اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• القصص الأخيرة - الكابوس السادس: النفق -//- أفنان القاسم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ للكاتب ايضا

القصص الأخيرة - الكابوس السادس: النفق

أفنان القاسم

إنه أيضًا رأي العالم يتزاك بوبوفيتش، البروفسور في شلل الأطفال، قال المعلق، بينما لقطات الفيديو تتتالى لطفل ودُلفين يلعبان تحت رقابة فتاة ساحرة ترتدي ثوب سباحة بقطعتين في بركة، فعلاج الكثير من المعاقين يتم بحافز خارجي عندما يعجز العلاج الدوائي عن تحقيق ما يرتجى منه. هذا وليس المقصود هنا بالحافز الخارجي التأثير في العالم النفسي للطفل، كما يقول العلماء النفسيون، هذا التأثير يظل ثانويًا، يمكن أن يكون هامًا، ولكنه يظل ثانويًا أمام حركة لا شعورية أو فعل غير منتظر يعيد الحياة إلى عروق الطفل، وليس هناك أفضل من الدُّلفين، هذا الكائن المائي البريء براءة الأطفال، من القيام بهذا الدور، دور الحافز الخارجي، ختم المعلق عبارته على لقطة لساق الطفل المشلولة، وهي تتحرك بإرادة سرية لمحاولة العوم مع الدُّلفين. لهذا تتبنى مصحتنا هذه الطريقة في علاج شلل الأطفال، وتتميز بكونها الوحيدة في العالم. العنوان: مستوصف الأمل، 17 شارع روتشيلد، تل أبيب. الهاتف: 15 05 19 48.

التفت أبو السعيد إلى ابنه المشلول الساقين، ابن السابعة، والغافي في عربته، وتنهد. أبو السعيد، كم مرة أعدت رؤية هذا الفيديو؟ جاء صوت امرأته يسأل من ورائه. أخرج الأب التعيس الشريط، وأطفأ الجهاز. نظر إلى ابنه المعاق، ومن جديد تنهد. لولا الحصار لذهبت بالسعيد إلى تل أبيب في الحال، همهم أبو السعيد. ولماذا لا تأخذ السعيد إلى باريس، إلى مدريد، إلى موسكو، إلى سان فرانسيسكو؟ أنت ملك من ملوك الأنفاق اليوم، غني، والكل في غزة يسعى لنيل رضاك، طنت بصوتها أم السعيد. اسكتي، يا أم السعيد، بالله عليك، عاتب الرجل، عاملة حالك مش فاهمة، هذه الطريقة في علاج شلل الأطفال لا توجد إلا في إسرائيل. طب خليهم يبعتوا لك دُلفين، البِركة، وبنيتها، اقترحت أم السعيد على صوت الصغيرة سناء، ابنة الخامسة، التي دخلت راكضة إلى ذراعي أبيها، وهو تقول: يابا، يابا، علمني السباحة، يابا. فتح السعيد عينيه، وقال: وأنا أيضًا، علمني السباحة، يابا. ذرف أبو السعيد دمعة، وهو يضم ابنته وابنه، وكذلك فعلت أم السعيد. شدت شالها تحت ذقنها، ورفعت وجهها المدور كطنجرة المسلوعة ويديها إلى السماء، وراحت تبتهل إلى الله.

وهو في سيارته المرسيدس، كان أبو السعيد يتكلم في هاتفه المحمول مع المهرب المصري، ويقول: نعم، دُلفين، تُخَس الاسم العلمي. تُخَس، يا أبو السعيد، من أين؟ يقول المهرب من الطرف الآخر للخط. نحن لا عندنا تُخَس ولا رُخَص، قل لي حوت أحضره لك، سمك قرش أحضره لك، تمساح أحضره لك، أما تُخَس... ستحضره لي من تحت الأرض، ألح أبو السعيد، عندنا ممنوع على الصيادين الصيد في الماء الحلو، وإلا أرسلت بمن يحضر لي عشرة دلافين بدل واحد. ماء بحر غزة حلو، يا أبو السعيد؟ احتار المهرب في أمره. ماء بحر غزة خرا، كل خرا الغزيين يصب فيه بعدما قنبلوا المجاري، وفاضت به أدمغتنا، وعما قريب سيتغلغل في أعماق الأرض، فلا تحبل أرض ولا تحبل امرأة، ويغدو العقم كل حياتنا. طيب، قال المهرب محزونًا، سأسأل لك. من أجل ابني السعيد، همهم الرجل، وهو يذرف من جديد دمعة.

ترك أبو السعيد غزة من ورائه كحلم شيطاني مزلزلة مهدمة مهشمة كلها إلا مآذنها الواقفة على أذنيها بين ذراعي الوَرَع، سار في أنقاض ضاحيتها الحدودية، ونظر بعين الحسد إلى الأطفال الذين يلعبون بكامل قواهم الجسدية. أوقف سيارته المرسيدس، وراح ينظر إليهم، ويتنهد. هؤلاء العفاريت لا يلزمهم دُلفين ليمشوا، همهم أبو السعيد بكل اليأس على سطح الأرض. كانت هناك بعض الأكواخ القذرة، وبعض العجائز المحجبات، وبعض الفتيات المحجبات، وبعض البنات المحجبات، وبعض الرجال الملتحين. رأى شخصًا غريب الشكل غريب الأطوار، وأحدهم ينتهر الأطفال: ابتعدوا عنه، لكن الأطفال كانوا يحبونه. كان غريبًا في كل شيء، في حركته، في صوته، عند ضحكه، عند بكائه. صعد على الأسطح، وصرخ بالأطفال: لا تطيعوا آباءكم! فأنزله الآباء، وراحوا به لكمًا وركلاً، وراحوا بأطفالهم لكمًا وركلاً. لكن الأطفال كانوا يحبونه، فلم يبتعدوا عنه. بكى الأطفال قليلاً، ثم مسحوا دموعهم. عاد الرجل الغريب إلى الصعود على الأسطح، والصراخ بالأطفال: لا تطيعوا آباءكم! فعاد الآباء إلى إنزاله، وراحوا به لكمًا وركلاً، وراحوا بأطفالهم لكمًا وركلاً. وفي كل مرة يتوقف فيها الآباء عن ممارسة طقس من طقوس الأبوة يعود الرجل الغريب إلى الصعود على الأسطح، والصراخ بالأطفال: لا تطيعوا...

عجل أبو السعيد الذهاب إلى نفقه الجديد، غير بعيد من بابل، وهو لا يفكر في بابل. في كل مرة، بعد هدم الطائرات الحربية لنفق، يبني نفقًا آخر أكبر وأوسع وأمتن، إنه الهدم الخلاق في حضارة الحصار. جاءه العمال، وقالوا له إنهم توقفوا عن حفر النفق الجديد لأنهم يريدون أجورهم التي تعود عليهم من حفر النفق القديم، فشخر أبو السعيد بهم، وراح يشكو حال الدنيا والآخرة، ويقول: لدي من الهموم ما فيه الكفاية، كل ما يلزم، وأنا سأغمركم بالنقود بعد إكمال حفر النفق الجديد، عن النفق الجديد والنفق القديم، والله سأغمركم. الصفقة ستكون كبيرة، بشرط أن يكون النفق كبيرًا، أكبر نفق في غزة أن يكون. الصفقة اسمنت وحديد وحنفيات ومواسير ورخام طلياني، الصفقة ستكون كبيرة. عجلوا الهمة بس، وأنا سأغمركم بالنقود، بالدولار سأغمركم، لا شيكل ولا جنيه ولا دينار، بالدولار سأغمركم، والله سأغمركم.

نزل العمال على حبل في حفرة بقدر عشر آبار، واخترقوا بأدواتهم نفقًا عريضًا لكنه ليس عاليًا، كان يضطرهم إلى الانحناء فيه. راحوا يعملون كالشياطين في أنفاق الجحيم، وهم يحفرون، ويخرجون الرمل، ويدعمون النفق بالأخشاب. كانوا يقولون فوقنا الرمل، وتحتنا الرمل، لم نصل بعد إلى حرس الحدود، ويا حبذا لو يزلق هؤلاء بأقدامهم لتكون نهايتهم على أيدينا، وكانوا يضحكون، ويدخنون سيجارة.

بعد يومين، قالوا نحن الآن في الطرف الآخر من الحدود، نحن الآن في بطن سيناء. كانوا سعيدين كحيوانات الخلد، وكان بعضهم يقول هذا النفق هو الأكبر والأقوى والأجمل، وهو آخر نفق يحفره، لأنه يريد الخروج من بطن سيناء. الخروج من بطن سيناء، يهمهم بعضهم الآخر. كان كل منهم يغدو تعيسًا، وعلى وجوههم الشاحبة ترتعش أشعة المصابيح الصفراء، فتزيدها شحوبًا. الخروج من بطن سيناء. كانوا يرمون أدواتهم، ويشعلون سيجارة. وبينما هم كذلك، إذا بجهنم تتفجر فوقهم. لم يكن شيئًا كبيرًا، كانت غارة إسرائيلية. لكن القنابل دكت المكان، وانهار الرمل على رؤوسهم، فسعلوا، وكادوا يختنقون. عجلوا في الخروج من النفق، وبعضهم فوق كان يتنفس بصعوبة. رائحة القنابل، كان بعضهم يقول، رائحة الموت ليست طيبة.

لم يتوقف القصف طوال الليل، ولم تنم أعين ناس الأكواخ القذرة. لم يكن لديهم ملجأ يلجأون إليه، كان بيت الله ملجأهم. خرجوا إلى الأزقة، وفي أحضانهم أطفالهم. كان الأطفال يصرخون على كل انفجار يسمعونه، بينما الكبار يرتعدون، ويتكلمون مع أنفسهم تارة، وتارة مع الشياطين. كانوا يغلقون آذانهم عند كل انفجار، ويغدون صغارًا، يصرخون كأطفالهم، ثم يتوقف أطفالهم عن الصراخ، ويأخذون بالضحك على هستيريا القذائف. وفي الأخير، كان أطفالهم يغفون، والقصف على أشده، فتهزهم من أكتافهم يد الموت بقوة ودون رحمة، لينهضوا على انفجار في وسطهم أودى بحياة الكثيرين. كانت الانفجارات لعنة للواحد ورحمة للآخر كتلك المرأة التي لم يكف زوجها عن ضربها كل يوم منذ عشرات السنين لما سقط قتيلاً، أو تلك الأخرى التي قتلت زوجها لتقول هم الإسرائيليون. كذلك ذلك الرجل الذي جعل حياة الناس أسود من الجحيم حتى جاءه الجحيم إلى عقر داره، أو ذلك الآخر الذي قتله الوعد على يد من كان يريد كل الوعد وقال إنه الرجل الغريب. ماذا يعني أن يُقتل المرء في غزة؟ كان القتل في غزة شيئًا آخر غير ما هو عليه في الفاجعة، كان القتل في غزة عاديًا، كالذهاب إلى بيت الماء، بعضه كان شيطانيًا، وبعضه كان ملائكيًا، لكنه يبقى عاديًا، عاديًا جدًا.

في اليوم التالي، كان العديد من الأنفاق قد تحول إلى ركام، ولم يكن نفق أبي السعيد من بينها. تعانق العمال لفرحهم، ووعد أبو السعيد بمضاعفة أجورهم: يالله يا شباب، عجلوا الهمة بس، وأنا سأغمركم بالنقود، بالدولار سأغمركم، لا شيكل ولا جنيه ولا دينار، بالدولار سأغمركم، والله سأغمركم. عادوا إلى الحفر، وبعضهم يسعل، وبعضهم يدخن، وبعضهم يفكر في اللحظة التي سيخرج فيها من بطن أمه.

في اليوم الذي سيتم فيه فتح النفق من الجهة المصرية، أحضر أبو السعيد ابنه المعاق معه. ستستقبل بنفسك الدُّلفين، قال أبو السعيد للسعيد سعيدًا. سأستقبل بنفسي الدُّلفين، قال السعيد لأبي السعيد سعيدًا. سيعلمك السباحة، همهم أبو السعيد. سيعلمني السباحة، همهم السعيد. نعم، سيعلمك السباحة، عاد أبو السعيد إلى الهمهمة. قرب حافة الحفرة البئرية فوق، أنزل عربة ابنه من سيارة المرسيدس، ثم أنزل ابنه، ووضعه في العربة. سيجيئون لك بالدُّلفين بعد قليل، همهم أبو السعيد في أذن السعيد الذي بدا مسحورًا. شكرًا، يابا، همهم الطفل. تقدم السعيد بعربته حتى الحافة البئرية، ونظر إلى باب النفق، وراح يحلم. تخيل نفسه، وهو يزحف في جوفه، وهو يعلو بقامته الصغيرة، وهو يمشي. بقي يمشي في أعماق النفق حتى وصل إلى بابه الآخر، كان الباب يصل مباشرة بالرمل، بالبحر، بالدلافين. عانق الدلافين، وعام معها، حملته على أكتافها، وذهبت به بعيدًا، بعيدًا، ذهبت به بعيدًا، ذهبت به إلى مملكتها. تحت الماء كانت مملكتها. كانت مملكتها من المرجان. كلها من المرجان. أخضر كان المرجان، وأحمر، وأزرق غامق. وكان البحر من تلك الناحية أزرق فاتح. كان السمك فضيًا، وكان ذهبيًا، والبحر كان أزرق فاتح. نظر السعيد إلى عيون الدلافين، فكان لونها أزرق فاتح. أدخلته الدلافين في المرآة معها، ورأى في المرايا الأخرى التي في المرآة أن لون عينيه أزرق فاتح، ولون يديه، ولون قدميه. كان كل شيء في المرايا التي في المرآة أزرق فاتح، الأسود فيها أزرق فاتح، والأبيض فيها أزرق فاتح. وبينما هو يسير مع الدلافين إلى الطرف الآخر من المرايا، رأى من بعيد أطفالاً آخرين. لم يكن لهم آباء، وكانوا لا يعرفون من أين جاءوا. كان البطن الذي حمل بهم الأزرق الفاتح. كان الأزرق الفاتح أمهم، وهم لهذا لم يكن لهم آباء. كانوا أحرارًا، لأنهم لم يكن لهم آباء. كالدلافين، لم يكن لهم آباء. كالسمك الفضيّ، لم يكن لهم آباء. كأبطال قصص شهرزاد، لم يكن لهم آباء. كالحور في الأوديسة، لم يكن لهم آباء. كرسوم والت ديزني المتحركة، لم يكن لهم آباء. لهذا كانوا أحرارًا، لأنهم لم يكن لهم آباء. وكانت لهم أفكار هي الأحلام، ولم تكن الأحلام. كانت أفكارهم أحلامًا، وكانت أفعالهم غير أفعال الكبار، كانت أفعالهم أفعال أطفال لم يكن لهم آباء. لهذا كانوا أحرارًا، لأنهم لم يكن لهم آباء. وكانت المرايا التي في المرآة امتداد العالم الحر الذي لهم، دون آباء، ودون قوة الآباء عليهم. لم تكن عليهم إلا قوة الأزرق الفاتح، لون الحلم في أعماق البحر، ولون الحب، ولون الكره، لأن الكره في مملكة الدلافين كان حبًا.

انتظرناكم طويلاً، قال المهرب، والعمال يخرجون برؤوسهم من مهبل سيناء. تنفس العمال الصعداء، وقالوا: لم يكن الأمر سهلاً. لننته بسرعة، قال المهرب، هناك دورية. أخذ حمالوه ينقلون أدوات البناء الثقيلة وأكياس الاسمنت وأكداس الرخام من الشاحنة، ويلقونها في النفق، وفي النفق كان العمال يسحبونها على بساط من البلاستيك، كل واحد منهم يسحبها إلى مسافة، وكانوا يتناوبون في سحبها حتى إخراجها، ومن قلب الحفرة البئرية، كانوا يرفعونها على حبال ربطوها بدولاب. والدُّلفين، يابا، كان السعيد يسأل، وقد عيل صبره. في الطريق، كان الأب يجيب بعصبية.

ما هذا! صاح العمال دهشين على رؤية لاما كان الحمالون على وشك الإلقاء بها في النفق. قولوا لأبي السعيد إنني لم أجد الدُّلفين الذي طلبه، قال المهرب للعمال. وكيف سنخرجها؟ همهم العمال، ستنكسر ساقاها. اسحبوها، وهي على ظهرها، اقترح المهرب. على ظهرها أو على بطنها، ستنكسر ساقاها.

صاح السعيد أول ما رأى اللاما في قعر الحفرة البئرية: الدُّلفين، يابا! عندما تأكد لأبي السعيد، وهم يرفعون اللاما بالحبال، أنها لاما، أخذ يكفر مجمجمًا أقذع القذائع. معلش، يابا، قال الطفل، اللاما كالدُّلفين. اقترَبوا بها حتى لامس بيده عنقها، وراح يداعبها.

مضت الأيام دون أن يتعلم السعيد العوم مع اللاما، فاللاما لا تحسن العوم، ولكنها تحسن الكَلَفَ خاصة بالمشلولين الذين كان من بينهم الطفل الغزي. كانت تدفع عربته برأسها، وتدغدغه بذيلها، وترضبه بلسانها. وعندما قال أبو السعيد إنه سيذبحها، فاللحم مقطوع في غزة، وهو يشتهي طبق كباب من تحت يدي أم السعيد لا أحد في غزة يتقن صنعه مثلها، أخذ السعيد يبكي، ويقول: لا تذبحها، يابا، وكذلك بكت الصغيرة سناء، وقالت: لا تذبحها، يابا، فلم يذبحها كُرْمال عيون طفليه، حتى أنه ذرف دمعة عندما تذكر وضع ابنه الميئوس منه، ولم تفعل أم السعيد سوى شد شالها تحت ذقنها، ورفع وجهها المدور كطنجرة المسلوعة ويديها إلى السماء، والابتهال إلى الله.

لم يكن المساء مزهرًا في غزة ككل مساء، ولم تعتد اللاما على موت حديقة الليل. كم من مرة تعثرت قدمها، وكادت تسقط في البركة، لولا عيون السعيد التي تسهر عليها. تعثرت قدمها، وسقطت في البركة هذه المرة، ولم تنفع صرخات السعيد، فلم يجئ أحد إلى إنقاذها. والطفل يرى حيوانه المحبوب يغرق، ويموت تحت ناظريه، سار بعربته حتى حافة البركة، وألقى بنفسه في الماء، لكنه بدلاً من أن ينقذ اللاما كان يحتاج إلى من ينقذه. راحت اللاما تدفعه برأسها، وهي تقاوم الغرق موتًا، فلا يموت الطفل غرقًا. دبت الحياة في عروق الساقين المشلولتين، وفي اللحظة نفسها، انبثقت طائرة حربية، وقصفت المكان، فقتلت اللاما التي حمت الطفل بقلبها، بعقلها، بجسدها، بكلها، بكيانها الحيواني، وافتدته بدمها، ككل أم تلد البحر.

الكابوس القادم: الدولة

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.