كـتـاب ألموقع

ثورة الزعيم الروحي للكُرد الشيخ عبيد الله النهري 1880م (ح1)// نبيل عبد الأمير الربيعي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل عبد الأمير الربيعي

 

عرض صفحة الكاتب

ثورة الزعيم الروحي للكُرد الشيخ عبيد الله النهري 1880م

(الحلقة الأولى)

نبيل عبد الأمير الربيعي

 

     خلال الانقلابات بين الأسر المالكة في القرن الثامن عشر لم يبدِ الأكراد ميلاً للاتحاد حتى عندما ارتقى العرش الشاه كريم خان زاند, وعندما توفي كريم خان حاول كُردي آخر هو علي خان أن يحكم مكانه, فغلب هذا الأخير على أمره بحلف شمالي اشترك فيه أمير اردلان الكُردي.

 

    وفي عام 1826م بدأ السلطان محمود الثاني بتوسيع الإدارة المدنية العثمانية في كردستان في محاولة لإصلاح الامبراطورية المتفسخة فقاومه الأمراء الأكراد ومرَ ربع قرن قبل أن يجردوا من امارتهم. وفي عام 1843م بأمر الأمير بدرخان سيد جزيرة ابن عمر في بوهتان محاولة للتحرر من الحكم العثماني, وخلق مع حلفائه وبينهم أكراد اردلان في وجه الباب العالي العثماني مشكلة عسكرية خطيرة يزيدها خطورة ما كان يأمل فيه بدرخان من المساعدة الفارسية. استسلم بدر خان لعثمان باشا عام 1847م وأرسل إلى المنفى. وفي عام 1849 كان السلطان قد ألغى حكومة بيتلس الكُردية التي أسسها حكيم أدريس وحكومة أسرة بابان في السليمانية وغيرها مما يرجع تاريخه إلى أول عهد العثمانيين حتى أوج امبراطوريتهم(1).

 

    عام 1877م بدأت الامبراطورية العثمانية بحرب كبيرة مع الامبراطورية الروسية انتهت عام 1878م, مما سببت دماراً كبيراً في شمال كُردستان, وقد تسببت بمجاعة وانتشار الطاعون الذي اهلك أعداداً كبيرة من السكان سواء الكُرد أو المسيحيين, وقد اشتعلت هزيمة الترك النيران الكامنة في نفوس الكُرد من أجل الاستقلال, لكن كانت هذه المرة موجهة ضد الفرس, على الأقل في بدايتها(2).

 

    بعد انتفاضة بوتان وجزيرة ابن عمر شبّت الثورة في اقليم هكاري الجبلي من كُردستان القريب من الحدود التركية الفارسية وكانت مرحلة جديدة من الكفاح ضد الاتراك والفرس المستبدين بالكُرد, ولشيوخ النقشبندية دور مركزي في التهيئة لها, وكانت التكايا مركزاً لهم وللجماعات الدينية الأخرى ويرتبط اتباعهم ومريديهم فيما بينهم برباط اشد متانة من الرابطة العائلية.

 

   في تشرين الأول 1880م اندلعت ثورة كُردية بقيادة الشيخ عبيد الله النهري في منطقة شمدينان التابعة لولاية هكاري جنوبي ولاية (وان) على الحدود العثمانية الإيرانية, شاركت فيها أغلب العشائر الكُردية في شمال كُردستان, ما عدا كُرد درسيم(3).

 

      يعد الشيخ عبيد الله النهري الشمزيناني الزعيم الروحي والقومي المنشود, فهو من مواليد عام1247هجري قمري- 1831م(4). وينتمي إلى مدينة شمدينان بمنطقة جولمرك (هكاري) في باكورة كُرديتان, عميد أسرة مشايخ شمدينان مسقط رأسه, وزعيم الطريقة النقشبندية في كُردستان بعد الشيخ خالد النقشبندي, ونجل الشيخ طه الشمزيناني الجليل القدر, وارث منزلة اسرته الدينية وسمعتها في العالم الروحي, وأن محمد شاه قاجار (حكم للفترة 1788-1797م) كان من مريدي والده الشيخ طه وكان يرسل إليه كل عام هدايا وتحف نفيسة, كما أنه اعطاه عدداً من القرى لتأمين مصاريف الخانقاه, كانت إحدى زوجات محمد شاه, وهي والدة عباس ميرزا ملك أرا, تنتمي إلى هذه العائلة, وكان عباس ميرزا نفسه مريداً للشيخ, يقع قبر الشيخ طه في طهران(5).

 

    عندما توفى والده الشيخ طه انتقلت رئاسة المشيخة إلى أخيه الشيخ محمد صالح, وأن هذا الأخير  وبعد 12 عاماً من الأرشاد انتقل إلى رحمة الله عام 1865م فتولى الشيخ عبيد الله رئاسة المشيخة الوحيد للطريقة النقشبندية في كُردستان وتركيا وإيران, وقد اصبح يملك نفوذاً كبيراً على اتباع المشيخة ويحوز على احترام الكُرد في كثير من المناطق إضافة إلى مريدين ومحبين من العرب والترك بل أن السلطات التركية نفسها كانت تنظر إليه بعين الوقار(6).

 

    يصفه الدكتور كوچران قائلاُ :(الشيخ عبيد الله النهري يبلغ خمسون عاماً من العمر, جذاب إلى حدٍ كبير في مخبره, وهو يرتدي حلة فضفاضة من جبة واسعة الأطراف والأكمام, ويعمم بعمامة بيضاء)(7).

 

    كان عمهُ الشيخ صالح رأس الطريقة النقشبندية. و(سميت عائلته بسادات نه هري (نهري أو نيرى أو نايرى), وأن العائلة انتقلت في زمن (الملا هجيج) إلى منطقة (هه مارو) وبقت هناك حتى زمن الملا صالح وكان للملا صالح ولدين, سيد عبد الله وسيد أحمد. وقد اصبح سيد عبد الله أحد خلفاء مولانا خالد وهو من اعاظم الصوفية. وبعد اعتناقه الطريقة النقشبندية رجع سيد عبد الله إلى قرية (نهرى) وسكنها هو وأولاده واحفاده من بعده وكانت للعائلة في المراحل الأولى نفوذ ديني ثم اصبح لها نفوذ مادي دنيوي وقد ازداد هذا النفوذ بصورة متزايدة جداً في زمن الشيخ عبيد الله)(8).

 

     ورث عن والده عدداً من الضياع التي جاءته منحاً من السلطان والشاه, وقد زاد فيها حتى ناهزت المائتين فعدّ واحداً من كبار الملاكين في كُردستان, كما كان يملك عدداً من القرى في سهل (مه ركه فه ر, وته ركه فه ر), لكن الشيخ عبيد الله زاد من عدد القرى فكان يحوز على ما يربو عن 200 قرية. (9), وبنظر شيوخ بارزان مناقضة للصفة الدينية الصوفية التي يدعيها الشيخ, فنددوا بها واتهموا شيوخ همدينان بالخروج عن جادة الطريقة والدين وقالوا أنهم علمانيون اكثر مما هم روحانيون(10).

 

    كان الشيخ عبيد الله إنساناً بسيطاً قانعاً عادلاً ومؤمناً بالله ومتديناً جداً, كان مهتماً جداً بتحسين معيشة الكُرد, كل ذلك جعل من مواطنيه تبجيله, والنظر إليه وكأن الله ارسله إليهم كمنقذ(11).

 

    الشيخ عبيد الله النهري شخصية نذر نفسه لشعبه معتزماً بأحكام الإسلام النقية في سائر انحاء وطنه, كان مؤمناً إيماناً راسخاً بأن فساد الحكومة العثمانية وافعال أشرار الرجال هما سبب الدمار الشامل الذي ابتليت به كردستان. كان الشيخ عبيد الله قد ورث المجد كابراً عن كابر, واذعن الناس لهذه الأسرة معتقداً فيهم الولاية والتقوى فخضعت لهم منطقة شمزينان من ولاية هكاري وتوسع نفوذهم الديني فنقاد لهم الناس في اذربيجان الصغرى الغربية ايضاً, فاستغلت حكومة السلطان عبد الحميد تقواه وتمسكه بالدين, فحاولت أن تحثه على شن حرب شعواء على الأرمن والمسيحيين القاطنين في هكاري وأرومية إلا أن الشيخ لم يعر الحكومة العثمانية إذناً صاغية(12).

 

     وقد تمَ اسناد منصب قيادة العشائر الكُردية إليه اثناء تلك الحرب كان لهُ ابعد أثر في مجريات الأحداث بعدها في كُردستان, وربما كانت العامل الرئيس لبروز زعامته القومية. هذا المنصب كان يعني اعترافاً رسمياً بزعامة الشيخ في كُردستان وبأثر مساوٍ لأي تقليد رسمي لمنصب أنكر على أي كُردي منذُ العام 1847م(13).

 

     حتى بات أكبر الرجال نفوذاً في شرق كُردستان, وعند أكراد الحدود كان شخصه وسلطته أقدس واعظم مهابة من السلطان نفسه. ويرى الدكتور بلوم كوچران (الطبيب بفارس, وكان المعالج للشيخ عبيد الله النهري) في تقريره وهو:" الذي عرف الشيخ خير معرفة وكان على صلة وعلاقة متينة به, إنه كان يُعد نفسه ثالث اعظم الشخصيات العظمى في مقام التسلسل الديني للإسلام فضلاً عن كونه ملك الكُرد الدنيوي(14).

 

    تمتع الشيخ عبيد الله النهري بنفوذٍ عظيم. وهو القطب النقشبندي الكُردي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر (برزت زعامة الشيخ عبيد الله مطلع السبعينات من القرن التاسع عشر), ويعد في الوقت عينه من كبار رجال الأقطاع المهتمين بالتجارة, وتأمين التعامل التجاري وبوضع حدٍ لأعمال الشقاوة والفوضى وقطع الطرق. وكان لمركزه الديني أثره في النهج السياسي الذي انتهجه فيما بعد, مستفيداً من استياء المجتمع الكُردي وسخطه على الموظفين العثمانيين والحكومة. وبدت تكيتهُ مركزاً ومقراً للدعاة والمريدين ومقصداً لنوابه وخلفائه الذين كانوا يترأسون التكايا في مختلف المناطق(15).         

 

     قبل اندلاع الحرب الروسية العثمانية تورد بعض المصادر أن نزاعاً حصل بين الشيخ عبيد الله وبين السلطات الإيرانية عندما رفض اتباع الشيخ في الشطر الشرقي من كردستان دفع الضرائب إلى الحكومة القاچارية باعتبار أن الأراضي التي يستغلونها تعود إلى الشيخ وليس إلى الحكومة القاچارية(16).

 

    كان الشيخ عبيد الله يرد أن تستقر الأوضاع في ظل حكومة عادلة حتى تتطور المنطقة وتزدهر التجارة بالقضاء على المهربين وقطاع الطرق وهو أمر لم يكن باستطاعة الدولتين العثمانية والإيرانية إتمامه. وتبين الوثائق البريطانية أن الشيخ عبيد الله أقدم على شراء الأراضي الزراعية في (گه فه ر وباشقلا ومرگه فه ر وترگه فه ر) بغية تحسين معيشة المواطنين وتشغيل اكبر عدد منهم في الزراعة وقد اقترح على الدولة الإيرانية تأجير سهول (مرگه فه ر وبرادوست) ومقابل مبلغ سنوي ولنفس الغرض وبغية القضاء على السرقات والاعمال اللصوصية. وقد اوفد نجله عبد القادر إلى إيران, لكن السلطات الإيرانية التي كانت تحصل على المنافع وتشارك اللصوص امتنعت عن تأجير الأراضي إليه فكان أن هدد باجتياح المنطقة للقضاء على اللصوص. كان الشيخ وهو يرأس الطريقة الصوفية يؤمن بالعدالة والمساواة ويؤمن بوجوب محاربة الظلم والحكام الفاسدين, إذ أن الطريقة ترتكز على مبدأ رفض الظلم والمساواة بين الناس, كل الناس, مهما كانت اديانهم أو اعراقهم أو مذاهبهم لأنهم خلق الله وبشر متساوون في الحقوق والواجبات, وأن كل الشرائع هي للتعرف على الله. تشير المصادر أن اغلب محصول التبغ في هكاري كان يعود للشيخ عبيد الله وكان يصدّر الكثير منها إلى اوروبا, أنه كان ينافس إنتاج التبغ الشركة الفرنسية (ريژي)(17).

 

    لم يكن الشيخ رجل دين وحسب إنما كان زعيماً حقيقياً لشعب كُردستان, و(لم يكن يتمتع بنفوذ ديني لكونه رئيس الطريقة النقشبندية وحسب, بل كان واحداً من اثرياء الملاكين في كردستان, فقد كان يمتلك 200 قرية في تركيا وإيران على السواء, وكان في ذلك الوقت قائداً دون منازع للكُرد في تركيا وإيران ايضاً(18). لذلك اتهم الشيخ (محمد بچكولة) علناً عائلة شمزينان بانها قد انحرفت عن طريقة الدين الصحيحة لأنها اصبحت صاحبة سلطة دنيوية اكثر من كونها صاحبة ارشاد ديني(19).

 

    كان أحد اسباب شرارة ثورة الشيخ عبيد الله النهري سنة 1297هـ/ 1880م إثر قيام قائمقام (كه ودر) بإنزال العقاب بزمرة من عشيرة الهركي, نهبت إحدى القرى. ما أن بلغ الشيخ ذلك حتى بعث برسائل إلى زعماء الكُرد يحثهم فيها على الثورة قائلاً (لم يعد هناك بعد أي حكومة تركية وهو عازم في غضون ثمانية ايام على التقدم نحو العمادية), وممن بلغته الدعوة شيخ محمد (البريدجان) الذي لم يضع وقتاً في نقل نوايا الشيخ إلى والي الموصل. وبعد خمسة ايام خرج فوج من الموصل, وعسكر في موضع مجاور لمدينة العمادية, وحشد الشيخ قوة من تسعمائة مسلح, اناط قيادتها بابنه (عبد القادر) لتشن هجوماً على القوات العثمانية, فصد هجومها وانكفأت على عقبيها(20).

 

    كان موقف الحكومة من الشيخ عبيد الله محيراً, فمع أن الأوامر الصادرة من استنبول كانت حازمة في التشديد على وجوب التصدي للثوار بقوة, ومع علم والي (وان) ووالي (الموصل) وغيرهما من موظفي الدولة الكبار بما يبطن الشيخ, وعدم ثقتهم به, حتى الصدر الاعظم نفسه فقد بعث له ببرقية يحثه فيها على توثيق علاقاته بالسلطات المحلية, وحمل البرقية إليه مفتي (وان) نيابة عن الحكومة المحلية(21).

 

    تفيد التقارير في حينه أن جيشه كان يتألف من ثلاثة ارتال : احدهما بقيادة ابنه الفتى ( عبد القادر) وكانت حركته على جبهة واسعة من سواحل بحيرة اورمية الجنوبية نحو صاوبلاغ وقدر نائب القنصل (كلابتين) عدد افراد هذا الرتل بعشرين الفاً مع تحذيره من الاعتماد على هذا التقدير. أما (نيكيتين) الذي ينقل عن كتاب فارسي لمؤلف مجهول, فيرفع رقم قوة (صاوبلاغ) هذه إلى ما يتراوح بين أربعين الفاً وخمسين. والقنصل العام (آبوت) الذي قدرها بالأصل ما بين عشرة آلاف وثلاثين ألفاً. قال انها تضاءلت اثناء الحملة ولم يبق منها غير الفا وخمسمائة بسبب عودة المقاتلين إلى اهاليهم أثناء الحملة(22).

 

    كما التحق بجيشه عدد كبير من الآشوريين, وأنه (حضي ايضاً بشعبية كبيرة بين شعوب المنطقة ومختلف فات السكان)(23).

 

    تم الاستيلاء على (صاوبلاغ) من قبل مقاتلي الشيخ عبيد الله من غير قتال بعد أن اعطي حاكمها وحاميتها الأمان, فتركوا المدينة بسلام, كانت مدينة (مياندواب) الهدف الثاني, (ووضع السيف في رقاب الآلاف الثلاثة الباقين المتخلفين من رجال ونساء واطفال عندما وقعت المدينة بيد رتل عبد القادر, واطلقت يد الفاتحين ليلعبوا سلباً ونهباً في سائر المناطق المجاورة امتداداً حتى (بنياد) و(ميركة). تدمير (مياندواب) كان نصراً أجوف, ثم استدار عبد القادر إلى (ميركة) وبعد استيلائه عليها, واصل التقدم, ووردت انباء تشير إلى أنه قد اقترب من (تبريز) وهنا كانت نهاية ما بلغته قواته. وفي الوقت الذي اشارت الانباء إلى أن قوات الشيخ (صديق) تهدد مدينة (أرومية) بألف من المقاتلين.

 

    عززت قواته بانضمام والده إليه بقوات أخرى, وبهذه القوة البالغة ثمانية آلاف شرع الشيخ في إلقاء الحصار على المدينة. طلبت السلطة الفارسية المحلية تمديد الأجل في المفاوضات وقد توسط الدكتور كوچران في الأمر.. واستفادت السلطات الفارسية من التأجيل لتقوية تحكيمات المدينة ودفاعاتها ولسبق علمها بأن رتلاً من القوات الفارسية هو في طريقه لنجدتها, قرر حاكمها (إقبال الدولة) المقاومة. أخيراً عندما اشتبك الفريقان رُدّ الكُرد على اعقابهم بعد أن تكبدوا خسائر جسيمة. هذه النكسة كما يبدو حطمت معنويات قوات الشيخ عبيد الله, إذ سرعان ما دبت فيها الفوضى وبدأت بالتقهقر اشتاتاً متفرقة ووجهتها الجبال.

 

    بعد فشل ثورة الشيخ عبيد الله النهري حط رحاله بالأخير في استنبول العاصمة وبلغها في شهر تموز 1881م. كان ذلك نتيجة الضغوط الكبيرة التي مارستها الدول الكبرى على الباب العالي. ومن ثم تسلل من العاصمة هارباً بعد قضائه بضعة اشهر وعاد إلى موطنه الجبلي في (نهري). وسايرت الحكومة العثمانية الرأي العام الأوروبي بإرسال قوات عسكرية دعته إلى الاستسلام. فلم يسعه إلا ذلك بعد أن سدت السبل أمامه وانفض عنه اتباعه, فنفي إلى الحجاز وادركته الوفاة بمكة في العام 1883م(24).

 

     وهناك رأي آخر أن القيصر الروسي لبى دعوة الشاه فحشد الجيش الروسي على الحدود ثم وقع عبيد الله النهري في قبضة القوات التركية وتم ارساله إلى استنبول وعاش بصفة اسير فخري ثم سجن سنة واستطاع الهروب من السجن ثم قبض عليه ونفى مع 100 عائلة إلى المدينة المنورة وتوفى هناك سنة 1888م. أما ابنه عبد القادر وعائلته فقد عاد من المنفى واشترط عليه العثمانيون إلاّ يخرج من استنبول وبقي إلى سنة 1925م ثم ألقت السلطات التركية القبض عليه, حيث أتهمته بترأس جمعية (تعالى كردستان) وحكم عليه بالإعدام, وهكذا فشلت ثورة عبيد الله النهري, ومن اسباب فشل الثورات الكُردية أنها كانت قد حدثت قبل أوانها فالشعب الكُردي لم يكن متهيئاً لهذه الثورات اقتصادياً وسياسياً وثقافياً(25).

 

    يقول القادة الإيرانيون الذين شاركوا الحرب ضد الشيخ عبيد الله (لهذا الشيخ مريدون ينفذون أوامره دون نقاش, وهم ينتشرون من بايزيد إلى الموصل والسليمانية وكركوك وديار بكر)(26).

 

المصادر:

1- لوقا زودو. المسألة الكردية والقوميات العنصرية في العراق. دار نشر موسى طانيوس المجبر. شارع البطريرك الحريك. بيروت. ط1. 1969. ص76/77.

2- ارشاك سافراستيان. الكُرد وكُردستان. ترجمة أحمد محمود خليل. دمشق. ط1. 2008. ص87.

3- هوكر طاهر توفيق. الكُرد والمسألة الأرمنية 1877-1920. دار الفارابي. آراس للطباعة والنشر. اربيل. ط1. 2014. ص173.

4- بابا مردوخ روحاني (شيوا). تاريخ مشاهير الكُرد باللغة الفارسية. المجلد2. ط2. منشورات سرش. طهران 1382 هـ شمسي. ص546.

5- المصدر السابق. ص545.

6- تيلي أمين علي. حركة الشيخ عبيد الله النهري في الوثائق البريطانية. الحوار المتمدن. محور دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات. الحلقة الأولى. العدد 3097. 17/8/ 2010.

7- د. وديع جودة. ثورة الشيخ عبيد الله النهري. فصل مستل من كتاب الحركة القومية الكُردية. اصولها وتطورها. ترجمة جرجيس فتح الله. نشره في كتابه. مبحثان على ثورة الشيخ عبيد الله النهري. ص20.

8- محمد أمين زكي. خلاصة تاريخ الكُرد وكُردستان. جزأين. منشورات (سه رده م) السليمانية. 2002. ص167. باللغة الكردية.

9- جليلي جليل. انتفاضة الأكراد1880. ترجمة سيامند سيرتي. رابطة كاوا لمثقفين اليساريين الاكراد. بيروت 1979. ص81

10- باسيلي نيكيتين. الكُرد. دراسة سوسيلوجية وتاريخية. تقديم لويس ماسينيون. تقديم: نوري طالباني. دار سبيريز للطباعة والنشر. دهوك. 2008. ص149

11-   كريس كوجيرا. الكُرد في القرن التاسع عشر والقرن العشرون. ترجمة حمه كريم عارف إلى اللغة الكردية. ط4. اربيل 2007. ص18.

12-  محمد جميل الرزبياني. مقال(ثورة الشيخ عبيد الله. مجلة المجمع العلمي العراقي. الهيئة الكُردية. المجلد 13. بغداد 1985. مطبعة المجمع. ص324.

 

13-  جرجيس فتح الله. مبحثان على هامش ثورة الشيخ عبيد الله النهري. دراسات عن الثورة لثلاثة باحثين. دار آراس للطباعة والنشر. اربيل. ط3. 2010. ص19.

14-  المصدر السابق. ص20

15-  المصدر السابق. ص67.

16- تيلي أمين علي. حركة الشيخ عبيد الله النهري في الوثائق البريطانية. مصدر سابق.

17- جليلي جليل. انتفاضة الكُرد1880. مصدر سابق. ص81.

18- م . س لازاريف وآخرون. تاريخ كردستان. ترجمة د. عبدي حاجي. منشورات دار سبيريز للطباعة والنشر في دهوك. مطبعة حجي هاشم. اربيل 2006. ص147.

19- جليلي جليل. انتفاضة الكُرد1880. مصدر سابق. ص80.

20-  جرجيس فتح الله. مبحثان على هامش ثورة الشيخ عبيد الله النهري. مصدر سابق. ص38.

21- المصدر السابق. ص39.

22-   المصدر السابق. ص44.

23- لازاريف وآخرون. تاريخ كردستان. مصدر سابق. ص148.

24-  هوكر طاهر توفيق. الكُرد والمسألة الأرمنية. مصدر سابق. ص179.

25-  اسماعيل عمر كوباني. ثورة عبيد الله النهري. 1 سبتمبر 2009. منتدى الكوبان نت.

26- تيلي أمين علي. حركة الشيخ عبيد الله النهري في الوثائق البريطانية. مصدر سابق.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.