صوتها
علي اسماعيل الجاف
يبدأ الليل الطويل ممزوجا" بحسرات الاشتياق ،
يناغم الظلام بحسرات الجوع والعطش ،
يتكأ على الجدار معتمدا" ، لم يعي المرحلة بعد !
يقف، يتحرك، ينظر الى السقف متأملا"، فيجده طويلا" ،
ينادي قائلا": حب ، شوق، غرام، فيعود الصدى عليه سريع" ،
يسمع صوت افراخ السنونو عاليا" بتكرار ...
يشعر انها جائعة ، ربما حل فصل السيف مجددا" ،
ينفض ملابسه بيده اليسرى ساعيا" ،
فيمد رأسه من النافذة متطلعا" ، ويتأمل ناظرا" ...
متى تعود لهم ، لتطعمهم شيئا" ، عليها تسمع ندائي !
فيصرخ "كالأهماج"؛ لكنه يدرك جيدا" ان الهند وافريقا واستراليا موطنها ،
يعود قافلا" صوب المنضدة عله يجد ما يسد رمقه ،
يرمق جسدا" يمر مسرعا" صوب غرفته ،
لمح لون ثوبها، اصفر، احمر، وردي، ...
لم يكن متأكدا" بل يبدو حائرا" ،
هي حلمي، اسمع صوتها يناديني، يؤسرني، يوقضني،
ترك المنضدة خلفه، ودقات قلبه تتسارع بنبضها ،
هي انثى بروح طفلة، فتاة بحضورها، تجثو ورائها الروح ،
بلسم لجروح الجسد، فراح يخاطبها بحذر وتردد ،
صوتها الذي سمعه سيمفونية عشق لاتكرر ،
جمالها يشبه الندى في الصباح ،
يعانق الابتسامة على الشفاه، ويرسم لوحة فنية رائعة على خدودها ،
سنقضي وقتا" معا" بعيدا" عن الآمال والأحلام ،
أصبح واقعا يلمسه بيده ودا" وعشقا"، يعانقه ألما" ،
سيبقى صوتها صادحا" يغمرني عشقا وشوقا ،
ظل "الرجل" مستلقيا" مبتسما" ويداه تداعب السجارة غرقا"،
حقوق التأليف ، علي الجاف، 2015