اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مائة عام على مذبحة فيشخابور – الزهرة العراقية الجريحة// د. أمير يوسف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

مائة عام على مذبحة فيشخابور – الزهرة العراقية الجريحة

د. أمير يوسف

15 تموز/2015

 

في 15 تموز عام 1915 وبدم بارد قتل "الميرانيون" العشرات من أهالي فيشخابور الأبرياء. تبّت أيديهم وشُلّت، ولا حبذا ما صنعوا. هذا الخبر لم يهزالمنطقة  والعالم، لكنه هزّ ما هو أقوى من كل العالم .. هزّ ضمائر أبناء جميع القرى المسيحية القريبة من فيشخابور والمحيطة بها والبعيدة عنها.

 

صدّقوا "الميرانيين"!

صدّقوهم! يا للهول!

وعبروا دجلة هرباً من العثمانيين

اهتزت أجسادهم ألماً

اختلطت الألوان واصطبغت مياه دجلة بدمائهم

وتوقّفت عجلة الزمان

وارتعش قلب المكان

تبعثرت حروف فيشخابور

واخضلّت عيون بناتها

وتكسرت أشجار المشمش خلف أسيجة بساتينها،

واختل توازن النجوم في درب التبانة

والشهداء ما هم إلا كلمات صارخة أرجعتنا ولا تزال ترجعنا الى معانيها.

 

أريد أن أسمع ذاتي

أريد أن أقول لشهدائي: مائة عام وأنتم أحياء في كياني وضميري ووجداني

أريد أن أغوص في عيون فيشخابور،

حيث حرارة النفس لا تتأثر بدرجة حرارة البيئة المحيطة

أريد أن أشهد أني ولدت من نفسي الأكديّة البعيدة- الحاضرة

لكي أورث ما يمكن أن يفتخر به الأحفاد

 

كانت جدّتي ضعيفة البصر قويّة البصيرة

وكانت قد عرفت رزايا "الفرمان" وعاشتها

وكانت، بالفطرة، تعرف العلاقة الأبديّة بين الزمان والمكان،

وقالت ذات مرة: "لا خير في امرئ لا يريد أن يعرف أمسه ويعيش حاضره ويحب ضبابية غده".

 

آه من الأسى!

لو لم تكن جدّتي في فيشخابور

لاستطعت أن أستسهل أمر هدم السياجات

واكتفيت بما حصل من الألم منذ مائة عام

 

يا جدّتي!

لا تعيدي صورة الماضي

ولا تجعليني غريباً واقفاً أمام دجلة وهو يجري

فأنا أريد أن أحيا بين بساتين فيشخابور القديمة

وأريد أن أشمّ رائحة "خوبّارتا"

وأشم هواء بيوتها القديمة

وأن أتذكر كلّ ما لا يمكنني أن أتذكره

أريد أن أسجد أمام جميع شهدائها

 

 مليون شمعة يشعلها أبناء فيشخابور للشهداء البررة!

المجد والخلود لجميع شهداء فيشخابور الذين رفعوا لواء السلام والمحبة والإيمان والبراءة والنفس الطاهرة والقلب النقي على أرضها وعلى مياه دجلة الخالد.

 

"الميرانيّون": أبناء إحدى العشائر الكردية.

"الفرمان": قرار أو حكم صادر من السلطان العثماني.

"خوبّارتا": مساحة غير كبيرة من الأرض مجاورة للبيادر، كانت تقع في الجانب الأيسر من فيشخابور.

 

د. أمير يوسف

15 تموز 2015

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.