كـتـاب ألموقع

بين السيء والأسوأ ...// حسن حاتم المذكور

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

بين السيء والأسوأ ...

حسن حاتم المذكور

 

ـ من ستنتخب ؟؟؟ .

ـ لا اعلم ... غير اني سأنتخب  ـ وانت ؟؟؟ ـ

ـ سأنتخب ايضاً ... مع اني لا اعلم من .

ـ حروف الكذب بلا نقاط .. يرطنون مفرداتها كما يشائون , يوهموننا على انهم صادقون, مثقفي المرحلة يعطوها صبغة ( غوبلسية ) ( 1) , حتى نصدق الكذب ثم نكذبه على انفسنا .

ـ لكننا سننتخب " ولو خليت قلبت "

ــــــــــ

عبثية بائسة , ان نختار من بين المجربين الأقل سوءً , بين الضار والذي اقل ضرراً , بين طائفي وآخر اقل طائفية , نتخبط خلف عمامة سوداء واخرى بيضاء تركهما التاريخ لعنة على الأمة , بين علماني نافق واخر لا يصلح للأستعمال ,هجين من الكيانات الرثة داخل طبقة سياسية بدائية لا تستحق الا المغادرة , فاقدين رشدنا بين ماض اسود وحاضر لا يقل سواداً , مرتبكين بين ردة الى الخلف او هروباً الى الأمام , وكأن الأمهات العراقيات قد جفت مراضعهن عاجزات عن تنشئة الخيرات والخيرين بديلاً , لم يستبقوا لنا الا ان نسلم حاضرنا ومصير الوطن للذين تغذوا من جاهز المصنع اقليمياً ودولياً  وخيارنا ان نعيد البعية لأسباب موتنا ونحن شعب الحياة .

ـ ان تموت الوطنية العراقية من داخل وعي وضمائر العراقيين؟؟ ـ لا ابداً ـ

ـ ان يستسلم العراق لقدره مع شلل الطائفيين والمتعنصرين , وهو الذي سحق الأقدار وتجاوز حثالات لم تتعض بمصير اسلافها , ان موسم حصاد الأكاذيب قد وصل نهايته ومافيات الفساد طارئة على موروثات القيم والكفاءات والنزاهة للمجتمع العراقي , الفتنة الطائفية قد احترقت اغلب اوراقها على ابواب نهاياتها  والعقل العراقي ابتدأ يستعيد عافيته والوعي ينشط حراكه من داخل شرايين الرأي العام الوطني , التغيير سيجتث مواقع تاريخ الشعوذات وعفن المشعوذين , انه حتمية المواجهات بين الصالح والطالح, بين جمالية الحياة وقبح الخراب الأهوج انه نهوض التراكم المعرفي من داخل العقل العراقي , انه التغيير الحداثي يتجاوز خراب الأمة ورموز فسادها .

غداً سينهض العراقيون من شمالهم الى جنوبهم مروراً بغربهم ووسطهم ليتجهوا نحو صناديق الأقتراع , يتأملوا ويفكروا ويعيدوا تقييم تجاربهم المريرة , يمتحنوا صبرهم ووعيهم , ثم يقرروا بكامل حريتهم وارادتهم الطريق الذي يأخذ بثقتهم واصواتهم الى حيث سلامة الوطن وتحرير حاضرهم وضمان مستقبل اجيالهم , انه القرار الذي لا يمكن الا ان يكون واعياً , فالجسد العراقي قد انهكه قراد حكومة الشراكة الوطنية !!! .

بربكم : وامامكم بهلوانيي سيرك العملية السياسية دون استثناء ...

ـ من اصدقهم ان لم يكن اكذبهم ... ؟؟؟ .

ـ من منهم اقل فساداً , ان لم يكن اكثرهم .. ؟؟؟ .

ـ  من منهم اقل طائفية  , ان لم يكن اكثرهم تطرفاً ... ؟؟؟ .

ـ من منهم اقل اثارة واستثماراً للفتنة , ان لم يكن اكثرهم ... ؟؟؟ .

ـ من منهم جدير بأعادة تأسيس الدولة , ان لم يكن سبباً لأكمال خرابها ..؟؟ .

ـ من منهم جدير بحماية الوطن , ان لم يكن سمساراً على سيادته ... ؟؟؟ .

عشرة اعوام عجاف , ضاع فيها الأمن والأستقرار , وارتفعت ضريبة الموت اليومي , الخراب النفسي والمعنوي نال من الذات العراقية وشوه الأعراف والتقاليد والقيم الحميدة للمجتمع العراقي , تجار الأحقاد والكراهية والخوف من الآخر , قطًعوا نسيج العلاقات العراقية العراقية , وزرعوا بذور الشك والريبة بين المكونات  .

نأتمن من , ومن يستحق ثقتنا واصواتنا من هؤلاء ... ؟؟؟ .

من منهم لم يرخصنا ويشبعنا بيعاً , من منهم لم يبلغ قمة المنقول وغير المقول على حساب فقر وتخلف وجهل واوبئة الملايين , من منهم لم يتاجر بأصواتنا ويقايضنا في اسواق ( هذا الصوب .. وذاك الصوب .. ) , من منهم لم يطعن جروحنا ويطرب على استغاثات اراملنا وايتامنا ويتلذذ بخوفنا , من منهم لم يفترس افراحنا ويفرض على واقعنا الداكن اصلاً , عتمة غيوم بكائية الوجع المجاني وسادية جلد الذات , في خرائبنا للألم يحرمون علينا البهجة ولحظة الأنشراح والطمأنينة , ويمارسوها شهوات جنونية خلف ابواب مغلقة على عجائب الملذات والمتع , ثم يتهمون نهاياتنا البائسة " بفوز عظيم "... ؟؟؟ .

اخر النداءات والأستغاثات والرجاءات الى اهلنا , احرقوا البساط من تحت اليًة رموز مرحلة عار الخطيئة الكبرى التي تجاوز عمرها العشرة اعوام ... انقذوا المتبقي من حاضركم , حاولوا ان تقنعوا انفسكم , بأنكم كشعوب العالم , لكم وطن يجب حمايته , وان كان مسروقاً يجب استعادته بكامل جغرافيته وسيادته وثرواته وامن اهله , ولا مكان فيه لغربان فطائس الفساد , انه قراركم مثلما هو وطنكم .

( 1 ) غوبلز : مسؤول الثقافة والأعلام الهتلري صاحب مقولة " اكذب ثم اكذب ثم اكذب .. حتى يصدقك الناس ثم يعيدوا الكذب على انفسهم .

ـ

تنبيه : هناك رائحة فساد وتزوير وتجاوز على حقوق العاملين العراقيين في المفوضية .. سنشير اليها في مقالة او اكثر في الأيام القليلة القادمة .

 

15 / 04 / 2014