علي اسماعيل الجاف
خطورة غياب الامن الثقافي
علي اسماعيل الجاف
مازلنا نعاني من أزمة تحقيق الامن الثقافي في ظروف تسود فيها لغة الأنانية والتفكير الاحادي والتوجه المقترح ببنود غير معيارية ، فقد يكون هناك نماذجا رائعة من حيث الشكل ، ننجذب إليها من بعيد ؛ ولكن الصدمة تتحقق عند القتراب من حاجز السور المعزول بجدار وضعي ، لاتقوى الجهات المترفعة أن تمارس سطوتها الفكرية على تغيير مسارات الحوار لان الجدار مازال قائما .
وليس بعيدا عن تحقيق الامن الثقافي ، إذ مارست الحداثة وما بعد الحداثة والحداثة القريبة ، وغيرها من المصطلحات التي تجد تأثيرها عند كتابها وصداها عند مغرديها ، بينما يتجول الكثيرون في غموض الشكل والمضمون ، ونعاني من إصدار جديد بلغة توفير معرفي مكاني هادف لصعوبة تحقيق الوصول والبحث والاستكشاف ، لا بل أكثر من ذلك ، ما يعرف حديثا "الخوف والتهديد" غير المعلن يمثلان علامة بارزة ضد التقدم الثقافي المنتج .
ولتحقيق المبتغى ثقافة جوالة في المنازل وثقافة متحركة في المجتمع وثقافة مميزة في المؤسسة ، نحتاج الاتي:
١.) الثقافة تخص الجميع ، تراجعها يؤثر عليهم ، وتقدمها يرسم مسارهم ، وهذا المفهوم لن يتحقق من غير عجلة التنمية الأسرية اولا .
٢.) الثقافة تسعى أن ترسل خارطتها اليومية ليشارك الشخص بها ، وفي حاله عدم مقدرته ، فعليه أن يستحدث خارطة ثقافية شخصية منسجمة مع الواقع التنموي المتقدم .
٣.) الثقافة لا تحمل شعار الترقب والانتظار والتأخير ، فهي محور ونواة وأساس عجلة الرقي والازدهار بالمشاركة والمبادرة والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة ، فلا يمكن ان يتحقق لشخص تنمية من غير تحرك ذاتي نوعي يرسم الخطوات والسبل قدما .
الثقافة تريد من يساهم في حمايتها ضد اعاصير وموجات غريبة ؛ لانها محور داخلي مهم علينا المحافظة عليها ، ويتطلب التقويم الدور لمخرجاتنا الداخلية بالرغم من الأشكال الكثيرة المساهمة والمبادرة ؛ لان الفن توسع وأنواعه تنوعت ، وأدواته توسعت، والسؤال المهم : من يحقق التنمية والأمن الثقافي السريع ؟