اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

غالب العميدي ومذكراته (حُلوٌ ومُر من سنواتِ العُمْر)// نبيل عبد الأمير الربيعي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل عبد الأمير الربيعي

 

عرض صفحة الكاتب 

غالب العميدي ومذكراته (حُلوٌ ومُر من سنواتِ العُمْر)

نبيل عبد الأمير الربيعي

 

    إن أغلى ما يملكه المرء في خريف حياته، ذكرياته، وأهم الذكريات وأغلاها هي التي لا تقتصر على الشؤون الخاصة بل تتجاوزها إلى الحياة العامة، فظلاً عن أن المذكرات تعتبر مصدراً مهماً من مصادر التاريخ.

 

    في السنوات الأخيرة صدر في العراق عددٍ غير قليل من المذكرات، وخاصة من العاملين في الجانب الفني والإداري والتاريخي والأدبي والثقافي، ومن هؤلاء الأستاذ غالب العميدي في كتابه الموسوم (حُلوٌ ومُر من سنواتِ العُمْر) الصادر عن دار الفرات للثقافة والاعلام في بابل بالاشتراك مع دار سما للطباعة والنشر والتوزيع، الكتاب يتضمن (342) صفحة من الحجم الوزيري مدعوم بالصور الملونة، وقدم للكتاب أ. د. علي محمد هادي الربيعي.

 

    ومذكرات الاستاذ غالب العميدي تعتبر سيرة ذاتية وفنية وإدارية لحقبة زمنية مهمة بدأت مطلع السبعينيات وانتهت نهاية عام 2020 وما زالت مستمرة بالعطاء، وثق فيها الأستاذ العميدي حياته منذُ النشأة وحتى تاريخ احالته على التقاعد في مديرية النشاط الفني المدرسي في بابل، وتعتبر هذه المذكرات وثيقة تاريخية سجل فيها العميدي سلسلة حياته الفنية والأدبية والإدارية، منذ عام 1973 عندما كان عضواً في الفرقة المسرحية لمركز شباب الحلة ولغاية ادارته لمهرجان تمصير الحلة الخامس والسادس عام 2020، فضلاً عن دوره في إدارة النشاط المدرسي في بابل، ورئيس منبر ابداعنا ضد الحصار، ورئيس اللجنة التحضيرية لمهرجان المسرح البابلي بدوراته الخمس، ومؤسس ورئيس فرقة مسرح المسلة الاهلية للتمثيل، ورئيس تحرير مجلة (انكي)، ورئيس تحرير مجلة (أضواء)، ومؤسس ورئيس مهرجان ألق الحسين المسرحي، كما ألف واعد العميدي للمسرح (34) نصاً مسرحياً، وألف خمسة أوبريتات، وألف مسلسلاً تلفازياً بالاشتراك مع الراحل حامد الهيتي، وكتب العديد من المسامع الإذاعية، كما مثلَّ في العديد من العروض المسرحية، وأشرف على انتاج أكثر من (700) عرضاً مسرحياً مدرسياً في تربية بابل، وهناك العديد من الإنجازات والمشاركات المسرحية، والشهادات التقديرية التي حصل عليها، فتأريخه حافل بالإبداع والمنجزات الرائعة.

 

   تعتبر مذكرات الأستاذ العميدي وثيقة تاريخية فنية، وحسناً فعل ذلك من خلال اصدار هذه المذكرات في الوقت الحاضر. إن مذكرات العميدي تقف بحق في مصاف قائمة هؤلاء الذين خدموا وطنهم وقدموا للبلاد إخلاصهم. وإن حياة هذا الرجل وما مرَّ بها من أحداث ووقائع في تاريخ الفن المسرحي البابلي، تضفي على هذه المذكرات لا القيمة التاريخية حسب بل والقيمة الفنية والوطنية والأدبية والاجتماعية أيضاً.

 

    إذ كان العميدي أحد الناشطين في الحقل المسرحي البابلي والعراقي، وكونه من المخلصين الصادقين في هذا الحقل من اجل تحقيق المثل الأعلى فيه. لذا تعد حياته صفحة من صفحات العمل الفني والوطني، فهو الذي عاصر وساهم في بناء النشاط الفني المدرسي في تربية بابل وفي نقابة الفنانين فرع بابل، وله الدور الريادي في العمل الإداري والفني فيهما، إلا أنه ندرَ وجود أمثاله في هذا المجال في بابل بوصفه شخصية فنية اجتماعية ثقافية خيرية قيادية، كما له الاسهام في مجال التبرع لها... فقد كان دوماً يجسد بأعماله أروع حالات المواطنة الصالحة، فإذا أمعن المرء النظر في المذكرات وما ورد فيها بدقة، يقتنع بصدق هذا الرجل وإخلاصه ونظره الثاقب إلى المستقبل، ويتأكد من أن سجل حياته كان حافلاً بالعمل المجدي والكرم الإنساني... بحيث يمكن القول: ما أكثر الذين كانوا يلجأون إليه في مجال الاسهام في إدارة المهرجانات واللجان العليا، كما له الدور الريادي في الإدارة المؤسساتية والفنية، وخير دليل دوره الريادي في إنجاح مهرجان تمصير الحلة الخامس والسادس الذي كان رئيساً للجنة العليا للمهرجان، فضلاً عن دور د. عبد الرضا عوض المشرف العام على المهرجان وبقية أعضاء اللجنة.

 

    فالعميدي عرف في الوسط الفني والادبي والاجتماعي عوناً وقت الملمات والضيق، وما أسرع ما كان يمّد إليهم يد العون والنصيحة، فهو يمكن أن يوضع في طليعة من يدعو إلى التسامح، وتشهد على كل ما قلناه في سيرته العملية ومذكراته الذاتية، بالإضافة إلى شهادات شهود عيان من شخصيات ثقافية وفنية واجتماعية لهم مكانتهم ويعوّل على اقوالهم وآرائهم ومكارم أخلاقهم.

 

    لقد جاءت مذكراته بصورة مفصلة نوعاً ما اقتضتها طبيعة شخصيته، ولكل ذلك أرى نفسي سعيداً جداً لأنني تمتعت بمطالعة مذكراته، هذا العمل المضني الذي وثقه في كتابه هذا. ومن خلال قراءة سطور المذكرات أجد أن الحلة مدينته الجميلة تعيش في تلافيف روحه.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.