اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• طفح الكيل .. ألا ينتفضون .!؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

ناظم ختاري

 

 طفح الكيل .. ألا ينتفضون .!؟

 

بدءا أستميح الرفيق رضا الظاهر عذرا لأنني استحوذت على عنوان مقالته المنشورة قبل أكثر من أسبوعين في العديد من المواقع الالكترونية مع تغيير في مقطعه الثاني فكانت مقالته الموسومة "طفح الكيل ..ألا يستحون " ، في الواقع لست بصدد مناقشة رأي الكاتب ، ولكنني أرى ضرورة التأكيد بأن هؤلاء الذين يتنافسون على كراسي السلطة والمال والنفوذ والامتيازات ما كانوا يستحون من أي وسيلة يتبعونها للوصول إليها ولا من كيفية ممارستها ولا من كذبهم ونفاقهم ولا من الالتفاف على وعودهم ولا من قمع يمارسوه بحق الجماهير وقوى المعارضة ولا من التخلف الذي يبثوه في أوساط الناس الكادحين ولا من الفساد الإداري والسياسي والمالي ولا من حرمان الناس من حقوقهم ومن الخدمات العامة ولا من عدم قدرتهم على توفير الأمن والاستقرار ولا من فرطهم للسيادة الوطنية ولا من غيرها من الكوارث التي تحيق بالوطن جراء سياساتهم ، لا في السابق والذين كنستهم جرافات قوى الشعب عبر ثورة جماهيرية عارمة كالنظام الملكي أو جرافات القوى الأجنبية كما حصل للطاغية صدام عندما دخلت عليه القوات الأمريكية والبريطانية و الشعب العراقي لم يتقدم ولو خطوة واحدة للدفاع عنه ، ولا هؤلاء القادة الحاليين الذين سوف لا يجدون من يبكي عليهم أو يحن إليهم ويدافع عنهم إن سحقتهم بساطيل جنود القوى الأجنبية المحتلة قبل مغادرتهم أرض بلادنا أو قذفت بهم قوى الشعب في هبة مصيرية إلى مزبلة التاريخ .

 

وكما قلت فإنني لست بصدد هذا أو ذاك مما جاء في مقالة الرفيق الظاهر إذ قال كثيرا مما يراد قوله وأتفق معه أيضا في الكثير مما قال ، ولكن السؤال ههنا يقول ، كيف ندعوهم إلى الحياء وهم لا يستحون أصلا ويعملون كل ما  ذكرت عن دراية تامة وعن سبق إصرار تمسكا بمصالحهم الخاصة ..!؟

 

أليس من الضروري البحث عن كلام آخر معهم  ووسيلة تعامل أخرى تتلاءم مع حجم ما يرتكبوه من فضائح وحماقات وجرائم  بحق شعبنا من خلال تشديد قبضتهم على الحكم والاستعصاء في كل شيء وليس فقط  تشكيل الحكومة .!؟

 

وهذا الذي ينبغي مناقشته ونحن نشاهد ما يجري على أرض الواقع وما تمارسه القوى المتنفذة من صراع غير شريف على السلطة وتعنت وتمسك بمصالح ضيقة تصطدم في كل لحظة مع مصالح الشعب العراقي وأوصلت البلاد إلى دروب مظلمة ، حتى أصبحت القوى التي يقع على عاتقها مسئولية إيقاف انحدار البلاد نحو مصير مجهول ومخيف عبر النهوض واستنهاض من له مصلحة حقيقية من قوى وشخصيات وطنية في بلادنا وتعبئة الجماهير في هذا الاتجاه ، لا تجد الطريق إلى ذلك وكيفية سلوكه ، وهي لما تزل تراهن على "وطنية "هذا الطرف أو ذاك من بين القوى المتنفذة في الوقت الذي تفتقد إليها تماما ، على أمل تعديل مسار العملية السياسية أو تشكيل حكومة "وحدة وطنية"  .

 

في الوقت الذي لا توجد فيه أية بوادر لدى أي من هذه الأطراف من بين هذه القوى بأنها ستذعن إلى أصوات ناخبيها وتعمل على تحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية لهم أو تمتثل إلى الدستور وتسلم السلطة إلى غيرها بشكل سلمي و تشكل مثل هذه الحكومة كي تقدم خدماتها إلى الشعب .

 

ومن هنا يحق لنا أن نسأل أنفسنا ألم يحن الوقت أن ندرك حقيقة إن هذه القوى التي تسلطت على رقاب شعبنا منذ سقوط النظام البائد هي ليست مؤهلة لمثل هذه المهام الوطنية ، بل أكثر من هذا فهي  قوى غاشمة وليست أقل جبروتا من دكتاتورية صدام نفسه ولكن على شاكلة دكتاتوريات متعددة قائمة في مناطق نفوذها المختلفة ، وهي لا تتخلى عن دكتاتوريتها ولا عن سلطتها وهيمنتها ولا عن مصادر أموالها ، إلا عندما تتلقى الطرق بقوة على رؤوسها  .!

 

وهنا فإنني أرى بأننا أمام مهمة توجيه الجماهير إلى رفض هذه القوى وممارساتها وسلطاتها التي تقود بلادنا إلى المجهول ، وتوجيه أنظار هذه الجماهير نحو انتفاضة شعبية تسعى إلى تغيير الواقع الحالي  حتى وإن لم يتحقق ذلك على المدى القريب ، ولكننا كي نكون بحق عامل تغير لمسار العملية السياسية ووضعها على السكة الصحيحة  وإيقاف اللعبة القذرة للقوى المتنفذة وإنهاء الأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد ووضع حد لهذه الأوضاع المزرية التي يعيشها الشعب العراقي فإن أمر الإعداد لمثل هذه الانتفاضة يعد من بين مهام و مستلزمات نضالنا الوطني .

 

و في الواقع  هذه هي مهمة كل القوى والشخصيات الديمقراطية والوطنية وكل من له مصلحة حقيقية في بناء دولة المؤسسات الدستورية وتعزيز دعائم الديمقراطية في بلادنا كونها الوحيدة التي تمثل الشارع العراقي بشكل حقيقي وعليها أن تعبر عن مصالحه ، لذا فإنه يتحتم عليها خوض نضال حقيقي واضح المعالم ، لا يقبل التهاون على مصالح الشعب والوطن وإعلان المعارضة الواضحة لنهج القوى المتنفذة الطائفي والأثني القائم على أساس المحاصصة المقيتة ، وضرورة طرح نفسها بديلا قادما من خلال قيادة نضالات الجماهير العراقية وصولا إلى انتفاضة شعبية حاسمة ، لأنه في الوقع هذه القوى تحولت إلى عامل تهديد للعملية السياسية وأصبحت خطر مباشرا للمؤسسات الديمقراطية ، فهذه القوى بصراعاتها وتنافسها على توزيع السلطات فيما بينها توفر أكبر الفرص للإرهاب والتدخل الخارجي وغير ذلك ، وهي قوى غير مؤهلة من كل الجوانب ينتهي ولاءها الوطني في ظل التسابق على كراسي السلطة والمال والنفوذ  والإمتيازات ، والتي وصلت إلى الحكم على أثر ظروف معقدة مرت وتمر بها بلادنا .

 

وهنا يقع على عاتق القوى الديمقراطية والوطنية أن تدرك أيضا إن هذه المهمة تتطلب من بين ما تتطلبه اصطفافها على أساس برنامج وطني ديمقراطي يشكل نقطة التقاء وانطلاق في هذا الاتجاه و يقع على عاتق كل أطراف هذه القوى البحث فيه بشكل مشترك لإيجاد ما يتلاءم ومستلزمات نضالها الوطني على المستوى العملي ، وخصوصا هناك مشتركات غير قليلة على مستويات التوجه والأهداف في الجانب النظري أي إن الآمر يتطلب من هذه القوى البحث بشكل جماعي لإيجاد شكل تنظيمي ملائم للعمل المشترك ولتعزيز التنسيق بين أطرافه المختلفة  .

 

وثمة حاجة إلى القول بأنه لابد للكثير من بين هذه القوى الديمقراطية التخلي عن الركض وراء القوى الطائفية والاسترزاق منها كما حصل لها عند دخولها في قوائم انتخابية طائفية بهدف الحصول على مواقع لها في الدولة ، وعلى غيرها التخلي عن بيانات الشتم والقذف بحق أطراف مؤثرة من بين هذه القوى ، فأمامنا ملايين المحرومين والجياع والساخطين وهؤلاء هم أهدافنا ووسيلتنا في تحقيق ما نصبو إليه من أمن واستقرار ورفاهية وازدهار لشعبنا وبلدنا ، فالنزول المشترك إلى الشارع والانخراط في صفوف الجماهير  لتعبئتها هي مهمتنا الأساسية .

 

 ولا أعتقد من الصحيح التعويل على عامل الانتخابات لوحده بالشكل الحالي لتحقيق التغير المنشود ، إذ إنها أي الانتخابات في العراق تعاني ألف علة وعلة في ظل هيمنة القوى الطائفية اعتبارا من تزييف الوعي الاجتماعي ومرورا بعاملا الترهيب والترغيب وصولا إلى التدخل الخارجي والمال السياسي القادم من خارج الحدود ، ولا يمكن للقوى الديمقراطية أن تحقق نجاحات تذكر دون أن تخوض نضالا جماهيريا واسعا وتعزز تحركها وتحرض مختلف شرائح المجتمع  لأجل الدفاع عن مصالحها ، ولا أعتقد بأن اللجوء إلى أساليب نضالية كهذه هو التفاف على العملية السياسية أوالتوجه الديمقراطي ، بل يمكن تصوره على أنه رغبة حقيقية لتثبيت هذا التوجه والحفاظ على ديمومته ، وهناك العديد من الأمثلة نفذت فيها جماهير الشعب انتفاضات و ثورات بيضاء حافظت بواسطتها على ديمقراطيات بلدانها .

 

 وهنا لابد من الإشارة بأن القوى المتنفذة  والمهيمنة على المشهد السياسي قد هيأت أفضل الشروط  لقيام مثل هذه الانتفاضة الشعبية .

 

 فقد وصل عدد الفقراء والجائعين إلى 30 % وهذا يعد رقما مخيفا في بلاد تقع على بحر من النفط  وغيره من الثروات الطبيعية ، وهؤلاء عادة هم من يفجرون الانتفاضات وهم كذلك وقودها .

 

وهناك تراجع حاد في مستوى الخدمات كالكهرباء والماء والعلاج والتعليم وطرق المواصلات والسكن إذ وصلت إلى أوضاع مزرية ، وأزمة الكهرباء في ظل قيظ الصيف العراقي أشعلت نيران هذه الانتفاضة في العديد من المدن  والتي لازالت شرارتها تتوهج ، والحكومة بسياساتها العرجاء في هذا المجال غير قادرة على إطفاءها رغم خفوتها المؤقت وعند اشتداد اشتعالها مرة أخرى وبقيادة مجربة فإن انخراط المحرومين من فيها لا يفقدهم غير حرمانهم الأزلي .

 

انهيار الوضع الأمني إلى حد كبير، إذ لا يمر يوما و إلا تحدث جرائم بشعة في مختلف مدن العراق ترتكبها قوى الإرهاب والميليشيات المسلحة التابعة لهذه القوى ، ومن المؤكد بأن الجماهير المكتوية بنارها سترفع صوتها في وجه من لا يستطيع توفير الأمن والأمان أو تغطي على الإرهاب ، إذ لابد أن يكون غضبها قادما لا محال  وخصوصا عندما تجد في طليعتها قوى تقودها وترفض التلاعب بمصائر الوطن .

 

 

السياسات الطائفية والعرقية وغيرها من المتضيقات ألحقت ضررا فادحا بالمواطنة العراقية ، ويقينا أن المواطن العراقي  الذي خبر السياسات الطائفية سيثأر لذلك .

 

تعمل مختلف هذه القوى وأمام أنظار الجماهير على سرقة المزيد من الثروات العراقية وانتزاع لقمة الكادحين ، وهذا الأمر أيضا لا يمكن السكوت عنه طويلا في ظل تواصل مسلسل الجوع والحرمان .

 

وفي ظل حكم هذه القوى عمت البطالة في صفوف الشبيبة في مختلف مناطق العراق وقد تصل نسبتها إلى 50 % ، ولا يمكن لها أن تنتظر إلى ما لانهاية لأنها بصدد فرصة عمل من أجل تحقيق حلمها لتكوين حياة عائلية مرفهة ومستقبل آمن ومستقر ومزدهر .  

 

هذه القوى جعلت من الحياة العامة جحيما لا يطاق ، إذ شردت الملايين من مناطق سكنها إلى  مختلف مدن العراق أو خارجه جراء ما ترتكبها المليشيات التابعة لها من جرائم قتل وتهجير وغيرها والتي عادت تنشط مجددا وتنفذ برنامجا واسعا للقتل العام .

 

كل الأقليات العراقية تتعرض إلى حملات  قتل أو تهجير منظمة ، إذ لا يمكن لها إلا أن تقف إلى جانب قوى الشعب الحقيقية .

 

لم تبقى دولة من الدول المجاورة والإقليمية والعربية إلى جانب أمريكا وبريطانيا إلا وانتهكت سيادة البلاد ، وشعبنا العراقي لا يمكن له أن يسكت عن ذلك عندما تقوده قوى مجربة .

 

ولما كانت القوى الفائزة في انتخابات السابع من آذار غير قادرة على  تشكيل الحكومة  وتجاوزت المدة الدستورية دون تحقيق سبب إجراء الانتخابات من أجله أي تشكيل الحكومة  لكي تقرر وتعمل ما لها وما عليها من مهام لخدمة الشعب ، وتمسك رئيس الحكومة السابقة على البقاء على رأس السلطة  التنفيذية وإصرار من لم يفز بالأغلبية التي تؤهله لتشكيل الحكومة بأن ذلك من حقه الانتخابي ، إنما هو توجه صارخ نحو تنفيذ المصالح الشخصية والحزبية أو الطائفية وبالتالي تحقيق الدكتاتورية المطلقة على العراق حتى وإن كان ذلك دون صدام حسين .

 

وأخيرا يقضي أكثر من ثلث أعضاء مجلس النواب أجازات ترف وسياحة واستجمام في الخارج على رمال شواطئ البحار ومنتجعاتها والفنادق الفاخرة وملاعب القمار تاركين العراقيين في محنتهم الساخنة ، فهل سيسكتون إزاء هذا .؟

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.