حملة الماجستير فالأقسام العلمية ستعاني نقص حاد لأعضاء هيئة التدريس.

والآن الدكتور المحترم قيس حميد ماجد دبلوماسي متقاعد، وبعد تقاعده واستلامه مكافأة نهاية الخدمة غادر العراق وأشترى شقة في اسطنبول ويتقاضى راتباً تقاعدياً بالباطل من الخزينة العراقية.

الجميع يتكلمون عن الفساد، الفساد الفساد، فما لون الفساد يا وزارة الخارجية العراقية؟ أحمر أخضر؟ ولماذا لا تقطع دوابر المفسدين مثل هذا الفاسد وغيره. والذي تم تعيينه في الخارجية على أساس المعلومات الكاذبة التي قدمها في تظلمه. فقرار تعيينه باطل من الأساس وكل ما بُنى على باطل فهو باطل.

والمضحك المبكي أن هذا الأمعه يتهجم على الوزارة التي تصرف له راتب دبلوماسي متقاعد،  ويتهمها بالغباء لأنها عينت "حلاقاً بمستوى الابتدائية بدرجة سفير"!!!

 

التعريف بقيس الدوري:

واثق أن البصمة من تصميم قيس الدوني وعليه يتوجب عليَّ أن أعرفكم على هذه الشخصية "الفذة"، فهو عبارة عن بطن متحركة ( جسمه عبارة عن كتلة لحم كبيرة، وهو مربع الشكل، وزنه أكثر من  150 كلغم).

ومقدماً أوضح بأن منشوري هذا موجه لتعرية المدعو قيس حميد ماجد الدوري والملقب، بين صفوف الطلاب في بلغراد، بقيس الدوني. أعتذر من كل أصدقائي ومعارفي وزملائي الدوريين الذين أعرفهم، فهم قمم في الأخلاق والكياسة وعزة النفس، منهم:

  زميلنا وجارنا الدكتور مدحي الدوري، دكتوراه لغة إنجليزية ربنا يحفظه ويطول عمره.

 صديقنا الفذ الدكتور عدنان الدوري عميد كلية الحقوق في الجامعة المفتوحة وهي جامعة حكومية رسمية، وزوجته المحترمة الدكتورة آمال الدوري دكتوراه علم النفس.

 زميلنا الدكتور عدنان الدوري دكتوراه في علم الإجرام عمل معنا في جامعة 7 أبريل.

 زميلنا وصديقنا ذو الخلق الرفيع الدكتور ظاهر الدوري، دكتوراه تاريخ، وهو الذي استقبلني بعد منتصف الليل في مطار هيترو 2019 عند زيارتي لندن رغم معرفتي المئات من العراقيين المقيمين في بريطانيا.

   صديقي وحبيبي الباش مهندس عامر الدوري المقيم في لسكوفاتس – صربيا  ( 275 كلم جنوب بلغراد) قمت بزيارته لبيته في صيف العام الماضي 2022.

 الأستاذ حامد الدوري (أبو شروق) مستشار أول في سفارة العراق في يوغسلافيا السابقة كان قمة في الأخلاق والتواضع.

 الأستاذ زكي الدوري الملحق الثقافي في يوغسلافيا السابقة كان محبوباً من قبل الطلاب العراقيين.

أسعفتني الذاكرة بهذا العدد من السادة الدوريين وكلهم نتشرف بهم ونعتذر منهم.

أعتذر من الاخوة الدوريين رغم ادعاء قيس بعظمة لسانه بأن لقبه الطائي وليس الدوري، وأتذكر في أوائل التسعينيات، عندما اسكنته معي في بيتي، بأن إبنتي رغد  (عمرها يوم ذاك سبع سنين) قد هزأت وسخرت منه كثيراً عندما اكتشفت سذاجته، فهي تختار الوقت المناسب ووجود عدد من الضيوف فتناديه أمام الحضور: ( عمو قيس الطائي الدوري سابقاً....) وتسبب باثارة ضحك الحاضرين.

 

قيس الطائي عندما كان طالباً في كلية الاقتصاد – بلغراد:

 عندما يعرّف نفسه، لأي شخص،يقول أنا فلان وابن عمتي محمد محجوب، ومن الطبيعي كلام كهذا يصل الى مسمع المسؤولين ومنهم مسؤول منظمة حزب البعث في يوغسلافيا عدنان الجعفري،  فقد حصل أثناء تجمع الجالية العراقية، في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وجلهم من الطلاب، في  (فندق يوغسلافيا الواقع على ضفاف الدانوب)  بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي. جاء قيس وقال السلام عليكم، رددنا عليه السلام، وكان عدنان  الجعفري واقفاً بباب الفندق وعلى بعد بضعة أمتار عنا ، لم يرد عليه السلام بل اقترب من جمع الطلاب وقيس معهم، قائلا: بسألون البغل منو أبوك فيقول خالي الحصان وكذلك قيس الدوني يقول ابن عمتي "المجرم"محمد محجوب...هكذا  على حد تعبير الأستاذ الجعفري.

ومن جانب آخر ينقل عنه الكثير من الثقاة ان قيساً عندما يكون حاضراً في السفارة أو أمام  مسؤول بعثي يذكر بأنه وا خوته أعلنوا رسمياً براءتهم من "المجرم" محمد محجوب.

وفي يوم كنت أنا وقيس في فندق المتروبول زسط بلغراد ولاحظت دخول أحد ضباط محطة السفارة (المخابرات) الشريرين اسمه عامر، يكره الطلاب بشكل علني ومكروه من قبلهم،  قلت له قيس هذا شخص شرير ومؤذي غض نظرك عنه، وبدلاً من الأخذ بوصيتي فأنه نفض يدي وتركني مهرولاً باتجاهه وسلم عليه بشكل يعوز فقط أن يلحس حذائه، وعندما رجع وبخته توبيخاً يستحقه فرد عليَّ بكل قباحة قائلاً بالحرف الواحد: " شنو أي دكتوراه أي ضراط هذا يستطيع أن يعدمك بالعراق بكلمه وحده منه"...قلت له هنيئاً لك به لأني غير راجع للعراق. وهذا الموقف التافه يذكرني بموقف مثله حدث عام 1991 في الأسبوع الأول من عمله في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الفاتح، كنت ذاهباً إليه لنقله الى بيتي، ركب السيارة وقال لي: "الدكتور صالح إبراهيم عميدنا رجل كبير بالدولة يستطيع بكلمة واحدة منه أن يطردك من الجماهيرية!!". قلت له لماذا تعبر عن رأيك بطريقة سلبية وتعبر تعبيراً ظلامياً غير مستحب، فيمكنك أن تقول ويستطيع أن يجعلك عميداً أو وزيراً. ونسي الدكتور قيس الدوني أنا الذي ساهمت في توظيفه بالكلية.

ورغم عيشه في بلغراد طيلة سنوات دراسته أثبت عدم قدرته التحدث باللغة اليوغسلافية، وأتذكر موجة الضحك عليه والسخرية التي ثارت أثناء دفاعه عن الدكتوراه، وكان موضوعه يتعلق بالمقارنة بين تكاليف مد السكك الحديدية في العراق ويوغسلافيا، قال بأن في العراق تكون الكلفة أقل لأن طبيعة أرصنا لا  تتطلب حفر Rupe وهذه الكلمة تعني بالعربي ( زروف  ثقوب- زواغير) ويقصد الأنفاق، علماً بأن مفردة نفق في أغلب لغات العالم، بما فيها اليوغسلافية، يعبر عنها بكلمة Tunnel.

لا يشرفني الاحتفاظ بصداقة شخص بهذ المواصفات، هو أنهى دراسته قبلي ورجع الى العراق في زمن صدام وقبل انهيار النظلم الشيوعي في يوغسلافيا، فقد سال لعابه لإدخال سيارة الى العراق...وانهيت دراستي  بعده بأكثر من سنة، وتوجهت الى طرابلس الغرب للعمل بالجامعات الليبية وذلك في الأسبوع الأخير من علم 1990 إذ  لم أستطع دخول العراق أنا وعائلتي حيث أغلقت كل دول الجوار  حدودها مع العراق ما عدا منفذ طريبيل الأردني والمكتظ بأكثر من مليون إنسان في العراء أغلبهم من العمالة الآسيوية من الكويت، لأن الضربة الجوية للحلفاء قد اقترب موعدها. فانقطعت أخباره ونسيته ولم أتذكره، كما يقال، حتى في الأحلام السعيدة.

       في عام 1991 وصلتني منه عدة رسائل الكترونية. يبدو أنه حصل على عنواني الألكتروني والبريدي من المواقع التي أنشر فيها مقالاتي ... تجاهلت رسائله كلياً لقناعتي التامة بأنه سيجلب لي العار إذا استجبت لطلباته. وأخذ يرسل الرسائل البريدية على عنوان الجامعة والتي أهلمتها أيضاً وأعطيته الاذن الطرشاء... ويذكر لي بأن راتبه الذي يتقاضاه من المؤسسة العربية للتنمية الصناعية لا يساوي كيلوين لحم بقر رغم أن جميع العاملين معه من غير العراقيين يستلمون رواتبهم بالدولار وقال: " أنا حسب التعليمات يجب أن أستلم راتبي بالدينار العراقي "، وذكر لي بأنه ناشد الجهات العراقية المسؤولة أن يكون راتبه بالدولار ليدخل خزينة الدولة ويعطوه راتبه بالدينار فرفض طلبه.

نقول: لو كان حسن السمعة وطيباً في المؤسسة التي يعمل فيها لوجدوا له حلاً وهو صاحب عائلة كبيرة. على سبيل المثال كان أحد أقرباء زوجتي يشتغل موظفاً محلياً في السفارة السويسرية في بغداد وهو رجل مسن طيب ورب أسرة كبيرة ومخلص في عمله، فعندما أكل التضخم قيمة الدينار العراقي أخذوا يصرفون له راتبه بشكل رسمي بالدينار العراقي ( ما يعادل دولارين أو ثلاثة) ويعطوه نقداً راتبه بالدولار الأ مريكي.

تدخلت زوجتي الدكتورة وسن لأنها غالباً ما تستلم الرسائل من بريد الجامعة، فقد انتبهت الى كثافة الرسائل التي يبعثها لي قيس،  فسألتني ماذا يريد منك هذا؟ فقلت لها أنه يتوسل كي أعطيه فكرة حول امكانية حصوله على عمل قبل أن يتوجه الى ليبيا ويطلب  مني المساعدة وامكانية احتضاني له عند قدومه...وأكملت حديثي معها بأن هذا الشخص إذا جلبته فسيجلب لي العار والشنار لأني أعرف جيداً حقيقة طينته الوسخة الرديئة. مع علمي بأنه أناني بشكل صارخ  ولم  أراه يوماً يمد يد المساعدة لأي إنسان...فقالت لي الآن شارفت أعماركم على الخمسين عاماً ولربما تغيرت سلوكيته، سامحه واستجب لصيحة الملهوف لوجه الله ومن أجل أطفاله المساكين.

قلت لها: من مقولات كومفوشيوس حكيم الصين ( الحمامة السوداء لن يتبدل لونها مهما استحمت في النهر). سوف أأخذ برأيك ولكن سأذكرك بهذه المقولة بعد أن يأتي ويبدأ بسلوكه الدنيء.

   بعد تردد عميق أرسلت له عنوان السكن ورقم الهاتف وأنا غير مقتنع بما عملت.

 

وصوله الزاوية:

 وصل الزاوية في منتصف عام 1991 وأسكنته معنا في البيت وفي اليوم الثاني ذهبت به بسيارتي الخاصة الى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في منطقة (الهضبة) في طرابلس، لغرض تعيينه قابلنا عميد الكلية البروف دكتور صالح ابراهيم، وهو رجل طيب وخلوق يحب العراق والعراقيين تربطني به علاقة طيبة وهو خريج يوغسلافيا السابقة، فاستجاب لطلبنا.  بعد ذلك مضت عشرة أيام  اتصل بي د. صالح وأخبرني بأن يذهب د. قيس لإدارة الجامعة (مكتب  أ. أبو بكر عتيق) لغرض توقيع عقد العمل، وبالفعل ذهبت به بنفس اليوم الى جامعة الفاتح ووقع عقد عمل – مغترب، بعد ذلك توجهنا الى منطقة الهضبة وسلمنا ادارة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية نسخة من العقد.  فاصدرت الكلية بنفس اليوم أيضاً قرار مباشرته العمل مع منحه، شيك مالي، ما يقابل قيمة 1500 دولار، لغرض ايجاد السكن وشراء الأثاث (تعطى المنحة مرة واحدة فقط لعضو هيئة التدريس الجديد). وقبل مغادرة الكلية مررت على الدكتور العميد لأشكره على لطفه معنا ولكي أخبره بأن د. قيس يطلب الموافقة على منحه اجازة لمدة أسبوع ليسافر الى بغداد لغرض جلب عائلته. وافق الرجل فوراً بارك الله فيه.

من الكلية توجهت به الى ميدان غزالة في مركز العاصمة عند صديقة العائلة السيدة بوريانا راشكوفيتش مديرة مكتب الخطوط الجوية اليوغسلافية لأطلب منها مساعدتنا بقطع تذكرة مرجعة تونس – عمان – تونس، فالاجراءات الادارية الخاصة بالطيران معقدة نتيجة الحصار ولا يمكننا تدبير ذلك  ونحن مقيدون باسبوع من الزمن.  وبالفعل عملت له التذكرة. رجعنا الى البيت ليغير ملابسه بعدها أوصلته لسيارات تونس.

 بعد مدة يومين ذهبت وعائلتي لتلبية دعوة عشاء في بيت السيدة بوريانا وزوجها الطيب سفيتوزار لاكيتش، في تلك الليلة، وضمن سياق الحديث العائلي، استغربت واندهشت، إذ قالت لي السيدة بوريانا باليوغسلافية الفصحى: أرجوك يا دكتور مرة ثانية تأتي وحدك إذ الشغلة خاصة بقيس، ولم أسألها عن السبب لأن طبيعة الجلسة لا تلائم ذلك، ولكني قلت له بعد عودته من العراق، إذا عندك شغلة مع السيدة بوريانا فيجب أن تتم عن طريقي وعليك أن لا تتصل بها،  أنا أعرف نفسيتها فإذا اتصلت بها وتسألك من أنت؟ فسوف تغلق الهاتف في وجهك. عند سكوته وهو يسمع كلامي التوبيخي، عرفت بأنه أساء الأدب معها، الله أعلم، فيما إذا كانت الإساءة لمحاً أو غمزاً أو أثناء مكالمة هاتفية. وبدوري أغضضت النظر وأغلقت الموضوع.

في اليوم السابع عاد من العراق ووصل الزاوية حيث رن جرس الباب الساعة الرابعة فجراً، فخرجت وشاهدت سيارة تكسي تونسية، "ستيشن"، ذات سبع نفرات، ترجل منها فقط قيس الدوني، اقترب مني وأخذ يتمتم باذني بكلام لم أفهمه ورذاذ فمه قد رش وجهي، فقلت له تكلم بلسان واضح لا داع للوشوشة بالاذن. فقال: بصحبتي عديلان، واحد وضعه المادي يتحمل أن يذهب لفندق والثاني فقير الحال فهل يمكن أن ينزل معي؟ قلت له: تنحى عني  وأدخلت رأسي في التكسي وخاطبت الركاب قائلاً: الساعة الآن الرابعة فجراً أين ستذهبون في طرابلس؟  لا فندق ولا مقهى مفتوح أطلب من كل عراقي في السيارة أن ينزل منها. فنزلوا ثلاثة أشخاص واحد عديله (الكبيسي) والثاني عديله السيد (الموسوي) وشخص عراقي اسمه جابر لم نعرفه من قبل وهو مدرس ثانوية في مدينة غريان (94 كلم جنوب طرابلس) ورابعهم قيس. دخلنا جميعاً الى غرفة الضيوف (المربوعة). قمنا بواجب الضيافة حيث فطرنا سوية وتبادلنا الأحاديث الودية حتى الساعة السابعة صباحاً، عندها طلب الأستاذ جابر الاستئذان بالرحيل الى غريان، أخذت الرجل  الى محطة تكسيات غريان وودعته بشكل لطيف فأخذ يتشكر ويدعو لنا بالخير. وحينما عدت لبيتي جلست مع قيس وعديليه، وتبين لي أن عديله الأخ الموسوي هو الذي حالته المادية ضعيفة في حين حالة الأخ الكبيسي جيدة ويمكنه النزول في فندق. ومن خلال الحديث معهما واستخدامي " لحاسة " الحدس فأن الرجلين نظيفان وأولاد حمولة، وأخلاقهما راقية جداً عكس أخلاقيات وسلوكيات قيس الدونية.

أخبرتهم بأني لا أعرف الاجراءات الخاصة في التعيين بالتعليم الثانوي ولكني سأعرفكما غداً على صديق  عراقي شهم  وصاحب نخوة هو الأستاذ نوري عبد الرحيم الخزاعي (شقيق الأستاذ معاذ عبد الرحيم مدير عام وكالة الأنباء العراقية سابقاً) فهو يعمل في ثانوية الزاوية منذ سنوات عديدة.  وستكونا انتما في ضيافتنا هنا فالمربوعة واسعة لكم أنتم الثلاثة، وسوف تتناولون طعامكم (أنتم ونحن) من قِدر واحد الى أن يتم تعيينكما. وفي قرارة نفسي حسبت أن وجودهما سيكون رادعاً لسوء تصرفات قيس الدونية المتوقعة.

في اليوم التالي عرفتهما على الأستاذ الخزاعي وأعلمنا بأنه سيبذل كل ما في وسعه لخدمتهما.

بعد مضي أكثر من أسبوعين على ضيافتهم تم طرد قيس من البيت، لتصرفه الأرعن الخالي من الشرف  والمروءة، أما عديلاه فهما خرجا من البيت أيضاً خجلاً مني.

 

سبب طرده:

عندما نخرج من البيت عادة ما نسلمهم نسخة من مفتاح البيت الداخلي لغرض استعمال غسالة الملابي الموجودة بالتواليت وغسلهم لملابسهم بأيديهم حسب طلبهم واستخدامهم الهاتف الأرضي (قبل عصر الموبايل، ومحظوظ في ذلك الزمن من في بيته خط هاتف) . وفي ذات يوم خرجت مع العائلة قاصداً طرابلس لتسليم وثائق لصديق. قبل توجهنا لطرابلس مررنا على عائلة ليبية في الزاوية وبقينا عندهم بحدود 45 دقيقة،  وبعد ذلك مباشرة توجهنا عبر الطريق الساحل قاصدين العاصمة. وبعد أن قطعنا مسافة 27 كلم تقريباً عرفنا باننا نسينا الوثائق في البيت على الطاولة حيث حسبت أن زوجتي حملت الوثائق وهي حسبت نفس حسابي حيث أعتقدت أن الوثائق في جيبي، أُجبرنا على الرجوع الى البيت.  ترجلت من السيارة لوحدي وفتحت الباب. فوجِئت بموقف غريب لم أتوقع حدوثه، لأرى قيس جالس في حديقة البيت مع امرأة من بلد مجاور لليبيا، تؤكد ملامحها وملابسها بأنها مومس!!!

خرجت المرأة "المومس" على الفور واخذ قيس يتلعثم بالكلام محاولاً الدفاع عن نفسه فقال أنه تعرف عليها في الحافلة أثناء قدومه الى ليبيا في المرة الأولى ( مجيئه كان عن طريق معبر العقبة والطريق البري).... قلت له لماذا لم تلتقِ معها في مكان غير بيتي؟ ولماذا وحدكما؟ لماذا صرفت الأخوين اللذين معك؟ ترى البيت في زنقة (زقاق) وليس في شارع عريض، والجيران يشاهدون من يدخل الزنقة ومن يخرج منها...ماذا سيقولون عندما يرون "صديقتك" وهي مرتدية تنورة إغراء سوداء جلدية قصيرة فوق الركبة وهي تدخل بيتنا وأنت تعلم ان المجتمع الليبي مجتمع محافظ؟... فطردته من البيت فوراً. وأمرت عائلتي بالنزول من السيارة ودخول البيت. أتصلت بطرابلس وأعتذرت عن الحضور لأمر طاريء.  حمل قيس شنطته وخرج وهو يجر أذيال الخزي، أما الأَخوان، عديلاه، الكبيسي والموسوي فقد جاءا بعد ساعة من طرده وهما يعتذران ويتأسفان لما حصل، وقالا: والله العظيم توسلنا به أن لا يقدم على ذلك ويحافظ على حرمة البيت الذي نحن ضيوفه، فصاحبه قد طرح الثقة بنا وسلمنا المفتاح وذهب، ولكن قيس لم يستجب لتوسلنا وطلب منا مغادرة البيت لمدة ساعتين.

 

من سلوكياته لاحقاً:

نقل لي صديقي الوقور د. عدنان الدوري عميد كلية القانون في الجامعة المفتوحة وكان قيس يعمل معه بنفس الجامعة، فطلب منه أن يذهب معه لعزاء د. عامر الهميص، رئيس الجامعة، لوفاة والدته. يقول د. عدنان سلمت على د. عمر وعزيته، وبعدي مباشرة قيس قدم نفسه: د. قيس الدوري (يبدو أول مرة يراه)، بعد تقديم نفسه مباشرة قاطعه رئيس الجامعه وقال له بازدراء أمام الحضور: " هذا كلك أنت قيس الدوري؟" وأشار عليه بازدراء أيضاً بسبابته اليمنى من حذائه حتى رأسه ( وهذه العبارة يستعملها الليبيون لتحقير الطرف المقابل ) وواصل د. الهميص القول: اسمع قيس كل واحد تستطيع اختراقه واللعب بذيلك معه بأساليب منحطة أما معي لا يمكنك أبداً". لنتصور ما حجم الأعمال الدنيئة التي عملها قيس ليجعل رئيس الجامعة يتصرف هذا التصرف الغريب النادر وفي مجلس عزاء!... عادة الليبيين يحترمون ويوقرون من يحضر عزائهم وخصوصاً احترامهم الشديد للعراقيين، ويبدو قد طفح الكيل مع قيس الدوني عند رئيس الجامعة رغم أنه يراه لأول مرة ويحضر عزاء والدته. وهذا الموقف قد أحرج د. عدنان فقال: ليته لم يصطحبني.

أما قصة انهاء خدماته في السفارة العراقية في بلغراد وإرجاعه بوقت مبكر الى ديوان الوزارة في بغداد، قبل أن ينهي سنة واحدة من العمل فيها وذلك بسبب سلوكه المشين والاعتداء على مواطنة صربية من أصل أوكراني. وملخص القصة: تعرف على حلاقة أخذ يحلق عندها كل اسبوعين! والأمر طبيعي وعادي أن يصافح رجل امرأة صربية يعرفها وتعرفه إذ ممكن أن يزيد المصافحة بتقبيلها وذلك حسب قوة علاقة الصداقة بينهما، والمرأة هناك تقدر مدى صدق أو كذب سريرة الطرف المقبل. ومرة ذهب قيس الى محل "صديقته" الحلاقة قبلها وقدم إليها هدية عبارة عن سلسلة من السلاسل الذهبية النحيفة جداً ( ذهبهم عموماً من عيار 12 أو 14 قيراط) من الطبيعي شكرته وأرتدت السلسلة في عنقها. في اليوم التالي ذهب إليها في نهاية دوامها وطلب منها الصعود معه في سيارته الدبلوماسية فرفضت فواجهها بالإصرار، فقالت له أنت عاقل أم مجنون أين أذهب معك؟ أنا أم لطفلين  وعندي زوج، مما جعلته بوضع عصبي ليهمش السلسلة من رقبتها  همشاً وحشياً بعد أن أنقطعت على رقبتها وتسبب حدوث خدش في جلد رقبتها فسال الدم على قميصها وأخذت تصرخ فركب سيارته مسرعاً وأنصرف.

في اليوم التالي جاءت المرأة الى السفارة تشتكي لأنها تعلم أن الشكوى الروتينية ضده في مراكز الشرطة ستكون بطيئة بسبب كونه موظفاً دبلوماسياً معتمداً لدى حكومة بلادها وهو محمي بحصانة دبلوماسية وهي تعرف أن أقصى اجراء قانوني يتخذ ضده هو اعتباره شخصاً غير مرغوب فيه  Persona non grata  عليه مغادرة البلاد خلال فترة محددة 24 ساعة او 48 ساعة ...الخ حسب العرف الدبلوماسي. لذا فانها أصرت وبالحاح أمام السفير د. فلاح وموظفي السفارة بأنها مصممة لمعرفة عنوان سكنه لتقول لزوجته تفضلي معي لأ ن زوجي يود مضاجتك !!...فاخذ السفير والسيدة العراقية  المترجمة التي تعمل كموظفة محلية في السفارة بتهدئتها وامتصاص غضبها. وبعد جهد جهيد من التكلم معها  وضعوا قيس   أمام الامر الواقع  فقالوا له: أنها ستظل تبحث عن عنوانك بطريقتها الخاصة حسب قولها لأنها شعرت باليأس لأننا لا نعطيها عنوان سكنك، فأنت أمامك يا سيد قيس خياران  أما أن تنصرف وتعمل هي بما قررت أو نعطيها كلاماً بأنك ستنقل الى بغداد، فعليه ينبغي تقديمك طلباً للنقل الى ديوان الوزارة. فقبل قيس مرغماً الخيار الثاني. فتكلمت المترجمة معها بأنه سينقل هذا الشهر الى بغداد. فوافقت على ذلك وانصرفت. وبالفعل استعجل في طلب نقله، وعاد الى العراق بعد أسبوع وليس مدة شهر، حتى أنه لم يتمكن من ادخال سيارة للعراق لأن فترة خدمته أقل من سنة.

هذا هو سلوك الوزير المفوض " أبو يزن " مصمم سيناريو البصمة.

أما صاحب الصوت "البصمة" ويدعى أبو مصطفى، رغم أنه شخصية غير محورية في اطار مقالنا هذا، إلا أننا نختصر القول بأنه كان دائحاً بلا مصدر رزق في بلغراد والتي طرد منها فغادرها الى تركيا، أما سبب طردة من بلغراد لعمله في تهريب اللاجئين العراقيين والعرب الى دول الاتحاد الأوروبي المجاورة (رومانيا والمجروكرواتيا) بالتنسيق مع سفير عربي معتمد في صربيا.  ومن المعروف أن المهربين يعرفون المياسم الجبلية وطرق السابلة عبر الحدود الدولية. فإذا وصل الشخص الى واحدة من تلك الدول فيستطيع السفر الى أي دولة أوروبية حيث يعتبر سفرِه سَفرة داخلية لايمر فيها على شرطة جوازات ولا  شرطة  جمارك.

 في حين أن مدير "المراســـــــــيم" في وزارة الخارجية العراقية، محمد الدوري، هو في حقيقته كان يعمل رزاماً أو ( بوستچياً) في ديوان الخارجية أي ساعي بريد بين الأقسام. والرزامون عادة ما يجري تعيينهم كموظفي استعلامات  لسفارات العراق في الخارج، والسيد حسين الدوري عمل رزاماً ثم حارساً للسفارة العراقية في لندن والهند وبلدان أخرى. وهو رجل ممشوق القامة وأشقر الشعر، وأصبح في بلغراد، بقدرة قادر، مدير "المراســـــــــيم"  مما جعل مقدم  برنامج – بمختلف الآراء – الأستاذ قحطان عدنان، في غاية التأثر والعصبية ويضرب الطاولة ويشحرج بأعلى صوته: ( أسمعوا يا عراقيين هذا كلام مسؤول، مسؤول، كلام مسؤول ما جبته من  من جيب اللي خلفوني...). يا أستاذ عدنان أنت تخطب العراقيين وأنا واحد منهم، أشكرك على حرصك وغيرتك على بلادك، ومن حقك أن تقول: (هذه فضيحة وكارثة من كوارث الزمن) ولكن بعد أن تبذل جهداً تثبت فيه صحة مادة النشر قبل النشر.

ختاماً نكرر لحضرتك بأننا معك يا أستاذ قحطان في فضح وتعرية نظام الفساد القائم في بلادنا، بارك الله فيك، ولكن يا ايها الأستاذ العزيز كما قلنا لك في صدر هذا المقال عليك أن لا تقع بنفس المطب الذي وقع فيه مذيع صوت العرب، الأستاذ أحمد سعيد، عندما قرأ رسالة المجاهدة العملاقة والمناضلة العراقية العنيدة (حسنه ملص) وهي تستنكر تصرفات "الدكتاتور" عبد الكريم قاسم. مع خالص التقدير.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.