كـتـاب ألموقع

رينيه دنكور ملكة جمال العراق لعام 1947 -//- نبيل عبد الأمير الربيعي

تقييم المستخدم:  / 3
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

رينيه دنكور ملكة جمال العراق لعام 1947

نبيل عبد الأمير الربيعي

عائلة دنكور  من العوائل العراقية  العريقة في بغداد ,فكان جدهم أحد حاخامات  يهود بغداد (الحاخام الأكبر عزرا روبين دنكور جدّ المؤلف مير بصري لأمه)و كما ساهمت هذه العائلة في تجارة الورق  والطباعة في العراق مما ساعدَ على إنتاج ثقافة صحافية هي الأرقى في تاريخ العراق, وكانت مطبعة الآداب ودنكور لصاحبها الياهو عزرا دنكور التي أجيزت من قبل وزارة الداخلية بتاريخ 23/12/1928, لكن في الوقت الحالي مازال  الخطاب  العام بالثقافة العراقية متشنجاً بصددهم , لم يعرف الكثيرون إن يهود بغداد كانوا نصف سكانها أيام حاكمها العثماني داود باشا عام 1831 .

رينيه في شبابهاويذكر الكاتب والباحث  مازن لطيف إن  ("مطبعة دنكور" التي اشتهرت في العراق وأصدرت الكثير من الكتب المهمة ,وتأسست مطبعة دنكور عام 1904 وهي من أقدم المطابع الأهلية في العراق أسسها الحاخام عزرا بن روبين بن موشي بن حاييم دنكور (1848- 1930)، تولى الشؤون الدينية للطائفة الموسوية في رانغون عاصمة برما (ميانمار اليوم) الواقعة في الهند الصينية، وعاد إلى بغداد ليمارس خدماته الدينية والتجارية في نفس الوقت، وعائلة دنكور من العوائل اليهودية البغدادية العريقة والمعروفة برجال الدين والتجارة حيث ظهر منها رجال دين ورجال أعمال, كان الغرض منها في البداية طباعة الكتب الدينية, وقد قام صاحب المطبعة بتأليف كتاب "تفاسير أسفار التوراة " حيث طبع الكتاب بدون ذكر سنة الطبع. ولعائلة دنكور نشاط تجاري باستيراد الورق من السويد, وممثل العائلة يقطن  في ستوكهولم وكون ثروة وجاها، لكنه فقد الجذور بعد أن اقترن بسيدة نمساوية، وله بنت تقطن حي (فيستر مالم) الراقي في وسط ستوكهولم ومازالت محتفظة باسمها العراقي (مسعودة-حبيبة). وما زال آخر الرعيل القديم من هذه العائلة الذي تولد في بغداد عام 1918 حيا يرزق في لندن، مسهبا في شغفه بالعراق).

وجهً  (رينيه دنكور)  ملكة جمال بغداد  عام 1947 , والذي يدل اسمها  على أن جمال العراق  بوحدة طوائفه وقومياته وتآلف المجتمع البغدادي بدون حقد و ضغائن , كانت مدينة بغداد تختار كل عام ملكة لها لتبرهن للعالم إنها ليست أقل  تحضراً من بيروت والقاهرة وعمان وروما وباريس ولندن , وبسبب الحروب العبثية للنظام السابق انتهت  هذه الظاهرة , وأصبح البديل لها  البندقية وكاتم الصوت والعبوة الناسفة  وصناعة الضحايا والشهداء , لكن تبقى  بغداد ومحافظاتنا بمنتهى الجمال , واستمر هذا البلد يعصف برياح المفخخات وكاتم الصوت , وتبقى العراقية بإبداعها  هي الجمال , مع العلم إن الجمال صناعة الله ,في هذا الوقت  نحتاج إلى الجمال بأي مظهر مسالم ليوحد بيننا في هذا البلد الذي تعبّ من أزمنَته الحربية القديمة .

هذه الجميلة قبلَ خمس وستين عاماً هي زهرة الأربعينيات من القرن الماضي , التي تفتحت على  الحياة الجميلة بدون قيود اجتماعية  ولا أوهام سوداء  , كانت تلك  الاحتفالات لأهالي بغداد في اختيار ملكة جمال لها , فقد تبغددوا  فعلاً مع أنسام الربيع  والعصافير والزيتون والطلّع والتمر والبرتقال , أهالي مدينة بغداد يمتلكون تمتلك الروحية المتميزة والمزاج الراقي لتنتج الجمال  مثلما أنتجت قبلها شبعاد وعشتار وسمير اميس , تلكَ الإناث اللواتي  صنَعنً لوطنهنً أساطيره وحضارته بفضل أحلام الأنوثة وجمال الحياة وابتسامتها .

رينيه بعد الخمسين