اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• قل لنا ماذا ترى في حالنا؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

شعر: د. أفنان القاسم 

مساهمات اخرى للكاتب

قل لنا ماذا ترى في حالنا؟

 

 (1)

غالبًا ما تقولُ أشياءَ كثيرةً عندما تصمتْ

لأنك ابتداءُ الدلالةِ وانتهاءُ الكلامْ

وغالبًا ما تسافرُ ليلاً إلى المدنْ

لأنك حِدَادُ القمرِ واحتفالُ الظلامْ

تقولُ ما لم يقلْهُ غيرُكَ عن وردةٍ

تُسقى مَنْيَا

وَحَدٍّ نَحَرَتْ عليهِ نهودَهَا المُغتَلِماتْ

مِنْ جمرِ معصيتِكَ عِصْيَانُ نارٍ

صارتْ بركانَ بَوْلٍ ورُمَّانْ

اعتذرتِ التماثيلُ عن كونِهَا لعنةَ النَّحْتْ

فرأيتَ في العراءِ إبداعَ المجانينِ وبِدْعَةَ الأنبياءْ

كم من مرةٍ قلتَ للكأسِ هذهِ آخرُ مرةْ

فلم تغادرِ السفنَ ولم تَرْوِكَ البحارْ

قل لنا ماذا ترى في حالِنَا بعد كل الذي جرى

أعيادُنا الدمُ المبرمجُ والزنابقُ جثثُنَا في الأتراحِ والتفاحْ

دِلَّنَا على الطريقِ التي نشقُّهَا في أجسادِنَا

إلى سُرَّةِ البطنِ وجوهرِ الحيوانْ

نحنُ الزمانُ الذي لم نَعُدْ نبحثُ عنهُ

والمكانُ الذي اصْطَفَتِ القوةُ العُظمى لَهُ غيرَنَا

وبقايا كلبٍ للجدِّ الذي كانَ لنا

وجدائلُ شَعْرٍ هي كلُّ ما تبقى لنا من عالمٍ في جحيمِنَا

وأحلامٌ دمرتها دبابةُ النومْ

وكلامٌ قيلَ عنا ألفَ مَرَّةْ

وشراعٌ صَارِيُهُ محطمْ

ويراعٌ مُعَهَّرْ

وقلاعٌ كلُّ ما فيها مهدمْ

ومِنْقَارُ مليكةٍ أنيقةْ

وشَقٌّ يسيلُ القيحُ منهُ بعدما انتصرَ في ساحةِ وغاهِ الرجالْ

 

(2)

حالُنَا حالُ الأقاحِيِ لمّا تخونُ الأقاحِيُ لونَهَا

الناريَّ

ويعرفُ الرسامْ

تنطفئُ الأقاحِيُ في المَنْفَضةْ

وفي اللوحةِ تداومُ الأقاحِيُ على الاشتعالْ

في نابُلُسَ تتفتحُ الأقاحِيُ على الأسطحِ

وتحترقُ في الطرقاتْ

في نابُلُسَ تقهقهُ الأقاحِيُ بينَ قطعِ الثلجِ

وتنامُ تحتَ المِخَدَّاتْ

في نابُلُسَ تتسللُ الأقاحِيُ إلى أرغفةِ الخبزِ

وتذبُلُ على الأفواهْ

في نابُلُسَ تُزَيِّنُ الأقاحِيُ خُوَذَ الجنودِ

وتتقنُ عدَّهُمْ في الطرقاتْ

في نابُلُسَ تغضبُ الأقاحِيُ من حلمةٍ

تعرضُ نفسَهَا للبيعِ في الأسواقْ

في نابُلُسَ تبيعُ الأقاحِيُ ثمارَ الليمونِ الحامضِ

من أجلِ شرابِ المنونِ في بغدادْ

في نابُلُسَ تنادي الأقاحِيُ على أزهارِ اللؤلؤِ

كي تقهرَ العَنْبَ والعِنَبَ والعُنَّابْ

في نابُلُسَ تتسلقُ الأقاحِيُ النهارَ على الشبابيكِ

لتنقلَ كلَّ ما يفعَلُهُ العشاقْ

قُ

لأجهزةِ المخابراتْ

في نابُلُسَ تكتبُ الأقاحِيُ التاريخَ

كما يريدُ الشيكلُ واليَنُّ والدولارْ

الأقدامُ تركضُ في نابُلُسَ

والأقاحِيُ من ورائِهَا تركضُ

تريدُ القبضَ عليها

الأثداءُ تركضُ في نابُلُسَ

والأقاحِيُ من ورائِهَا تركضُ

تريدُ النومَ بينها

الأفكارُ تركضُ في نابُلُسَ

والأقاحِيُ من ورائِهِا تركضُ

تريدُ معرفةَ لونِهَا

الأقمارُ تركضُ في نابُلُسَ

والأقاحِيُ من ورائِهِا تركضُ

تريد إطفاءَهَا بِنَعْلِهَا

الأحجارُ تركضُ في نابُلُسَ

والأقاحِيُ من ورائِهِا تركضُ

تريدُ بناءَها لها بيتا

الجبالُ تركضُ في نابُلُسَ

والأقاحِيُ من ورائِهَا تركضُ

تريدُ عَدَمَ غَرَقِهَا في بحرِ حيفا

كل هذا

وبناتُ نابُلُسَ

كلَُ بناتِ نابُلُسَ بالأقاحِيِ مغرماتْ

إلى حدِّ الجنونِ

هُنَّ مغرماتْ

يتشكلنَ بالأقاحِيِ

وبالأقاحِيِ يغطينَ حلماتِهِنَّ

وسراتِهِنَّ

وأصابعَ أقدامِهِنَّ

ويفرشنَ الأحلامَ وكلَّ ما في الرأسِ من جنونِ

العاشقاتْ

الأقاحِيُ أغنياتْ

تٌ

على الشفاهْ

هِ

الحزينةِ في نابُلُسَ

فالقبلاتُ محرمةٌ قبلَ الزواجْ

الأقاحِيُ صلاةْ

ةُ

الفجرِ

في نابُلُسَ

بين أذرعِ اللهِ وأذرعِ الاستيهامْ

الأقاحِيُ فكرةٌ مذنبةٌ

عابرةٌ

في نابُلُسَ

تدفعُ إلى الابتسامْ

مِ

أحيانًا

وأحيانًا إلى عدمِ الابتسامْ

الأقاحِيُ خائنةً كانت أم مخلصةْ

في نابُلُسَ

تبقى الأقاحِيَ

وفي البحيرةِ ترى صورتَهَا زرقاءْ

 

(3)

حالُنَا حالُ الكمانِ الجهيرِ بينَ ذراعينِ مقطوعتينْ

وساقينِ مجتزأتينْ

وعالَمينِ منفصلينْ

مقتلعينِ من الجذورْ

رِ

كالأشجارْ

حالُنَا لن يُعْرَفَ له شبيهٌ في كلِّ العصورْ

رِ

القادمةْ

هكذا

رميةٌ من غيرِ رامْ

الأنغامُ تعلو شيئًا فشيئا

تضربُ في رأسي

تضربُ رأسي

تحتدمُ الأوتارْ

عما قريبٍ سيكونُ مَصرعي

سيكونُ مهرجانُ الموتِ

سيمورُ مهرجانُ الموجِ

سيعودُ مهرجانُ الرُّمَّانْ

الأنغامُ تدنو شيئًا فشيئا

تسيلُ في جسدي

تسيلُ في روحي

تجرفُ كالإعصارْ

عما قريبٍ سيحضرُ المسدسُ لأجلِ قتلي

سيحضرُ المجرمُ

سيظهرُ المنقذُ

سَيَقْرَعُ جرسُ البابْ

الأنغامُ تتمردُ فجأةْ

ةً

على الوقتِ وعليّْ

تريدُ أن تُخْضِعَنِي

فأترُكَنِي بين يديْهَا

شَيْنًا للأقدارْ

الأنغامُ تحنو فجأةً

على الوقتِ وعليّّ

تريدُ أن تَرْفَعَنِي مِنَ الذُّلِّ

والخِزيِ

إلى الإذلالِ والإذعانْ

أخضعُ لنَعْلَيْهَا

أوافقُ على أن أبقى مطرودا

أهجسُ كنغمٍ قادمٍ مع الطلقةْ

ةِ

القاتلةْ

الطلقاتْ

أتلوى مَعَ النغمِ السابقْ

أتشوقُ إلى النغمِ القادمْ

مِ

مَعَ الطلقةِ المحرِّرَةْ

الطلقاتْ

أعلو مع النغمِ القائمْ

مِ

وأتساقطُ كمُزْنَةْ

سقوطَ الغيمِ على الركام ْ

يئنُّ الكمانُ الجهيرُ أنيني

يغدو لَهُ الشوقُ الذي لي

وحنيني

إلى طلقةٍ منصفةْ

طلقةٍ واحدةْ

طلقةٍ واحدةٍ بينَ طلقاتْ

جرسُ البابِ لا يقرعْ

لا يقرعُ دوما

دومًا لا يقرعُ جرسُ البابْ

يكبرُ جرمي

وشعوري بالذنبِ يكبرْ

أئنُّ رغبةْ

أنا المطرودُ في الأنغامْ

أئنُّ متعةْ

أعانقُهَا

ليستِ الذاتْ

أعانقُهَا

ليستِ الطلقةُ التي ستطرقُ على البابْ

بِ

بعد قليلْ

أعانقُهّا

ليستِ الفأسْ

سُ

الحمقاءْ

أعانقُهَا

ليستِ الشمسْ

سُ

ولا زُحَلُ

ليستْ قُبُلاتُ الأَجْرَامْ

الكمانُ الجهيرُ ليلُ العالمْ

شمسُ الموتْ

لدغُ الضوءْ

الانعكاساتْ

كلُّ مرايا ليلِ العالمِ انعكاساتْ

أعانقُهَا

ليست أمي

أو أنها أمي

أمي

أعانقُهَا

ليست مومسُ الحيّْ

أو أنها هي

مومسُ الحيّْ

أعانقُهَا

ليست مريمْ

أو أنها مريمْ

مُ

وكلُّ أمٍّ عذراءُ أنا زوجُهَا

أعانقُهَا

أعانقُهَا

أعانقُهَا

بينما النغمُ يعانقُنِي ويعانقُهَا

ليست أنايَ الخائنةْ

أتمنى لو كنتُ خائنا

أندمُ على كلِّ العمرِ الماضي الذي بقيتُ فيهِ وفيًا ككلبْ

شقيًا كعُقابْ

الأوتارُ تتوترْ

تتمزقُ الأنغامْ

تمزقُ لي ندمي

فأعودُ إلى انتظارِ أن يقرعَ جرسُ البابْ

أن يَظْهَرَ القاتلْ

أن يَحْضُرَ

ويُحْضِرَ معه كُلَّ الأنغامِ المجرمةْ

كُلَّ الأنغامْ

 

(4)

حالُنَا حالُ من تهربُ مِنْهُ الشوارعُ والمدنْ

لخجلِهَا مِنَّا

البحارُ والسفنْ

لحقدِهَا عليْنَا

الجبالُ ودودُ القزْ

لقرفِهَا مما نقيء

***

من أين جاءت هذه الذبابةْ

ةُ

وفي الخارجِ ليس هناك أحدٌ غيرُنَا؟

وفي الخارجِ

حتى الذبابُ هربَ منا

إلى نفاياتِِ النجومِ وبراثنِ الطيورِ الجارحة؟

كيف دخلت هذه الذبابةْ

ةُ

وكلُّ نوافذي مغلقةْ؟

ربما خرجت من حُلْمِ البارحةْ

***

لن تعودَ إلينا الشوارعُ ولا المدنْ

بعد أن بصقت علينا

البحارُ والسفنْ

بعد أن شاءتِ السفرَ بعيدًا بعيدًا بعيدًا بعيدًا بعيدًا عنا

الجبالُ ودودُ القزْ

بعد أن كَرِهَتْ لأجلِنَا الحريرْ

***

هذه الذبابةُ تحاولُ منعي مِنَ الكتابةْ

وأنا

طِوالَ عمري لا أحبُّ الذبابْ

كان أبي يحبُّ الذبابْ

بَ

وأنا

طِوالَ عمري لا أحبُّ الذبابْ

كانت أختي تحبُّ الذبابْ

بَ

وأنا

طِوالَ عمري لا أحبُّ الذبابْ

كانت أمي تحبُّ الذبابْ

بَ

وأنا

طِوالَ عمري لا أحبُّ الذبابْ

ابنتي فقط لم تكنْ تحبُّ الذبابَ مثلي

وأنا

لهذا

كنتُ أحبُّ ابنتي

وأكرهُ أمي وأختي وأبي وباقي الذئاب

***

كيف نبني إذن شوارعَ ومدنًا جديدةْ

ونحن عرايا دون جدرانْ

هل نشتري أخرى؟

الشوارعُ والمدنُ لا تُشترى

هل نصيدُ أخرى؟

الشوارعُ والمدنُ لا تُصادْ

هل نصنعُ من فروجِ نسائِنَا شوارعَ ومدنًا لن تكفينا وغيرَنا؟

الشوارعُ والمدنُ لا تُصنعُ من فروجِ النساءْ

هل نقيمُ على أكفالِهِنَّ ناطحاتِ سحابْ؟

ناطحاتُ السحابِ لا تُقامُ على الأكفالْ

كيف نجعلُ إذن مِنَ الدميماتِ جميلاتْ

كي نُغريَ الشوارعَ والمدنْ

نَ

فتجيءْ

كي تورقَ الشوارعُ والمدنْ

نُ

فنفيءْ

كي تشتعلَ النارُ بينَ الجدرانْ

نِ

فنُضيءْ

كي نرى الظلالَ كما يرى الضريرْ

رُ

الظلالْ

لَ

على الأرصفةْ

والصورَ في المرايا

كَذِبًا لا مراءَ فيه؟

***

هذه الذبابةُ تستحقُ الموتَ كأيِّ واحدٍ فينا

لكني سأتركُهَا حُرَّةْ

ةً

طليقةْ

في الأجواءْ

الحُرَّةَ الوحيدةْ

لتكملة قراءة القصيدة على الصفحة الثانية / انقر على التالي ادناه

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.