اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

العلاقات العراقية اليوغسلافية 1955 – 1979/ نشر وثائق الخارجية اليوغسلافية// أ. د. جعفر عبد المهدي صاحب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

العلاقات العراقية اليوغسلافية 1955 – 1979

نشر وثائق الخارجية اليوغسلافية

أ. د. جعفر عبد المهدي صاحب

 أوسلو – مملكة النرويج

 

وصل إلينا طرد بريدي يضم كتاباً قيماً وشيقاً وممتعاً، إهداء من سعادة سفير العراق في بلغراد الدكتور فلاح عبد الحسن الساعدي.

الكتاب ضخم يضم أكثر من 700 صفحة عبارة عن وثائق دبلوماسية للخارجية اليوغسلافية المتعلقة بالعراق، تلك الوثائق التي تم رفع السرية عنها بعد مرور المدة المحددة وفق القوانين اليوغسلافية. وتم نشرها باللغتين العربية والصربية.وسوف نستعرض الكتاب بإيجاز جائر على أمل أن نقوم بدراسة نقدية له في المستقبل، علماً بأن العديد من الوثائق الواردة فيه يمكن أن تكون الوثيقة الواحدة ميداناً لدراسة مستقلة.

وهذا العمل الكبير، الذي يصب في مصلحة العراق، لم يحصل لولا جهود السفير العراقي الشاب عمراُ والمكتهل عقلاُ الدكتور فلاح الساعدي، وهو يؤكد حرصه على خدمة وطنه والعمل بما فيه رفعة شأن بلاده، في هذا الزمن الرديء الذي كثرت فيه مظاهر الفساد في جميع مفاصل الدولة بما فيها البعثات الدبلوماسية في الخارج، ولعل رشق سفارة العراق في أوسلو بالأحذية قبل أيام دليل على عدم رضا العراقيين من أداء السفارة لواجباتها واللغط المتداول بين أفراد الجالية العراقية في النرويج حول انغماس السفيرة العراقية في مسائل فساد مالي.

والمعروف عن السفير الساعدي أنه يمثل العراق دون الانحياز لحزب أو تيار سياسي أو مجموعة عرقية إضافة الى نظافة يده وحرصه على أداء واجبه، فقد تميزت فترة عمله في التزامه القيام بالأسبوع الثقافي العراقي سنوياً لمدة خمسة أعوام متتالية رغم عدم وجود الدعم المالي الكافي وعدم وجود ملحق ثقافي في السفارة. وتشهد الساحة ان الأسبوع الثقافي العراقي هو عمل ضخم وتقدم خلاله فعاليات فنية وثقافية عملاقة وفي أرفع مسارح وقاعات العاصمة بلغراد. وزاد تقديري للسفير عندما علمت من الموظفين والمستخدمين المحليين في السفارة بأن السفير يجنب من المبلغ المخصصة للنثرية السنوية ويجمع القرش على القرش كما يقال لتغطية نفقات الأسبوع الثقافي، وهذه ميزة نادراً ما نجدها في زمن تفشي الفساد في مفاصل الدولة العراقية.

ووفق منهجيتي في استعراضا لكتاب استعراضاً سريعاً سأقسّم محتوياته حسب الحقب الزمنية للذين حكموا العراق:

العهد الملكي: وثيقة واحدة، لوزير خارجية يوغسلافيا ميلان بارتوش حول قيام السفارة المصرية برعاية مصالح المملكة العراقية في يوغسلافيا.

عهد عبد الكريم قاسم: أربع عشرة وثيقة منها ست رسائل متبادلة بين الرئيس تيتو والزعيم عبد الكريم قاسم، والملفت للنظر، الرسالة الأولى وجهها تيتو الى نجيب الربيعي رئيس مجلس السيادة في 16/7/1958 للتهنئة بقيام ثورة تموز أي بعد يومين من قيامها ولكن الرسالة الجوابية كانت بتوقيع رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم. وآخر رسالة وجهها تيتو الى عبد الكريم قاسم في 16/1/1963 حول نتائج زيارة تيتو للاتحاد السوفيتي. ومعظم الوثائق الباقية تتناول تقارير السفير اليوغسلافي الذي يحلل فيه الوضع السياسي في العراق، فكتب عن محكمة الشعب التي يرأسها المهداوي وعن تمرد الشواف ودور الحزب الشيوعي على الساحة واعتقال عبد السلام عارف واحداث الموصل وكركوك. وكما ذكرنا سابقاً أن كل وثيقة من تلك تصلح أن تكزن مادة لبحث مستقل.

عهد عبد السلام عارف:كشف عشر وثائق منها ست رسائل متبادلة بين الرئيس عبد السلام عارف والرئيس تيتو ،وتقارير السفير اليوغسلافي في بغداد.

عهد عبد الرحمن عارف:تم نشر سبع وثائق أولها وثيقة تتضمن تقريراً مطولاً جداًفي 15/8/1967 حول زيارة الرئيس تيتو للعراق واجتماعه مع الجانب العراقي: عبد الرحمن عارف رئيس الجمهورية وطاهر يحيى رئيس الوزراء وإسماعيل خير الله وزير الخارجية وكالةً وأديب الجادر وزيرالاقتصاد وكاظم الخلف الوكيل الأقدم لوزير الخارجية وسامي الصقار سفير العراق في بلغراد.ونشر رسالتين متبادلة بين الرئيسين تيتو وعارف، ورسالة من مصطفى البارزاني الى الرئيس تيتو يلتمسه من أجل نصرة القضية الكردية، وثلاثة وثائق أخرى تتعلقبالدبلوماسيةالمتبادلة بين وزارتي الخارجية في كلا البلدين.

عهد أحمد حسن البكر:تم نشر 58 وثيقة مابين سرية وسرية للغاية، أولها كلمة الرئيس تيتو خلال تسلمه أوراق اعتماد السفير العراقي الجديد فيصل حبيب الخيزران،وهناك ست عشرة رسالة متبادلة بين الرئيسين تيتو والبكر، بالإضافة الى العديد من الوثائق التي تتضمن مقابلات الرئيس اليوغسلافي لمسؤولين عراقيين، كمحضر اجتماع الرئيس تيتو مع حردان عبد الغفار التكريتي نائب رئيس الجمهورية في لوساكا بتاريخ 7/9/1970. ومحضر مقابلة تيتو لوزير خارجية العراق مرتضى سعيد عبد الباقي في 11/11/1973، ومحضر محادثات رئيس الوزراء جمال بيديتش مع صدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في 11/6/1974، محضر محادثات جمال بيدتش مع  طارق عزيز العضو المرشح للقيادة القطرية لحزب البعث كمبعوث شخصي لرئيس الجمهورية 19/9/1974، ومحضر مباحثات بيديتش مع طارق عزيز وزير الاعلام في 2/6/1975، ووثيقة حول محادثات بيديتش مع عدنان الحمداني عضوالقيادة القطرية لحزب البعث في 20/8/1975، ووثيقة تتعلق بمحادثات وزير الخاردية اليوغسلافي ميلوشمينيتش في بغداد  مع سعدون حمادي وزير الخارجية  بتاريخ 24/4/1976، ومحضر اجتماع تيتو مع طه محي الدين معروف نائب رئيس الجمهورية في 15/8/1976، ومباحثات جمال بيدتش مع صدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة بتاريخ 12/12/1976، وثلاث مذكرات مطولة حول استقبال أحمد حسن البكر لنائب رئيس الوزراء اليوغسلافي بيروسلاف شيفر في 10/4/19777، ووثيقة سرية للغاية حول مباحثات رئيس الوزراء فيسيلينجورنوفيتش في بلغراد مع عدنان خير الله وزير الدفاع بتاريخ 20/9/1978، ووثيقة حول مباحثات تيتو في بريوني مع طه ياسين رمضان وزير العمل والقائد العام للجيش الشعبي بتاريخ 25/12/1978، ووثيقة تتعلق بالزيارة السرية ليوغسلافيا والتي قام بها سعدون شاكر رئيس جهاز المخابرات في 9/1/1979 ، ووثيقة تتضمن محضر مباحثات الرئيسين تيتو والبكر في بغداد 4/1/1979، ووثيقة عسكرية سرية للغاية رفعها  الى بلاده الملحق العسكري في السفارة اليوغسلافية،ووثيقة مباحثات تيتو مع صدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورةفي 5/2/1979.

عهد صدام حسين:تم نشر ثمان وثائق فقط، ونعتقد سبب نشر هذا العدد القليل من الوثائق لعهد صدام حسين هو أن التاريخ المسموح فيه لكشف الآرشيف اليوغسلافي ينتهي لغاية عام 1979،

الوثيقة الأولى عبارة عن تقرير للسفير اليوغسلافي في بلغراد معنون الى مكتب الرئيس تيتو للشؤون الخارجية يعلمهم بأنه بعد ساعات سيتم الإعلان عن استقالة أحمد حسن البكر وتسلم صدام حسين مقاليد الأمور في العراق، وتكشف الوثيقة بأن طه ياسين رمضان، قبل ساعات من اعلان النبأ قد أعلم أربعة سفراء بذلك وهم سفراء يوغسلافيا والاتحاد السوفيتي وكوبا وفرنسا.

وهناك برقية مطولة عبارة عن تهنئة تيتو للرئيس العراقي في استلامه الموقع الأول في الدولة بالإضافة الى رسالتين متبادلتين بين الرئيسين تتعلق بالإعداد لمؤتمر عدم الانحياز في كوبا،ووثيقة تتضمن محضر محادثات تيتو– صدام في هافانا بتاريخ 11/8/1979، وهناك وثيقتين تتعلق باستقبال الرئيس تيتو لوزير التجارة العراقي حسن علي في 14/11/1979، ووثيقة مماثلة تتضمن محضر اجتماع نفس الوزير مع رئيس الوزراء اليوغسلافي 1979.

وآخر وثيقة نشرت في هذا الكتاب هي رسالة صدام حسين لتيتو يعلمه بنتائج القمة العربية الذي عقد في تونس بتاريخ 20/11/1979.

الكتاب في غاية المتعة وهو يؤرخ للعلاقات العراقية اليوغسلافية وفي فترة زمنية حساسة من تاريخ الدولة العراقية الحديثة. وكما أشير في متن الكتاب في إحدى الوثائق بأن يوغسلافيا هي واحدة من أربع دول في العالم يعدها العراق من أصدقائه المتميزين. وتأتي أهمية الوثائق المنشورة بالنسبة للباحثين متناغمة مع مكانة يوغسلافياالمتميزة وذات الثقل والتأثير على المسرح الدولي بالإضافة الى مكانة وكارزمية الرئيس جوزيف بروز تيتو عالمياً.

وسنقوم بعون الله، مستقبلاً، بدراسة نقدية معمقة لمحتوى الوثائق المنشورةوتحليلها تحليلاً علمياً ووفق منهجية علمية للاستفادة من المعلومة السرية التي كشف الغطاء عنها واستثمارها استثماراً صائباً، وكما تعد هذه فرصة تسنح للباحثين تقييم صانع القرار السياسي الخارجي لتلك الحقبة من تاريخ العراق، فبعض الوثائق سرية وبعضها سرية للغاية، وهذا يعني اطلاع الجمهور والباحثين على ما كان يدلي فيه الحاكم خلف الأبواب الموصدة، أي كشف نوايا صانع القرار بعد أن مضى الوقت وتم رفع الحجاب عن سرية الوثائق.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.