اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• لماذا يبيع العرب نسائهم في القرن 21؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

أ.د. جعفر عبد المهدي

 

مقالات اخرى للكاتب

لماذا يبيع العرب نسائهم في القرن 21؟

 

لبينا دعوة اتحاد الأدباء في جمهورية صربيا لإلقاء محاضرة على قاعة المركز الثقافي للمدينة الطلابية في نوفي بلغراد. وعنوان المحاضرة " حقيقة التغيرات التي تعصف في الشرق الأوسط". الحمد لله كانت القاعة المخصصة غاصة بالحضور وكانت السيدة زوجتي الدكتورة وسن عبد الرزاق حسن من بين الحضور. وقد ذكرت حضور زوجتي في صدر المقال لأن ذلك له علاقة في فكرة المقال ذاته كما سنرى لاحقا.

كان الحضوريضم اساتذة اكاديميين وصحفيين من النساء والرجال ومن الشباب والشيوخ. الجميع يود ان يعرف ما يدور بالشرق الأوسط من أكاديمي" شرق أوسطي".معظمهم من المهتمين بشؤون الشرق الأوسط وهذا لا يعني عدم إحتمال وجود من يتحين الفرص للنيل من العرب والإسلام.

حاولت بقدر الإمكان أن تكون المحاضرة مؤطرة باطار أكاديمي تبتعد عن الشخصنة اي دون ذكر تهور صدام حسين أو نرجسية القذافي أو سياسة مبارك التملقية للغرب أو إسلامية النميري المصطنعة أو سلفية ملوك نجد والحجاز الوهابية المقيتة أو "حصافة" أمير المؤمنين في الرباط أو حذاقة ملك الاردن الراحل وهو يقرأ سورة الفاتحة على جنازة رابين...الخ.

بدأنا المحاضرة  في شكر إتحاد الأدباء في جمهورية صربيا لتكريمي بمنحي العضوية الفخرية, وكمقدمة للموضوع شرعنا باعطاء فرشة تاريخية عن الأوضاع في المنطقة العربية خلال الربع الأول من القرن الفارط وهي مرحلة الأستقلال وبناء الدولة القومية من ممالك وجمهوريات, ثم مرحلة تمركز السلطة وما تلاها من انقلابات عسكرية وطنية وظهور وهيمنة مفهوم الدول العربية التقدمية " الراديكالية" وأغلبها جمهوريات والدول العربية الرجعية " المحافظة" وجلها من المشايخ والمملكات الوراثية. وبذلك ليس من الصحيح الحديث عن " النظام السياسي العربي" او القول " سياسة العالم العربي" وذلك مجافيا لواقع الحال. الحقيقة على الأرض تقول بوجود انظمة سياسية وليس نظاما سياسيا والحقيقة تقول ايضا بوجود " عوالم عربية" ومن العبث القول بوجود عالم عربي.

ركزنا هنا على ظاهرة تقارب ميكانزم الأنظمة " الرجعية" و " التقدمية" وذلك بعد بروز مفهوم غريب يطلق عليه " الجمهوريات الوراثية". والأمثلة واضحة للقارئ العربي ولا داع لذكرها. واعطيت فكرة موجزة عن اهم التيارات السياسية التي برزت على الخريطة السيايية العربية المتمثل بالتيارات الثلاثة الرئيسية ( الماركسية والقومية والدينية). وضربنا امثلة عديدة كنماذج تمثل تلك التيارات على السلحة.

 مفارقة تاريخية تستحق التوقف  (paradox)

توقفنا هنا للحديث باسهاب عنها وهي ظاهرة التبني غير الشرعي لثورات الربيع العربي من قبل الأنظمة العربية ذات الطابع المحافظ. ومن المعروف أن الأنظمة المحافظة التي كان يطلق عليها " الأنظمة الرجعية" هي من ألد اعداء الثورات الشعبية وضد كل ما هو ديمقراطي حتى في المفهوم الليبرالي. فأي ديمقراطية تتحدث عنها المملكة الوهابية؟ واي ثورة شعبية يتحدث أمير قطر؟ واي تعددية حزبية موجودة في كافة دول المشايخ في شبه جزيرة العرب؟ . ومن المضحك المنحب نحيب اليتامى شكر الرئيس الأمريكي لأمير قطر على دعمه للديمقراطيات الصاعدة في الشرق الاوسط .

وانتهينا الى خلاصة نستشرف من خلالها المستقبل في المنطقة العربية, ومفادها: لقد تملق مبارك للغرب وبذل قصارى جهده لتدمير العراق كدولة (بغض النظر عن حالة صدام) واخيرا سقط مبارك وبالطريقة المهينة التي يحمل بها على نقالة لمحاكمته والغرب يتفرج دون ان يسعفه حتى بكلمة واحدة. وكذا سيحصل لأنظمة القرون الوسطى الخليجية التي هي بمثابة رأس حربة للاستراجية الغربية في المنطقة, فالوضع في نجد والحجاز والبحرين وعمان يتجه نحو التململ والأيام القادمة ستثبت صحة هذا الإستشراف, فلا العرب ولا المسلمون سيفكرون بإنقاذ القدس بل ستصبح مكة المكرمة محنتهم الأهم.

استشراف نتمنى ان لا يحصل ولكن التحليل الميكروبوليتيكي يشير الى ذلك بجلاء.

بعد إنتهائنا من المحاضرة فتح باب النقاش للجمهور فطرحت عدة أسئلة وأغلبها تدور حول أمور معروفة لدى الشارع العربي ولكنها مهمة للمتلقي الأجنبي ولكن واجهنا سؤال من صحفي شاب صربي يسأل فيه عن حقيقة بيع العرب لبناتهم!. فعرفنا مغزى السؤال النابع من تلك الدعاية المعادية للعرب وللإسلام والتي تصور مهور النساء المسلمات كعربون بيع وشراء. أجبنا السائل ما ينبغي إجابته وانهيت جوابي بالقول: اتقوا الله في نظرتكم للاخر فهذه زوجتي استاذة دكتورة في العلوم الاقتصادية ,خريجة بلدكم نالت الماجستير والدكتوراه من جامعة بلغراد وهي الان مقيمة في أوروبا وموجودة معكم في الصف الأخير من هذه القاعة ولك الحرية أن تسألها بكم من المال اشتريتها من أبويها, وأأمل أن لا تبالغ زوجتي في التسعيرة. فضج الضحك في القاعة وكان هدفنا ليس إضحاك الجمهور بل شعر الحضور بسخافة السؤال وهو هدفنا من تلك الاجابة التهكمية.   

  

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.