اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• العراق كما نفهمه و نتمناه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن حاتم المذكور

مقالات اخرى للكاتب

العراق كما نفهمه و نتمناه

 

وجهات نظر و تمنيات حول خارطة طريق تأخذ بيد العراق نحو مستقبل أمن مستقر زاهر , و من النقطة التي عليها الوضع الراهن , ترسم طرق معبدة و نهايات جميلة , البعض يكتب من داخل المؤسسة الحكومية و البعض الأخر من خارجها و فريق ثالث أنهكته الشتائم و الانفعالات يرى العراق محنطاً لا حول له لا بعد أن يصبح (هو) مسؤولاً كبيراً .

الأمر ليس كذلك , فالعراق يتحرك و يعيد صياغة نفسه و تهذيب مسيرته , يحبو على سكة مستقبله , لكن و من أجل أن تكون النظرة أكثر موضوعية متمردة على تراكمات الماضي , يجب أن نضع الحالة في نصابها , حيث لا يمكن للرؤيا أن تكون واضحة , إلا إذا نظرنا العراق من داخله , هناك فقط يمكن أن نرى صراع الإرادات و ميل الاتجاهات و تراكم التجارب و تدخل الوعي في عملية الإصلاح و التغيير التي ستفرض شروطها لتحديد الطريق الأسلم للعراق .

لا أريد تجاوز حدود إمكانياتي المتواضعة , لكني أتكي على مقدار معايشتي للواقع و ما تراكم لدي من وجهات نظر مختلفة , أستطيع القول أن العراق الراهن يشكله أكثر من عراق و بوجوه متعددة و كل عراق فيه يلد عراق , أنه الواقع الذي يجب أن نقره أولاً ثم نفكر في إصلاحه و تغييره .

عراق المنطقة الخضراء مثلاً :- تعقيداته تعدد وجوهه تشابك ملفاته كثرة صراعاته من داخله , يعزله جدار من فوضى ألإبتزازات و المساومات و لعب التوافقات و التحاصصات , هذا العراق لا يشبه الذي خارجه و يختلف عنه و يتصادم معه و يحتال عليه .

عراق الشارع العراقي :- مزقه فوران الفتن الطائفية العرقية و فرقته الميليشيات متعددة الانتماءات و الوظائف , إلى جانب شحن الأحقاد و الكراهية بين المدن و المكونات , فعراق مجتمع الجنوب و الوسط لا يشبه مجتمع المناطق الشمالية الغربية و يختلف عنه , و كلاهما يختلفان مع مجتمع مدن الإقليم , و عراق الأقليات يعيش خوفاً مستديماً من عراق ألاغلبيات , و تذهب الانقسامات في الشارع العراقي إلى مديات أخرى , فالتمزق الحاصل بين جيلي القديم و الجديد يرافقه انشطارات مخيفة داخل الجيل الجديد , فهناك من يجذبهم النشاط الديني لأسباب و دوافع مختلفة , تقابلهم شرائح واسعة جذبتهم أفلام الرعب و إلاندماج مع الفنون الرخيصة و المسلسلات الهابطة و الإنفلاتات المنحطة في الشوارع و الأزقة , و هناك تجمعات شبابية لا يستهان بها تعايشت و اندمجت مع الفنون و ألاداب و النتاج المعرفي .

أرجو أن أكون غير دقيقاً في وجهة نظري تلك ,لكنه الواقع المحكومين به و الممكن تجاوزه أيضاً , هذا إذا ما تجمعت الإرادات الوطنية في تيار عراقي منسجم متآلف موحد صادق مع ذاته , تلك المهمة التي لم تنجح أطراف العملية السياسية في انجازها لحد ألان مع أنه هناك قوى خيرة من داخل مؤوسسات الدولة حريصة على أن يبقى العراق على سكة مستقبله , كذلك يمارس الشارع العراقي أدواره عبر مختلف الفعاليات الوطنية و الاجتماعية , أنه العراق الديمقراطي المتحرر يتشكل من داخله , ذاك الذي أصبح هدف و حاجة الملايين , و قد تستطيع قوى الظلام و الردة أن تعيق ولادته و نهوضه و تقدمه لكنها غير قادرة على اقتلاعه من سكته ولا حتى إيقافه أو حرف مسيرته .

بعد وجهه نظري المتواضعة تلك قد يسأل البعض .

من أين و كيف و متى سيبدأ العراق طريقه ...؟؟؟

لا شك أن طريق المستقبل العراقي سيبدأ من حيث المشروع الوطني المشترك , و رغم الانتكاسات و الهزائم و التراجعات , لم تنجح قوى الردة داخلية أو خارجية أن تجتث جذوره من العمق العراقي , أما كيف سيبدأ .؟؟ فتلك مسألة سيطول الجدل حولها , لكن يمكن تلخيصها ببعض النقاط .

1 . إلغاء مواد الفرقة و التشرذم و الإنهاك التي وردت في الدستور , ثم أعادة صياغتها وطنياً , و مع أنه توجد فيه بعض المواد التي أريد فيها أن تكون جسراً لعبور الأسوء , فالسلبي فيه قد أبتلع الإيجابي حتى افقده مضمونه و ضرورته , و على العراق هنا أن يغتسل تماماً من مواد التمزق و الفرقة في دستوره .

2 . تجنب أضعاف دور الدولة و مركزية القرار فيها من اجل أقلمة الوطن و الناس و محاصصته طائفياً و عرقياً , فتلك عاهة دستورية مررت بغفلة من الشعب و يجب إلغائها في يقظته , و هنا على الحكومة أن تساعد نفسها و شعبها و وطنها عبر إنقاذ العراق من مصائد دستوره .

3 . أعادة النظر في التجارب المشوهه لمفاهيم التوافقات و المحاصصات و المشاركات , فما يحصل الان تشويه طائفياً عرقياً عشائرياً للجوهر الوطني للمصالحة و المشاركة , فعلى الصعيد الشعبي لا توجد ثمة إشكاليه بين المواطنين على مختلف انتماءاتهم القومية و الطائفية و العقائدية و الفكرية , فالمشكلة تكمن في طبيعة الصراعات بين النخب السياسية و التي تشكل محرقة لمستقبل الملايين من بنات و أبناء المكونات العراقية .

4 . أن افتعال التخوف و إثارة الذعر إزاء الحد المقبول من مركزية الحكم , يخفي وراءه أهداف و نوايا أخرى أكثر خطراً من المركزية ذاتها , نلاحظ أول غيثها في الهوس المنفلت لإعلان الأقاليم على أسس طائفية عرقية تهدد كيان الدولة العراقية لهذا ينبغي معالجة الأمر بما يستحقه و ما تتطلبه وحدة الناس و الوطن , خاصة و أمامنا أمثلة مخيفة تشير إلى عدة مشاريع تهدف إلى تفتيت الدولة العراقية و إلغائها ككيان من الخارطة الدولية و استبدالها بكيانات هامشية , إن هروب بعض المتهمين بأعمال فساد أو جرائم إرهابية إلى إقليم كردستان و تمتعهم بالحماية و كأنهم اجتازوا الحدود الدولية للعراق أمر يشير إلى عدة أخطار تهدد كيان الدولة , هذا الأمر سيتكرر حتماً و بأبشع صوره إذا نجحت بعض المحافظات كصلاح الدين مثلاً و الانبار و الموصل و البصرة و غيرها في تشكيل أقاليمها , أنه أمر يستهدف صميم الدولة و تدمير شخصيتها المعنوية و هذا هو الهدف النهائي لمشروع أقلمة العراق.

5 . أن علاج الفوضى المتمردة يكمن في اللجوء إلى الديمقراطية في أعادة تشكيل الحكومة على أساس الأغلبية البرلمانية , ليتمكن رئيس الحكومة تشكيل طاقمه الوزاري من بين الذين يثق بهم و يتفق و ينسجم معهم ليجعل حكومته مؤهلة لتحمل مسؤوليتها تجاه الشعب و الوطن , بنفس الوقت تكون الحكومة مراقبة من قبل المعارضة داخل البرلمان هكذا حل سيمكن جميع الكتل و المكونات من المشاركة في الحكم و صنع القرار مع ضمان حق الأقليات في أن يكون لها تمثيلها الثابت دستورياً , أما الحديث و في مثل الحالة العراقية الراهنة ,عن تفرد في الحكم و انبعاث الدكتاتورية يشكل خرافة , خاصة إذا ما احترم و التزم الجميع النهج الديمقراطي السليم و اعتمدوا الشفافية إزاء حرية المواطن في اختيار من يمثله في الانتخابات .

6 . أن تفرض قوانين واضحة و تطبيقات صارمة ضد أي حزب أو طرف أو مكون يعتمد تظليل الناس أو يلعب دوراً في تدمير العقل العراقي عبر شعارات و سلوكيات تؤثر سلباً على الذات العراقية , و على الأطراف ان تراقب نفسها و بعضها عبر الشفافية مع ناخبيها في الأقل , و يبتعدوا عن افتعال التصعيد و الإثارة و التحايل على وعي الجماهير و القفز على معاناتهم , هنا يجب مراقبة جميع الفعاليات و الشعارات غير المنضبطة التي تصدر الفتن و الكراهية من داخل الشارع العراقي و التقليل من أضرارها .

7 . على الحكومة العراقية تحديداً أن تلتزم جانب الشفافية و المصارحة مع المواطن خاصة فيما يتعلق بملفي الفساد و الإرهاب , أنها على علم بتورط البعض من أطراف العملية السياسية بعلاقات مشبوهة مع قوى إقليمية و دولية ترعي الإرهاب و تصدره للعراق , إلى جانب التمدد المخيف لمافيات الفساد و التي أفسدت أغلب أن لم نقل جميع مؤوسسات الدولة .

أن التعتيم على أمور تتعلق بمصير البلد و مستقبل المواطن يشكل كارثة جدية تتحمل مسؤوليتها الحكومة مباشرة , فهوة انعدام الثقة بين المواطن و المسؤول اتسعت حد الطلاق و لم يعد ترقيعها ممكن أن لم تتخذ الحكومة خطوات ملموسة , فالمواطن لم يعد يصدق بما يصرح أو يوعد به المسؤول حتى و أن كان بعضه صدقاً كما يقول المثل " يفوتك من الكذاب صدق كثير " وجهه النظر تلك و رغم تواضعها تلخص ما يراه و يتمناه الكثير من العراقيين و من ضمنهم مسؤولين من داخل السلطة , لكن الأمر مجرد وجهات نظر و تمنيات و أحلام أن لم تتضافر الجهود مصارحة و مصالحة و مشاركة وطنية داخل إطارها الشعبي من اجل إنقاذ العراق من مأزقه الراهن و دفعه أمن مستقر مزدهر على سكة مشروعه الوطني .

 

27.12.2011

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.