اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الفتاوى الدينية تزيد من الشحن الطائفي .. نعم للوقوف الشعبي مع الجيش// ناظم ختاري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب 

الفتاوى الدينية تزيد من الشحن الطائفي..

نعم للوقوف الشعبي مع الجيش

ناظم ختاري

 

بعدما أحتلت قوى بعثداعش الإرهابية عددا من مدن العراق مثل الموصل وتكريت وتشديد قبضتها على الفلوجة وعددا من المدن والقصبات الأخرى والانهيار الذي أصاب قوات الجيش العراقي هناك وترك مواقعها ، سارعت المرجعية الدينية الشيعية إلى إصدارها فتاوي داعية  للنفير العام والتطوع من أجل قتال تلك القوات ومنع تقدمها وتحرير المدن المحتلة منها ، فلبت أعداد كبيرة من الشيعة دعوة المرجعية وفتاويها ، حتى بلغ عددهم مئات الآلاف من المقاتلين المفترضين .

 

و في نفس الوقت راح رجالات السلطة والحكم الطائفي يلتقون هذه الحشود البشرية ويلقون بالمزيد من أسباب الشحن الطائفي في المتطوعين ، واصدر المالكي بشأن ذلك أوامره من أجل تنظيم هذه العملية من خلال فتح مكاتب سميت بمكاتب الحشد الجماهيري ، دون مراجعة سياساتهم التي كانت سبب هذه الأحداث والتي ستكون مع اصرارهم على نفس النهج سببا لضياع العراق .

 

يظهر للعيان بوضوح إن الصراع الدائر في العراق هو صراع طائفي بامتياز وإن الدفع بهذا الاتجاه من طرفيه على قدم وساق ويتجلى ذلك من خلال .

 

1- إصدار الفتاوى الدينية من جانب واحد أي من جانب المرجعية الشيعية دون أن تحاول دعوة نظيراتها من المرجعيات السنية من أجل تهدئة الأمور والتخفيف من هذا الشحن الطائفي وتهدئة الأوضاع في ظل هذه الأوضاع العصيبة التي يتعرض لها العراق ، والتي من شأنها أن تجابه بفتاوي شبيهة في الطرف الآخر أي الطرف السني خوفا من الثأر على ما فعلته قوى بعثداعش .. فهذا ما تتمناه هذه القوى الإرهابية التي خطفت واحتلت المدن وهي تهدد كل العراق .

 

2- لم يلبي هذه الفتاوى غير أبناء الطائفة الشيعية ، هذا من جانب ومن الجانب الآخر يلاحظ المرء وكأن هؤلاء المتطوعون ذاهبون إلى حرب ضد السنة والكورد وليس لمقاتلة إرهاب بعثداعش ، فهناك أكثر من فيديو مليء بالسب والقذف ضد رموز السنة أو الأكراد و تصريحات المسؤولين ملئت الدنيا ضجيجا تدعو إلى الكراهية الطائفية والقومية  تتهم هذا الطرف وذاك .. والأهازيج الطائفية الصارخة التي ترتفع من قبل الطبالين في مراكز التطوع وغير ذلك من تأجيج مشاعر الطائفية ضد أخوتهم في الوطن بدلا من تأجيجها ضد داعش  ، وإلى جانب هذا هناك غياب متعمد للروح الوطنية في توعية المقاتلين وشحذ هممهم وتحشيدهم لهذه المعركة المصيرية .

 

3- كل المتطوعين أثناء لقاءاتهم مع الفضائيات يؤكدون بأنهم ذاهبون إلى القتال تلبية لفتوى المرجعية ومن أجل حماية مقدساتنا ، إذن من يلبي نداء الوطن الذي يتمزق ..!!

 

 4- من المعروف هناك عدد كبير من الميليشيات الشيعية الطائفية في العراق وغالبيتها خرجت إلى الشارع بعد صدور هذه الفتاوي " بل  كان يمكن لها أن تستعرض وتعربد حتى دونها " لأن قادتها يجدون في الظروف الحالية فرصتهم الذهبية لممارسة المزيد من القتل وتدمير البنية التحية للبلاد والحصول على السلطات والمال ، بعد أن جرى تعطيل بعض جوانب أدوارها وممارساتها لفترة من الزمن .. ولكن السؤال هنا من سيعيد هذه المرة عناصر هذه الميليشيات إلى بيوتهم ثانية بعدما تهدأ الأمور ، إن كانوا أصلا يريدون أن يستقر العراق ...؟

 

5- أغلب المتطوعين سيدخلون المعارك دون تدريب كافي .. دون أن يكتسبوا خبرة عسكرية أو فنون القتال مع أعتى وأشرس قوى إرهابية ، فلذلك ستكون أرواح أعداد كبيرة من الشبيبة المتطوعة ضحية لتلك النزعة الطائفية ، ودمائهم ستكون سببا إضافيا لاستمرار نار العداء الطائفي لمديات زمنية طويلة غير محددة ، حتى بعد أن تقف هذه الحرب التي على ما يبدو ستمتد وتتمدد .

 

فالطائفيون ذاهبون إلى حربهم الطائفية الشاملة ، بينما هناك معركة مصيرية أوراها مشتعلة بين قواتنا المسلحة والشعب من جهة والإرهاب من جهة أخرى ..الطائفيون ذاهبون إلى معركة أخرى ، أطرافها تتقاتل دفاعا عن مصالحها وغنائمها الشخصية والحزبية والطائفية الضيقة ، ساعية في نفس الوقت إلى إفراغ معركة الشعب من محتواها الوطني ... معركة الطائفيين هي ليست معركة الشعب ضد الإرهاب والدفاع عن الوطن بعيدا عن العناوين الفرعية  ، ولا هي معركة مشتركة مع القوى الوطنية - الديمقراطية من أجل نظام حكم ديمقراطي ، فمعركتهم هي من أجل كرسي الحكم والمال والنفوذ .

 

 ولذلك فانا من وجهة نظري إن الأوضاع الحالية في بلادنا بحاجة إلى بعض الإجراءات السريعة بعكس ما يذهب إليه الطائفيون ، ومن بين أهمها .  

 

أولا – ولأن الموقف العسكري لقواتنا يعاني من صعوبات كبيرة لأسباب ما حصل في الموصل وتكريت  بشكل دراماتيكي ، و تقدم قوى الإرهاب المتوحشة ، التي تشكل تهديدا جديا على بغداد والمدن الأخرى ومستقبل بلادنا ، لابد من تحقيق الاستعدادات العسكرية اللازمة لاستعادة زمام المبادرة وللوقوف بوجه زحفها وملاحقتها لتحرير المدن المحتلة وجعل الهزيمة من نصيبها ، فليس هناك أولى من إعادة التنظيم وهيكلة قيادات الجيش على أساس الكفاءة والإخلاص والوطنية وخصوصا إن تعداد قواتنا العسكرية والأمنية ليست قليلة فإنها تتعدى المليون مقاتل .

 

ثانيا - وبموازاة هذه المسألة فإن دعوة وطنية خالصة إلى التعبئة الشعبية الشاملة  للوقوف إلى جنب هذه القوات ومساندتها في المجالات اللوجستية وحماية المدن الآمنة وإدارتها وما إلى ذلك ، يعد أمرا دقيقا وهاما وصحيحا في ظروف البلاد الحالية الحرجة .

 

ثالثا – لا يمكن أن تكون الإجراءات العسكرية فعالة وقادرة على تحقيق إنجازات مهمة دون اتخاذ إجراءات سياسية شجاعة واعلان التخلي عن المحاصصة الطائفية وتشكيل حكومة انقاذ وطني ، بعيدا عن استئثار قوى الإسلام السياسي التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليها عبر سياساتها الرعناء ومنهج المحاصصة الطائفي ، فهل حكومة  المالكي المنتهية ولايتها ومجلس النواب الجديد المصادق عليه من قبل المحكمة الاتحادية حريصان على مصلحة العراق ونقل السلطة إلى مثل هكذا حكومة لفترة انتقالية كي تقود جهود شعبنا إلى الأمان والاستقرار ..؟

 

 اعتقد من هنا وبها ستنطلق المعركة الحقيقية لوقف زحف قوى الإرهاب ودحرها ومن هنا ينبغي أن تنطلق عملية سياسية جديدة تعيد العراق وتضعه على السكة الصحيحة استنادا على خارطة طريق تحقق  التغيير اللازم الذي عجزت عن تحقيقه  صناديق الاقتراع ، ولكن المخاطر التي ترتبت على نتائجها لابد أن تكون محطة انطلاق لهذا التغيير والذي ينبغي أن يحقق ما يلي .

 

أولا – وقف العمل بالدستور الحالي وكتابة دستور جديد ينسجم و مهام المرحلة الجديدة ، يراعى فيه تنوع المجتمع العراقي واعتباره مصدر ثراء وليس مصدر صراع ، وعليه فبدلا عن الصيغة الحالية للدولة العراقية المركزية ، لابد من اللجوء إلى بناء شكل آخر لهذه الدولة ينهي الخلل في صناعة القرار وتوزيع الثروات ، تشعر فيه مكونات الشعب العراقي المتعددة بالأمان ، وبأن هذه الدولة الجديدة هي دولتها ، تلك الدولة القائمة على أساس نظام حكم مدني ، يعالج مشاكل البلاد وفقا للدستور ، ويضع حدأ نهائيا للكراهية وممارسة العنف والتمييز وما إلى ذلك .   

 

ثانيا - فصل الدين عن الدولة ، فالدين حرية شخصية ، لذا فإنها لمن يريد ممارستها ، أما الوطن فهو للجميع ، وليس لأحد أن يأخذ أكثر مما له .

 

 

وأخيرا فأنا أرى أن العراق بانتظاره خيارين لا ثالث لهما ..  الأول ، أما أن نقسم الأرض وما عليها وما في باطنها من ثروات بين مكوناته وفقا لدستور مدني .. ووفقا لمبدأ العدالة والمساوات .. ووفق إرادة عقلانية مشتركة لهذه المكونات ، وبخلافه فإن الخيار الثاني ، خيار الاقتتال سيفرض نفسه بقوة وعندها فإن الأبواب ستكون مفتوحة على مصراعيها لمزيد من العنف الطائفي والقومي المدعوم و المفتوح ، حتى يجري تقسيمه إلى دويلات متطاحنة ضعيفة تابعة وتكون هدفا دائما لأطماع الآخرين .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.