اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• القصة الأولى في الأدب العربي: الإبحار على متن قارب هندي أحمر - صفحة2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

*

وكانت تعيشُ في العوالمِ الثلاثةِ بيننا

كائناتٌ أسميناها ((كاتشين))

وتعني الكائنَ الجديرَ بالاحترام

والتقدير

جاءتنا من الفراغ

بأسرعِ من البرقِ كانت تنتقل

على مَتْنِ سفنٍ فراغية

السماءُ لها بحرٌ

والفضاءُ لها سكين

كان بإمكانها أن تُعيننا في صدِّ فاتحي السماء

لكنها اتخذت من الجدارةِ ذريعةً على تركنا وحيدين

كشجرِ الجوز

ادعتِ القتالَ إلى جانبنا

ولم تقاتل

وادعتِ الدفاعَ عن الحق

على ألا تهادن

رأت في أهل أتلانتيدا ما لم ترَهُ فينا

رأت فيهم سيدًا للزمنِ القادم

وحليفًا دهريا

بقاؤهُ بقاءٌ لها إلى أبدِ الأوابد

وزوالُهُ زوالٌ لها

كما زال من قبلها أُخوةٌ من غبراءَ وداحس

وغيرُهُمْ ممن كانت لهُمْ رمالُ الممالك

كان الكاتشينيون يقرأونَ التاريخَ بعينِ القوةِ والأَيْد

وبأسِ القواطع

وكانَ (( الإنسانُ ذو العقلِ الكبيرِ)) سلطةً لهم

سلطةَ القوةِ وجبروتَ السطوةِ وصولجانَ القادر

الناقم

المنتقمِ للقبر

سلطةً رأت في أهلِ أتلانتيدا كيفَ تكونُ السلطة

ولا أحدَ فوقَ سلطةِ الخالق

هذا صحيح

ولكن..

وكان من الكاتشينيين

البدويون

كي تكونَ الرمالُ الساخنة

والأسكيموويون

كي تكونَ الرمالُ الباردة

ومهندو الماء

كي تسري الدماءُ في عروقِ الجلامِد

وبناتِ الخيال

أقاموا عَلاقاتٍ معَ كلِّ نساءِ الكون

النساء البشر والنساء السحاب

وكلِّ أنثى من كرومِ العنب

وشجرِ التين

وكلِّ أميرةٍ سَحَرَهَا السحرةُ للرُّمَّان

ياقوتًا أصفر

وحنين

.. نًا

أحمرَ للشفاه

وأزرقَ للزَّنبق

أبناءُ الزنا

كانوا أطفالَهم

المختارين

أطفالُ الرملِ والحكمةِ والقول

وفي قادمِ الأيامِ سحرةُ الدنيا

*

السفنُ الكونيةُ سفنُهُمُ التي كانت للرحلاتِ بينَ الكواكب

سفنٌ كالدرعِ الطائرِ سافرنا على مَتْنِهَا كُلُّنا

كُلُّنا سافرنا

نحنُ وكلابُنا وأبناؤنا ونساؤنا

لأجلِ إعلانِ الطاعةِ للإنسانِ ذي العقلِ الكبير

بعدَ الطاعةِ لديوفه خالقِنَا

وخالقِ كلِّ كائن

لكنه كان يزدرينا

ازدراءَ القدمِ للنملِ

ولكلِّ الدويباتِ ذواتِ الأنامل

كان يعتقدُ أنَّ السحرَ كلُّ شيءٍ في الوجود

وهو لمن يستحقُهُ منَ الأمم

حتى لمن لا أخلاقَ لهم

إذا كانوا جديرين

به

وكانوا له في المؤتمراتِ رُسُلاً

وفي المحافل

لهذا مدَّ يدَ العونِ لأهلِ أتلانتيدا على مِداده

ليبنوا بالسحرِ الترسانات

وليصنعوا الدروعَ الطائرة

وتصنعَهُمُ المغامرات

في رحابه

صار لأهلِ أتلانتيدا ما كان لحُماتنا

من دروعٍ

كانت تتحركُ في حقلٍ مَغْناطيسيّ

كما تتحركُ في المرايا

في الصور

في رؤوسِ الغافين

في هَوْم الموت

وفي حياةِ الهوم

وامتدادِه

وكانوا يتنقلونَ عليها ليسَ لاكتشافِ أسرارِ العالم

وأسوارِه

ولكن لمتابعتِنَا والتربصِ بنا

لكمشِنَا بين أصابعِ الضوء

المعتم

ونهارِ التكنولوجيا الدامسِ بنجومه

ونعاله

هم كانوا مِثْلَنَا

وغيرَنا كانَ الكاتشينيون

أسيادُ رملِ السماء

شكلُ البشرِ كانَ شكلَهُم

وقدراتُ الآلهة

لهم

وحدبُ الأقوياءِ على الضعفاء

فيما بينهم

كانوا يتصلونَ عن بعدٍ

بقوةِ فِطْنَةِ الرعد

التي كانت لهم

ولم تكن لنا

وينقلونَ الصخورَ من أماكنَ بعيدة

على ظهورِ جِمال البرق

التي كانت لهم

ولم تكن لنا

*

ولتعرفي قَدَرَ الذين كانوا مثلنا وضدنا

وقَدَرَ الذين كانوا غيرنا وضدنا

يصنعُ أفرادُ قبيلةِ الهوبي

التي هي إحدى قبائِلِنَا

في أمريكا اليوم

من الدمى صغيرَهَا

الملونَ ويقولونَ عنها

كاتشينيي الماضي

دُمى ترقصُ للآلهة

وتعينُ الأطفالَ على فهمِ ما يجري في الدنيا

وما يختفي تحتَ الأقنعة

ويصنعونَ من الدمى كبيرَهَا

الفحميَّ ويقولونَ عنها

أبناءَ أتلانتيدا

يُغْرِقونها في المدادِ الأسودِ لليل

ويُحْرِقونها

في حفلاتِ البارب كيو

انتقامًا ممن لم ننتقم منهم

واعتذارًا للبَيْسونَ الذي يصطادونه

ويجعلون من لحمِهِ عيدا

ولكي تختلطَ الروائحُ برائحةِ الخوف

التي ظلت تطاردُهُم

منذُ الكارثةِ الأولى

*

وبأمرِ الإنسانِ ذي العقلِ الكبير

لم ينقذنا الكاتشينيون من الكارثةِ الثانيةِ التي أَلَمَّتْ بنا

لم يدافع عنا بدوُ السماءِ وحواجبُ الكواكبِ وحوافرُ النيازكِ وأشقّاءُ القمرِ الفضيّ

بعد أن تركَنَا ديوفه خالقُنا وحيدِينَ والقدرَ وجهًا لوجهٍ ليجربنا

حاربوا ولم يحاربوا

قاتلوا ولم يقاتلوا

هاجموا وهم يديرونَ الظهر

ولم يهاجموا

وجعلوا من هزيمتهم أمامَ أهلِ أتلانتيدا قدرنا

الغبيّ

كانوا لا يعرفونَ سوى شيءٍ واحد

ألا ينصرونا

عندما كان النصرُ لا يكلِّفُ أكثرَ من كيلوغرام من اللفت

الأبيّ

ابتلع المحيط كاسكارا قارتنا

وكلَّ الجزرِ جزيرةً من وراءِ جزيرة

بعد أن دمرتِ القذائفُ ما تبقى من مدننا

بعد أن محقتِ القنابلُ ما تبقى من جبالنا

بعد أن محتِ الجرافاتُ ما تبقى من آثارنا

وذُبنا كجبالِ الملح 

شيئًا فشيئا

*

وبرزت بعد غرقِ كاسكارا أرضٌ

نقل الكاتشينيون إليها من اختارهُمُ الخالقُ منا

حسب صعودنا في طبقاتِ الآخرة

على أجنحةِ اللهب

الصفائحِ المدرعة

أو الصنادل

كان على هذه الأرضِ أن تكونَ بلدَنَا

الجديدة

أرضُها لم تكن أرضا

بحرُها لم يكن بحرا

سماؤها لم تكن سماءا

أسميناها

العالم الرابع

عالمٌ كانَ في رأسِ كلِّ واحد

منا

لم يكنِ العالمَ الخيمة

ولا العالمَ الحقيبة

كان العالمَ في الرأس

في الدماغ

في البدن

العالمَ البدن

يوم تغدو الكينونةُ فكرة

والمأساةُ خيالَ المأساة

كان ذلك كُنْهَ قدرِنَا

الغادر

وهكذا قررَ القويُّ العادلُ القادرُ مرةً أخرى إنقاذنا

من غيرنا

بعد أن رمانا فينا

*

وبعد مرور آلاف السنين

نكث قسمٌ منا العهدَ مع ديوفه خالِقِنَا

خُنَّا الحمامَ الأمين

على صدورِ زوجاتِنَا

بعنا الجوهرَ الثمين

بين أفخاذهنّ

فجَّرنا دمَ الأنبياءِ السخين

على أقدامهنّ

من آدمَ إلى لينين

فجَّرنا

وبولَ المسيسيبي

وبرازَ الأمازون

والنيل

والسين

وغيّرنا الشكلَ لهنّ

صرنَ غيرَ الحمام

شيئًا أقربَ إلى أجملَ ما يجدُهُ إنسانٌ لدى الضَّبُعات

إلى الثقوبِ في فساتينِ المؤامرات

إلى الأنوفِ المصابةِ بالزكام

وأَجَدْنَا

طردتنا الجبالُ السبعة

ولم يقبلِ الدمقسُ أن ننبتَ كالقِنَّبِ على جانبه

قلنا نذهبُ إلى الأمام

فذهبنا إلى جمهورياتٍ أقمناها في كلِّ مدينةٍ منَ المدنِ

التي خربنا

وقلنا نعودُ إلى الوراء

فعدنا إلى فيلاّت اكتريناها في كلِّ حيٍّ منَ الأحياءِ

التي عهرنا

كان الأمامُ كالوراء

خطًا واحدا

إلى موائد الثلج

وبين الأمامِ والوراء

أخمدنا الانتفاضات

بماءِ الجنة

ونارِ المجد

وصنعنا النصرَ في الأذهان

ومن الأُخْطُبوط سلاسلَنَا

بالتسترِ والضلوعِ وإرادةِ حجارةِ الشطرنج

علينا

وكان العقابُ أن هزَّ ديوفه بنا الأرضَ هزَّا

أن دكَّ من حولنا الجبالَ دكَّا

أن أفاضَ الأنهارَ التي ركبناها إلى البحار

الأعظمِ هولا

تَرَكْنَا أين كنا وأوغلنا في البعدِ أبعد

من المكانِ الأكثرِ بعدا

في الأحلام

حتى وصلنا برفقةِ الكاتشينيين حُماتِنَا

إلى جزيرةٍ في جنوبِ أمريكا

 

الليلُ فيها أسود

والقمرُ أخضر

النهارُ فيها أسود

والشمسُ زهرية

 

الليلُ فيها أسود

والقمرُ أحمر

النهارُ فيها أسود

والشمسُ بُنية

 

أخذنا نسرقُ الخبزَ من موائدِ الفحم

والماءَ من ينابيعِ معادنِ الليل

الهيولية

تعوضنا عنِ الشمسِ بقليلٍ من زهرِ النهار

أو بُنِّه

وعنِ القمرِ بقليلٍ من خَضارِ الليل

أو رُمّانِه

كان الليلُ حقلَ الدنيا

والنهارُ غَمْزَ الزمانِ لخَلخالِك

واستطعنا أن نبني بلدًا شيئًا فشيئا

لا تشبهُ البلدَ التي أردتِها في أحلامِك

كانت في البلدِ سجون

وكانت فيها محاكم

كان فيها المجانينُ الذين فقدوا جنونهم طاعة

... ةً

للحاكم المحكوم

وللحاكم الحاكم

وكان فيها المجانينُ الذين باعوا جنونهم سلعة

... ةً

للخالق المخلوق

وللخالق الخالق

لم تكن لها عاصمة

وكانت فيها مباول

الكثير من المباول

وبعد ذلك بقرون

قرر حُماتنا الرحيلَ كالجناحِ الضائع

بعد أن صاروا يُجْرَحون مثلنا

ويَخْشَوْنَ مثلنا قُبَلَ البنادق

وأهلَ أتلانتيدا

الذين ظلوا يطاردوننا أينما ذهبنا

وأينما اختبأنا

في نقراتِ الطيرِ أو في خَدْشِ المخالب

وإذا ما هربنا منهم إلى الأحلامِ في أحلامنا

أو إلى أحلامك

وبعد أن فقدوا قدرةَ التنقلِ في الهواء

وقوةَ السحرِ ومهابةَ الطلاسم

بعد أن فقدوا عِلْمَهُمْ في السحرِ

وسيطرتَهُمْ على الرمالِ والبحار

ولم يعدْ لهُمُ السيفُ سيفًا للمكارم

ولا روعًا للجَمال

حبُّ النساءِ قِوامُه

قِوامٌ استبدلوه بقِوام

سحاقُ الوردِ وقصوفُ السمكِ

ولواطُ الأقمار

تركونا لمصيرٍ لم يكنْ لَهُ أخٌ على وجهِ الأرضِ

بينَ كلِّ مصائر

أبناء

الوقت 

 لتكملة قراءة القصيدة على الصفحة الثالثة – اضغط التالي ادناه

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.