اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

علي الحسيني أديباً وباحثاُ// نبيل عبد الأمير الربيعي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل عبد الأمير الربيعي

 

عرض صفحة الكاتب 

علي الحسيني أديباً وباحثاُ

نبيل عبد الأمير الربيعي

 

    صدرت الكتاب, في طبعتة الأولى عام 2021م عن دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة, وبـواقع (263) صفحة من القطع المتوسط ضمن إصدارات مهرجان تمصير الحلة السابع، تحت تسلسل (20). الكتاب تقديم الشاعر حميد سعيد، وجمع واعداد ولده البكر الدكتور نصير الحسيني، وتضمن الكتاب على مقدمة وتقرير حول تمثيل الشاعر الراحل علي الحسيني (1938-1991م) رحمه الله في المؤتمر الثاني لاتحاد أدباء الحلة في المؤتمر الثاني لأتحاد الأدباء العراقيين عام 1959م، حيث أسس الراحل مع زملائه هذا الاتحاد بنفس العام وهم كلٍ من: علي الحسيني (رئيساً لفرع اتحاد أدباء الحلة)، الشيخ يوسف كركوش، جليل كمال الدين، مهدي العبيدي، رياض العبيدي، خالد الدليمي، حمزة صالح، حمزة الباقري، بدر كاظم الحبيب، حسن عوينة.

    كما تضمن الكتاب ثمان فصول وهي عبارة عن مقالات نشرها الراحل للفترة من عام 1965م ولغاية عام 1989م. والشاعر والأديب والناقد الحسيني له نتاجات أدبية وشعرية ونقدية كثيرة موزعة على صحف ومجلات عراقية وعربية، أما اصداراته الأدبية فقد تجاوزت (15) كتاباً منها: أعراس تموز (ديوان شعر)، الميلاد (ديوان شعر)، سفر عبد الرحمن الداخل، آمنت بالعراق (ديوان شعر)، لؤلؤ الجنوب (ديوان شعر) دفاتر المحبة (ديوان شعر)، مصادر الأصفهاني (دراسة)، امهات اللغة العربية (دراسة)، أغنية حب سومرية (ديوان شعر)، حيدر الحلي.. سيرته وشعره (دراسة)، الملك البديل (مسرحية)، سنبلة الحنطة العجيبة (قصص للأطفال)، في الأدب المنسي، رحلة الإنسان مع الأبراج، وقد تمت دراسة منجزه الأدبي وحياته في رسالة ماجستير للأستاذ صفاء الحفيظ في كلية التربية في جامعة بابل عام 1999م.

    ويشيد الشاعر حميد سعيد في نص تقديم الكتاب ص9 وما بعدها من الكتاب قائلاً: "ترك في توجهاتي الشعرية أثراً غامضاً، فهو الشاعر الوحيد من الشعراء الذين كانوا يكتبون القصيدة الجديدة، الذي كنت ألتقيه بشخصه، أتحادث معه ويستأثر باهتمامي... أما القصيدة التي قادتني إلى الاقتراب من علي الحسيني شعرياً، فهي قصيدة (أعراس تموز) التي نشرتها مجلة الآداب البيروتية... لقد أفصحت هذه القصيدة عن شاعر مثقف، وعلى وعي بالتراث الرافديني القديم، عرف كيف يستلهمه مبكراً، في نص شعري معاصر... علي الحسيني في مجال البحث، يفصح عن رصانة فكرية وقدرات في الحوار والتدقيق". ولا ننسى أن الدكتور نصير الحسيني فضلاً عن اصدار هذا الكتاب لنتاجات والده الأدبية بعد رحيله، قد أصدر له أثني عشر كتاباً، فضلاً عن اصدار رواية تحكي عن حياة والده واستشهاده في موقف وطني مجيد تحت عنوان (الشاعر المفقود) الصادرة عن دار الفرات في بابل عام 2021م.

    احتوى الفصل الأول من الكتاب على بحث تحت عنوان (التعليم في وادي الرافدين في العصور القديمة) وهو عبارة عن دراسة عن تاريخ التعليم في وادي الرافدين نشرت في مجلة الأقلام العراقية في العدد 9 الصادرة بتاريخ 1 سبتمبر 1965، اعتمد فيها الراحل على ثمان مصادر مهمة توثق تاريخ التعليم في حضارة وادي الرافدين، بعضها عربية وأخرى مترجمة. وكان الفصل الثاني يخص حمَاد الراوية الذي قدم هذا العربي خدمات جلّى في روايته للمعلقات السبع، وقد ذكر الحسيني اسمه ونسبه ولقبه في البحث وولادته وحياته الأولى وقوة حافظته وذيوع اسمه، ومرحه ومجونه وحماقته، وهل كان شعوبياً وأخيراً وفاته، وقسم الحسيني هذا البحث إلى ثمانية نقاط بما تخص حماد الراوية معتمداً على (28) مصدراً عربياً مهماً.

    أما الفصل الثالث من الكتاب فقد تضمن بحثاً دقيقاً عن صلات حماد الراوية بالخلفاء الأمويين والعباسيين والأمراء، مقسماً البحث إلى أربع نقاط، فضلاً عن اعتماده على عدة مصادر مهمة في البحث. والفصل الرابع كان تحت عنوان (حَماد الأديب)، وقد وضح الباحث في بحثه هذا على مآثر حماد العلمية ومؤلفاته وشعره وروايته ومعلقاته، وقد كسر البحث بأربع نقاط بحثية معتمداً على  أكثر من (18) مصدراً مهماً، وقد رفع مع البحث فهرست بالأعلام تم توزيعهم حسب الأحرف الأبجدية.

    أما الفصل الخامس فكان عنوان البحث فيه (آراء أدبية)، وهو عبارة عن دراسات ومقالات متنوعة كتبها الراحل خلال مسيرته الأدبية الحافلة بالأحداث السياسية المعقدة، ورغم موته المبكر كما يذكر ولده البكر د. نصير الحسيني في ص107، "حيث لم يكمل الثانية والخمسين، لكنه ترك أرثاً أدبياً غير قليل، وربما تعذر علينا جمعه كله لأسباب شتى، منها تقلب الحكم في العراق عدة مرات، فهو عاصر النظام الملكي ومن ثم الجمهوري وتقلباته لعدة مرات، وعلى أية حال سنسمي ما تيسر جمعه بالأعمال المتفرقة". وقد كسر هذا الفصل بست دراسات أدبية للراحل علي الحسيني.

    وفي الفصل السادس كان عنوان البحث (قراءات في تراث وادي الرافدين)، وقد نشر في جريدة الجمهورية العراقية بتاريخ 9 تشرين الأول 1989. وهو دراسة عن ملحمة (انمركار وبلاد ارانا) والتي تعود كما يذكر الحسيني إلى سنة 1700 ق.م والتي عثرت عليها بعثات الآثار وهي وثيقة سومرية هامة، تؤرخ تاريخ المجتمع الذهبي الذي كان موجوداً في بلاد سومر. أما الفصل السابع فكان تحت عنوان (مقالات متفرقة)، وهي عبارة عن (15) مقالة، نشرت في جريدة الثورة ومجلة الأقلام وجريدة القادسية وجريدة الجمهورية باعداد عدة.

    أما الفصل الثامن فكان تحت عنوان (المنشورات الأدبية)، وهي عبارة عن مقالات أدبية وقصائد شعر نشرت خلال خمسينيات القرن الماضي، ونشرها الراحل في مجلة الأديب اللبنانية للفترة من عام 1957 ولغاية عام 1962، فضلاً عن مقالات عدة نشرت للراحل في مجلة المعرفة اللبنانية، ومجلة الآداب اللبنانية ومجلة المعارف اللبنانية، وقد نشر خلال هذه المجلات الراحل مجموعة غير قليلة من الدراسات والمقالات عن شعراء العراق والحلة تحت عنوان (العراق- الحلة- علي الحسيني)، ومن تلك المقالات (شاعرية فدوى طوقان).

    والأديب علي الحسيني عرف كشاعر وناقد أدبي ومتابع، قدم نتاجاته الأدبية منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي، وجميعها غنية بالمعلومات، فكانت دراسات أدبية ذات قيمة عالية، وفوائد جمّة أغنت المكتبة العراقية والعربية، وأضافت له دراسات من الدقّة في مجال الشعر والأدب، فقد كتب بشجاعة وصدق، فهو أديب غني عن عطائه، ممتع في اسلوبه، ورقيق في مشاعره، عذب في حديثه، جميل في معشره، طيب القلب لا يخشى في الحق لومة لائم. عندما تطلّع على قصائده كما يؤكد ذلك مجايليه من الأدباء.

    وهذا الكتاب يحتوي بين ثناياها مجموعة متنوعة بين مقال أدبي ودراسة نقدية جمعها واعدها ولده د. نصير الحسيني تحت جلد واحد خشية ضياعها وتبعثرها في بطون الصحف والمجلات، فقدمها د. الحسيني كفاكهة بستان الأدب النضر لتكون مصدراً يعتمد عليه فيما بعد الباحثون وليتحف بها المكتبة العراقية والعربية، وليطالعها القراء لما فيها من تنوع ثَرّ وتوثيق أمين تقادمت عليها الأيام.

    ومن يطالع نتاجات الراحل علي الحسيني رحمه الله يجده طاقة من الإبداع في نتاجاته الأدبية المتنوعة، بين مقال ودراسة ونقد أدبي وقصيدة شعر لما لا حدود له، وهو أديب نادر في زماننا هذا قد رحل مبكراً وكان خسارة فادحة لفقدانه في حربٍ طاحنة، ولكن هكذا هو القدر، وهكذا قدرهُ الذي كتب الكثير ورحل.

   والأديب علي الحسيني تناول بقلمه الرفيع ودوّنَ في قراطيسه مقالات صالحة للقراء، واستعرضها في الصحف والمجلات العراقية والعربية، فكان لبعضها صدى مؤثر ساعد في تهييج الذاكرة واستحضار الحديث.

    ومن مزايا هذا الكتاب الصادر عن دار الفرات  في الحلة خلوه من الأخطاء المطبعية، وهذا أمر نادر الحدوث في المطبوع العراقي سابقاً، تستحق عليه هذه الدار الحمد والثناء.

الحلة/ الأربعاء 16/2/2022

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.